الرئيس السنيورة من غرفة طرابلس: لا بد ان نعود الى اعلاء شان الدولة التي يفترض بها ان تكون على مسار القانون وان تكون حيادية في علاقتها مع اللبنانيين
حاضر الرئيس فؤاد السنيورة في القاعة الزجاجية الكبرى في غرفة طرابلس والشمال بدعوة من جمعية النهوض بحضور مقبل ملك ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي والنائب سمير الجسر الوزراء السابقون أشرف ريفي ورشيد درباس ومعين المرعبي والنائب السابق مصطفى علوش ونقيبا المحامين محمد المراد والمهندسين بسام زيادة ورئيس وأعضاء غرفة طرابلس وحشد من فعاليات المدينة
النشيد الوطني فكلمة لرئيس الغرفة شدد فيها على محورية دور طرابلس مشددا على أن الرغبة انما هي السلم ورفض الحرب.
وقال: نعرف بأنك مؤمن بلبنان ونتطلع لكي نفيد من خبرتك ونقول معك أننا نحب الجميع في لبنان والعالم ونرغب بتبادل ذلك رغبة بسلام لبلدنا وازدهاره.
السنيورة
الرئيس السنيورة استهل كلامه بالإشارة الى اهمية العمل الذي تقوم به غرفة طرابلس والشمال مشيرا الى انه كلما زارها وجد لدى رئيسها المزيد من الهمة والمشاريع الهامة لطرابلس ولبنان التي تؤكد على صوابية مساعيها الوطنية والعربية ايضا.
ثم أكد متابعا ان طرابلس تؤكد دائما انها مدينة الاعتدال والوسطية والحكمة، وهي على عكس ما يشاع تمارس القوة الهادئة والاصيلة الامر لذي اكدته عنما تعاملت برقي وسكينة مع الحادثة المؤسفة ومع الفتنة المتجولة ولم تتأثر ابدا بالتطرف والمتطرفين الذين يسيئون لها وللبنان بل لأنفسهم، وهي ضحت دائما لأجل لبنان وقدمت الشهداء في مقدمهم الرئيس الشهيد رشيد كرامي وهي في الملمات مع الجيش اللبناني ومع الشرعية اللبنانية في مواجهة القوى المتطرفة كفتح الاسلام وهي ايضا ضد الانظمة التي تمارس القمع والقتل.
وتطرق بعدها الى الاوضاع العامة في هذه المرحلة مشيرا الى اننا في لبنان نتأثر بالتطورات في الداخل وفي المنطقة وبما تشهده الدول العربية من تداعيات على لبنان وهذا يتطلب درجة عالية من الحكمة والتبصر بما نواجهه. ففعليا نحن نواجه ازمة كبرى نتجت الى حد بعيد عن الاستعصاء المستشري وعدم المبادرة للقيام بإصلاحات كان ينبغي ان نقوم بها في لبنان منذ سنوات طويلة فالإصلاح ليس كلمة نرددها على المنابر لاكتساب شعبية، الاصلاح هو فعل ايمان وليس قضية نحكي عنها وليس ايضا حبة دوام نتناولها، فالإصلاح عملية مستمرة.
وتابع الرئيس السنيورة قائلا: ولقد كان ينبغي لنا ان نتجاوب من قبل مع دعوات الاصلاح التي مررنا بها على مدى سنوات مرت خاصة على مستوى الاصلاح السياسي ولكن ليس كما جرى فعلا خلال الانتخابات النيابية الاخيرة التي زادت من حدة التشنجات والتعصب والعنصرية في لبنان بدلا من ان تنتج الانتخابات سلاسة في العملية السياسية. كما ان الاصلاح المطلوب ايضا اداري واقتصادي ومن الطبيعي القول اننا وصلنا الى ما وصلنا ايه الان وحيث اننا فعلا قد اضعنا المفترق الذي يؤدي الى النهج الصحيح ونحن اليوم ينبغي لنا ان نعمل بهدوء وحكمة لكي نجد الطريق الفسيح لنعود الى رحابة الطريق الصحيح من خلال العودة الى المبادي والاساسيات ، واعني هنا بالتحديد العودة الى الالتزام فعلا وليس بالقول بما يتعلق باتفاق الطائف وبالدستور اللبناني وبمرجعية القوانين وليس من المقبول اطلاقا ان نسمع البعض من المسؤولين الذين يقولون اننا نعدل الدستور بالممارسة ونسمع اخرين يقولون انهم لا يرغبون بتطبيق هذا القانون او ذاك ، وكان صاحب هذا الكلام يضع نفسه مكان الشعب اللبناني في اتخاذ القرار .
لا بد ان نعود الى اعلاء شان الدولة التي يفترض بها ان تكون على مسار القانون وان تكون حيادية في علاقتها مع الجميع، ونعم لا بد من العودة الى المبادئ فلاننا ابتعدنا عنها وصلنا الى ما نحن عليه الان، فلا بد من ان نعيد الاعتبار للدولة اللبنانية وان نعيد الدولة صاحبة السلطة الوحيدة على الاراضي اللبنانية، وان لا يون هناك اي سلاح اخر غير سلاح الدولة اللبنانية. كما لا بد لنا ان نعيد الاعتبار الى الشرعية العربية وان لبنان جزء من هذا العالم العربي ويحترم قرارات الاجماع العربي، وان يحترم لبنان الشرعية الدولية وما يخصنا من مراعاة لاتفاق الهدنة والقرار 1701، وان نعيد الاعتبار للقانون والقضاء والكفاءة والجدارة، وليس من المقبول ان تصبح الدولة وليمة تتقاسمها الاحزاب الطائفية وكل ينهش جزء من هذه الدولة وكل ذلك يؤدي الى المزيد من اطباق الدويلات الطائفية والمذهبية على الدولة اللبنانية.
وقال مضيفا: اننا وعندما نحقق ذلك انما نقوم باستعادة الثقة فيما وصل مستوى هذه الثقة الى مستوى متدن، كما لا يفوتنا الحديث عن الثقة المهدورة بين اللبنانيين والمجتمع السياسي، فلا يمكن على الاطلاق ان نقول بقدرتنا بكبسة زر ان نستعيد هذه المنظومة، فلا بد ان يلمس المواطن ويلمس المجتمعان العربي والدولي باننا نريد فعليا ان نحقق الاصلاح فيما الذي يحصل فعلا اننا نقول شيئا ونفعل شيئا اخر.
واضافة الى ما اوردت فانه ينبغي لنا كلبنانيين ان نفتش في المكان الصح على الحلول لا ان نفتش في الامكنة الخاطئة ، فقد ضيعنا اوقاتا طويلة في المهاترات وفي الخلافات وفي اثارة التوجهات الحزبية الطائفية والمذهبية بعيدا عن التفتيش في المكان الصح عن الحلول ، فهناك امكانية فعلا لذلك ، وعلى الرغم من كل المشكلات التي نمر بها ومن التشابك بين المشكلات الاقتصادية والمالية والادارية وما يتعلق بتداعيات المشكلات التي تمر بها المنطقة العربية واخرها ما يتعلق بالعقوبات ومنها ما يخص لبنان ، بالرغم من كل ذلك فان ارادتنا هي الكفيلة بالمعالجة ولا بد من ان نكون صرحاء وشجعان في التعامل مع المشكلات ، فلا يمكننا ان نحل مشكلاتنا بالإنكار لها ، بل علينا ان نواجهها بشجاعة ومثابرة ، فهناك قرارات علينا ان نتخذها على الصعد كافة وطنيا وسياسيا واقتصاديا وماليا ، حتى نضع انفسنا على التوجه الصحيح فيكفي ان يرانا المواطنون اللبنانيون ويرانا المجتمع العربي والدولي باننا جادون ومصممون على ان نضع الامور في الاتجاه الصحيح وخوض غمار الاصلاح ، لكي يعودوا جميعا فيمحضون لبنان الثقة ويحذو المجتمع اللبناني حذوهم .
وتناول الرئيس السنيورة مسالة العقوبات التي طاولت نوابا لبنانيين وقال : يحزنني ان يكون هناك قرارات من قبل دولة ما بحق مواطنين لبنانيين يمثلون الشعب في البرلمان اللبناني يحزنني ذلك بكل امانة ، لكنني اقول ايضا بانني اعقب بأمرين اثنين الاول انني كنت اتمنى لو ان المعلقين الذين يدلون بدلوهم اليوم من هذه العقوبات التي اعلنت عنها الادارة الاميركية كنت اتمنى من هؤلاء عندما اقيمت الدعوى من الجمهورية العربية السورية ضد الرئيس سعد الحريري مطالبة له بالإعدام كم كنت اتمنى لو ان هؤلاء اتخذا موقفا ضد هذه الدعوى وضد اعلان عقوبة الاعدام بحقه كم رغبت لو عبروا عن استنكارهم ذلك . ثم انني في الامر الثاني كم كنت اتمنى ان نلتزم الناي بالنفس عن الانغماس في الخلافات الداخلية والعربية ، فعبارة الناي بالنفس امر هام واساسي ، الا اننا سمعنا دائما بالدعوة الى النأي بالنفس ونرى خلاف ذلك، ونحن في لبنان سبق ان اتخذنا قرارات للناي بالنفس عن الخلافات الاقليمية والعربية ، وقد حصل ذلك في هيئة الحوار الوطني في العام 2012 واتخذ القرار بما يسمى اعلان بعبدا ، وتحييد لبنان عن الخلافات الاقليمية وكيف جرى بعد ذلك وقبل صياح الديك جرى التنكر لهذه القرارات ، واليوم ينبغي لنا وامام هذه القرارات والاجراءات التي تتخذها الادارة الامريكية لا بد لنا من الرؤية الصحيحة وتلمس مواقع الاقدام لكي لا نستمر في وضع بلدنا في درب الافيال عنيت هنا الدول الكبرى التي تنشط كل يوم وتبحث عن ساحات للتقاتل فنحن يجب ان لا نعطي هذه الدول الفرصة لكي تجد لها ساحات في بلدنا لكي تتقاتل على ارضنا .
علينا ان نعزز وفاقنا الوطني والذين يحاولون اظهار غيرتهم على لبنان فليمارسوا حقيقة هذه الغيرة بالوفاق الحقيقي والتعاون بين اللبنانيين ونبذ الخلافات وعدم اثارة النعرات الطائفية والمذهبية.
انا اعتقد اننا في هذه المرحلة نبحر في مياه مليئة بالألغام وبالتالي كيف لنا ان نتجنب ذلك بداية بالعودة الى العلاقات الصادقة بين اللبنانيين والعودة الى الاصول واحترام الدستور وانا انادي من هنا فخامة الرئيس الذي كرمه الدستور وحيدا في لبنان بانه هو الذي يحافظ على الدستور ويحميه وهو لا يمكن ان يقوم بذلك فيما يمارس من يلتحقون به ويقولون انهم هم من مجموعة يرأسها يمارسون المخالفات الدستورية صباح مساء.
لا بد ان نرجع الى المسارات الصحيحة واستعادة الثقة وان نواجه هذا الكم الكبير من المشكلات التي نواجهها .
وان لنا ان نعترف بمشاكلنا وان نبادر الى معالجتها بشكل صحيح لا باختصار المعالجات على المراهم لقد انقضت المرحلة التي يمكن ان نعالج فيها مشكلاتنا بالمراهم او ان نراهن على عامل الوقت ولا على ترف الاختيار فامامنا فرصة يجب ان نستغلها ان نتقدم نحو المستقبل.