الرئيس السنيورة : للبنانيين مصلحة بانتشار الانظمة الديمقراطية في المنطقة وموجة التغثيير لا رد لها ونحن مع مطالب الشعب السوري بالحرية

-A A +A
Print Friendly and PDF
العنوان الثاني: 
حديث مسهب عبر اذاعة الشرق مع الاعلامية وردة الزامل

 اعتبر رئيس "كتلة المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة أن "الحكومة التي أتت بكمية احقاد ورغبة بالانتقام والتوتير لا تؤدي الى نتيجة، وقد آن لنا ان نستفيد من التجارب التي مررنا بها لكي نساهم سويا في بناء البلد"، ورأى أن "رجل الدولة لا يعدل مواقفه استنادا إلى حيث تميل الريح ويجير كل شيء لمصلحة الدولة"، وأشار إلى أن "ما يجري في سوريا ليس خارج سياق ما يجري في العالم العربي، وأن اتهام تيار "المستقبل" بتهريب السلاح إلى سوريا تبين في النهاية أنه أضحوكة".

وأشار إلى أن "المسيحيين أو المسلمين لا يستطيعون إلا أن يكونوا بجانب الانتفاضات العربية، وأن اللبنانيين لديهم مصلحة بأن تسود الديموقراطية في العالم العربي، واستعمال العنف لا يؤدي إلى نتيجة ويعرض الجسم اللبناني الى مخاطر". وقال: "نكن كل الاحترام لسماحة المفتي ويجب ان ندرك ان ليس كل وجهات النظر متطابقة، والتواصل مستمر من اجل التقدم على المسارات الإصلاحية للمؤسسات بالتعاون مع المفتي".

وأوضح أن "العلاقة مع الرئيس نجيب ميقاتي علاقة صداقة، وآخر اتصال بيننا كان بالأمس". واعتبر أن "الحكومة ليس لديها إرادة حقيقية لممارسة سلطتها على كل جوانب الوضع الأمني، وأن المجلس العدلي هو مقبرة للجرائم واللبنانيون لم يقبلوا بتسليط السيف فوق رؤوسهم".

أضاف: "المحكمة الدولية نريدها حماية للديموقراطية والحريات في لبنان ولإنهاء الحق بالقتل، والتزامات لبنان تجاه تمويل المحكمة هو دين مترتب عليه ولا يستطيع الا ان يدفعه، وأكبر خطر يمارسه اي بلد هو أن يضع نفسه في مواجهة مع المجتمع الدولي".

وشدد على "احترام تطلعات الشعب السوري ومطالباته بالإصلاح، وأتمنى على الأسد أن يأخذ موقفا شجاعا ويستمع لنصائح أصدقائه". وأكد أن "الحريري ان شاء الله سيعود قريبا إلى لبنان وهو مستمر كالشجرة المثمرة".

الحوار

كلام السنيورة جاء خلال لقاء إذاعي أجرته معه الاعلامية وردة الزامل صباح اليوم ضمن برنامج "المجالس بالامانات" عبر أثير إذاعة "الشرق" جاء في نصه:
سئل: عندما يذكر اسم فؤاد السنيورة يأتي الوصف المباشر رجل الدولة هل يا ترى ولو باختصار رجال الدولة في لبنان نقد نادر ولماذا؟
أجاب: "مرة ثانية اهلا وسهلا، وهذه فرصة طيبة للإطلالة من هذا البرنامج والذي على مدى سنوات طويلة كنت انا ضيف هذا البرنامج ومع مختلف الظروف التي مررنا بها على مر هذه السنوات، وللمناسبة ايضاً اصبّح كل اللبنانيين ومن خلال هذه الاذاعة وايضاً في هذا اليوم بالذات 11 أيلول، لا شك أن هناك فرقاً بين رجل الدولة وبين الرجل السياسي، وهناك الكثير من السياسيين ومن المفروض ان يكون رجل الدولة سياسي، لكن رجل الدولة يؤمن بفكرة ويتابعها ويستمر في مواقفه في كل الظروف والمعطيات، ولا يعدل مواقفه استناداً إلى حيث تميل الريح بل يستمر بمواقفه ثابتة ولذلك عند دخولك إلى مكتبي قرأتي بيت الشعر: وحالات الزمان عليك شتّى وحالك واحد في كل حالٍ.
فصفة رجل الدولة هي قليلة في لبنان وأتمنى ان احظى برأي من قبل المواطنين المؤيدين لهذه الحكومة، خصوصاً أن رجل الدولة يمتاز بأن لا هم لديه سوى هم الدولة والناس، ويجير كل شيء يسير به أو يحصل عليه لمصلحة الدولة وليس لمصلحته السياسية".

سئل: بالربيع العربي من حيث التغييرات والانتفاضات تنتقل من بلد عربي إلى آخر ماذا يجري دولة الرئيس السنيورة ولماذا، وما هو موقفك من الذي يجري عربياً والى أين سيصل؟
أجاب: "لا شك نحن نمر الآن بفترة غير مسبوقة في التاريخ العربي وجميع الدول والشعوب العربية، وحتى مطلع هذا العام اعتقد أن العالم العربي وصل إلى حالة من الركود والجمود، لاسيما أن لا تقدم على صعيد السلام في المنطقة في ظل التحرك الإسرائيلي وجمود الأنظمة. فالبلد العربي يكتشف فجأة أن هذا النظام عمره 15 سنة وهذا اكثر من 40 سنة ولا تقدم على أي من المبادئ التي جاءت هذه الأنظمة لتحققها للناس، ولم تستطع تحرير الأرض أو استعادة الأرض المحتلة من الإسرائيلي ولم تقدم اي شيء على صعيد الحريات والديمقراطية ومشاركة المواطنين في رسم مستقبلهم وأيضا الحفاظ على حرياتهم ونظامهم الديمقراطي، وتالياً هذه الأنظمة لم تقدم للمواطنين حتى الكرامة ولا الحرية ولا حتى تحسين في إمكانيات ما يسمى الحصول على الخبز، فكل هذه الأشياء تكتشف ان العالم العربي بحالة الجمود في ظل طبيعة تغيرات هائلة تحصل في العالم ونرى سقوط الاتحاد السوفياتي، وذهبت المنظومة ولم يبق منها شيئاً وبقي العالم العربي، وحتى البعض صار يقول أن هذا الاستثناء العربي".

أضاف: "الحقيقة أن حادثة صغيرة أعادت ورسمت خارطة الوطن العربي، فإقدام محمد بو عزيزي إلى إحراق نفسه فجرت الربيع العربي ولم يتوقع أحد هذا الأمر، الذي ثبت من خلال كل الممارسات أن هذا ما يجري في العالم العربي هو ردة فعل لحالة من اليأس وبالتالي الرغبة والطموح والامل من قبل المواطنين في البلدان العربية كافة ليستطيعون ان يسترجعوا كرامتهم المهدورة وبالتالي أن يشاركوا في صناعة مستقبلهم. وهذا ما نراه هو صناعة فعلية وعربية لا أحد كان يتوقع في العالم إطلاقا أن الذي جرى كان ممكنا أن يجري وهو من صناعة الشباب العربي".

سئل: هناك بلدان لم يكن أحد يتوقع أن يحصل هكذا فيها؟
أجاب: "إطلاقا وأنا قمت بزيارات عديدة إلى بعض الدول، ومنها في أوروبا وأميركا وجميع البلاد العربية ولم يكن أحد يتوقع ذلك لان كان هناك فقدان للأمل لما يجر، لكن نحن محظوظون لأننا نشهد هذه المرحلة والتي اعتقد أن من المهم أن نأخذ المواقف التي تؤيد هذه التحولات لأنها في مصلحة الشعوب والدول، لأن ما وصلنا إليه هو في حالة ما يسمى الانحدار الكامل قي كل الدول العربية. واعتقد أن ما يحصل كان خارج التوقع وكل الكلام حول ان ما يحصل مؤامرة غير صحيح ولا يمكن ان تكون مؤامرة انتقلت من مكان الى مكان، فهذا فعلياً صناعة عربية، الآن السؤال الذي يطرح ذاته: "كيف يمكن ان نصونها او ان نحميها وان تأخذ المسارات الصحيحة في المستقبل الطبيعي".

سئل: انت تقول انه غير متوقع، وقلنا انه لا يمكن ان يصدق احد ما كان يحصل في البلدان العربية خاصة في سوريا، في موضوع سوريا كيف تنظر الى الأمر، صحيح انكم انتم تيار المستقبل هربتم وما زلتم تهربون الأسلحة وتتدخلون في الشؤون السورية، والنواب متهمون واحد تلو الآخر، هل لديك تعليق هل هذا الأمر، والسؤال إلى أين تسير الأمور في سوريا برأي الرئيس السنيورة؟
أجاب: "ما يجري في الشقيقة سوريا، ليس خارج سياق ما يجري في العالم العربي وهو انتفاضة وطموح المواطن العربي نحو الإصلاح والتغيير والتطوير والتلاؤم مع ما يجري في العالم، المواطن العربي ينتفض ويريد الكرامة، هناك أنظمة ضغطت على المواطن بحيث أهدرت كرامته ونلاحظ في كافة هذه الانتفاضات كم هي الثورة مهمة لتحسين الأوضاع المعيشية وما شابه، وكم هو مهم أن ننتفض أيضا من اجل تحرير الأرض المحتلة من قبل الغاصب الإسرائيلي. ولكن كان الشعار الأول المرفوع من قبل المتظاهرين في شتى الدول هو المطالبة بالحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والتداول السلمي للسلطة من خلال تمكين المواطنين من ان يشاركوا في عملية صنع مستقبلهم، وتأتي بعدها سلسلة طويلة من المطالب لذلك هذا الذي شهدناه في سوريا هو من ضمن سياق ما يجري في العالم العربي".

سئل: لكن لم يتوقع احد ما يجري في سوريا الآن؟
أجاب: "مثل أي دولة أخرى، لم يكن احد يتوقع أن يحدث ما حدث في تونس او مصر، وحتى هناك بعض الأنظمة تؤمن للمواطنين البعض من احتياجاتهم كليبيا مثلاً، ولكن اكتشف الناس انه في النهاية هناك أمر مفقود وهو إحساسهم بكرامتهم وحريتهم وبقدرتهم على التعبير عما يكونونه وما يشعرون به وما يرغبون بالحصول عليه، وتالياً الناس افتقدوا الكرامة وهذا الشيء الذي كانوا يسعون إليه. هذا العالم اختلف عما كان عليه خلال 20 عاماً الماضية، الآن الإنسان اسقط حواجز ما يسمى الزمان والمكان وأصبح يعرف كل لحظة ما يجري في العالم، وبالتالي لم يعد بالإمكان إخفاء ما يحصل. وكل مواطن بحد ذاته أصبح صحافياً أو مراسلاً ينقل الخبر، والآن بالنسبة إلينا هذه الادعاءات أننا كنا نتدخل بسوريا ونهرب السلاح أعتبر أن البعض يحاول أن يلقي التهمة أو المشكلة على الآخرين لكي يبرر نفسه".

سئل: هل هناك دخان بلا نار دولة الرئيس؟
أجاب: "نحن ننظر إلى الأحداث في سوريا من زاوية أننا لا نريد وليست لدينا مصلحة ولا نملك القدرة على التدخل، ونحن أيضا انطلقنا من شيء أساسي فنحن اللبنانيين عانينا الكثير من التدخلات في الشؤون اللبنانية ومن محاولة التفريق ومن محاولة اللعب الشخص على الآخر والكلام من هذا النوع وهذه التجربة المريرة التي عاشها اللبنانيون لا تمكنهم ولا تدعهم ولا تبرر لأي شخص بالتدخل بشؤون الآخرين ويحاول تهريب السلاح، وتالياً هذا الأمر في النهاية تبين أنه أضحوكة لأنه من غير الممكن أن اللبنانيين أو تيار المستقبل أن يتدخلوا في الشؤون السورية، فهذا الأمر غير ممكن على الإطلاق، وآنا أريد أن أقول شيئا في الوقت ذاته مع ايماننا الكامل بأننا عندما نكون متفقين مع أنفسنا لا نتدخل بشؤون غيرنا كما إننا لا نرضى بأن يتدخل الآخرون بالشؤون اللبنانية، فهذا الموقف نحن منسجمون مع تفكيرنا وممارستنا لهذا الأمر، ولكن هذا لا يمنع أن يكون لنا رأي وان يكون لدينا تصور وأننا لا نتعاطف مع رغبات الناس وإخواننا في العروبة من اجل الإصلاح".

سئل: هذه رسالة لبنان كانت على مدى سنوات؟
أجاب: "هذه رسالة لبنان على مدى سنوات، ولبنان يأخذ مواقف مبدئية في الأمور، خصوصاً أن المشاكل لا تعالج باللجوء إلى استعمال القوة او في النهاية أن تراق دم عربية على أياد عربية بدل أن تعالج بالحوار والتفاهم والتأقلم وبالتكيف مع المتغييرات، ولم يعد بالإمكان أن نجعل هذه المجموعة من الناس مغيبين عن اتخاذ أو المشاركة باتخاذ القرار، وهذا التحول الذي نراه في العالم لا رجعة عنه، يجب ان ندركه واضحا هذا هو سنة العصر، يجب إما أن نقف مع التطور المؤدي الى المستقبل الحقيقي، وإما ان نبقى جامدين او نتراجع أو نقف في موقف معاد لهذه التغيرات، واعتقد أن ما يجري في سوريا هو من ضمن سياق ما يجري في العالم العربي، وأعتقد أن على الكثيرين أن يدركوا ما حصل من تغيرات وكيفية التلاؤم مع هذه المتغيرات".

سئل: في إطار التحرك الذي لن يتوقف، واستطراداً على كلامنا عن سوريا، البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يتخوف مما يجري عربياً وخاصة ما يجري في سوريا،وما يمكن ان ينعكس على لبنان، خصوصاً على المسيحيين اذا ما تبدل النظام في سوريا، ماذا يقول الرئيس السنيورة؟
أجاب: "بداية مرة ثانية، ما يحدث في هذا العالم شيء كبير ويجب أن ندركه ونتعامل معه لا أن نقف في مواجهته، التوجه في العالم هو في التوجه نحو المشاركة والديمقراطية والحريات المسؤولة وأيضا احترام حقوق الإنسان في التعبير، لا احد يستطيع أن يقف ضد هذا التغير لان التجارب واضحة في كل العالم، ومن يحاول ان يقف ضد هذا التحول كان في النهاية قد تخطاه الناس وتخطته التحولات، اعتقد أن هذه التحولات تؤدي عند البعض إلى القلق".

سئل: القلق من ماذا؟
أجاب: "القلق من التغيير، ولاسيما عندما لا يكون الشخص يدرك حقيقة ماذا سينجم عن هذا التغيير.

سئل: والبديل؟
أجاب: "في الماضي رأينا في العالم العربي تغييراً حصل خلال الانقلابات العسكرية فتأتي مجموعة من العسكر ويقومون بانقلاب وبالتالي تكون القيادة واضحة والافكار ايضاً واضحة،وفي الكثير من الاحيان كانت الانقلابات تحصل على نفسها ولكن لاحقاً نرى كيف يعدل ويغير على عكس ما كان صرح به في الماضي. هذه التحولات التي نشهدها الآن هي انتفاضات شعبية مختلفة عن طبيعة الانقلابات العسكرية التي كنا نشهدها، وتالياً هذه الانقلابات العسكرية كانت تواجه الناس بأنه "شيء وحصل". بينما هنا تتراكم نتيجة هذا الضغط، الذي كان يعاني منه كل مكونات شعب معين في بلد معين، بالتالي هناك حالة قلق عند الناس، وماذا يمكن أن يحدث ومن سيتولى وهل سيؤدي ذلك الى ان يسود مجموعة معينة تمثل تيار متشدد أم لا. طبيعي القلق على المستقبل لكن يجب ألا يدفعنا أن ندافع عن الماضي ونبقى متمسكين به وبالتالي أن نمنع التغيير، هذا التغيير حاصل ولن يقف وهو كتيار وجارف لن يستطيع احد ان يقف في مواجهته، فعلينا أن نفكر كيف يمكن أن نتعامل معه بالشكل السليم. وعن علاقتي مع البطريرك، أنا اعتز بصداقة غبطة البطريرك واحترم رأيه، ولكن ممكن لا نشارك في هذه الدرجة وحتماً سيكون هناك لقاءات معه واتصالات واعتقد ان هذا الامر يجب ان يعالج بقدر كبير من الحكمة والروية".

سئل: هل أرسل البطريرك إنذاراً إلى المجتمع الدولي عندما تحدث عن حكم الإخوان المسلمين والسنة إذا وصلوا إلى الحكم؟
أجاب: "عند الكلام عن الخوف من الانتفاضات والربيع العربي يجب أن ندرك أن هذه الانتفاضات هي انتفاضات ضد أنظمة استبدادية وغير ديمقراطية هذه بداية وهي محاولات حقيقة هادفة من اجل تمكين الانسان العربي من ان يستعيد حقوقه في الكرامة والحرية والمشاركة في صناعة القرار الوطني،هذه الحقيقة التي هي النتيجة التي يسعى إليها المواطن العربي من خلال هذه الانتفاضات. هذا الخوف طبيعي يتشارك به من خلال معاناة المسيحيين والمسلمين، والمعاناة هي ليست حكراً على احد، والرغبة بأن يكون هناك نظام ديمقراطي، وهذا ايضاً هدف يطمح اليه المسيحيون والمسلمون في آن معاً وبكافة اطيافهم لانهم عانوا من المعاناة ذاتها، وبالتالي لا يستطيع المسيحيون أو المسلمون إلا أن يكونوا الى جانب الانتفاضات العربية وهذه مصلحتهم الحقيقية. السوابق في تاريخنا ان كان في لبنان او في المنطقة العربية انتفضنا جميعاً مسلمين ومسيحيين ضد التتريك والاستعمار وايضاً ضد الاحتلال الصهيوني وبالتالي تشاركنا في رسم المستقبل مع بعض، لأننا كلنا نعاني من المعاناة ذاتها ونطمح ايضاً بالطموح ذاته من اجل ان تكون لنا دولة".

سئل: من ماذا الخوف اليوم؟
أجاب: "هذا الامر طبيعي، والمسيحيون هم في المناسبة كانوا قياديين في جميع هذه العمليات التي جرت ولم يكونوا على الهامش، وهذا الخوف ناتج عن هذه المعاناة التي تعرضوا لها من خلال هذه السنوات الطويلة لتعسف هذه الانظمة، لان القلق الذي ينتاب البعض هو عدم الوضوح بالرؤية وأنا أعتقد أن هذا الموقف يتناقض مع الدور الذي لعبه المسيحيون خلال السنوات الماضية وكان لهم الإسهام الأساسي في النهضة العربية الحديثة وفي حركة الاستقلال الوطني. واستغرب القول إن الثورة في سوريا ستؤدي إلى احتلال مجموعة من المتطرفين الساحة، فما جرى في تونس ومصر لم يؤد الى ذلك، والمؤشرات التي نراها في سوريا وهذه المجموعة التي تألفت من زهاء 94 شخصاً هذا مكون الشعب ويحتوي على كل اطياف هذا الشعب ونرى ان الموجودين الذين لديهم ميول اسلامية لا يشكلون اكثر من 13% وبالعكس الموجودون في الواجهة هم ممثلو المجتمع المدني ولهم اصول وايضاً اشخاص يتمتعون بدرجة عالية من الليبرالية.
فالأنظمة درجت على اعتماد أسلوب بأنها تحاول ان ترعب الناس وتقول لهم اذا نحن رحنا انظروا إلى البديل وتحاول ان ترسم هذا "البعبع" من اجل تخويف الناس والرضى والسكون الى ما هم عليه لكن هذا السكون أدى إلى حالة من الوضع المتجمد الذي لا نرى منه مخرجاً على كل الأصعدة أكان يتعلق بكرامة الإنسان وبحرياته ام كان ذلك أيضا في تحقيق الأهداف التي سعينا إليها".

أضاف السنيورة: "هذا الامر ليس من صالحنا، ونحن شاركنا جميعاً في بناء المستقبل ان يتخلف بعضنا عن السير في هذا الطريق، نحن لنا مصلحة في لبنان انه كلما تقدم العمل من اجل وجود انظمة ديمقراطية من حولنا فذلك فيه مصلحة حقيقية لنا، لنكن واضحين في هذا الامر الضمانة الحقيقية لمكونات أي شعب لا تكون بربط مصائر مجموعة معينة بنظام او بشخص بل ربطها بشيء قادر على الاستمرار وعلى حمايتها وهو نظام ديمقراطي والحريات، نحن لدينا مصلحة كلبنانيين بأن تسود الديمقراطية في العالم العربي وهذا يريح لبنان وهذه هي الطريقة الصحيحة من اجل بناء علاقات مبنية على الاحترام والندية بين لبنان وسوريا وليس بأي طريقة أخرى. بينما اللجوء على ربط المصالح من خلال ربط شخص وهو منتهى الضرر الذي يوقع مكونات اي شعب بهذا الشأن. بالاضافة الى ذلك كل ما توسعت الديمقراطية وكل ما تتلاقى وتتعاون من أجل تمكين الناس من أن يشاركوا في صنع مستقبلهم بل واكثر من ذلك في مواجهة العدو الاسرائيلي وليس العكس في الحقيقة، نحن كدول عربية كلما تحولنا نحو الديمقراطية واصبح لدينا امكانية بأن نواجه عدونا بمجتمع متماسك وليس متزمتاً من جهة وايضاً الذي لا يستطيع ان يخرج افضل مما لديه فأعتقد ان هذا الامر طبيعي وهناك مصلحة حقيقية للجميع بأن يشاركوا في عملية بناء المستقبل التي تحقق الهدف الأساسي بناء الدولة المدنية وتحترم الحقوق الدينية وترسي المساواة في المواطنة بحيث يشترك الجميع في صناعة المستقبل، وأي بديل آخر يعرض هذا الجسم اللبناني الى مخاطر، صحيح ان هذه التحولات يجب ان تمر بفترة جلجلة ومراحل وهذا امر طبيعي ولكن في المحصلة اي طريق يستعمل اسلوب القوة والعنف لا يؤدي إلى نتيجة، هذا الامر يجب ان يكون ناتجاً عن تواصل اكثر بين أطياف الناس كافة وبالتالي أن يوصل إلى إجراء التغيير والإصلاح الحقيقي".

سئل: دولة الرئيس قبل ان نقارب بين اللغة المختلفة للبطريرك وكلام مفتي الجمهورية اللبنانية محمد رشيد قباني وخلاصة لكلامك عن سوريا عندما سمعت تخوف البطريرك الراعي هل استرجعت مثلاً كوابيس حرب اهلية ما وزواريب مذهبية طائفية في لبنان وثانياً ولو باختصار اذاً المنطقة تتجه الى المزيد من التزمت والقيود والأصولية ام هي امام محاولة ديمقراطية حقيقية؟
أجاب: "التجربة التي مررنا بها في لبنان خلال العقود الثلاثة الماضية واكثر والتي تبين ان هذا الطريق لا يؤدي الى اي نتيجة بل الى مزيد من الضياع والى مزيد من الدمار وخسارة الفرص على كافة انواعها الاقتصادية والاجتماعية، اعتقد ان اللبناني يريد ان يعيش في بلده وان يشعر بأنه ساهم في صناعة مستقبل البلد، وبالتالي انا أعرف انه احياناً تستغل عواطف بعض الناس ويتم تأجيجها ولكن اذا عدنا إلى المواطن والإنسان العادي نرى كم هو حريص على ان يعود ليستطيع ان يبني مستقبله وبالتالي يستطيع استخدام الفرص التي تتاح لبلده في الشكل السليم، ودائماً لدي مراهنة بأن اللبناني وبرغم كل المحاولات التي تقام من قبل الآخرين او من قبل بعض الناس الذين لا يرون ان لا مستقبل لهم سوى بتأجيج المشاعر لدى اللبنانيين، واعتقد أن اللبناني تعلم دروسا وما زالت مرارتها تحت لسانه".

سئل: رغم كميات الحقد الموجودة ؟
أجاب: "رغم كل الكلام الذي يجري، واليوم أريد أن أقول امراً ما ، بما أننا اليوم نعيش الذكرى العاشرة لـ11 أيلول، لنر الحقيقة، ماذا بقي من 11 أيلول غير الأثر السلبي والذكريات الأليمة التي تحاول ان توصم العرب والمسلمين بما هم ليسوا فيه.
اعتقد أن الفكر الذي وقف خلف هذه المجزرة والجريمة ضد الإنسانية في 11 ايلول قد مني بالإخفاق، والحقيقة أننا رأينا خلال كل هذه المظاهرات التي مرت في العالم العربي وما حدث في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن على الأقل في هذه الدول انه لم يرفع احد شعار او صورة لأسامة بن لادن. بالعكس والحقيقة يوم مقتل بن لادن لم نر أحدا في العالم العربي أرثاه بالعكس هذه العملية أثبتت حقيقة فشلها وعقمها وإجرامها وهي حقيقة لا تتمتع بأي عطف حقيقي لدى المواطنين لا العرب ولا اللبنانيين، على العكس من ذلك، وهذه الحادثة هي استثناء لا مبرر له ولا نفعاً منه على الإطلاق ومن قام بها هو بفكر هامشي جداً لا يمثل لا العرب والمسلمين بل هو فكر مجرم، وبالتالي اخذ الدول العربية والعالم الإسلامي والمسلمين نحو أماكن ليسوا فيها على الإطلاق بل كان من نتيجتها ضرر على العرب والمسلمين أينما كانوا، والعبرة ان لا نأخذ هذا المثل ونحاول ان نبني عليه".

وتابع: "هنا اريد ان استشهد بآية في القرآن تعبر عن هذا الكلام "من قتل نفساً بغير نفس وفساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها قد أحيا الناس جميعاً "، أي أن من يقوم بجريمة تؤدي الى مقتل ابرياء ليس له اي علاقة وبالتالي هذه جريمة ضد الإنسانية. واعتقد ان الكلام الذي يحكى حول موضوع الخوف من الأصوليات هناك أشخاص هكذا ولكنهم قلة قليلة لا يعبرون عن رأي القسم الساحق من المسلمين ولنا مصلحة جميعا ان نسير باتجاه دعم الديمقراطية التي تحمي كل الناس".

سئل: في العالم العربي ورداً على مقتل بن لادن استبدلوا العنف بالربيع والثورات الشعبية والانتخابات الديمقراطية المقبلة، ولكن دولة الرئيس ماذا لو لم يحدث 11 ايلول وهناك تساؤلات ايضاً من دفع الثمن وما زال يدفع الثمن وباسم الحرب على الارهاب تحقق، هل انتصرت اميركا حقاً على الارهاب؟
أجاب: "بالعكس لا اميركا انتصرت على الارهاب وبالتالي تكبدت خسائر هائلة بأكثر من مجال ولا ايضاً العرب والمسلمون حققوا اي انجاز على الاطلاق، بالعكس هذه الجماعة التي ارتكبت هذه الجرائم التي تعبر عن فكر مريض ولا يعبر عن روح الإسلام ولا عن روح العرب ولا عن روح اي بلد لدينا، طبيعي هي حالة تأخذ بعض الناس ليتوترون ويظنون انهم بهذه الطريقة يخدمون الطريقة بينما هم بالعكس هم يؤدون ضرراً فادحاً للقضية. ونذكر هذا الفلسطيني الذي صوروه وهو يُطْلق النار عليه خلال فترة ما يسمى "ثورة الحجارة"، كانت افعل بكثير من كل المحاولات التي تمت. وعلى العكس من ذلك، لم يؤد الفكر الإرهابي إلى استعادة الأراضي المغتصبة ولم يؤد بنا إلى رسم صورة زاهية كيف العرب والمسلمون يريدون أن يكونوا جزءاً من العالم وان لا يكون في صدام معهم، هم أخذونا لان نكون في عملية صدام نحن لا نريد ولا مصلحة لنا بها".

سئل: هل طوت أميركا صفحة 11 أيلول مع تصفيتها لبن لادن وتتوجه الآن إلى أولويات أخرى؟
أجاب: "أعتقد انه في الفترة التي كان بها بيل كلينتون رئيساً لأميركا وسأتكلم من الناحية الاقتصادية وصل الاخير الى ان يكون لديه موازنة متوازنة والذي جرى خلال هذه الحرب المجنونة على الارهاب، والذين يتوخون استعمال الارهاب هم لا يزدادون عددا ويزدادون أيضا ما يسمى رسوخا في اماكنهم الا في الحالات التي يتعرضون فيها لهذا الكم من المواجهة وكأنك تخلق لهم الجو الملائم الطبيعي، الواقع ان هذه الحرب وهؤلاء بأفكارهم افكار مريضة يجب ان تعالج من جهة بالمعالجة الحقيقية لمشاكل لا يفكروا فيها بل هي مشاكل اساسية في مجتمعاتنا ولاسيما القضية الأساسية في مجتمعاتنا والتي هي القضية الفلسطينية وحل هذه القضية التي مر عليها 60 سنة من دون حل وفي نفس الوقت ان يكون الشخص واضح في هذه المواجهة. وإن استعمال القوة بهذه الطريقة التي جرت ادت الى زيادة عدد الموتورين بهذا الشأن ولكن في الوقت ذاته لا يعني ذلك الاستسلام للارهاب ولكن الشخص الذي يريد ان يعالج قضايا بهذا الشأن والتي هي قد تشكل أحيانا أسباب يستعملها هؤلاء الموتورون ليبرروا أعمالهم وهي غير كافية وغير حقيقية ولكن بالوقت ذاته هذه مسائل يجب أن تعالج وان لا تبقى من دون حل كالقضية الفلسطينية".

وقال السنيورة: "بالعودة لموضوع الولايات المتحدة اقول ان كلينتون انهى فترة حكمه وولايته استطاع ان يقدم للاميركيين موازنة متوازنة بعملية ما يسمى الحرب على الارهاب والحروب التي خيضت خلال هذه الفترة ولا سيما في مناطقنا بالطبع ادت الى مزيد من الانفاق والتدهور للاوضاع المالية في الولايات المتحدة وتأثيرات ذلك في العالم وهذه الصدمات التي نشهدها على الصعد الاقتصادية هي احد مكونات أدت من طرفنا الى آثار مدمرة أكان ذلك في احتلال العراق ام كان ذلك في هذه المواجهات التي نشهدها في المنطقة ولو بذل جزء من هذا الجهد الحقيقي التي قامت به الولايات المتحدة في التوجه نحو حل هذه المشكلة المستعصية هذه القضية الفلسطينية لكنا حققنا انجازات اكبر بكثير".

سئل: اسمح لي ان أفكر بصوت عال يا دولة الرئيس السنيورة رافقنا الرئيس الشهيد رفيق الحريري بزيارات كثيرة الى الولايات المتحدة ورافقناك شخصياً الى الولايات المتحدة ورافقنا الرئيس سعد الحريري وكان همكم الأول وعنوانكم الأول حل القضية الفلسطينية وخذوا شرق أوسط وكانت أولوية محادثاتكم.
أجاب: "القضية الفلسطينية والمعاناة التي يعانيها الفلسطينيون واستمرار الاحتلال من جهة واستمرار التعنت الإسرائيلي هذه القضية هي تقريباً بنظري تشكل أم معظم المشاكل التي نعاني منها في العالم العربي والأنظمة التي نراها نحن والأنظمة التي نراها وأنظمة ما تسمى الجمهورية الملكية التي اتت خلال هذه السنوات اتت حاملة قضية فلسطين وتحرير الارض ولكن لم نحقق لا تحرير الأرض ولا اي انجاز اخر يستحق كل هذا الامر. اعتقد أن هذه المسألة التي ما زالت تقف حجر عثرة في علاقة الشرق مع الغرب، العرب والمسلمون مع الغرب في هذا الشأن طالما هي ما زالت باقية تشكل عوائق اساسية، وهذا يشكل الباب والقفل الكبير وطبيعي هناك قضايا عديدة في العالم العربي تتطلب حل ولكن هذا القفل الذي اذا فتحناه يأخذنا الى مرحلة التي توجه اهتمامات وموارد وإمكانات العالم العربي بدل ان تكون ضائعة هنا وهناك أن توجه نحو الإصلاح الحقيقي في العالم العربي وتخفف من احتقان الشعوب".

أضاف: "إن الأمر مهم جداً في هذه الآونة ان توجه عمليا جميع الجهود إلى الذهاب الى الجمعية العامة، بظني الآن من المفيد أن يوجه الجهد العربي مع عدد كبير من الدول الموجودة في الهيئة العامة من اجل الاعتراف وهذا لا يوصلنا من دون موافقة مجلس الأمن كي تعتبر فلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة لكن في هذه المرحلة اعتقد انه يجب ان نأخذ هذا الانجاز من الهيئة العامة ونبني عليه من اجل تحقيق انجازات أخرى في هذا الشأن وأتمنى على هذه الجهود العربية ان تكلل بالنجاح ويبنى على الشيء مقتضاه".

سئل: هل هناك فرملة معينة من أمكنة معينة ونلحظ موفدين حاليا اما الى اسرائيل واما الى الضفة.
أجاب: "تحاول الولايات المتحدة عن طريق التهويل والتخويف التأثير على القضية الفلسطينية، فهم يلوحون باستعمال الفيتو وأعتقد أنه يجب أن تتجمع جهود جميع الدول العربية في مبدأ اساسي وهو التواصل مع اعضاء الهيئة العامة والحصول على اكبر عدد من الاصوات المؤيدة لدخول دولة فلسطين الى الهيئة العامة".

سئل: دولة الرئيس تكلمنا على البطريريك الراعي وقلنا ان اللغة اليوم بين البطريرك والمفتي،اللغة المختلفة من قبل البطريرك الراعي تقابلها لغة ومقابلة مختلفة من قبل المفتي قباني، ماذا يجري بينكم وبين المفتي قباني الذي دافعتم عنه في مرحلة معينة وهو يستقبل اليوم وفوداً من حزب الله والسفير السوري علي عبد الكريم علي بعد انقطاع ويذهب الى الجنوب وتيار المستقبل لا يرافقه ولا يستقبله هل هناك خلاف؟
أجاب: "لا، نحن نكن كل الاحترام لسماحة المفتي وبالتالي يجب ان ندرك انه ليس كل وجهات النظر متطابقة فيمكن ان يكون هناك بعض التباين بيننا وبين بعض الافكار والممارسات ولكن اعتقد ان هذه التباينات نستطيع بالتعاون سوياً مع سماحة المفتي ان نعالجها من خلال الحوار والتواصل والتلاؤم بيننا والمفتي ولاسيما من خلال التقدم في مسارات اصلاحية مؤسساتية تستطيع ان ان يكون هناك تكيف مع المتغيرات، هناك اشياء عديدة تحصل وبالتالي التواصل يجب ان يبقى مستمراً وهذا الامر اعتقد اننا هذا الامر مقدمون باتجاهه".

سئل: ولكن كان رده الى جريدة "النهار" قاسياً "لقد حرروني" يقول المفتي "هل بات مطلوباً أخذ الموافقة على المواعيد، ويضيف:" راجعت الثوابت ولم اجد بها ما يمنعني من استقبال السفير السوري او حزب الله".
أجاب: "موضوع الثوابت الإسلامية هو انجاز كبير يحدد ما يسمى جمهرة المسلمين وما توجهاتهم والافكار التي لديهم وهذا جرى اقراره في دار الفتوى وبحضور المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى والنواب والمفتين وغيرهم، وهذا الأمر هو الذي يحكم هذا التقدم خلال الفترة المقبلة، واعود واكرر ان التواصل مستمر من اجل التقدم على المسارات الاصلاحية والمؤسساتية التي تمكن ان شاء الله بالتعاون مع سماحة المفتي".

سئل: وهل زيارة السفيرالسعودي مؤشر لدار الافتاء منذ يومين مسعى خير يحاول اعادة المياه الى مجاريها بينكم وبين المفتي؟
أجاب: "لا شك، ولا اعرف ماذا حصل في اللقاء، لكن دائماً هم يشكلون في المملكة العربية السعودية مسعى خير دائم والتعاون بيننا دائم في شتى الامور التي تتعلق بالمؤسسات الدينية ولكن طبيعي هذا امر لبناني في الحقيقة وتتم معالجته بيننا وبين سماحته".

سئل: هل هذه الازمة ممكن تؤدي الى استقالة المفتي؟
أجاب: "اعتقد ان هذا الامر سيصار من خلال التواصل سوية ان تعالج كل هذه الامور".

سئل: بين غبطة البطريرك والمفتي قباني هل هناك من انقلاب بالتموضع لرؤساء الطوائف؟
أجاب: "دائماً يكون للشخص وجهات نظر ومن خلال التواصل المستمر بالامكان ان يصل الشخص الى المرحلة التي كل احد يحدد منطلقاته من ثم ايجاد التقارب اللازم الذي اساساً يجب ان يكون منسجماً مع التحولات الجارية ان كان على الصعيد الديمقراطي ام على صعيد تصوراتنا للمستقبل والتحولات بما خص الربيع العربي وايضاً الاصلاح المؤسساتي التي ينبغي ان يحدث، فدائماً الجمود عند شيء معين لا يؤدي الى منفعة على العكس،كل ما حاولنا في مؤسساتنا ان نتلاءم مع المتغيرات سيكون ذلك انعكاسه جيداً على المؤسسات الدينية من جهة وأيضا على مؤسساتنا الديمقراطية ومؤسساتنا لإدارة الشأن العام".

سئل: كيف هي علاقتك مع الرئيس ميقاتي؟
أجاب: "لا شك ان على الصعيد الشخصي العلاقة بيني وبين الرئيس ميقاتي علاقة صديق وتزاملنا في حكومة واحدة في وقت مضى وأنا أكن له المحبة الحقيقية الشخصية، الان نختلف في المواضيع السياسية لكن الاختلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية، ومن جهة ثانية انا مستمر في التواصل معه.وآخر اتصال بيننا كان بالامس (السبت).ويتم الاتصال بيننا لإبداء وجهات نظرنا في مواضيع الساعة".

سئل: مواضيع الساعة نوّرت، الحكومة اقرت خطة الكهرباء والبعض يقول ان العماد عون حقق اهدافه والبعض يقول نورت يا جنرال، ما موقفكم دولة الرئيس من الذي جرى وكيف تنظر للأمر حضرتك التي عايشت خططاً وخططاً كهربائية؟وهناك من يقول ان بيان كتلة المستقبل دعم الحكومة بوجه عون.
أجاب: "لا شك ان هناك معضلة مستمرة منذ سنوات وهي معضلة الكهرباء، والحقيقة اذا اخذنا هذه الفترة منذ عام 2000 الى نحو 11 سنة نرى ماذا جرى، وهنا اريد ان اتذكر امر فالبعض يقول انه تم الحديث بقصة ان الكهرباء 24-24 وهذا الامر لم يشهده لبنان، والحقيقة ان هذا الامر حصل في فترة الـ97 والـ98 والـ99 شهد لبنان 24/24 للكهرباء نتيجة الاستثمار الذي وضع في موضوع الكهرباء. الواقع انه لاحقاً جرت مرحلة التي هي مع مجيء الرئيس إميل لحود ورأينا بهذا الصدام الذي جرى منذ 99 الذي اوقف كل عمليات ما يسمى الاستثمارات الجديدة، توقفت مشاريع عديدة في مجلس النواب وعملية الاستملاكات توقفت والتي هي أمر ضروري من اجل القيام بعدد من المشاريع التي توقفت نتيجة هذا الاشتباك الذي جرى ، واسلوب تصفية الحسابات والاسلوب الكيدي الذي ساد خلال هذه الفترة والتي كانت نتيجته ماذا جرى 2004 وعمليات التمديد وكيف حدثت المشاكل".

أضاف: "هناك دراسات وافكارعديدة في موضوع الكهرباء وضعت وتصورات محددة وكان آخر هذه التصورات بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبالتالي تأليف حكومة اتت الحكومة التي ترأستها في العام 2005 وكان هناك وزير للطاقة محمد فنيش واعتقد خلال هذه المرحلة كان ما يسمى واقول ان الاستاذ محمد فنيش رجل عاقل ويفهم ويمكن التعاون معه، وعلى هذا الاساس جرى التعاون وكنت رئيس حكومة وهو وزير طاقة وبالتالي استطعنا ان نقدم اولاً في البيان الوزاري ومن ثم في وضع مخطط واضح من اجل الكهرباء وتقدم لمجلس الوزراء في حزيران 2006 ووافق عليه مجلس الوزراء في حزيران 2006 .
لكن لم ننجز هذا الاتفاق حتى حدثت الحرب الإسرائيلية التي شنت على لبنان في العام 2006، ولم ننته من الحرب وعندما رفع الحصار المفروض على لبنان بعد شهر، حصل الاعتصام وسط بيروت واقفل قسرياً مجلس النواب وتوقفت عمليات إقرار مشاريع القوانين او التقدم بمشاريع قوانين التي وقفت على ابواب مجلس النواب".

سئل: البعض يسأل لماذا لم تحقق خطط الكهرباء في زمن حكومتك والبعض اتهمك ببيع القطاع؟
أجاب: "سمعت كلاماً أنهم يريدون بيع الكهرباء بليرة، هذا كله لا أساس له من الصحة على الاطلاق وموجود من اجل التهويل وحرف انتباه الناس إلى قضايا خلافاً لما هي في الواقع، بعد اتفاق الدوحة تألفت حكومة واتى الوزير طابوريان ومن وقت وصوله وبالرغم انه وضعنا حتى تصور في البيان الوزاري، وحاول اربعة اشهر أن يقول أنه يريد درس التعرفة، ودرسها اربعة اشهر وبالنهاية قال انه لا يستطيع ان يسير بها لانها ليست من صالحنا سياسيا أن نقوم بتعديلها ولنرى ماذا سنفعل من أجل الموضوع الذي يتعلق بتأهيل المعامل فلدينا طاقة انتاجية معطلة ان كان في الذوق او في الجية وبالتالي كيف يمكننا ان نعالج هذه المشكلة ورحنا وجينا ولم يستطع ان يتقدم بأي شيء بهذا الخصوص.ولم يكن يريد ان يسير بعملية التأهيل واننا نؤهل معامل لا تتمتع بالكفاءة وبالتالي لنقم بإنشاء معامل جديدة".

وتابع السنيورة: "قصة معامل الفحم تتطلب 7 سنوات لتنجز ونحن بحاجة الى تقريباً من 2500 الى 3000 ميغاوات على مدى السنوات الثلاث المقبلة، ضيعنا وقتاً في هذا الشأن مع أنه كان بامكاننا ان نأخذ قراراً وبالتعاون مع الصناديق العربية والدولية التي كانت مؤمنة لنا من خلال باريس 2 و3 الموافقة على تمويل لبنان بقروض ميسرة من اجل انشاء معامل جديدة على الاقل بحدود 500 ميغاوات جديدة كانت محضرة الصناديق العربية نفسها من اجل تمويل لبنان".

أضاف: "في كانون الثاني 2009 اتصلت بالأستاذ عبد اللطيف حمد رئيس الصندوق العربي وجاء الى لبنان وكان يومها وزير الطاقة غائباً وذهب معي لمقابلة فخامة الرئيس لحود وقال له: يا فخامة الرئيس نحن كل واحد منا ان كان الصندوق العربي أو الكويتي أو البنك الإسلامي للتنمية ام الصندوق السعودي او أبو ظبي أو البنك الأوروبي للاستثمار، كل واحد منا مول مشاريع كهرباء بمليارات الدولارات في كل العالم العربي وفي إفريقيا وأماكن أخرى ولدينا خبرات هائلة بهذا الأمر، والأمر الثاني أنا أتيت إليك ليس فقط باسمي ولكن باسم الصندوق الكويتي وابو ظبي ونحن حاضرون لتمويل هذه المشاريع من اجل ان نقوم بالكهرباء وأنا سأرسل لك فريقاً مباشرة ليضع الدراسة واتى الفريق بعدها بكذا أسبوع لدرس العملية، وطبيعي كان موقف الوزير طابوريان الكثير من الممانعة وعدم التجاوب وهذا أمر يثير لدي كثير من الريبة، ولماذا لا نريد التعاون مع هذه الصناديق؟ مع إن أهمية التمويل من الصناديق بأنها تمكننا اولاً الاقتراض بفوائد متدنية، والامر الثاني ان نأخذ هذا الاقتراض على مدى فترات طويلة تريح المالية العامة، لكن الاهم من ذلك ايضاً ان هذه الصناديق تواكب عملية الاستثمار وبالتالي تتعاون مع الجهات المعنية في الدولة اللبنانية من اجل وضع دفاتر الشروط والالتزام بشفافيتها من حيث لا يكون هناك أي شائبة من الشوائب بهذا الشأن ويمثل جزءا اساسيا من الرقابة".

وقال: "لدينا تجربة في لبنان وهو التلزيم الذي سيصار الى اقراره قريباً عبر مجلس الانماء والاعمار لمشاريع الليطاني وهي عمليا ممولة من الصندوق الكويتي والعربي بزهاء مبلغ 200 مليون دولار فهذا الامر لو لم يكن هناك موقف واضح وحازم من الصندوق العربي بالتأكيد على شفافية دفتر الشروط والالتزام به لكان لبنان مضطر أن يدفع في عملية التلزيم اكثر من مئة مليون دولار على هذه العملية وهذا امر شاهد على الجميع.
اعتقد ان موضوع الكهرباء الذي طرح الآن بطريقة عشوائية وأحيل إلى مجلس النواب بورقتين لإعطاء وزير الطاقة مبلغ مليار و200 مليون دولار اعتبره كأنه مس بكرامة الجنرال عون والتكتل".

 سئل: ولكن هذا الموضوع يهم كل اللبنانيين.
أجاب: "نحن نعمل من اجل تحسين نوعية القرار، وكأنه هناك من يريد كهرباء وناس لا يريدون ، هذا ليس صحيحاً الجميع يريد الكهرباء ولكن يريدون ان تتم بالطريقة السليمة والصحيحة والشفافة، طبيعي ما جرى ان الحكومات طلبت درس هذا الاقتراح وتقدم مشروع قانون والذي سمعناه ان الحكومة استجابت لبعض المطالب التي أبديناها للمعارضة، وتمت بعض التعديلات فبدل ان يكون اقتراح قانون أصبح مشروع قانون، وبدل ان يكون هذا التوكيل للوزير أصبح للحكومة واصبح الامر ما يسمى باقرار القانون 462 وبأهمية ودور الذي تلعبه الهيئة الناظمة للكهرباء. طبيعي هناك أمور ما زالت بحاجة لتوضيح، واعتقد ان هذا الآن في اللجان وفي الهيئة العامة، اولاً نحن جميعاً نريد كهرباء ويجب أن نتفق مع ما فيه مصلحة اللبنانيين وتكلمت مع الرئيس ميقاتي، ومجلس النواب يجب ان يطلع اولاً وليس ان يرسل لنا اطناناً من الكتب والدراسات وورقة من خمس ست صفحات يقول الوزير فيها وتقول الحكومة فيها ما هي خطتها بموضوع الكهرباء وماذا يريد أن يفعل بموضوع الكهرباء على صعيد انتاج الطاقة، ماذا يريد ان يفعل أن يولد الطاقة بالمازوت او الفيول اويل ام الفحم وما البرنامج الخاص به؟"

وسأل: "ماذا يريد ان يفعل على صعيد التأهيل بما يسمى بالمراجل الموجودة في الذوق وفي الجية وماذا يريد ان يفعل على صعيد سياسة نقل الطاقة من مكان الى آخر، ماذا يريد ان يفعل على صعيد الصيانة؟ هل يريد التعاون مع القطاع الخاص لينتج كهرباء ام لا يريد ان يتعاون، ماذا يريد ان يفعل على صعيد التوزيع وادارة هذه الامور. هناك امر آخر، ماذا سيفعل بموضوع دفتر الشروط وكيف سيضعه وأهمية اعادة عرضه على مجلس الوزراء قبل أن يصار الى إقراره، فدفتر الشروط هو اساسي وهي تجربة حية نابضة في لبنان بما يتعلق بمشروع الليطاني، والذي يريد أن يستفهم فليتكلم مع الصندوق العربي، الامر الثاني ما رأيه بموضوع الاستعانة بالصناديق؟ ولنكون واضحين هذا أمر جدا ضروري والقول بأنه الاستعانة به تأخذ وقتاً غير صحيح والصناديق فاتحة ما يسمى امكانية انه وحتى ولو مولت بداية عن طريق المالية العامة وتعود وتعوضهم، ولكن شريطة ان يكون هناك تأييد من قبل الصناديق لما يسمى دفاتر الشروط ان تكون شفافة وان تكون هناك عدالة في المنافسة وليس ان تقوم بدفتر الشروط وكأنه مركب على شركة معينة. يوحي ذلك بوجود هذا الامر ولذلك قطعاً هذا ما يسمى الشكوك ومزيد من الشفافية دفتر الشروط يجب ان يعرض بداية على مجلس الوزراء وعلى الصناديق كي تمكننا من الحصول على التمويل".

سئل: البعض يشم رائحة صفقات في مكان ما مع اصرار الوزير المعني على اسلوبه؟
أجاب: "الموقف الذي شهدناه مع الوزير طابوريان يتكرر الآن مع الوزير باسيل، كلنا مستعجلين ونريد الكهرباء ونريدها البارحة وليس اليوم، لكن قصة أن هناك فريقاً يريد الكهرباء وآخر لا يريدها ليست صحيحة. عدم القيام بعملية اصلاح حقيقية في ملف الكهرباء سيؤدي انتاج كهرباء اضافي الى تحميل الخزينة مبالغ اضافية واعباء اضافية، صحيح انه قد يؤدي ذلك الى تحسين اداء الاقتصاد ولكن الامر لا يحل بهذه الطريقة.
وفي موضوع التمويل، لنكن واضحين، الغوغائية والشعباوية لا توصلان الى نتيجة، ونحن بحاجة إلى توفير مصادر حقيقة اضافية وجانبية للتمويل، لانه عملياً الدولة اللبنانية تستدين ولدينا عجز ومبالغ كبيرة ونستدين من سندات الخزينة، والدولة اللبنانية تضطر عندما تصرف السندات ولا ياتيها اكتتابات كاملة بالليرة اللبنانية فيضطر مصرف لبنان ان يكتتب بسندات الخزينة وهذا اسوأ انواع التمويل، وبالتالي نحن بحاجة الى ان نلجأ الى هذه الصناديق، وبالتالي تخفف عن المالية العامة ولا تزيد من كمية الاقتراب من السوق الداخلية التي نحن مضطرين ان نمول العجز الآخر وهو تسيير اعمال الدولة والمشاريع الاخرى غير ممولة من الصناديق نريد تمويلها عبر سندات الخزينة".

سئل: تمرير الخطة في البرلمان ليس سهلاً؟
أجاب: "نحن نطل على الموضوع من زاوية مسؤولة وبناءة ونريد ان نصل ونتعاون سوية ونحن قلنا من البداية اننا معارضة مسؤولة وسنتصرف على هذا الاساس، وبالتالي يجب ان نتعاون مع الحكومة، والمشروع يهم الناس ولكن لا نريد ان نتاجر على الناس ونقول لهم كلاماً شعبوياً وغوغائياً، يجب ان يكون هناك وضوح، ان حكى الوزير في مجلس الوزراء هذا لا يغير شيء، على النواب ان يعرفوا حقيقة كل هذه الامور، في خمس صفحات يستطيع ان يمرر كل هذه الإشكالات ويقول هذا البرنامج التي تلتزم الحكومة به بالنسبة للنقل للصيانة، وبالنسبة لدفتر الشروط ما نأتي به يجب ان نعرضه على مجلس الوزراء واعرضه ايضاً على الصناديق وبالتالي المبادرة مباشرة، ضيعوا وقتاً طويل عريض ، لماذا جبران باسيل مسؤولاً عن الكهرباء؟ لماذا لم يتصل بالصناديق؟ ألم يكن من الـ2009؟ القضية شخصية ويجب ان نعبر جميعاً ان كل تحسين في القرار الذي نتخذه ينعكس ايجاباً على الوضع الاقتصادي وعلى اللبنانيين وعلى العلاقة بين الاطراف،اي المعارضة والموالاة في قضايا تهم المواطنين، لا يجب ان نشخصن هذه العملية ونعتبر وكأنها ضد فلان او مجموعة من من المجموعات".

سئل: مع كل سؤال نطرحه نحن لسنا ضد شخص جبران باسيل الذي نقدر جهوده ونشاطه والركض الذي يركضه ولكن الناس تريد وضوح اذا لديك شيء تضيفه على الخطة الكهربائية قبل ان ننتقل الى موضوع آخر.
أجاب: "نحن شديدو الحرص على المشاريع التي تؤدي الى تحسين اوضاع الناس وهذا واجبنا ايضاً أكنا في الحكومة ام كنا في المعارضة، لذلك يجب ان لا نشخصن هذه الامور وبالتالي يجب ان تكون الحكومة وايضاً الوزير المعني متفهمين كي يستطيع ان نطرح قضية يفهمها الناس من جهة وبالتالي يتعاطفون معها وتكون واضحة، ويفهمها المجتمع، فنحن لا نعيش في جزيرة معزولة. إن المجتمع الدولي يراقبنا يراقبنا ويرى كيفية ادارتنا للشأن العام، وعندما يرى ادارتنا للشأن العام في قضايا مهمة بهذه العشوائية بالتالي يعيدوا النظر بسياستهم بالتعامل معنا، وهذا الأمر يجب ان يكون واضحا. وضعنا ملاحظات على موضوع الكهرباء وقلنا كيفية تحسين مستويات القرار الذي من المفروض ان نأخذه، البعض يخاف من النقاش ويخافون من عملية ان يتعاونوا من اجل تحسين مستويات القرار وهذا الأمر ليس من الصالح على الإطلاق السير به كما يفعل جماعة الإصلاح والتغيير".

سئل: ما يحصل هل هو مقدمات لسيناريوهات ممكن ان تكون اخطر ام حركات شهدناها في فترة ما من عمر لبنان، ماذا يحصل على الصعيد الأمني وكيف تنظرون الى المعالجات؟
أجاب: "نشهد بعض الحوادث المقلقة والتي ايضاً لا تعالجها الحكومة بمسؤولية وشفافية وبوضوح لدى اللبنانيين، نرى وكأن الحكومة ليست لديها ارادة حقيقية لممارسة سلطتها على كل جوانب الوضع الامني، والحقيقة رأينا كيف ان هناك احداثاً جرت ولم تتعامل معها الحكومة بمسؤولية وبإفصاح لدى اللبنانيين ورأينا حوادث امنية وطلبنا اجوبة عليها، ماذا جرى بموضوع الاستونيين؟ لا نعرف الحقيقة، اين ذهبوا؟ هذا الامر الذي نتوقع جواباً عليه، ماذا حدث في متفجرة انطلياس؟ الى الآن ليس لدينا فعلياً اجابة، كنا نريد من الحكومة ان تقول ماذا جرى. بالإضافة إلى ذلك، هناك عمليات تؤشر وكأنه هناك مسعى إلى لجوء الناس الى استعمال السلاح خلال الاسبوعين الماضيين لانه هناك تراجع لدور الدولة وتلاشيها، فيما الشيء الذي نريد ان نسعى إليه هو الإيمان بدور الدولة وعودتها الى ممارسة سلطتها على كامل الاراضي اللبنانية بحيث تنتفي الحاجة للأمن المستعار الذي يقدمه الاطراف بمناطقهم".

أضاف السنيورة: "نحن اتينا وقلنا لنقم بتجربة بداية بعد حوادث جرت في منطقة بيروت وقلنا لتكن مدينة بيروت منطقة منزوعة السلاح ولم نتراجع عن الشعار، والحكومة لم تقم بجهد في هذا الشأن، وأتينا في طرابلس وقلنا هذا الامر لا ينبغي ان يستمر ذلك ويجب ان تكون مدينة طرابلس مدينة منزوعة السلاح أيضاً، وقلنا طرابلس لأنه كانت ادعاءات واتهامات باطلة لا اساس لها من صحة على الاطلاق من تيار المستقبل حزباً مسلحا. فلنعرض أن تكون مدينة طرابلس منزوعة السلاح، وبالتالي هذه المنطقة التي نتهم وهذا اتهام باطل بأن تيار المستقبل يملك السلاح، ونحن نعيد، نحن ضد السلاح غير الشرعي بيد كائنا من يكون، ويجب أن يتوقف هذا الامر لانه فيه ضرر كبير يقع على اللبنانيين وعلى استقرار لبنان وينعكس ليس فقط على الوضع الامني بل ينعكس بشكل كبير على الوضع الاقتصادي وعلى المستوى المعيشي لدى اللبنانيين.
نحن ضد سلطات الامر الواقع وبالتالي يجب ان يكون هناك فعليا وضوح في هذا الشأن وعلى الحكومة ان تأخذ اجراءات حقيقية باتجاه ان تعزز ثقة اللبنانيين بأن الحكومة هي واعية بهذا الامر وتتكلم مع الناس بجميع الامور المتعلقة بالاوضاع الامنية، وبالتالي تأخذ خطوات لتحسين الاوضاع الامنية، وهناك اختراقات امنية وحوادث تحدث، الدولة تكون واعية وحاضرة وتأخذ اجراءات".

سئل: السلاح خارج الدولة والسلاح بيد الجميع والكلام عن سلاح حزب الله الذي استعمل في الداخل والذي تطرق له غبطة البطريرك الراعي.
أجاب: "ربط السلاح بموضوع التوطين، لا شك ان موضوع السلاح في لبنان كان نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية والاجتياح الإسرائيلي الذي جرى ومنذ ما قبل العام 82 وكان الفلسطينيون لجأوا لاستعمال السلاح من داخل وخارج المخيمات وأدت إلى وضع سيء كثيرا بحيث إننا لا نريد أن نذكر هذا الأمر. لا نريد ان نتذكر هذه الأحداث ونعطي تبريرا لذلك، الإسرائيلي هو العدو وهو الذي يوقع الضرر بنا على كل صعيد لبناني وعربي ولكن هذا الأمر أن فعلياً اسرائيل التي اتت كي تنتهي منظمة التحرير الفلسطينية أدت الى نشوء مقاومة وهذه المقاومة من الـ82 الى سنة الـ2000 عندما تحقق الانسحاب الإسرائيلي وفعليا استعمل هذا السلاح لطرد الاحتلال الإسرائيلي من الأرض المحتلة و تبقى مزارع شبعا وهذا الامر له معالجات ولكن ليس بالضرورة من خلال استمرار حمل السلاح، من خلال الدولة التي كان يفترض ان يكون لديها سلاح وبالتالي تعزيز دور الدولة في مواجهة هذا الاحتلال تمهيدا للوصول لمعالجته. بعد العام ألفين رأينا كيف تحول السلاح وبدأ يدخل ضمن المعادلة السياسية الداخلية وظهر ذلك واضحا وجليا في العام 2008 عندما استعمل هذا السلاح لمواجهة صدور اللبنانيين ولم يعد موجها ضد الاحتلال الإسرائيلي وسقطت مقولة هذا سلاح للمقاومة بل هو يستعمل ضد اللبنانيين".

سئل: اليوم الدفاع بعزه على الجيش اللبناني من قوى 8 آذار وخاصة حزب الله اذا هزت الثقة بالجيش اليوم بماذا تترجم؟
أجاب: "أعتقد ان هذا الامر يخلق مجالاً لمزيد من التوتر الداخلي في لبنان وظاهر وكأن هذا السلاح يعمل من اجل تغيير معادلات داخلية ومحاولة إجبار اللبنانيين على أن يسيروا بالطريقة التي يريدها حزب الله من اجل السيطرة على الحكم، اعتقد ان الموقف من السلاح ولنكن واضحين، نحن عدونا هو اسرائيل وهي طامعة في الارض اللبنانية والمياه اللبنانية ولا يمكن هذا الامر بعد ان نجحنا في اخراج اسرائيل من لبنان في العام 2000 ويعود الفضل في ذلك للمقاومة اللبنانية التي ننحني امام تضحياتها وبعد الاجتياح الاسرائيلي الذي جرى بسبب الحادثة التي جرت عبر الخط الازرق والتي تضافرت فيه جهود اللبنانيين جميعاً الى جانب تضحيات المقاومة والى جانب احتضان اللبنانيين بعضهم بعضا ووقوفهم سداً منيعاً ضد الاحتلال الإسرائيلي وقيام الحكومة اللبنانية بالمقاومة السياسية من اجل تحصيل القرار 1701 هذه جميعها انجازات ونحن بحاجة لإعادة اعتبار الدولة وبشروط الدولة".

سئل: عن ماذا تكلمت مع فخامة الرئيس ميشال سليمان؟
أجاب: "تناولنا الموضوع المتعلق بموضوع سلطة الدولة وبالتالي هذا الطرح الذي يطرح وكأن البعض يحاول ان يصور وكأن هناك خلافاً سنياً - شيعياً وليس هناك من خلاف سني شيعي وكذلك المسيحيين هم جزء من هذا المجتمع المتماسك والذي يريد ان يتماسك أكثر ولكن تحت ظل وبدور واضح للدولة وأن تفتح المجال للجميع ان يشارك بعملية صنع القرار، هذا الشيء الذي نسعى اليه خلافنا كيف يمكن ان نرجع الدولة".

سئل: كان مشغول باله فخامة الرئيس على هذا الصراع؟
أجاب: "هناك حديث يقول: نعمتان مجهولتان الصحة والامان لا احد يعرف قيمتهما الى ان يفقدهما، عندما يفقد صحته وعندما يفقد الشعور بالامان والاستقرار ومن يؤمن الاستقرار؟ هذا الامن المستورد او الامن الذاتي او الذي تأتي به مجموعات لا يوفر الامن خصوصاً في المجتمعات المتنوعة . بالعكس ما ننادي به هو الدولة الديمقراطية والدولة العادلة، والدولة المفسحة لجهود كافة اطياف شعبها".

سئل: دولية ربيعية.
أجاب: "هذا الامر طبيعي ويجب ان نسعى إليه، من يؤمن هذا الأمن للناس هو الدولة، اما ان تحمل فئة لبنانية سلاح ستشعر فئات اخرى بأنها مستبعدة وانها مميز ضدها وهذا ليس فيه مصلحة لأحد، وجرى البحث حقيقة مع فخامة الرئيس في عدد من الامور منها موضوع المحكمة".

سئل: المحكمة الدولية وقرار التمويل، قلت في البرلمان ان رفيق الحريري حجب الثقة عن هذه الحكومة، فبين المبدئياً والالتزام والاحترام الرئيس ميقاتي اعلامياً يلتزم تمويل المحكمة ويفاجئه وزراء في الحكومة، بأنه يتحدث على مسؤوليته، فهل تبلغت المحكمة التزام لبنان التمويل رسمياً؟ وكلام للرئيس ميقاتي اليوم في "النهار" عن أن "المحكمة قائمة ولا انتقائية في التزاماتنا"
أجاب: "هذا الكلام جيد".
سئل: اسمع كلامك يعجبني
أجاب: "نحن نريد في النهاية هذه المحكمة، لبنان عانى كثيراً من الاغتيالات السياسية وجميع هذه الاغتيالات السياسية احيلت للمجلس العدلي الذي هو بمثابة مقبرة قبرت بها ودفنت بها كالجرائم ولم نخرج ولا نتيجة، والناس التي تقول دعونا نسترجع الآن القضية من المحكمة الدولية وننقلها الى المجل العدلي، يقول ادفنوها. هذا الامر اللبنانيون لم يعودوا يقبلون بأن يستمر سيف مسلط فوق رؤوسهم هو سيف الاغتيال او الحق بالقتل الذي يمارسه البعض، نحن نريد المحكمة، وما ميزة هذه المحكمة؟
محكمة علنية توفر الضمانات والامكانات للمتهم ان يدافع عن نفسه، بل اكثر من ذلك هذه المحكمة يمكنها تتناول مجرمين تحاكمهم حتى غيابياً ولكن حتى اذا حكمت المحكمة على المجرمين الغائبين واذا ظهر المجرم تعاد المحاكمة من اول وجديد وكأن شيئاً لم يكن فالمتهم له الحق بأن يطالب بأن تعاد المحكمة مرة ثانية".

وتابع: "نحن نقول ان هذه المحكمة نريدها حماية للديمقراطية والحريات في لبنان ولإنهاء الحق بالقتل وإنهاء الفرار من وجه العدالة، فبالتالي هذا الامر الذي جرى امر في غاية الاهمية انه كان هناك محكمة دولية اقرت في مجلس الامن وبعض بنودها تحت الفصل السابع التي هي اصبحت جزءاً من القانون الدولي الذي يسمو على القوانين الوضعية المحلية، فبالتالي موضوع المشاركة في التمويل الذي الزم لبنان نفسه به لا فرار منها، وهذه الالتزامات حتى لو لم تدفع هي دين مترتب على لبنان ولا يستطيع الا ان يدفعه".

سئل: ماذا تبلغت المحكمة من لبنان؟
أجاب: "اعتقد ان التصريح الذي يقوله دولة الرئيس ميقاتي وايضاً التصاريح التي نسمعها من الحكومة انهم ضد، طبيعي هناك خيارات عديدة".

سئل: هل بالإمكان مواجهة المجتمع الدولي بموضوع تمويل المحكمة الا تضع تمويل المحكمة على نار حامية؟
أجاب: "لا شك ان رئاستنا لمجلس الامن، كما يقول انك تترأس مجلس الامن تخالف قرارات مجلس الامن، والآن فخامة الرئيس ذاهب الى الولايات المتحدة دولة الرئيس ماذا سيقولوا للمجتمع الدولي وللناس؟يقولون للناس انكم تتحدثون بشيء وتمارسوا بطريقة ثانية هذا الامر فعليا غير مقبول".

سئل: ماذا يغير عدم تمويلها لبنانيا؟
أجاب: "يغير انها تعطي صورة سيئة جداً عن لبنان، اعود واكرر لا احد يعيش في جزيرة منعزلة، هذا العالم كله مترابط مع بعضه وبالتالي لنا مصلحة ونحن جزء من المجتمع الدولي ونعيش كدولة صغيرة مضطرين ان نكون على تعاون مع هذا المجتمع".

سئل: هل هناك بعض الاشخاص لا يهمهم المجتمع الدولي ؟
أجاب: "العاقل لا يستطيع ان يقول "مش فارقة معي" او انه شطب المجتمع الدولي عن الخارطة او انه شطب اروربا عن الخارطة هذا كلام غير مسؤول ولا يستطيع احد ان يقول فيه ولا يستقيم هذا الكلام وفي النهاية هو تضييع وتضييع جهود واضرار بمصلحة لبنان واللبنانيين ولا يجب ان يكون هناك شكوك في هذا الشأن. هذه المحكمة اصبحت جزءاً من القانون الدولي وهي تسير ومستمرة والمطلوب من الجميع التعاون معها، والدولة اللبنانية عليها التزامات التي أصبحت ديناً مترتباً على الدولة وعليها ان تقوم بذلك ان كان ذلك من خلال مبادرة تقوم بها الحكومة او ان تقوم باقتراح قانون يقدموه في مجلس النواب. فهذا الامر طبيعي يجب ان يكون واضحاً ولا ان تكون شيئاً تؤدي الى مزيد من التوتر والتشنج والذي ولا يوصل البلد الى اي شيء".

سئل: البعض يقول كأن هذه الحكومة تعاملت مع القرار الاتهامي بصرف النظر عن امكانية تنفيذه دولة الرئيس مما قلته سابقاً نفي حزب الله لمقابلة "التايم" يعني انه يعرف مكان المتهمين ويحميهم، واضفت "الاعتراض على القرار الاتهامي له ممر واحد هو المحكمة الدولية"، اريد ان اسأل حكومتكم هي الآن في السلطة هل كنتم استطعتهم القاء القبض على المتهمين الاربعة؟
أجاب: "حزب الله جزء من الحكومة، ماذا يقول حزب الله؟ هذا القرار الاتهامي صادر بحق اشخاص وليس من مصلحة حزب الله ان يظهر وكأنه يحاول على اخفاء او حماية هؤلاء المتهمين وليس من المصلحة على الاطلاق بل على العكس المكان الذي تريد اظهار ان هؤلاء ابرياء في المحكمة،هذا المكان هو في المحكمة التي يستطيع ان يشاهدها كل انسان على وجه الارض على التلفاز. وليس فقط هذا، هذا الامر عندما يساهم حزب الله فعلياً بهذا الشأن يحرجه والحكومة، الحكومة من جهة عليها ان تكون واضحة، ولو كنا في الحكومة لكنا فعلنا كل جهد واضح. والكلام الذي قيل في التايم ويقول مندوب التايم اكد انه قابل الناس، اين قابلوهم؟ في المريخ؟ اين اعين الحكومة؟ كيف يكونون ممثلين بالحكومة ويمارسون شيئاً خارج قرارات الحكومة في هذا الصعيد، ان كان على التضامن الحكومي او ما شابه فبالتالي هناك دور يجب ان يقام".

سئل: كيف تختم كلامك عن المحكمة؟
أجاب: "المحكمة الآن تخطو خطوات واثقة ومستمرة من اجل التوصل الى إصدار كامل جوانب القرار والبدء بالمحاكمة وبالتالي على الجميع ان يتعاون معها أكان ذلك من قبل الحكومة على صعيد التمويل او التسهيل للقضاة ام للتعاون بشكل عام مع المحكمة ليس من صالح لبنان. وليس من صالح البلد واستقراره الاقتصادي والمالي والأمني ان يقف موقف المعادي للشرعية الدولية، هذا اكبر خطر يمارسه اي بلد على حاله، وان يضع نفسه في مواجهة مع المجتمع الدولي الذي نرى امثلة عديدة في العالم ان ذلك لا مصلحة فيه".

سئل: من هنا العنوان التالي: لبنان والفرص الضائعة: دولة الرئيس كم اضعنا من فرص وماذا خسرنا؟ماذا عن الفرص السياسية والاقتصادية هل مسلسل الفرص الضائعة مستمر، هل نحن امام فرصة اخيرة ضائعة ام امام مهوار؟
أجاب: "لا شك اننا الآن نعيش مراحل جديدة في العالم العربي والميزة الأساسية التي كانت تتمتع بها الحكومات اللبنانية ويتمتع بها لبنان ويتمتع بها الى حد بعيد الانسان اللبناني، هي القدرة على التلاؤم والتكيف مع المتغيرات، فنحن نعيش متغيراً ويقتضي بنا ان نرى بشكل واضح وان نتبين مواقع اقدامنا كي لا تنزلق بنا الامور الى امور غير سليمة. اعتقد اننا اضعنا فرصة كان ممكن ان يكون بها تعاون مع الرئيس سعد الحريري في حكومة الوحدة الوطنية، والعمل على اسقاط هذه الحكومة خلافاً لما تم التعهد به في تسوية قطر، كان ذلك خطراً مميتاً، كانت لدينا فرصة في موضوع المحكمة الدولية ان نظهر اننا متماسكون وايضاً حزب الله يحاول ان يتعاون بدل ان يأخذ هذا الموقف المتشدد الذي يحاول ان يثير النعرات الداخلية بشكل او بآخر.
حزب الله كالذي يجلس بحفرة ضائعة، فليبين لنا اننا متمسكون فعلياً عبر تقديم المتهمين للمحكمة، والقول بأنه لا يعرف وجودهم وفي الوقت نفسه نقول غير صحيح انه جرى لقاء بين التايم وبين احد المتهمين يجب الا نستهين بذكاء اللبنانيين، من غير المقبول".

سئل: ماذا عن المديونية أين أصبحنا في اي رقم وكيف هي وضعية المصارف التي نسمع كل يوم عنهم ؟
أجاب: "نحن على مدى السنوات الماضية عقدنا ثلاثة مؤتمرات بالتعاون مع أصدقائنا وأشقائنا في العالم باريس 1 و2 و3 وكان من المفترض بنا ان نسير بخطوات حقيقية كمواضيع اصلاحية اساسية، اصلاح الاقتصاد والمالية العامة واصلاح المؤسسات التي تتولى مواضيع الشأن العام الضمان الاجتماعي والنقل العام الكهرباء وموضوع النقل العام وموضوع المديونية، كان هناك تعهد من قبل الدولة اللبنانية من اجل السير بمسارات الاصلاح على هذه المسارات، الواقع الحقيقة اننا ضيعنا هذه الفرص بالخلافات التي نشأت عام 2000 وبعد باريس 1و2 وصلنا الى سنة الـ2004 وحدث الاغتيال وقمنا بباريس-3 الذي تم فيه تعهد لمساعدة لبنان والتي جرى فيها ايضاً الحرب التي شنتها إسرائيل علينا، كل هذه الامور ضيعنا هذه الفرص ونحن الآن مستمرون في العجز.
علينا فعلياً أن نرى كيف نزيد إنتاجية الاقتصاد اللبناني وان نحقق أكثر ما يسمى النمو الاقتصادي مع توجه حقيقي لتعزيز دور القطاع الخاص في عملية التنمية الى جانب الدولة اللبنانية، فخلال الفترة التي كنت فيها رئيس حكومة استطعنا تحقيق نمو كبير على مدى السنوات2007-2008-2009".

سئل: عون طالب بفتح السجون، تشويه السمعة مستمر على الحريرية والسنيورية، كيف تدافع اليوم؟
أجاب: "كل شيء له جواب ، وجاوبنا على ذلك عبر مشروع قانون ارسلناه الى مجلس النواب في ايار الـ2006 وذهب الى مجلس النواب ولا يزال لغاية اليوم منذ 5 سنوات ولم تجر مناقشته حتى في اللجان النيابية، ماذا نقول في هذا المشروع؟ البعض يتحدث عن الفترة الزمنية حسابات وكذا وكل هذا الكلام، نقول خضّع هذه الفترة الزمنية ليست فقط لرقابة ديوان المحاسبة بل لرقابة من مؤسسات التدقيق الدولية التي يمكن بها ان تفصل بين كل هذا الكلام والاتهامات الفارغة. يتحدث مثلاً عون عن انه ليس هناك حسابات، هذا الكلام فعلياً كلام غير صادق، لبنان منذ سنة 79-92 لم يجر وضع قطع حساب ولا حساب مهمة آنذاك، فقط عندما اتينا عام 1993 عندما بدأت تنتظم المالية العامة ووضعت ما يسمى عمليات قطع الحساب. الحسابات الافتتاحية كي تقوم بها يجب ان تعود لحسابات الـ79 وكل سنة وراءها لكي نعرف الحسابات الافتتاحية و الختامية لكي نصل الى سنة 1993 ، كان ذلك مستحيلاً في ظل الدمار الذي لحق وغالبية هذا الدمار مسؤول عنه الجرال عون عندما دمر وزارة المالية في تلك الفترة في منقتي نهر الموت وبشار الخوري والاحداث التي مرت كلها وفي النهاية منعت ان تكون هناك امكانية للحسابات فقط من الـ93 عندما وضعنا هذه القاعدة على الاساس. قد يحصل خطاً والامر تعالجه الجهات المعنية".

وتابع السنيورة: "الدين اليوم نحو 55 مليار دولار وبالتالي هذا الامر بحاجة النظر إليه كي نستطيع معالجة مشكلة الدين العام، اولاً بترشيد الانفاق، ثانياً بالعمل على تحقيق النظام القابل للاستمرار. ذكرت انه من الـ2007 الى الـ2009 استطعنا ان نحقق نمواً غير مسبوق في لبنان بحدود الـ9% نمو حقيقي، وبعد ذلك بسبب هذه التشنجات انحسر النمو، والنمو هذه السنة قد نصل الى 2% او ما شابه، فهذا الامر يتطلب فعلياً تحقيق مزيد من الاستقرار".

سئل: والاتهامات التي يكررون اثارتها عن وسط بيروت والسوق الحرة، يوم الجمعة جريدة الاخبار عنونت مغارة السنيورة وسلامة، وتكلمت عن شيكات مفقودة بين وزارة امال والبنك المركزي؟
أجاب: "كل هذه الامور من اجل خلق غيمة وكمية كبيرة من الغبار وهذا بالتالي قبل الحديث في الصحف لتتولى الاجهزة الرقابية هذه العملية، تتولى العملية ما الذي يمنع من هذا الشأن، فساعة سوكلين وساعة...، لتقوم الحكومة بمناقصة جديدة ما هذه القصة".

سئل: سمعنا الجنرال عون يتحدى الرئيس ميقاتي بزحزحة الموظفين السنة،هل هذه حملة للقضاء على آخر موقف من المواقع السنية القوية في الادارة؟
أجاب: "لا تعالج الأمور الإدارية بالكيد، ولا بسياسة تصفية الحسابات، هناك تجربة عانى منها اللبنانيون سنة الـ1999-2000 دخلنا في ذات التوجهات والعقلية الكيدية والمحاسبة الوهمية على امور كلها اختلاقات، فنذكر عندما قاموا بقصة ما يسمى بمحرقة برج حمود، اختلاقات لا اساس لها من الصحة. في العامين الـ1999-2000 ماذا كانت النتيجة. كل هذا عمل ادى الى اغراق البلد في مزيد من التشنجات، وان الوضع الاقتصادي انحدر الى ما دون الصفر. وعانى لبنان الكثير بسبب تلك الممارسات وهذه العقلية الكيدية والانتقامية، هذا الموضوع الوحيد الذي لا يؤدي دوراً صحيحاً في الإدارة وليس مكان من اجل تحقيق به المكاسب، الادارة هي لخدمة الناس، الذي لا يقوم بعمل جيد طبيعي أن يخضع للمحاسبة ويترك مكانه، اما ان نتهم اشخاصاً مشهوداً لهم بالكفاءة والنزاهة فقط لتشويه السمعة، كانوا يقولون اذا اردت ان تقتل انساناً اطلق عليه شائعة، هؤلاء الجماعة يخلقون أوهاما وعمليات كيد لا اساس لها من الصحة".

سئل: هل هناك خطر على المصارف؟
أجاب: "اعتقد أن ما حدث مع البنك اللبناني الكندي هو حالة فردية، أما في المصارف الأخرى فلدي ثقة بكفاءة السلطة النقدية من اجل المعالجة لشتى الأمور، ومن الطبيعي أن يتطلب الأمر تعاوناً بين الحكومة من جهة وبين البنك المركزي من جهة من اجل سلامة الوضع المالي وسلامة الأوضاع النقدية والمصرفية. اعتقد ان وضعنا جيد وعلينا ان نتابع التحسين ويجب أن تكون اعيننا مفتوحة وان تكون هناك رصانة في السياسات المالية المستقرة لكي نستطيع أن نواجه مرحلة شديدة الصخب، وكي نبقى في معزل عن التأثر وهذا ما نجحنا فيه في العام 2008 في ظل الأزمة العالمية".

سئل: رحلاتك وزيارات للخارج طرحت سؤالات وعلامات استفهام حول الاهداف هل هي لاستعادة السلطة ، ثانياً يقول البعض هل تنفذ بيان البريستول بتحريض الحكومات على حكومة 8 آذار وهل من زيارات اخرى؟
أجاب: "لم اسع ولا يوم للعودة الى رئاسة الحكومة ولا للحصول على منصب ولا طلبت، وعندما طلب مني تحمل المسؤولية ورشحت أن اكون رئيس حكومة قبلت ولم أسع في أي وقت من الاوقات وهذا موقفي ومستمر، وهذا الاتهام الذي يحكى بأني اتيت كي اسوق نفسي لا يستحق حتى قيمة الحبر الذي كتب به، والمقصود منه من اجل شل المعارضة وعدم قدرتها على التحرك، نحن فعلياً طرف سياسي ونحن لدينا علاقة مع العالم وعلاقات عربية ودولية، وهناك واحد من الذين نشروا ويكليكس قال كلمة ان من يقرأ هذه الرسائل الويكيليكس يرى بأنها لا تشفي غليل اعداء السنيورة. وذلك لسبب بسيط، لأني تعودت ان اتكلم في الغرف المغلقة كما هو في العلن واعتبر انه لدينا علاقات مع العالم ونوظفها لمصلحة لبنان وايضاً علينا ان نكون على بينة مما يجري وهناك متغيرات اساسية تجري في العالم العربي، وبالتالي علينا ان نبقي على التشاور ، نحن مستمرون وكل هذه الأقاويل والشائعات لا أساس لها من الصحة على الاطلاق، وانا لا اهتم بها وسأستمر بعملي الذي يؤدي الى خدمة بلدي وخدمة الخط السياسي الذي امثله. كل شيء في اوانه"

سئل: ويكيليكس بينكم وبين بري ، لماذا توقيت ويكيليكس في المستقبل اليوم ولماذا بري؟
أجاب: "انا شديد الاستغراب لهذا التوتر الذي شهدناه بسبب جماعة 8 آذار، امر غريب عجيب ما نراه، على مدى سنة ماضية جرى نشر وثائق ويكيليكس بكل وثائق الاعلام التابعة لحزب الله والجنرال عون وحركة امل وكيف ان هذه الوثائق تدين وتكشف المؤامرات التي قامت بها جماعة 14 آذار، ومقصود منها كان التهجم والنيل من شخصيات 14 آذار ظهروا على التلفزيون وسمعت السيد حسن نصر الله انه يجب ان نحاسب هؤلاء الناس ونحن سنرفع دعاوى عليهم وسمعت من الجنرال عون انه يريد اقامة دعاوى على هؤلاء الاشخاص، لكن تبين عملية اختيار البرقيات انتقائية. اولاً هذا ليس رأي صحيفة المستقبل وهي نشرت مثلما نشرت جريدة الجمهورية تنشر هذه الوثائق وتقول ان هذا الذي جرى على لسان السفير الاميركي او الآخرين، لماذا نقول ان الحق على "المستقبل" لماذا لم نقل ان الحق على جريدة "الاخبار"؟"

وسأل: "من بدأ هذه العملية؟ هناك مثل لبناني: "البادي اظلم" من الذي بدأ بنشر هذه الوثائق؟ اعتقد ان هذا الامر الذي يجري الآن هو امر لتوضيح الصورة كما يقول المثل اللبناني "لسانك لا تذكر به عورة امرىء فكلك عورات وللناس السن". ليس هذا امر لنضعه بخانة المبارزات المذهبية، هذا امر مرفوض وللحقيقة الآن هذا الذي جرى، والبارحة تلقيت اتصالاً من المفتي قبلان وهو صديق وانا احمل في قلبي وضميري وعقلي الكثير من التقدير له وقال لي معقول ما يحدث؟ قلت له هذا ناتج عن أشخاص بادروا هم الى القيام بذلك وهناك مثل يقول من يدق الباب فليسمع الجواب، يجب ان تسأل من بادر في الموضوع، على اي حال يجب ان نتعاون ان شاء الله خصوصا أن الموضوع وصل الى حده".

سئل: ولكن غداً ستبدأ حلقات في جريدة السفير ردا على ويكيليكس المستقبل ردة فعل السنيورة بعد عملية أسر الجنديين "غدرني حسن نصر الله".
أجاب: "اي شخص يكتب روايته كما يريد، ما حصل يوم 12 تموز 2007 مدون ونشر على ثلاث حلقات في جريدة النهار. سأقول ما حدث، في ذلك النهار صباحاً كنت جالساً عند فخامة الرئيس لحود وعند الساعة التاسعة وردنا خبر انه حصل حدث في الجنوب وانه حصل أسر الجندييين تابعنا اجتماعنا وكنا نتلقى تدريجياً كل خمس دقائق خبرية من هذا النوع.
واجتمعت مع الحاج حسين خليل وسألته ماذا حصل؟ صح لنا مناسبة أن نخطف جنديين وقلت له يا حاج منذ اتهينا منذ أقل من عشرة أيام جلسة الحوار وكان السيد حاضراً وكان يقول رداً على الموضوع هذا الجو التفاؤلي والتعاون وندخل على موسم صيف لنحافظ على موسم السياحة، كان جوابه التالي "نحن ليس لدينا نية بأن نقوم بأي عمليات ولكن لو حدثت اي عمليات سوف تكون عمليات تذكيرية" وقلت له يا حاج هذا الكلام الذي اكده لنا السيد. كنت ضد هذا الحدث الذي جرى؟ انا أوردت بصراحة ووضوح وقلت بصراحة نأينا بأنفسنا عن الحدث في مجلس الوزراء... عبر الخط الازرق وبالتالي حاولنا ان نأخذ البلد بحنكة كبيرة وبمسؤولية كبيرة جداً لنحول لبنان من بلد معتد الى بلد معتدى عليه وهذا ما نجحنا فيه كحكومة في ذلك الوقت".

سئل: هناك تشويه للتاريخ ولكن ايضاً تركتم موضوع الرئيس بري الذي قال في جريدة السفير "لا المعارضة تعرف ان تعارض ولا الاكثرية تعرف تحكم"، وانتم كمعارضة تراهنون على التغيير في سوريا؟
أجاب: هذا التغيير في سوريا يديره الشعب السوري".

سئل: ماذا يحدث اذا تغير النظام في سوريا؟
أجاب: "لا نريد ان نقوم بافتراضات بهذا الشأن، سوريا بلد شقيق ومجاور ونحن اخذنا موقف منذ زمن بأن لا نتدخل ولا مصلحة لدينا ولا إمكانية لدينا، ولكن هذا لا يعني اننا لا نتعاطف مع الشعب السوري وطموحه بأن يكون لديه نظام ديمقراطي ونقول ان كلما توسعت الديمقراطية في العالم العربي يكون هناك مصلحة للبنان، لبنان الذي كان يمثل نموذج للديمقراطية والحريات في العالم العربي".

سئل: هل تراهنون في 14 آذار على تغيير النظام؟
أجاب: "نحن لا نراهن على شيء، نحن نحترم تطلعات الشعب السوري من اجل ان يتم هناك اصلاح ونحترم مطالباته، ونحن نقول ان هناك ضرورة ان يصار الى التعامل مع هذا الموضوع بطريقة مختلفة، نحن لسنا نعيش الآن في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، نحن نعيش في عالم سقطت فيه حواجز الخوف والزمان والمكان وكل هذا اصبح متغيرا وبالتالي يتطلب معالجة مختلفة".

سئل: سوريا الى تدويل ام الى تعريب؟
أجاب: "رأينا البارحة زيارة الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي".

سئل: ما مدى جدية البنود؟ هناك تضارب بيانات.
أجاب: "الامين العام تكلم عن أشياء اساسية كسحب الجيش وموضوع المحاسبة وعملية الاصلاح والانتخابات وتكلم بإيقاف مسلسل القتل الذي يتم وعملية سفك الدماء التي تجري وغير المقبولة، الشعب العربي اينما كان شعر ان ما يجري فيه امتهان لكرامته وبالتالي يجب ان يتوقف هذا الامر، واتمنى على الرئيس الاسد ان يأخذ موقفاً شجاعاً وبالتالي يستمع لنصائح اصدقائه واعدائه الذين قالوا له على مدى الأشهر الستة على اهمية الاستماع الى رأي الناس وبالتالي التحول بسوريا الى ان تصبح بلداً ديمقراطياً ويحترم مبدأ تداول السلطة التي هي طموح كل العرب اينما كان، لنعد الى الربيع العربي بماذا يطالب الناس؟ قبل الخبز يقولون نريد الحرية واحترام حقوق الانسان والمشاركة والتداول السلمي للسلطة هذا ما يطالبون به الحريات والكرامة التي تمنع عنهم وتهدر كرامتهم، وبالتالي نحن نقول موقفنا بالنسبة لسوريا، وبالتالي نحن نتعاطف مع الشعب السوري ولكن لا نتدخل على الاطلاق في اي امر يتعلق بالموضوع".

سئل: مستقبل العلاقة مع حزب الله دولة الرئيس فؤاد السنيورة؟ هل من جسور تواصل بينكم وبين حزب الله؟
أجاب: "الحزب كانت له انجازات اساسية حتى سنة الـ2000 وعندما شارك وبنتيجة الظرف الذي نشأ في سنة الـ2006 ايضاً وقفنا الى جانبه، وفي النهاية تضافر كل هذه الجهود أدت إلى منع اسرائيل من الانتصار، وهذا الامر لا احد يستهين بهذا الانجاز الهائل، اسرائيل لا تتحمل الا تنتصر، نحن نجحنا من تضحيات المقاومة ورسالتها ونجحنا من احتضان الشعب اللبناني لبعضه بعضاً، ونجحنا ايضاً من موقف الحكومة المقاوم والذي انجزنا به الـ1701 كل هذا الامر نحن نجحنا في تحقيقه، نحن الآن بالنسبة لحزب الله بعد ان شهدنا سنة الـ2008 كيف تحول السلاح وكيف اصبح موجهاً ضد صدور اللبنانيين ورأينا ايضاً مرة قمصان سوداء ومرة غيره، حزب الله من الاحزاب الاساسيين في لبنان ولكن هذه الامور لا تعالج باستعمال الضغط والارهاب والتهويل على الناس".

سئل: هل من رسالة توجهها إلى حزب الله؟
أجاب: "اعتقد في النهاية ستكون هناك عودة الى التقارب والانفتاح ولكن على اساس ماذا؟ ان هذه العلاقة لا يمكن ان تبقى مقطوعة ولا تحل بالاصبع او بالتهويل والتهديد والتخوين هذا لا يوصل لنتيجة بل هذا كله يزيد الاحتقان والتوتر والفرقة والتباعد في النهاية يجب ان ندعو لمد اليد ولكن على اساس ماذا؟"

سئل: منذ متى وانتم تدعون لمد اليد؟
أجاب: "ولن نيأس من ذلك ولن نتوقف من ذلك".

سئل: ماذا تقول للسيد حسن نصر الله؟
أجاب: "الناظم لهذه العلاقات بين مكونات الشعب اللبناني هي الدولة، ويجب ان نعود للإعتراف بأهمية عودة الدولة وتسلم مسؤولياتها وتكون هي فعلياً المحتكر للسلاح، الدولة هي التي تؤمن الأمن والأمان للبنانيين، وهي التي في النهاية يشعر اللبنانيون بأنهم ليسوا محكومين من طرف واحد، وبالتالي يجب ان يأخذ حزب الله في النهاية موقفاً بأنه لم يأت للإستيلاء على السلطة، هو كان لديه هدف تحرير البلد وبالتالي هذا الامر تحقق، خطوة اساسية في هذا الاتجاه، نحن الآن في وضع لن يستمر بوجود ان الدولة غائبة او انها تتلاشى وان شخصاً يأخذ مكانها ولا نحن نريد طرح نفسها مكان الدولة ولا احد يستطيع طرح نفسه مكان الدولة ولا اي فريق وكل هذه التجارب التي مررنا بها على مدى الاربعين سنة الماضية في لبنان والتي كل شخص قام بتجربته وتبين انها تجربة فاشلة ولا تؤدي الى نتيجة".

سئل: ماذا سيكون حال حزب الله فيما لو تم تغيير النظام في سوريا بفعل الثورة؟
أجاب: "هذا شيء افتراضي في الحقيقة ولا أريد الدخول به، وبالتالي كل شخص يدرس ظروفه وأوضاعه، ولكن اقول ان هذا التغيير يجب ان ننظر له ان السوريين يريدون التغيير لمصلحة بلدهم، بالنسبة لنا كل تحول يؤدي الى مزيد من الديمقراطية يبني هذه العلاقات الصحيحة بين بلدين شقيقين متجاورين يجمعهما تاريخ وحاضر وعلاقات ومستقبل بالتالي تؤدي الى ان تكون العلاقات سليمة مبنية على اساس الاحترام والندية".

سئل: والسيد نصر الله حاول في خطابه الاخير استنهاض الشيعة والقول ان مؤامرة تستهدفهم؟
أجاب: "احد يستهدف الشيعة؟ هذا خيال، لا احد يستهدف احداً، لا احد يستهدف الطوائف، وبالتالي يجب ان نعيش اننا كلنا اجزاء مكونة من جسم واحد وبالتالي لا احد يستطيع ان ينال من طائفة اخرى، وكل المحاولات على مدى قرون في هذه المنطقة اثبتت فشلها وبالتالي محاولة تظهير الامور ان الطائفة مستهدفة، وان هناك محاولة للإستقواء وبالتالي غداً يتغير النظام ويأتي فلان ومجموعة كذا هذا كله كلام وهم بوهم، لا احد يستطيع الوصول لاستهداف طائفة، نحن نعتبر اننا والشيعة وكذلك كل المسيحيين اجزاء متممة ومكملة بعضها بعضاً وبالتالي جزء من هذا الكيان اللبناني وهذا العيش المشترك والعيش الواحد بين كافة اطياف اللبنانيين واي كلام حول استهداف مجموعة هو كلام كله اوهام وكله محاولة لخلق قضايا من اجل تهييج الناس وتوتيرهم وبالتالي تضييع المزيد من الفرص التي جهدنا خلال كل هذه السنوات بتضييعها".

سئل: دولة الرئيس السنيورة اين هم سعد الحريري؟ هل سيعود؟ الجنرال عون قدم له one way ticketمتى يعود وماذا يفعل سعد الحريري في الخارج؟
أجاب: "الجنرال ليس لديه ان يعطيه ticketويرجع منه، يجب ان نفهم ظروف سعد الحريري والمعطيات التي لديه والاحتياطات الامنية التي يأخذها، ولكن اقول ان الرئيس الحريري هو متواصل وغير منقطع عن التواصل بكل شيء، متى يعود؟ اعتقد انه ان شاء الله سيعود، وانا من القائلين بأهمية وضرورة العودة ولكن هذا امر هو يقرره".

سئل: على ماذا يبني موعد عودته؟
أجاب: "هو لديه المعطيات التي تحدد، وان شاء الله وعما قريب متى يرجع الرئيس سعد الحريري".

سئل: لكن الحملات تطاله شخصياً، ماذا تقول في هذا الصدد؟
أجاب: "يقولون دائماً الشجرة المثمرة هي التي تتعرض للضرب بالحجارة، وبالتالي هذا كلام لا يوصل لنتيجة ورأينا قصة ويكيليكس وما حدث من هذا النوع هذا كلام لا يودي الى مكان، والرئيس سعد الحريري ان شاء الله سيعود قريباً للبنان وبالتالي هو مستمر بالتواصل وانا وهو على تواصل مستمر ويكاد التواصل يكون يومياً وبالتالي هذا الامر ان شاء الله هو سيعود ويكون رئيس "تيار المستقبل" ورئيس حكومة سابق ويلعب بالتالي دوره ونشاطه واعتقد ذلك ان شاء الله".

سئل: من هو الشخص الذي لن يسامحه ابداً فؤاد السنيورة ولماذا؟ ممكن ان يكون فريق او حزب اقليمية دولية.
أجاب: "انا وتيمناً بقول الشاعر "لا يعرف الحقد من تعلو به الرتب ولا ينال العلا من طبعه الغضب" انا اختلفت في السياسة مع اشخاص ولكن لا احمل غلاً لأحد والحمد لله رب العالمين وهذه نعمة انعمها الله علي انني لا احمل غلاً، لدي قدرة كي ادافع وهذه نعمة، وكنت اقول للناس تذكرون في الكبيوتر زر deleteاكبس هذا الزر وامحو، والله انني لا احمل غلا حتى كل الناس الذين تعرضوا لي، نسيت، الله يحاسب".

سئل: بين السلطة والمعارضة؟ اين تجد نفسك؟ ما احلى الرجوع اليها؟
أجاب: "انا جربت المعارضة في العامين 1999 - 2000، وانا في عمري لم أتمسك بالحكومة، وعندما كنت في دائرة الحكومة كنت اقول للناس يا اخوان كم الساعة 11 وربع يوم الاحد؟ طيب في ذاك الوقت انه لو كانت 11 ونصف ولم اعد رئيس الحكومة لا احد يفكر انه ترف عيني، اطلاقاً، انا موجود في الحكم من اجل خدمة قضية حملتها على كاهلي وحملها معي ايضاً زملاء لي في الحكومة وفخامة الرئيس ولكن هذا امر طبيعي انتقل من دور الى آخر وبالتالي امر طبيعي، لذلك كان انتقالي للمعارضة عملية سهلة وبسيطة. وما يسمى العمل في المعارضة "اريح" بكثير فهناك مسؤوليات كبرى في الحكومة، وهناك فرق بين ما يسمى من يجلس في المقعد الامامي يقود وبين من يجلس في المقعد الخلفي يشاهد ويعطي نظريات واقتراحات وافكار، وانا مرتاح الآن الحمد لله".

سئل: لو كان فؤاد السنيورة رئيساً للحكومة في هذا الظرف بالذات ماذا تراه؟
أجاب: "اعتقد الآن ان الرئيس الميقاتي اقدر على معرفة اليوم، وويجب القيام بأي عمل يؤدي الى التهدئة والاستقرار واستعادة دور الدولة، الدولة التي اقمنا قضيتنا من اجلها من اجل تعود صاحبة القرار والسلطة وتبسطها على كامل الاراضي اللبنانية، بالإضافة إلى دور الدولة الذي يوحي بالامن والامان والذي يمكن من تحقيق النمو وأيضا من تحقيق التنمية الاقتصادية على كافة الاراضي اللبنانية، هناك حاجة من العمل كي لا نضيع فرصا اضافية".

سئل: اي حكومة للبنان يتطلب ما يحصل في المنطقة اليوم؟
أجاب: "هي التي تعود الى جوهر وضمائر اللبنانيين الذين يريدون بلدهم جزءاً من العالم العربي يتفاعل معه ولكن يحافظون فيه على ديمقراطيتهم وعلى حرياتهم وعلى احترامهم لمبدأ تداول السلطة وعلى تعاونهم مع بعضهم كجسم واحد بفئاتهم كافة من اجل ان يشاركوا اخوانهم في العالم العربي في هذا الربيع العربي".

سئل: ما هو عمر هذه الحكومة وهل مسموح اسقاطهم؟ وهنا اريد العودة لمقال ولو بسرعة كتبه الاستاذ سليم نصار في 18 حزيران 2011 يقول سوريا ترمي هموم الداخلية على حكومتها اللبنانية.
أجاب السنيورة: "لبنان ليس هو الفاعل في الساحة السورية ولا يمكن ان يكون فاعلاً في الساحة السورية ولا نريده ان يكون، ولكن طبيعي الساحة السورية تعكس نفسها لان لبنان بلد منفتح ولديه ديمقراطية وحريات،ويشكل انعكاس لكل ما يجري في العالم العربي لذلك انا اعتقد ان المرحلة سنجلس وننتظر وبالتالي نبعد انفسنا".

سئل: اي حكومة يتطلب لبنان في هذا الظرف؟
أجاب: "الحكومة التي اقترحتها على الرئيس ميقاتي، لان الحكومة التي اتت بكمية من الاشخاص وكمية من الاحقاد ورغبة بالانتقام ومحاولة توتير الاجواء لا تؤدي الى نتيجة، نحن بحاجة في هذه المرحلة الى مزيد من التمسك. انا اقترحت على الرئيس ميقاتي آنذاك بأن تكون الحكومة من اشخاص من اصحاب الكفاءات ولكن ليسوا محسوبين على فريق، والقضايا الخلافية نضعها جانباً من اجل تمرير هذه الفترة ويكون بلدنا بعيد عن ممر الأفيال الذي نشهده في هذه المرحلة،وقلت له حينها،شكل هكذا حكومة ونحن سنكون مؤيدين ونعطيك ثقة. وبالتالي هو ارتأى ان يؤلف مثل هذه الحكومة وبالتالي الآن هو يعاني معاناة شديدة".

سئل: صحيح اننا نملك ساعات بأيدينا ولكن هل نملك الوقت، وهنا اعود للفرص الضائعة، كيف نوازي بين الوقت المتسارع وثورات التغيير ونحن نعيش فعل ماضي والعالم فعل مضارع. الكلمة الاخيرة.
أجاب: "اولاً كل شيء يستطيع الانسان ان يضعه في الثلاجة ثم يقول سافتح الثلاجة وآخذه الا الوقت،الوقت ان لم تقطعه قطعك. نحن الآن نعيش بمراحل شديدة وظروف وبالتالي على مدى هذه السنوات ومنذ الـ75 الى الآن لبنان ضيع فرصاً هائلة وكان بامكانه اريد ان اقول امر، سنة 75 كان مستوى الدخل الفردي اكثر من ضعف الدخل الفردي في قبرص ويماثل ذلك في البرتغال. الآن نحن في 2011 مستوى الدخل الفردي اقل من ثلث قبرص واقل كثيراً من البرتغال وغيرها هذا على الصعيد الاقتصاد، اما على الصعيد الوطني وتماسك البلد والمجتمع اللبناني اللبناني فضيعنا فرصاً في الخلافات والنقاشات الساعات بأيدنا والوقت يمر وبالتالي آن لنا ان نتعظ مما مر علينا وان نستفيد من التجارب التي مررنا بها كي نساهم سويا في بناء البلد".

وختم السنيورة: "لم يفت الاوان، وهذا المجتمع اللبناني يتبين أنه كلما استطاع ان يحافظ على وحدته الوطنية وكل ما عمل من اجل استعادة الدولة الحافظة لأمن اللبنانيين والقادرة على ان تبسط سلطتها على كافة الاراضي اللبنانية وان توجه كل الجهود من اجل التصدي لإسرائيل ولعدوانية اسرائيل تكون اقوى. وعندما نعيش حالة من التضامن الاجتماعي نكون اقوى على مواجهة اسرائيل من ان نكون مشرذمين، وهذا ينطبق على العالم العربي ليس فقط على لبنان، وكلما استطاع العالم العربي ان يتوجه نحو الديمقراطية سيكون اقدر على استعمال موارده بشكل أفضل وإمكاناته بشكل أحسن ويستطيع ان يواجه اسرائيل بشكل افعل داخليا وخارجيا على مستوى الدولة".

تاريخ الخطاب: 
12/09/2011