صيدا - إطلاق أول مجلس أهلي من نوعه لمكافحة الإدمان على المخدرات
في ظل ما تسجله التقارير والاحصاءات من تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات لا سيما في صفوف الشباب في مختلف المناطق اللبنانية ، سجلت عاصمة الجنوب صيدا خطوة متقدمة على طريق الحد من هذه الآفة الاجتماعية ومكافحتها ومعالجة سواء بالتوعية المسبقة أو برصد ومواكبة حالات التعاطي والإدمان او بمعالجة هذه الحالات عبر مقاربة اسبابها الاجتماعية والاقتصادية ، حيث أبصر النور في صيد والجوار اول مجلس أهلي من نوعه لمكافحة الادمان والذي تم تأسيسه بمبادرة ودعم من الرئيس فؤاد السنيورة وبالتعاون مع تجمع المؤسسات الأهلية في صيدا والجوار وبالشراكة مع بلدية المدينة وتجمع ام النور ومؤسسة منتور العربية وذلك لمكافحة افة المخدرات ومعالجة المدمنين من خلال انشاء مركز متخصص في صيدا والجوار. اما التمويل الذي سعى في تأمينه الرئيس السنيورة فهو تمويل كويتي من الشيخ بدر الحميضي ومن الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي ممثلا بمدير العام ورئيس مجلس الادارة الدكتور عبد اللطيف يوسف الحمد.
وجرى اطلاق المجلس الأهلي لمكافحة الادمان في احتفال اقيم في قاعة بلدية صيدا وتقدم حضوره: النائب ميشال موسى ، ممثل النائب بهية الحريري منسق عام تيار المستقبل في الجنوب الدكتور ناصر حمود ، محافظ الجنوب نقولا بو ضاهر ، المونسينور إلياس الأسمر ممثلا مطران صيدا ودير القمر للموارنة الياس نصار، المسؤول التنظيمي للجماعة الإسلامية في الجنوب الحاج حسن أبوزيد، رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي ونائبه إبراهيم البساط وعدد من أعضاء المجلس البلدي , والرئيسان السابقان للبلدية الدكتور عبد الرحمن البزري والمهندس أحمد الكلش، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب محمد صالح ونائبه المهندس عمر دندشلي، رئيس رابطة أطباء صيدا الدكتور نزيه البزري، عضو مجلس جمعية تجار صيدا وضواحيها محمود حجازي ، وممثل عن منظمة أطباء بلا حدود ، وعدد من الفاعليات الروحية والاقتصادية والاجتماعية ومن رؤساء البلديات في إتحاد بلديات صيدا والزهراني، الى جانب الجمعيات الاهلية المنضوية في اطار المجلس وهي " مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة ، الهيئة الاسلامية للرعاية ، جمعية المؤاساة والخدمات والاجتماعية ، جمعية نبع ، جمعية التضامن والتنمية ، جمعية شباب ضد المخدران ، جمعية امان الشبابية ، مركز الحسين الطبي، مؤسسة معروف سعد الثقافية الاجتماعية ، وجمعية التنمية للإنسان والبيئة" .
استهل اللقاء بالنشيد الوطني اللبناني، فكلمة ترحيب من أمين سر المجلس ماجد حمتو تخللها عرض لمراحل إنشاء المجلس، فكلمة رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي الذي اعتبر أن هذا المشروع "يجب ان يكون نموذجيا نكسر فيه حاجز الصمت والخوف من معالجة الادمان وننطلق من خلاله لكل المعنيين وبالدرجة الاولى عائلة المدمن لننشر الوعي الى ان مشكلة الادمان لا تحل بالحبس في الغرفة والحرمان من المصروف بل هي مشكلة تحتاج لاختصاصيين يعملون مع المدمن على كافة المستويات لاعادة تاهيله حتى يعود عنصرا فاعلا في المجتمع" .
وتحدثت رئيسة المجلس الاهلي لمكافحة الادمان عضو المجلس البلدي عرب كلش فثمنت جهود الرئيس السنيورة ومساعيه الحثيثة في دعم هذا المشروع في مدينة صيدا معتبرة ان كل فرد معني بهذا المجلس للمساهمة في علاج وتاهيل الانسان المدمن والعودة به الى ذاته الانسانية .. وقالت : صحيح أن المهمة صعبة ولكنها ليست مستحيلة ، فمع دولة الرئيس فؤاد السنيورة يصبح المستحيل ممكنا فكيف ان كان صعبا فانه حتما سيترجم ان شاء الله مشروعاً رائدا في مدينة صيدا.
وكانت كلمة لمسؤول وحدة التخطيط والتنفيذ في المجلس عضو المجلس البلدي مطاع مجذوب تحدث فيها عن الجهات المانحة والشركاء لهذا المشروع فلفت الى انه بمبادرة من الرئيس السنيورة وبالتواصل مع الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي تم تخصيص المجلس بمبلغ مليون و100الف دولار اميركي وان العمل جار على استكمال تامين المبالغ المخصصة للمركز كما توجه بالشكر للسيد احمد نجيب نحولي والذي قدم قسم من مبنى حديقة السلام لمدة 6 سنوات لصالح المجلس كما شكر الشراكة مع المؤسسات العريقة في مجال التوعية والتاهيل.
كما كانت مداخلات مختلفة ومنها للنائب الدكتور ميشال موسى ولمحافظ الجنوب نقولا أبوضاهر، ومشرف جهاز فوج المتطوعين في إطفاء صيدا القديمة محمد حماد (الذي عرض لواقع المخدرات وازدياد حالات الإدمان في المدينة القديمة )، ومداخلة للدكتورة فريدة العلاقي ممثلة منظمة منتور العربية للوقاية من المخدرات، ومداخلة المهندس ناجي منصور بإسم تجمع أم النور، ومداخلة الدكتورة حليمة قعقوة بإسم شبيبة جاد ، ومداخلات أيضا لعدد من أعضاء الهيئة الإدارية في المجلس وهما رائد عطايا وجورج حايك.
هذا وتخلل اللقاء عرض لاهداف المشروع واحصائية بالموقوفين بتهمة التعاطي في صيدا ومنطقتها للعام 2011 وعددهم 216 موقوفا في تعاطي انواع مختلفة من المخدرات..
إشارة إلى أن مشروع إطلاق المجلس يتم بالشراكة مع بلدية صيدا وتجمع أم النور ومؤسسة منتور العربية، اما الجهة المانحة لكي يبصر هذا المشروع الاجتماعي الأهلي النور فهم: الرئيس فؤاد السنيورة ، الحاج احمد نجيب نحولي ، الشيخ بدر الحميضي، الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي(معالي الدكتور عبد اللطيف يوسف الحمد – المدير العام ورئيس مجلس الادارة).
اما اهداف المجلس فتتلخص في : إنشاء مركز متطور لوقاية وعلاج وتأهيل المتعاطين والمدمنين على المخدرات في مدينة صيدا والجنوب في مكان هادئ بعيد عن ضوضاء المدينة وصخبها، وبعيد عن الوصمة الاجتماعية والتشهير المجتمعي، على ان يشمل هذا المركز الجوانب الطبية والتربوية والنفسية والاجتماعية، والعمل على دمج المتعاطين والمدمنين بعد تعافيهم في المجتمع، وتأهيلهم مهنيا لمن يحتاج الى ذلك، بهدف إزالة كل الاسباب التي دفعتهم الى التعاطي والادمان، وإعادتهم أفراد فاعلين في مجتمعهم.
ويضع المجلس الوليد نصب عينيه مسارات عدة للوصول الى اهدافه في مكافحة الادمان منها العمل تربويا وصحيا مع الشباب والتلاميذ في المدارس والجامعات واماكن تجمعهم، وإعتبار المدمن ضحية وليس مجرما، وإخضاعه للعلاج وليس للمحاكمة، إنشاء مركز لعلاج وتأهيل المدمنين ومتعاطي المخدرات في مدينة صيدا والجنوب.
وتعتمد استراتيجية المجلس الاهلي على إنشاء مشروع توعوي ووقائي وعلاجي وتنموي لمكافحة هذه الظاهرة من خلال تحرّك مجتمعي منظّم يستند الى منطق علمي يحمي المجتمع اجمالا والفئات الضعيفة القابلة للإنحراف. وخصص المجلس لهذه الغاية اربع وحدات للرصد والاستقطاب ، وللحالات المعرضة وللتشخيص والدعم النفسي وللتدريب والتوجيه وللاحالة والمتابعة. وتم تحديد مركز المجلس في مبنى حديقة السلام في الهلالية.