الرئيس السنيورة: حملات التهجم والكراهية التي يبثّها البعض ضد المملكة العربية السعودية أمر غير مقبول وهي ليست من صالح لبنان ولبنان على مدى عقود وعقود كان كل ما " يوجعو راسو كان " يلجأ للمملكة العربية السعودية لكي تتولى مداواة هذا الوجع حيث تقف الى جانبنا

-A A +A
Print Friendly and PDF
العنوان الثاني: 
حديث لقناة الاخبارية السعودية تناول فيه الشؤون الراهنة

أعلن رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة: ان المشكلة مع المملكة العربية السعودية بدأت عندما انفرد وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل بسياسة النأي بالنفس في موضوع اساسي وعندما عارض موضوع الاجماع العربي.

وقال الرئيس السنيورة: انا اعتقد ان الامر الاساس اليوم كما هو موضحٌ في الميثاق الوطني للبنان وكما جرى ايضاً التأكيد عليه في اتفاق الطائف الذي نتمسك به، وفي الدستور اللبناني، أن لبنان بلدٌ عربيّ الهوية والانتماء ولكن من يعبّر عن سياسة الحكومة وموقفها هو رئيس مجلس الوزراء حسب الدستور.

أضاف الرئيس السنيورة: علينا العودة الى الامر الذي اعطى مجلس النواب على اساسه الثقة لهذه الحكومة، الا وهو البيان الوزاري الذي أكّد على الالتزام بإعلان بعبدا الذي ينص على احترام الاجماع العربي وعلى حماية مصالح اللبنانيين ومصلحة لبنان.

كلام الرئيس السنيورة جاء في حوار مع قناة الإخبارية السعودية هذه الليلة وفيما يلي نصه:

 س: دولة الرئيس بداية من المسؤول عن هذا الوضع الراهن ومن الذي دفع المملكة العربية السعودية لوقف المساعدات العسكرية للبنان؟

ج: لا شك ان المشكلة بدأت عندما انفرد وزير الخارجية اللبناني بسياسة النأي بالنفس في موضوع اساسي وعندما عارض موضوع الاجماع العربي، وبالتالي بدل ان يكون موقف لبنان كالعادة منسجماً مع الاجماع العربي في إدانة الاعتداء على مباني السفارة في طهران والقنصلية السعودية في مشهد وبعد ذلك تأييد القرار الذي صدر في اجتماع جدة في اجتماع منظمة المؤتمر الاسلامي. كان الموقف معاكساً للمنطق والمنتظر، وهذا الامر أدى الى الكثير من ردود الفعل في شتى انحاء الوطن العربي، ولاسيما في دول الخليج حيث ظهر ان لبنان قد تنكّر للموقف التاريخي والتقليدي المستقر الذي كان ينبغي عليه ان يستمرّ في الالتزام به. وبعد ذلك صدرت سلسلة من المواقف التهجمية على المملكة العربية السعودية وعلى دول الخليج من قبل حزب الله. كما ان المواقف التي اتخذها وزير الخارجية اللبناني بعد اجتماع مجلس الوزراء اللبناني بعد البيان الذي صدر عنه ايضاً من المواقف غير المكتملة للحكومة اللبنانية في ذلك البيان جاء موقف وزير خارجية لبنان في المؤتمر الصحافي، ليمسح ما تمّ إنجازه عبر البيان، اذا كان هناك من انجازات.هذه المواقف كلها، وحملات التهجم والكراهية التي يبثّها البعض ضد المملكة العربية السعودية، هو امر غير مقبول وهي ليست من صالح لبنان، وليست في صالح العمل العربي المشترك، كما انها تنعكس سلباً على لبنان وعلى علاقاته العربية التي لطالما كان يؤكد عليها لبنان وينبغي ان يستمرّ في التأكيد عليها.فضلاً عن ذلك فإنّ الوفاء للمملكة العربية السعودية وللدور الذي لعبته في العالم العربي لا يردّ عليه بهذه الطريقة. فلبنان على مدى عقود وعقود كان "كل ما يوجعو راسو"يلجأ للمملكة العربية السعودية لكي تتولى مداواة هذا الوجع والوقوف الى جانب لبنان والعمل على مساعدته.

 س: اليوم وبعد كل ما قدّمته المملكة العربية السعودية للبنان اهكذا تكافأ بالخروج عن الاجماع العربي ورفض التضامن معها ومع المجتمع العربي؟

ج: طبعاً لا، ما هكذا يكون الرد، برأيي اليوم وصلنا الى نقطة انه ينبغي على كلِّ مخلصٍ للبنان ولمصلحة لبنان في المقام الاول ولمصلحة العرب اجمعين ان يُصار الى المبادرة الى القيام بأمرٍ ما يستطيع ان يلملم هذا الوضع المتفلت من أي ضوابط الحاجة اليوم إلى عمل جدي وسريع حتى لا يترك الأمر لكي يصبح مادة يُصار الى استغلالها من قبل من يعملون ضد مصلحة لبنان وضد مصلحة العرب وإلى جانب من لا يريدون مصلحة لبنان ولا مصلحة العرب ولا حتى مصلحة الاستقرار في المنطقة، وانا هنا اودّ ان اقارب المسألة من زاوية اساسية تنطلق من انه عندما تتلبد الاجواء ويصبح من الصعب احياناً رؤية الامور بشكل واضح، وبالتالي يتعذر اتخاذ القرار بشكل سليم، فغنه ينبغي العمل على تصويب البوصلة بشكلٍ صحيح، هنا، على الانسان ان يعود الى الاساسيات ويوضّح الامور إستناداً الى نقاط ارتكاز اساسية.

انا اعتقد ان الامر الاساس اليوم كما هو موضحٌ في الميثاق الوطني للبنان وكما جرى ايضاً التأكيد عليه في إتفاق الطائف الذي نتمسك به، وفي الدستور اللبناني، أن لبنان بلدٌ عربيّ الهوية والانتماء. ولبنان ايضاً عندما انضم الى اتفاق تشكيل الجامعة العربية، لبنان هو الذي أصرّ على مبدأ الاجماع العربي حماية للبنان بدلاً من ان يكون أو يصبح في موقف صعب بظروف معينة يلزم بموضوع لا يقدر عليه. وبالتالي كان لبنان حريصاً على الاجماع العربي والالتزام به. انطلاقاً من هذه الحقائق وإستناداً ايضاً الى مصالح لبنان واللبنانيين وإنطلاقاً من البيان الوزراي الذي اعتمدته هذه الحكومة بالذات، هذا البيان ينصّ على احترام الحكومة لكل قرارات الحوار التي جرت في المجلس النيابي منذ العام 2006 وبعد ذلك في القصر الجمهوري وبالتحديد إعلان بعبدا الذي وقّع عليه حزب الله ووافق عليه وأقرّته الحكومة اللبنانية بعد ذلك. هذا الاعلان ينصّ على الالتزام بمبدأ الإجماع العربي. أضف الى ذلك فإن البيان الوزاري للحكومة اللبنانية ينصّ على الاصرار وعلى التمسك بالمحافظة على مصالح اللبنانيين ولقمة عيشهم.

س: دولة الرئيس، انتم تتحدثون عن هذا الاجماع العربي وموقف لبنان من الاجماع العربي، لكن هناك مشروعاً نقيضاً لهذا الاجماع يدعى "حزب الله" الذي يعمل على ارسال رسائل ويؤكد على ان مشروعه ليس عربياً وهو ينتمي الى ولاية الفقيه هذا الامر لا يخفيه ابداً، اليوم كيف نستطيع ان نلجم هذا المشروع للمحافظة على الاجماع العربي؟

ج: قلت في السابق انه علينا ان نعود الى الاساسيات لأنها تصوّب البوصلة. كل هذه المرتكزات التي ذكرت، ويضاف اليها حقيقة اساسية نص عليها الدستور وهي ان من ينطق بإسم الحكومة اللبنانية ويعبّر عن سياسيتها هو رئيس مجلس الوزراء، وبالتالي إستناداً الى كل هذه المعطيات من اتفاق الطائف إلى الدستور اللبناني والى ميثاق الجامعة العربية والى البيان الوزاري الذي اخذت الحكومة اللبنانية الثقة على اساسه، واستناداً الى مصلحة لبنان واللبنانيين، اعتقد ان كل هذه الامور تقتضي المبادرة. وهنا حقيقة اريد ان ادعو دولة رئيس مجلس الوزراء الرئيس تمام سلام، الذي هو الآن في ظل الشغور المستمر في موقع رئاسة الجمهورية، حيث هناك من يعطل عملية الانتخاب منذ قرابة السنتين، فإنّ هناك من ينبغي عليه ان يعبّر عن مصلحة لبنان الحقيقية وان يحاول ان يمنع امتداد المزيد من اللهيب إلى لبنان بسبب هذه الاعمال التي يقوم بها البعض في لبنان وخارجه ومن اجل الحد من زيادة حدة التوتر في العلاقات بين لبنان ودول الخليج العربي، أرى ان على دولة رئيس مجلس الوزراء أن يبادر إلى توضيح سياسة لبنان الحقيقية بما يختصّ بالموقف من الاجماع العربي. ولقد ذكرت كل الاسباب السابقة التي تبرهن أن هناك مصلحة حقيقية للبنان في تأييد والوقوف مع هذا الاجماع استناداً إلى اتفاق الطائف والى الدستور والى البيان الوزاري للحكومة والى مصلحة لبنان الحقيقية وان على رئيس الحكومة في ذلك أن يعبّر عن هذا الموقف، و(يلي بدو يعارض) يستطيع ان يقول رأيه ولكن من يعبّر عن سياسة الحكومة وموقفها استناداً إلى كل هذه المرتكزات الاساسية والوقائع هو رئيس الحكومة، وسيكون بعد ذلك إمكانية ونتيجة من أن يتمّ التواصل من قبل دولة الرئيس مع كل دول الخليج والعالم العربي من اجل بحث كل هذه الامور التي تعكّر صفوَ العلاقات بين لبنان ودول الخليج وحل الإشكالات التي ظهرت نتيجة ذلك.

نحن علينا قبل ان نذهب الى دول الخليج اعتقد ان لبنان عليه ان يخرج من المواقف الرمادية غير الواضحة في مسألة التضامن والإجماع العربي وهي المقاربة والممارسة التي تسهم في حل هذه الاشكالات.

س: في الاجتماع الاخير والاستثنائي للحكومة اللبنانية الذي دام مدة 6 ساعات بعدها استغرقت الحكومة ساعة ونصف ايضاً لاعداد البيان الذي كان ايضاً ملتبساً؟

ج: اعتقد ان البيان لم يكن موفقاً ولم يعبّر بالشكل السليم عن مصلحة لبنان، اريد ان اكرر ان رئيس الحكومة بصفته وبدوره وايضاً استناداً الى نقاط الارتكاز التي ذكرت والواضحة دستورياً وقانونياً عليه ان يوضّح هذه المواقف التي ربما سهى عن بعض الوزراء، رؤية الامور في دقتها وصوابية امر اتخاذها.

 س: هل يمكن للرئيس تمام سلام ان يفرض امر ما على حزب الله ووزراءه داخل الحكومة وعلى حلفاء حزب الله؟

ج: اكرر علينا العودة الى الشي الذي اعطى مجلس النواب على اساسه الثقة لهذه الحكومة، الا وهو اعلان بعبدا الذي أكدت الحكومة على الالتزام به في بيانها وما ينص عليه هذا البيان فيما خصّ احترام الاجماع العربي وحماية مصالح اللبنانيين ومصلحة لبنان، رئيس الحكومة عليه ان يقوم بهذا الامر وبالتالي يكون هذا هو المدخل للبدء بحوارات ثنائية مع أشقائنا العرب توضّح هذه المواقف وتمكّن لبنان، في ظلّ هذه الاعاصير التي تعصف في المنطقة، من ان يحمي وجوده ومكوناته وليقف موقفاً موحّداً ومؤيداً من قبل جميع اللبنانيين الذين يريدون مصلحة لبنان في مواجهة هذه الصدمات الآتية من الخارج. علينا جميعاً ان نبادر لنمنع لبنان من أن يسقط في امتحانات اخرى وصدمات اخرى.

س: هل يمكن اليوم ان نأخذ موقف من الحكومة مجتمعةً تعتذر فيه عن  ما حصل؟

ج: ليس المهم اليوم اعتماد عبارات معينة سواء اعتذار او غيره، اعتقد أنه ولكي نحفظ للجميع كرامتهم، فإنّ ذلك يكون بالعودة الى الاساسيات وبتوضيح المواقف بشكل جلي، علينا ان نوضّح موقف لبنان بطريقة لا لبْسَ فيها وبما يخدم مصالح لبنان ومصالح اللبنانيين ومصالح الدولة اللبنانية وكرامتها، ويكون ذلك بأن نبتعد عن المواقف الرمادية وان نوضّح موقفنا تجاه الاجماع العربي ويكون أيضاً بالعمل على وقف هذه الحملات والتهجمات وبث الكراهية التي لا طائل منها والتي تعود بالضرر على الجميع.

هناك حاجة لمبادرة سريعة من اجل وقف هذه السجالات التي تضرّ في العلاقات اللبنانية- العربية وبمصالح لبنان، نحن في لبنان طول عمرنا نمثّل نموذجاُ للعيش المشترك والانفتاح والديمقراطية وللعروبة المستنيرة، والحرص الكبير الذي يجب ان نتمسك به في هذه الأيام، هو الدفاع والحرص على هذه العروبة وان لا نرمي لبنان في احضان من لا يريدون له ان يستمر في الحفاظ على عروبته،  وان لا نضعه في فكّ التنين الذي يريد ان يسلب عروبة لبنان وان يضعه في موقف تصادمي بينه وبين اشقاءه العرب. علينا ان نوضّح موقفنا الذي يمثل انتماءنا وهويتنا العربية بشكل صارم "ويلي مش عاجبو... حقو يعترض"، لكن من يعبّر عن موقف الحكومة هو رئيس الحكومة.

س: "يلي مش عاجبو" تحديداً هو حزب الله فهو يعبّر بالصراخ والسلاح وبانتمائه الإيراني؟

ج: لا نريد اي تصادم مع حزب الله ولكن ايضاً لا نريد أن نخسر لبنان الذي هو عنصر فاعل واساسي في المجموعة العربية. علينا ان نستعيد عروبة لبنان بالتوضيح لما هو مذكور في الدستور وفي الميثاق الوطني وفي اتفاق الطائف وفي كل البيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة. علينا أن نوضّح موقفنا من الاجماع العربي ونلفت انتباه كل الاشقاء العرب لما يعانيه لبنان من نتيجة الصدمات التي يتعرض له بسبب الاعاصير الجارية في المنطقة. موقفنا كأطراف سياسية نحن رفضنا الموقف الذي أدى الى تدخل حزب الله في الحرب الدائرة بين النظام في سوريا والشعب السوري ونحن ضد هذا التدخل، لكن اليوم نضع هذا الامر جانبا ونعود الى كيفية تحديد لبنان سياسته الخارجية وان نلفت انتباه جميع الاشقاء العرب للصدمات التي يتعرض لبنان أكان بعدد اللاجئين السوريين والفلسطينيين أو بغيرها من الصدمات والضغوط التي يتعرض لها لبنان، وبالتالي أن نتمنى على اخواننا العرب ان يكونوا الى جانبنا لإقدار لبنان واللبنانيين على تحمّل هذه الصدمات والضغوطات الناتجة عنها.

س: اليوم ايضاً كما المملكة العربية السعودية هناك دول عربية اخرى بدأت تأخذ مواقف ضد لبنان، كيف يمكن اعادة تصحيح الامور وتصويب البوصلة اللبنانية للتأكيد فعلاً واقناع العالم العربي ان لبنان عربيّ الهوية والانتماء؟

ج: ذلك بالعودة الى الاساسيات وبالسياسة المبادِرة والمتواصلة مع اخواننا العرب والمثبِّتة لعروبة لبنان ولانتمائه العربيّ، والتي هي ايضاً مبنية على الاخلاق العربية واللبنانية والتي لم تتنكر ابداً للدور البنّاء الذي لعبه الأشقاء العرب وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية تجاه لبنان واستقلاله وحريته واحترام دستوره وانتماءه العربي. في كل مرة عندما يتعرض لبنان الى صدمات وتجارب كانت المملكة العربية السعودية تقف الى جانبه، فعندما تعرّض لبنان للاجتياح الإسرائيلي في العام 2006 كانت المملكة أوّل من بادر للوقوف الى جانبه وكانت المملكة العربية السعودية آنذاك أيام المغفور له جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي كان بين يوم وآخر على اتصال دائم بي ايام كنت رئيساً لمجلس الوزراء  وبتعبيره الجازم لجهة الوقوف الى جانب لبنان. المملكة العربية السعودية بمآثرها العديدة تجاه لبنان والعرب لا يجوز ان تُعامل بالنكول من جانب البعض.

اريد ان اوضّح امراً مهماً هنا ان هذا البعض في لبنان لا يمثل كل اللبنانيين، اللبنانيين في الكثرة الكاثرة منهم يقدِّرون للمملكة دورها في لبنان ووقوفها الى جانبهم، وهم راغبون بالحفاظ على سلامة علاقات لبنان العربية وان لا يقع لبنان في مواقفه بحيث ينحاز لصالح من يريدون ان يسحبوا لبنان من انتماءه العربي. اريد ان اضيف امراً مهماً أنه منذ ان بادر المغفور له جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز بتقديم هذه المعونة الاستثنائية غير المسبوقة في العلاقات ما بين الدول لجهة إقدار الجيش اللبناني وقواه الأمنية بهبتين بمبلغ أربعة مليارات دولار أميركي، عندما قدّم هذه المساعدة للبنان فإن أول من عبّر عن استنكاره ورفضه لها بطرق مختلفة هو حزب الله،  لأن حزب الله ومن يقف خلفه لا يريدون للجيش اللبناني ان يقف على رجليه قوياً صامداً ومنيعاً وأن يكون في موقعٍ يمكّنه من ان يدافع عن لبنان وحدوده. يريد حزب الله ومن يقف وراءه عملياً ان يبقى الجيش كما هو وبدون تزويده بالإمكانات المادية والتقنية. يريدون ان لا تأتي هذه المساعدات لكي يستطيعوا ان يبرروا استمرار حزب الله بحمله للسلاح في لبنان بمعزل عن الدولة وسلطتها الكاملة على كل الأراضي اللبنانية. ونحن دائماً نقول ان الدولة اللبنانية لا تستطيع ان تصبح  دولة، اذا لم تبسط سلطتها الكاملة على كل الاراضي اللبنانية.

س: حزب الله اليوم ايضاً يضغط بالسلاح ويعطّل الحياة السياسية اللبنانية سواء في عدم انتخاب رئيس للجمهورية والمجلس النيابي معطّل والحكومة شبه مشلولة؟

ج: صحيح، الحكومة اليوم شبه مشلولة الا في الامور التي يسمحون بها بين فترة وأخرى حيث يسمحون بنقطة حياة يعطونها لهذه الحكومة لكي تعقد هذه الجلسة او تمتنع عن حضور جلسة اخرى. في الحقيقة وبقدر ما أقدّر للمملكة موقفها وأيضاً عبّر تفهمنا لمواقف المملكة الأخيرة التي اتت نتيجة حملات الكراهية والتهجمات وكل العدائية، بقدر ما أتفهم ذلك كله، بقدر ما اتطلع الخروج لبنان من هذا المأزق. اني أتفهم المخاطر التي يمكن ان تترتب على لبنان من خلال استمرار الخطابات والمساجلات التي تريد ان تجرّ لبنان الى مواقع ليس من صالحه أن يكون فيها، وليس من صالح اللبنانيين ولا من صالح علاقات لبنان مع الدول العربية، علينا ايضاً ان ننظر الى المخاطر التي يريد البعض ان يجرنا إليها ويريد ان يصار الى الغاء هذه الهبات الاستثنائية التي قدمتها المملكة والتي تهدف إلى تعزيز قدرات الجيش اللبناني  وتقدره على ان يكون قادراً على حماية لبنان ويتصدى للإرهاب ولأي معتدي. واريد التأكيد هنا على ان وحدة اللبنانيين  هي أهم سدّ منيع لكل التهجمات والاعتداءات على لبنان، لكن وحدة اللبنانيين نعززها بالمواقف التي تأتي أيضاً من اشقائه العرب ومن المملكة العربية السعودية بالذات. كل هذه الامور يجب ان ننظر اليها بنظرة متكاملة وان نرى الغابة ولا نكتفي بالنظر للشجرة وان نضيع عندها بالتفاصيل، علينا اذاً ان نعود الى الاساسيات وان نركّز على جوهر العلاقات بين لبنان والمملكة العربية السعودية المبنية وعلى الفهم الحقيقي والالتزام بما ينصّ عليه الدستور والميثاق الوطني واتفاق الطائف حول عروبة لبنان وانتمائه العربي. هذه الامور تجعلنا قادرين على ان نتصدى لهذه المشكلات وان ننصف انفسنا بداية ونكون أمينين على مصالحنا كلبنانيين وعلينا أن ننصف اشقاءنا العرب الذين لطالما وقفوا معنا في مواجهة كل التحديات التي تعرضنا لها خلال كل السنوات الماضية وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية، وان يعود لبنان لكي يقوم بدوره الطبيعي في العالم العربي المبني والقائم على احترام الآخر، واحترام التنوّع في مكوناته، واحترام دوره الديمقراطي وبأنه يشكّل نموذجاً للعيش المشترك والانفتاح والتلاؤم مع متغيرات العصر. الحقيقة أنه اذا لم يكن هناك من لبنان علينا ان نخترع لبنان لأن فيه مصلحة لأبنائه ولوجوده ومصلحةً لأشقائه العرب.

س: دولة الرئيس بكلمتين مختصرتين ماذا تقول للمملكة العربية السعودية من القلب الى القلب؟

ج: اريد من اقول من القلب، بأنّ علينا، وانسجاماً مع ما درجنا عليه، فإنّ علينا أن نفكر بالطريقة التي تعود علينا وعلى انتمائنا العربي بالمصلحة، علينا ان نعبّر عن الوفاء للملكة العربية السعودية على كل ما قامت به وعلى كل ما يمكن ان تقوم به الى جانب لبنان للحفاظ على هذه الصيغة المتميزة في العالم العربي صيغة العيش المشترك، وايضا من اجل اقدار لبنان على ان يكون لدوره فعالية في جسمه العربي وبالتالي تمكين لبنان من الخروج من هذا المأزق ومساعدته وكما يقول القرآن الكريم " ولا تزر وازرةٌ وزر أخرى"، وكما يقول الدعاء ولا اريد ان يُفهم بطريقة خطـأ " ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا" السفهاء هنا قليلي العقل الذين لا يقدرون مصلحة لبنان الحقيقية وبالتالي لا يقدموها على كل شيء آخر. في ضوء هذا الوضع اعتقد ان هناك مجالاً لإحداث خرق في جدار هذه الازمة التي نتواجد فيها والخروج منها يكون بسياسة مبادرة وفعّالة من اجل ايجاد موقف واضح من قبل لبنان بعيداً عن الرمادية تكون بإعلاء مصلحة لبنان وتنعكس إيجاباً على علاقاته مع اشقاءه في الدول العربية. المملكة العربية السعودية كانت دائماً لديها الاحتضان الحقيقي للبنان ونحن نطمع بانه في ضوء هذا الموقف الواضح الذي يتخذه لبنان بلسان دولة رئيس مجلس الوزراء ان يُصار الى احتضان لبنان من جديد وان تزول هذه القيمة العابرة.

س: على امل ان يثبت لبنان فعلاً عروبته والتزامه بالخط العربي الجامع؟

ج: دعيني أوضح الأمر هنا. الحقيقة ان لبنان ليس عليه إثبات عروبته، بل التعبير عنها بشكل صحيح، لبنان لا يحتاج الى فحص دمّ، هو كان دائماً دولة عربية وسيظل ولو خرجت اصوات مستغربة من هنا أو هناك فإنّ ذلك لن يغير في الأمر شيء. سيبقى لبنان عربي الهوية والانتماء ولا يمكن لأحد ان يطعن بهذا الامر.

تاريخ الخطاب: 
01/03/2016