الرئيس السنيورة لقناة الحدث: اللبنانيون في لبنان هم المسترهنون من قبل حزب الله وإيران وهم أصبحوا المخطوفين

-A A +A
Print Friendly and PDF
العنوان الثانوي: 

اجرت قناة الحدث منم محطة العربية حوارا مع الرئيس فؤاد السنيورة حول اخر الاتطورات في لبنان في ما يلي نصه:

سؤال: برأيكم لماذا لا يفوت حسن نصر الله أي فرصة من أجل انتقاد دول الخليج تحديداً، وخصوصاً السعودية عبر وزراء الخارجية، أو كان عبر التصريحات الرسمية، والآن يحاول أن يشوّه حقيقة ودور اللبنانيين الذين يعملون في هذه الدول؟

ج: ‏مساء الخير لك ولجميع المشاهدين. في الحقيقة، وعلى مدى سنوات عديدة، درج السيد حسن نصر الله على أن يبادر ويتولى الهجوم على دول الخليج، ولاسيما المملكة العربية السعودية، وهو كان يتولى هذا التهجم خلال الفترة كان يعمل من أجل احكام قبضة حزب الله، ومن ورائه إيران على الدولة اللبنانية واختطافها.

الحقيقة، وعلى عكس ما يقوله السيد نصر الله، فإنّ اللبنانيين الذين يشاركون في نهضة دول الخليج، ومن ضمنهم العاملون في المملكة العربية السعودية، هم أحرار هناك، وهم بسبب عملهم هناك يشكّلون عنصراً داعماً لتطور لبنان وللعائلات اللبنانية، وليس في ظلّ هذه الظروف الصعبة. والحقيقة أنّه، وعلى مدى كل السنوات الماضية التي عمل خلالها اللبنانيون هناك، وهم لا يزالون يتمتعون بكل العناية والترحاب. بينما في المقابل- وياللأسف- فإنّ اللبنانيين في لبنان هم الذين قد أصبحوا مخطوفين من قبل حزب الله. وإيران هي التي تسعى في لبنان من أجل احكام قبضتها على لبنان، وتعمل على تشويه سمعتهم عبر تهريب المخدرات إلى دول الخليج، وحتى لا يكون للبنانيين من مجال للعمل في الدول العربية. وهذا يعني أن لا يكون أمام اللبنانيين إلاّ خيار الانهيار الذي يشهده ويعاني منه اللبنانيون الآن في اقتصادهم وفي مؤسساتهم وفي أعمالهم وفي حرياتهم. هذا ما يقوم به السيد حسن نصر الله عملياً، وذلك في إحكام القبضة على لبنان وعلى مؤسساته وعلى اللبنانيين.

إنّ ما يدّعيه ويقوله السيد نصر الله بشأن اتهاماته للسعودية ليس مستهجناً فقط، بل مرفوض ومدان، لأنّ هذا الامر هو عكس الحقيقة، وليس اللبنانيون هم المسترهنون في عملهم في الخارج، بل اللبنانيون في لبنان هم المسترهنون من قبل حزب الله وإيران، وهم أصبحوا المخطوفين.

ولتوضيح الامر، فإنّ حقيقة استرهان اللبنانيين في لبنان بدأ يأخذ مداه بشكل كبير، ولاسيما عندما جرى انتخاب الرئيس ميشال عون في العام 2016، وهو قد بدأ عملياً عندما حصل هذا الاتفاق بين الجنرال عون وبين حسن نصر الله في العام 2006 عندها ضمن حزب الله للجنرال عون أن يصبح رئيساً للجمهورية بينما ضمن الجنرال عون لحزب الله أن يستولي على الجمهورية.

س: دولة الرئيس ما المغزى من خطاب الأمس ما الرسالة التي أراد حسن نصر الله ايصالها ولمن وهل هناك اي دلالات لتوقيت هذا الكلام الذي اجمع العديد من المراقبين على انه إفلاس سياسي وليس هناك أي سبب واضح من وراء هذا الخطاب؟

ج: البعض فعلياً كان يتوقع من السيد نصر الله أن يخطو خطوة لتهدئة الأوضاع لكن الذي جرى كان عكس ذلك تماماً. وهو في البارحة كان متوتراً كثيراً، وهو يظهر منذ فترة على التلفزيون أنه دائماً يكون بحالة التوتر، ولاسيما في كل مرة يتهجم فيها على دول الخليج وعلى المملكة العربية السعودية. ولكن ما أراه الآن بنتيجة هذا التهجم في هذه المرة هو انه تقصد ذلك حقيقة. وكما أرى الأمور، فإنه يريد أن يُحْكِمْ هذه القبضة بأقل ما يمكن من تكاليف لأنه يريد أن يستفز دول الخليج من أجل أن يتصرفوا بشكل غير منضبط مع اللبنانيين. وبالتالي تكون بالنهاية العاقبة والخسران على اللبنانيين ولا يكون أمام اللبنانيين سوى الاحتماء بحزب الله. وهذا الأمر طبيعي لن يتحقق كما يتمنى السيد نصر الله لأنّ دول الخليج عوّدتنا أن تتصرف مع لبنان بحكمة عالية وبكل دراية وبكل رغبة بأن تقدم العون إلى لبنان من خلال كل هذه الممارسات الأخوية والداعمة للبنان، وهو ما درجت عليه المملكة العربية السعودية ومعها دول الخليج، بأنها تقف مع لبنان وتقدم له العون في كل ملمة من الملمات التي كان يتعرض لها خلال العقود الماضية. وهذا الامر طبيعي لأنني أعتقد أنّ لبنان بحاجة لدعم المملكة العربية السعودية ودول الخليج.

من المعروف والثابت أنّ الكثرة الكاثرة من اللبنانيين لا يوافقون حزب الله ولا يؤيدون إيران في سيطرتها على لبنان، وهم عرب وينتمون كعرب إلى هذا المحيط العربي الذي يحرصون على أن تبقى علاقتهم به علاقة طيبة، وهو الأمر الذي يعمل على عكسه حزب الله، وهو الذي يحاول فيه تخريب علاقات لبنان مع أشقائه العرب. الآن السيد حسن نصر الله يريد أن يستفز الجميع من أجل أن يتمكّن من زيادة تسلطه وإمساكه بالوضع في لبنان، بينما العكس هو المطلوب. لبنان بحاجة للمزيد من الدعم من الاخوة العرب، والمزيد من الدعم من اللبنانيين العاملين في دول الخليج لكي يتمكن لبنان واللبنانيون في لبنان من تخطي هذه الأزمة المعيشية الخانقة الذي إن شاء الله سوف تكون أزمة عابرة. 

س: دولة الرئيس كيف تعلقون وكيف تقرؤون تصريحات الرئيس ميقاتي الذي رد على السيد حسن نصر الله وهو قال ان حزب الله هو حزب سياسي ولا نفوذ إيران في لبنان. وبالأمس رأينا انه يرد على حسن نصر الله التصريحات قائلا بأن هذه التصريحات لا تمثل الحكومة ولا تمثل معظم اللبنانيين؟

ج: أعتقد أنها الملاحظة الأولى التي أدلى بها الرئيس ميقاتي لم تكن موفقة ولم تكن صحيحة، وأنه بتقديري فإن ملاحظته الثانية كانت أقرب إلى الواقع. وبالتالي، فإنّ الموقف الذي ينبغي أن يتخذه الرئيس ميقاتي يجب أن يكون واضحاً وصريحاً في رفض هذه العملية التخريبية التي يقوم بها السيد حسن نصر الله للعلاقات اللبنانية العربية. لبنان وطن عربي الهوية والانتماء هكذا يقول الدستور اللبناني، وهكذا يريده اللبنانيون والعلاقة التي تربط لبنان بالمملكة العربية السعودية ودول الخليج هي علاقة وثيقة قائمة على هذه العلاقة التاريخية وعلى اللغة وعلى المصالح المشتركة التي تربط بين لبنان ودول الخليج. هذا الأمر تعبر عنه أيضاً العلاقات التجارية والعلاقات الاقتصادية والعلاقات المالية التي تربط لبنان بكل دول الخليج. لذلك، فإنّ المطلوب أن يصار إلى تعزيز علاقة لبنان بأشقائه العرب.

أما عن علاقة لبنان مع إيران، فنحن لم نقل إننا لا نريد علاقات صحيحة بين لبنان وإيران، فنحن نقول بإنشاء علاقات ندية مبنية على الاحترام وليس علاقات مبنية على السيطرة هذا ما يرفضه اللبنانيون. اللبنانيون لا يريدون ويرفضون أي سيطرة من إيران عليهم ولا من أحد وعلاقاتنا بالدول العربية كانت دائماً علاقة الأخ بأخيه ولم تكن على الإطلاق في أي يوم من الأيام علاقة سيطرة تفرضها دول الخليج على لبنان. لقد كانت علاقات لبنان بالأشقاء العرب علاقات وديّة مبنيّة على التعاون بما يربطهم بعضهم ببعض من علاقات تاريخية. والتاريخ يشهد أنّ لبنان في كل مرة كان يحتاج إلى الدعم الذي درجت الدول الخليجية والمملكة العربية السعودية في مقدمها على تقديمه إلى لبنان وتدعمه في الملمات.

س: دولة الرئيس، دعوت الرئيس ميقاتي للتمايز عن الحزب. برأيكم: هل يملك ميقاتي هذا الترف وهل يمكن للأزمة الاقتصادية الضاغطة خاصة اليوم نتحدث عن ان الليرة لبنانية خسرت من قيمتها وأصبح الدولار الواحد يساوي 30,000 ليرة لبنانية هل يمكن لهذه الأزمة أن تشكل ضغط على ميقاتي إضافة إلى التصريحات الأخرى وتجعله يفك هذا الارتباط مع حزب الله، أو انّ هذا الأمر غير ممكن حدوث ذلك؟

ج: أنا أعتقد انه يجب على الرئيس ميقاتي أن يكون واضحاً وصريحاً وملتزماً بأحكام الدستور وملتزم بمصالح لبنان واللبنانيين مع الدول العربية، وأن تكون تصريحاته على هذا الأساس.

أنا أميل إلى الاعتقاد بأنّ حزب الله يحرص على أن يستمر ميقاتي رئيساً للحكومة. والحقيقة، إنّ بقاء ميقاتي الآن ضرورة، لأن البديل الاخر سوف يكون صعباً على الجميع وعلى لبنان أيضاً وعلى اللبنانيين وعلى حزب الله أيضاً.

 

تاريخ الخبر: 
04/11/2022