الرئيس السنيورة في جلسة مصارحة مع الصحفيين يتناول كل الشؤون : الاساس انتخاب رئيس الجمهورية

-A A +A
Print Friendly and PDF
العنوان الثاني: 
التقى مجموعة من الصحافيين وكتاب الاعمدة في الصحف

التقى رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة ظهر الخميس الماضي مجموعة من الصحافيين وكتاب الاعمدة والتحليلات السياسية ودار بينه وبيتهم نقاش انعكس مقالات في صحف الامس الجمعة وقد اتت الحصيلة كما يلي :

السنيورة: الزعامة للحريري في «المستقبل»

دنيز عطاالله حداد- السفير

يستعير الرئيس فؤاد السنيورة «بديهيتَين» من لغة المال والاعمال لتوصيف الموقف من رئاسة الجمهورية اللبنانية، كما من الرئاسة في سوريا.

في الشق اللبناني يقول في معرض الكلام عن المرشح المناسب لرئاسة الجمهورية: «المال مقبول لأنه مقبول». وكما لا تحتاج هذه العبارة الى كثير من الشرح بِمَن هو مقبول او مرفوض من «تيار المستقبل»، كذلك لا يحتاج وصفه للواقع في سوريا وبقاء الرئيس بشار الاسد الى شرح. ففي معرض الموقف من التطورات السورية يؤكد أنه «لا يمكن أن يتم تعيين المدير الذي أوصل الشركة الى الافلاس مديرا على التفليسة أو وكيلا لها».

وبين هذين الرفضين ينمّق الرئيس السنيورة الكلام، ويترك الباب مفتوحا للحوار: كل حوار وأي حوار، «مدركين أننا لن نصل الى اتفاق. لكننا ننتظر لعلّه يحصل تغيير»، مع تأكيده «اختبرنا الحوار مع حزب الله ولم نصل الى اتفاق».

يقرأ السنيورة، خلال لقائه عدداً من الصحافيين في مكتبه، الورقة التي ارسلها الى الرئيس نبيه بري عن مواصفات الرئيس المقبولة، ويؤكد ان الرئيس يجب أن يكون «مؤيدا ومعتبرا ومدعوما من بيئته، وان يكون في الوقت نفسه مدعوما ومؤيدا من بيئات اخرى. فالرئيس سليمان فرنجية لم يكن الاقوى في بيئته، كان يسبقه كميل شمعون وبيار الجميّل وريمون اده. لكن بتوافقهم عليه صار قويا. فتعريف الرئيس انه صمام الامان للبلد، تتقاطع عنده كل القوى. واكبر دليل على دور الرئيس ومكانته هو ما اصاب البلد اليوم مع شغور موقع الرئاسة». ويقول إن «البطريرك بشاره الراعي عبّر ايضا بطريقة دقيقة عن الرئيس القوي حين قال لي ان الرئيس القوي من يستطيع أن يؤمن حضور الثلثين الى المجلس النيابي والنصف زائدا واحدا لانتخابه».

يعترض السنيورة على كل من يشكك بصلاحيات الرئيس وقدراته وموقعه. يقول: «لا يمكن اقالة الرئيس الا في حالة واحدة وهي الخيانة العظمى. اما رئيس الحكومة وهو رئيس السلطة التنفيذية، فاذا فقد الثقة في مجلس النواب يستقيل. واذا استقال نصف اعضاء حكومته يذهب الى بيته».

لكن السنيورة، الحريص في كل حين على التأكيد أننا «أم الصبي» ونقدم التنازلات لحمايته، يعتبر أنه في موضوع الحكومة والتعيينات وصلت الامور الى حائط مسدود. «فالتسوية تقتضي أن يتقدم كل منا خطوة باتجاه الآخر. قلنا نوافق على ترقية العميد شامل روكز وتعيدون تسيير عمل مجلس الوزراء. لكنهم اصروا على الرفض. وهم يطالبون للوكيل ما ليس متوافرا للاصيل. بمعنى يطالبون للوزراء بما ليس متاحا بحسب الدستور لرئيس الجمهورية».

ومع ذلك ورغم الخلافات الكبيرة، يجزم السنيورة أنه «لا يوجد أي طرف جدي يريد استقالة الحكومة. لا حزب الله ولا ميشال عون ولا احد». وعن أداء الرئيس تمام سلام يعتبر أنه «بذل كل جهده لايجاد الحلول. وربما كانت هناك امور تحتاج الى مبادرات في مواقيت أبكر».

وعن الاصرار على عدم اعطاء عون اي مطلب وتعزيز احساس اوساطه بالاستهداف، يكشف السنيورة: يوم التمديد لقائد الجيش اتصلت بالرئيس ميشال سليمان والنائب وليد جنبلاط والرئيس سعد الحريري وقلت لهم: طالما التمديد جار لماذا لا «نكسر سمها» ونمدد لثلاثة او اربعة عمداء بينهم العميد روكز؟ وقد وافق سليمان والحريري الا أن جنبلاط رفض.

وعن توزيع الادوار داخل «تيار المستقبل» والايحاء دائما بأنه هو من يُفشّل التوافقات وعمن يملك الكلمة الفصل في التيار يقول: «نحن تيار ديموقراطي. لكل رأيه يعبّر عنه بحرية ويؤخذ به. والتشاور قائم، ولسعد الحريري الكلمة لانه يمثل الزعامة».

/////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////

 

 

 

«الحوار يتقدّم والرئيس المقبول تدعمه بيئته.. وهذه قصة فشل تسوية الترقيات»

السنيورة لـزاسبكين: ما مصلحة روسيا بخلق شرخ مع العالم الإسلامي؟

المدير الذي يوصل الشركة إلى الإفلاس لا يمكن تعيينه وكيل تفليسة..

وهذا ينطبق على الأسد!

 

بقلم رلى موفق- اللواء

قابل الأيام كفيل بأن يكشف حيثيات التدخل الروسي في سوريا وخباياه وحقيقة ما حصل من تفاهمات لم تخرج إلى العلن، ولكن ثمة اعتقاداً بأن تفاهماً روسياً بكليات الكليات وليس بكثير من التفاصيل قد حصل مع الآخرين، من أميركيين وأوروبيين وحتى بعض العرب، غير أن أداء الكرملين أفضى إلى شعور، إن لم يكن إلى استنتاج, لدى الأميركيين بأنهم خُدِعوا من قبل الروس في سوريا، تماماً كما شعر الروس بأنهم خُدعوا من الأميركيين في ليبيا.

هذا الانطباع تلمسه في مجلس الرئيس فؤاد السنيورة، حيث تتشعب النقاشات بين الملفات الداخلية الشائكة التي تنذر بمزيد من مظاهر انهيار الدولة ومؤسساتها، وبين التحدّيات الإقليمية وانعكاسها على لبنان المكبّل، ولا سيما بعدما أخذ «حزب الله» البلد رهينة وألحقه بعربة سوريا.

في ظن الرئيس السنيورة أن مبادئ عدّة لم تأخذها القيادة الروسية في الاعتبار، ما قد يجعلها تقع في الفخ أو تدخل في المستنقع. أولى هذه المبادئ أن الشعب السوري في غالبيته الساحقة ضد «داعش»، ويدرك من يقف وراء هذا التنظيم وعلاقة المصالح القائمة بينه وبين النظام الذي لم يستهدفه حتى بطلقة واحدة. وثاني هذه المبادئ أنه لا يمكن القضاء على تطرّف قائم باعتماد متطرّف آخر.

كان بإمكان روسيا، التي استفادت من حالة التراخي الأوروبي - الأميركي، الدخول إلى سوريا وتقابل بالأزاهير على أسس مقاربة الخلاص من خطر «داعش» من دون أن تضمر بقاء الأسد على رأس النظام. فقبل أسبوعين حين التقى السنيورة السفير الروسي ألكسندر زاسبكين بادره إلى القول: إن النّاس تكون معكم إن كانت تعلم إلى أين ستأخذونها، فتجربة «الصحوات» في العراق لا تزال ماثلة في الأذهان، فـ «الصحوات» قضت على تنظيم «القاعدة» فكانت النتيجة الانقضاض عليها من

قبل السلطة الحاكمة. هناك اليوم مخاوف من تكرار تلك التجربة ثانية، بحيث تُستخدم الناس للقضاء على «داعش» ومن ثم يؤتى بالأسد من جديد. وتساءل: أي مصلحة لروسيا في العمل على استعداء الشعب السوري وخلق شرخٍ مع العالم الإسلامي وسط مناخات من التوتر على خلفية «الحرب المقدسة». وإذا كان الرئيس الروسي قد سعى إلى نفي وجود «حرب مقدسة»، فإن الانطباع يقوى في غالب الأحيان على الحقائق، وستفضي التوترات تالياً إلى تزايد التشنج وردّات الفعل.

غير أن الصورة السوداوية، لا تحجب رؤية السنيورة أن بإمكان روسيا تصويب بوصلة تدخلها، إذ من مصلحتها إنهاء الصراع السوري عن طريق اقتناعها بأنه لا يمكن أن يكون للأسد مكان في مستقبل سوريا، مستعيراً إحدى القواعد المتبعة في عالم المال، مفادها أن المدير الذي يوصل الشركة إلى الإفلاس لا يمكن تعيينه وكيل تفليسة لإعادة هيكلتها.

ليست حال لبنان أفضل، فالخيارات مقفلة والكل يأخذ وقته، والجميع مدرك أننا نرقص على حافة الهاوية، فإما بقاء الرهان على تغيّرات في المنطقة، وإما العودة إلى التعقل والعمل للتوصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية، رغم اعتقاده بأن بعض التقدّم قد حصل عبر الحوار، لكنه ليس كافياً للوصول إلى إنجاز الاستحقاق  الرئاسي.

التقدّم الذي حصل بفعل الحوار الدائر في ساحة النجمة، شمل نقطتين حظيتا بكثير من التأييد، وإن كان لا يمكن القول بالإجماع، الأولى تتمثل بأهمية العودة إلى احترام الدستور، والثانية بأن أي من المرشحَين (عون - جعجع) لرئاسة الجمهورية غير قادر على تأمين النصاب القانوني لانتخابه.

ووسط الجدل حول ضرورة الإتيان برئيس قوي وتحديد مواصفات هذا الرئيس، يحرص الرئيس السنيورة على الإيضاح أنه في الجلسة الماضية، وفي الرسالة التي أرسلها إلى الرئيس نبيه برّي في التاسع من تشرين الأوّل، حدّد بعبارة بسيطة مفهومه لمواصفات الرئيس، موجودة في الدستور، ومضمونها أن رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن. عبارة تعني برأيه أن على المرشح أن يكون شخصاً مُعتـبَراً في بيئته مؤيداً ومدعوماً منها، ولكنه أيضاً مدعوم من بيئات أخرى، وهو بذلك يستطيع أن يقوم بالدور الملقى على عاتقه في أن يكون صمّام الأمان، قادر على جمع النّاس حوله وتتقاطع عنده كل الأمور.

ويضرب في هذا الإطار مثالاً على ما جرى في انتخابات العام 1970 بحيث شكلت النموذج للقرار اللبناني في انتخاب رئيس الجمهورية، فيومها كان هناك ثلاثة مرشحين أقوياء: كميل شمعون وريمون إده وبيار الجميّل، لكن كلاً منهم أدرك أن لا

إمكانية لوصوله إلى سدّة الرئاسة، ما دفعهم إلى الاتفاق على دعم سليمان فرنجية، فأضحى المرشح المدعوم في بيئته، لكنه أيضاً كان يحظى بدعم من البيئات الأخرى، ما آل إلى انتخابه رئيساً، رغم أنه لم يكن يومها المرشح الأقوى.

وعندما سُئل عن تحميله المسؤولية في نسف «التسوية» بشأن ترقية العميد شامل روكز، ذهب بهدوئه المعهود إلى إيضاح ما جرى، فبالنسبة إليه أن ما كان مطروحاً هو تسوية، والتسوية تعني أنك تُعطي وتأخذ، بمعنى «هم يقررون ونحن نقرّر أيضاً»، ما حصل أن التسوية كانت تقضي بترقية روكز، ولم يكن في الأمر مشكلة، لكن المشكلة كمنت في «الثمن» المقابل الذي طالبنا به وتمحور حول كيفية ضمان عمل مجلس الوزراء، بحيث لا يتم تعطيله.

في ذلك اللقاء السداسي على هامش جلسة الحوار، جرى طرح هذا الموضوع، فقلنا إننا نسير بترقية روكز، ولكن ماذا عن ضمان عمل مجلس الوزراء. كان المنطلق منه العودة إلى الدستور في آلية عمل الحكومة من وضع جدول الأعمال إلى كيفية التصويت، بحيث أنه من غير الجائز أن يكون للوكيل صلاحية تفوق صلاحية الأصيل، ذلك أنه وفقاً للدستور فان المواضيع الأساسية تحتاج إلى ثلثي الأصوات

فيما المسائل العادية تحتاج إلى النصف زائداً واحداً. عند هذا الحد انتهى النقاش بخروج العماد عون من الجلسة، ما أنهى التفاوض حول التسوية.

لكن السؤال المطروح: ماذا بعد؟ سؤال لا يجد السنيورة له جواباً واضحاً، وإن كان على ثقة بأن الحكومة ستجتمع لاستكمال مراسيم تنظيمية في شأن ملف النفايات، إلا أن الصورة تبقى ضبابية لما بعد الجلسة المرتقبة وإن كان على يقين أن بقاء الحكومة، ولو لم تجتمع، أفضل من عدم وجودها.

/////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////

 

السنيورة: ما زال يرفع اصبعه في وجهنا

 

صحيفة المستقبل 

رأى رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة ان هجوم الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله على المملكة العربية السعودية بشأن مأساة التدافع في

 

منى وبشأن سقوط تسوية ترقية العميد شامل روكز يعني ان «اصبعه ما زال مرفوعا في وجهنا» وفق ما نقل عنه زواره.

 

كلام السنيورة جاء في معرض تعليقه على تهديد نصر الله خلال احيائه اول ايام عاشوراء أمس الأول بأن «الذين اعاقوا تسوية الترقيات العسكرية سيندمون وبأن السعودية غير مؤهلة للاشراف على الحج«، مشيراً الى أن «كل نظريات حزب الله لتبرير انخراطه العسكري الى جانب بشار الاسد لم تستقم. ابتدأت بمقولة الدفاع عن بضعة قرى شيعية حدودية بما ادى الى تهجير اهلها، تلاها الدفاع عن المقامات الدينية بما جعلها اهدافا مفضلة، واخيرا قتال الارهابيين فاتوا الينا«.

 

واوضح لزوراه ان «تسوية الترقيات سقطت بسبب تعنت النائب ميشال عون لا بسبب رفض تيار المستقبل. فالتسوية تعني خذ واعطِ ولا تكون فرضا من طرف واحد«. ولفت الزوّار الى أنه في الجلسة السداسية الشهيرة التي جمعها رئيس مجلس النواب نبيه بري لبحث الامر، اكد السنيورة الموافقة على الترقيات على ان يرافقها ضمان

 

استئناف العمل الحكومي وفق الآلية الدستورية، عندها «خرج عون من الاجتماع» رغم انه «ليس للوكيل صلاحية تفوق صلاحية الاصيل» .

 

فمنذ 20 عاما تعتبر القوى التي يمثلها السنيورة نفسها « ام الصبي»، فهي تقدم التنازل تلوَ الاخر «كان البلد لوح زجاج ندور به لنحميه من رشقات الحجارة «. لكن الامر وصل الى مرحلة «لا يمكن ان يطال التنازل سيادة البلد».

 

اما بشأن بحث مواصفات رئيس الجمهورية فقد تجلت الفروقات بوضوح في جلسات الحوار وتراوحت بين مؤيد للمقاومة وبين مؤيد للخط الاستقلالي. ويعني فشل الجلسات التسع والعشرين للانتخاب استحالة وصول احد المرشحين الاثنين: ميشال عون او سمير جعجع لان النصاب القانوني لم يتأمن لهما. فبنظر البطريرك الماروني بشارة الراعي «الرئيس القوي» هو الذي يمكنه تأمين هذا النصاب. بالتالي لا يبقى سوى رئيس وفق المواصفات التي حددها الدستور فهو «رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن». وهذا يعني «ان يكون معتبرا في بيئته يحظى بتأييدها وبدعمها» وان يحوز على « دعم بيئته والبيئات الاخرى».

 

ولفت السنيورة الى انه «من الخطأ القول ان نزع بعض الصلاحيات عن رئيس الجمهورية (اتفاق الطائف) ادى الى فقدان دوره وهو ما تثبته حيثيات السنة والاشهر الستة التي انقضت على الفراغ في هذا المنصب اذ يبقى له دوره التوفيقي فهو صمام الامان الذي تتقاطع عنده كل القوى».

 

وعن ازمة النفايات نقل الزوار عن السنيورة ان «الحل يجب ان يكون وطنيا تشاركيا يعني الجميع. ففي سائر الازمات، من مثل الكهرباء والماء والصرف الصحي، ثمة حلول فردية لا وجود لها في قضية النفايات التي كشفت مدى الاهتراء في بنية الدولة وهو ما يؤثر بشكل كبير على الوضع المالي« الذي وصفه بانه اصبح «دقيقا».

وبشأن الشلل الحكومي قال إن «حكومة لا تجتمع افضل من ان نكون بدون حكومة والجميع ، بمن فيهم «حزب الله» وعون، لا يريد استقالتها«.

وتطرق الى التدخل العسكري الروسي الواسع في سوريا، لافتاً الى أن «هناك مبادئ لا يأخذها الروس في الاعتبار وقد تؤدي الى وقوعهم في فخ او مستنقع. فغالبية الشعب السوري الساحقة ضد داعش، وهو يدرك، كما الجميع، من يقف وراءها مثل النظام ومثال الصحوات العراقية ما زال حاضرا امامه. واذا كان بديهيا استحالة التخلص من تطرف باعتماد آخر، فقد كان بامكان الروسي دخولا مظفرا الى سوريا لو اكتفى بداعش ولم يتمسك بالاسد، كما وان الوقت لم يفت على ذلك«.

مضيفاً «تقسيم سوريا مستحيل كما بقاء الاسد، فحتى بيان جنيف واحد الذي لم يحدد مصيره اشار الى مرحلة انتقالية تنزع عنه كل الصلاحيات«. ومن عالم المال يستعير السنيورة ان «المدير الذي يوصل شركته الى الافلاس لا يمكنه ان يترأس عملية اعادة تعويمها«.

/////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////

 

 

 

السنيورة: تخريب التسويات ليس من طبعي

صحيفة الحياة

قالت مصادر رئيس كتلة «المستقبل» النيابية رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة إنه يرفض الدخول في سجال حول «الكلام غير المهذب» الذي استهدفه في مقابلة زعيم «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي العماد ميشال عون قبل يومين.

ونقل زوار السنيورة عنه إن ما يحكى عن أنه نسف مشروع التسوية على الترقيات لعدد من الضباط بينهم العميد شامل روكز قبل إحالته على التقاعد غير صحيح، وأبلغ هؤلاء الزوار أنه «ليس من طبيعتي أن أخرب التسويات، لكن أنا صاحب مبادئ وإذا كانت التسوية تحتاج الى طرفين فهي تتطلب تنازلاً من الطرفين». وقال زوار السنيورة إنه روى ما حصل في اجتماع الأقطاب الستة الذين التقوا على هامش طاولة الحوار في 22 أيلول (سبتمبر) الماضي، لبحث الترقيات مشيراً الى أنه «إذا كان هناك فريق يسعى الى مكسب له طابع شخصي فأنا كنت أريد مكسباً للدولة، وقلت إننا نوافق على ترقية الضباط وأضفت إننا أيضاً في المقابل علينا أن نتفق على صيغة لتفعيل عمل الحكومة واتخاذها القرارات وفقاً للدستور. وعندها خرج العماد عون من الاجتماع».

وكشف السنيورة لزواره عن أنه سبق أن طرح مخرجاً لإبقاء العميد روكز في الجيش في شكل مبكر حين طرح موضوع تأخير تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي في 24 آب (أغسطس) الماضي إذ «بادرت الى الاتصال بالرئيس ميشال سليمان وبالرئيس سعد الحريري، واقترحت لكسر سمّ هذه الخطوة لماذا لا نلجأ الى تأخير تسريح العميد روكز ايضاً، فوافقا على الاقتراح، لكن الآخرين لم يوافقوا ومنهم رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط». وقال زوار السنيورة إنه يعتبر موقفه هذا ثم خلال الاجتماع السداسي، من ترقية روكز رداً على قول بعضهم إن هناك محاولة لكسر العماد عون.

وأوضح السنيورة أنه «حين طرحت التسوية في اجتماع الأقطاب الستة سألت عما يقوله القانون وكيف تتم الترقية وجرى نقاش حول الأمر ولم يحسم كيف تحصل».

إلا أن مصادر السنيورة كررت القول إنه سبق أن أوضح أنه يمكن تعيين روكز قائداً للجيش لكن من دون أن يبقى العماد عون مصراً على تولي رئاسة الجمهورية... وجرى إبلاغ العماد عون بصعوبة أن يصل إلى الرئاسة لأن التركيبة اللبنانية تحول دون ذلك، خصوصاً أنه لا يتوقف عن مهاجمة من يريد كسب تأييدهم.

وأثار زوار السنيورة معه ما يتردد عن تعدد الآراء داخل كتلة «المستقبل»، وأن هذا أحبط التسوية فأكد أن التيار وكتلته النيابية أكثر المجموعات ديموقراطية بين سائر المجموعات وأن اجتماعات الكتلة فيها درجة عالية من الديموقراطية ولذلك يدخل النواب تعديلات على بيانها. يحصل تداول بيننا والرئيس الحريري يمثل زعامة مهمة وبالتالي له أن يكون صاحب القرار وهذا أكدناه في بيان الكتلة أخيراً.

وعن رؤيته للمرحلة المقبلة التي تشهد شللاً في المؤسسات نتيجة فشل التسويات اعتبر السنيورة أنه لا جواب لديه حول ما ستؤول إليه الأمور.

ورأى أن قول الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله «إنكم أخطأتم كثيراً بعدم قبول التسوية هو «تهويل متواصل». لكنه أكد التمسك ببقاء الحكومة لأنها الستار الأخير الذي يغطي عورات البلد.

وأشار السنيورة الى أن هناك تورطاً لـ «حزب الله» في سورية وهو ألحق البلد بالعربة السورية الذاهبة الى منحدر خطير، فإما نراهن على تغييرات إقليمية، أو إنه ما زال هناك إمكانية لنتفق وننتخب رئيساً يوحي بالثقة لجميع الفرقاء. كما شرح السنيورة لزواره رؤيته لمواصفات الرئيس العتيد، وما ضمّنه الورقة المكتوبة التي قدمها الى رئيس البرلمان نبيه بري على طاولة الحوار من أنه استخدمت توصيفات الدستور

الذي يعتبره رئيساً للدولة ورمز وحدة الوطن وبالتالي يجب أن يكون معتبراً في بيئته له تأييد ودعم فيها ولكن أيضاً أن يكون مدعوماً من بيئات أخرى فيحظى على دعم بيئته والبيئات الأخرى. وأعطى مثلاً، انتخابات الرئيس سليمان فرنجية عام 1970 لم يكن الأقوى بين المسيحيين بل دعمه الأقوياء منهم ولقي دعماً في البيئات الأخرى، وفيها يمثل كل مكونات الوطن، كي يقوم بدوره ليكون جامعاً لكل المكونات.

وسأل هل يجب أن يكون الرئيس منصاعاً للثلاثية المقدسة (الجيش والشعب والمقاومة التي يرفع شعارها حزب الله). وهل سيعطي تشريعاً لهذا السلاح الذي لم يعد مقاوماً بل بات سلاحاً عالمياً يرسل قوته الضاربة الى سورية واليمن وقبرص وغيرها في وقت لا قبل لنا بحمل هذه المسؤوليات لا في الداخل ولا في الخارج؟ وأشار الى أن «الأميركيين والإيرانيين والإسرائيليين لم يكونوا يريدون تنفيذ ما طرحناه عام 2006، بأن تنسحب إسرائيل من مزارع شبعا وتستلمها الأمم المتحدة بحيث لا يعود هناك مبرر للمقاومة، لأنه حين يموت البطل ينتهي الفيلم».

وعن التدخل الروسي في سورية نقل زوار السنيورة عنه قوله أن هناك هاجساً بأنه إذا سقط بشار الأسد سيحل مكانه المتطرفون ولمنع هذا الاحتمال تتم حماية الأسد بالاستعانة بروسيا التي لن تنزل أي عسكري على الأرض فيتم اللجوء الى قوة

الإيرانيين و «حزب الله» وسائر الميليشيات التي استقدموها... وهذا يجعل الدور الروسي عرضة لكل الاحتمالات... إذا نجح يتم التعامل معه على أنه نجح وإذا فشل ينتقدونه. ولذلك نسمع كل يوم كلاماً جديداً. لكن السنيورة يعتبر أن الروس لم يأخذوا في الاعتبار محاذير قد تغرقهم في مستنقع أو في فخ. وشدّد على أن الشعب السوري ضد «داعش» في غالبيته ويدرك أن النظام وراءه ولم يطلق طلقة عليه وتآمر معه، وأنه لا يمكن التخلص من متطرّف باعتماد متطرّف آخر مثل إيران و «حزب الله»، وكان يمكن للروس أن يستقبلوا بالزهور لو جاؤوا للمساعدة في الخلاص من «داعش» وأعلنوا أنهم لا يريدون بقاء الأسد.

وبالنسبة الى دور الأسد في المرحلة الانتقالية رأى أن «المدير الذي أوصل الشركة الى الإفلاس لا يمكن تعيينه مديراً للتفليسة».

/////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////

 

 

 

 

هكذا يروي السنيورة قصة التسوية وهذه مواصفاته لرئيس الجمهورية

 

سابين عويس- النهار

يكشف الرئيس فؤاد السنيورة أمام زواره هذه الايام الكثير من خبايا الملفات المطروحة محليا في الشأن الرئاسي والترقيات العسكرية التي حملت في طياتها مناخا تصعيديا أدى ولا يزال إلى تعطيل الحياة السياسية من جهة ودور المؤسسات الدستورية من جهة أخرى، ليخلص الى رسم صورة غير متفائلة بالمرحلة المقبلة المضبوطة حتى الآن على إيقاع تطور الوضع الاقليمي،

 

لا ينزعج الرئيس السابق للحكومة ووزير المال في حكومات الرئيس رفيق الحريري، عندما يتهم بأنه مفاوض شرس، يرفض تقديم أي تنازلات من دون مقابل، خصوصا إذا كان مفاوضه "يطلب أمرا لنفسه، فيما هو يطلب لمصلحة الوطن". ويستذكر أمام زواره وصف رئيس الوزراء السوري الراحل فارس الخوري لوزير المال عندما قال انه يجب ان يكون "فظاً، صدّاعاً، غليظ القلب". فهذا يعني انه لا يهادن ولا يساوم.

 

مناسبة هذا الكلام تأتي في إطار الرد على اتهام سيق للسنيورة بأنه أحبط تسوية الترقيات التي كان الرئيس سعد الحريري وافق عليها إلى جانب عدد من القوى السياسية. ويقرر أن يروي قصة التسوية ليشرح موقفه منها وصولاً إلى تحديد المسؤول عن إحباطها، وذلك ربطا بملف الرئاسة والحكومة. فيقول انه لم يرفض مبدأ التسوية التي تقتضي أن يقترب فريقاها بالتساوي لا أن يقترب فريق ويبتعد آخر، فلا تعود تسوية. يؤكد أنه في حوار الستة الموازي للحوار الوطني، أبلغ الموجودين انه موافق على إقتراح الترقية، داعياً في المقابل الى أن يؤدي ذلك إلى تفعيل عمل الحكومة وفقاً للأصول. فكان خروج العماد ميشال عون جوابا واضحاً عن رفض ذلك.

ويذهب السنيورة أبعد عندما يكشف عن إتصال أجراه بالرئيسين ميشال سليمان وسعد الحريري عندما تقرر تأجيل تسريح العماد جان قهوجي، في 24 آب الماضي، مقترحاً "كسر سمّ" تأجيل تسريح قائد الجيش من خلال ضم قرار بتأجيل تسريح عدد من الضباط بمن فيهم العميد شامل روكز، ويكشف السنيورة ان سليمان والحريري وافقا على الاقتراح لكنه قوبل بالرفض من النائب وليد جنبلاط ، مما دفع الوزير علي حسن خليل إلى إبلاغ مدير مكتب الحريري نادر الحريري بسقوطه.

 

يرفض السنيورة إتهام تياره بأنه يعمل لكسر عون، مشيرا إلى ان التيار أبلغ عون صراحة بأن هناك صعوبة في وصوله الى الرئاسة، وانه يقبل السير بروكز لقيادة الجيش في مقابل تراجع عون عن الرئاسة، لكن الاخير لم يقبل.

ليس لدى رئيس كتلة "المستقبل" جواب جازم حول ما كُشف عن وعود أعطاها الحريري لعون في هذا الشأن وأدت إلى تساهل الاخير في مواضيع وملفات كثيرة، ما لبث أن تراجع عنها بعدما شعر أن الوعود لا تأخذ طريقها إلى التنفيذ.

هل هو سوء تنسيق أو تباين في المواقف بين اركان "المستقبل"؟ أو توزيع أدوار؟ يكرر السنيورة موقف كتلته بأن الكل يلتزم موقف زعيم التيار، نافيا التباين.

سقوط التسوية ادى إلى تعطيل الحكومة، فما المخرج اليوم؟

لا خيارات أخرى يبتكرها السنيورة، ويجدد تمسكه بالحكومة، مؤكدا تسهيل إنعقاد جلسة حتى من "حزب الله" لملف النفايات، ومبشّرا بحل قريب، لكنه لا يتوانى عن التذكير بموقفه الدائم أن "حزب الله استدرج البلاد الى المستنقع السوري، وجعل الحلول مرتبطة بالرهان على الخارج. اما بالنسبة اليه فالحل يكمن في انتخاب رئيس للجمهورية.

 

في هذا الملف، يستفيض السنيورة في عرض مواصفات الرئيس انطلاقا من جلسة الحوار الاخيرة فيقول انه خلال الحوار، جرى تناول نقطتين اساسيتين حظيتا بكثير من التأييد وليس الاجماع: اهمية العودة إلى احترام الدستور وعدم التعامل معه كأنه "خرقة"، وثانيا ان المرشحين المطروحين للرئاسة عاجزين عن تأمين النصاب القانوني. وهنا، يستشهد السنيورة بكلام للبطريرك الراعي بأن الرئيس القوي هو من يؤمن حضور الثلثين والنصف زائد واحد (بلغة الانتخاب الدستوري).

اما المواصفات التي تحدث عنها وابلغها خطياً لرئيس المجلس بناء على طلبه، فتلحظ أن يكون وفق ما وصفه الدستور: رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن. أي بتعبير السنيورة مؤيّداً ( بفتح الياء) في بيئته ومعتبراً فيها ومدعوماً منها ومن بيئات اخرى أيضاً. ويعطي مثلاً ينطبق على هذا التوصيف: انتخاب الرئيس الراحل سليمان فرنجيه بعدما تم تأييده وإعتباره ودعمه من ثلاثة مرشحين أقوياء في زمنهم: كميل شمعون وريمون إده وبيار الجميل.

يعترف السنيورة بأن غياب رئيس الجمهورية دفع بالبلاد الى الخراب، مما يخالف الكلام ان البلاد تسير من دون رئيس او ان الرئيس لا يملك صلاحيات. هو مقتنع بأنه صمام الامان وتتقاطع عنده كل القوى.

تاريخ الخطاب: 
17/10/2015