الرئيس السنيورة : لا نستطيع أن نجازف ونسمح باستعمال لبنان منصة لإطلاق الصواريخ معولين على ردّ محدود من قبل إسرائيل
اجرى التلفزيون العربي حوارا مع الرئيس فؤاد السنيورة تناول اخر التطورات في لبنان والمنطقة في ما يلي نصه.
س: دولة الرئيس، بدايةً أودّ أن أسألك عن قراءتك لهذا التصعيد بشكل عام، سواء أكان من لبنان أو من سوريا أو في فلسطين، وذلك بمختلف أشكاله ظروفه وأدواته. هل ترى هذا التصعيد قد يتغير؟ وهل هو قابل للسيطرة؟
ج: مساء الخير لك ولجميع المشاهدين. بدايةً، فإنَّ ما يجري في القدس وفي المسجد الأقصى بالذات من اقتحام مستمر من قبل المستوطنين الإسرائيليين، وبحماية صارخة من الشرطة الإسرائيلية أمر مرفوض ومُدان وينبغي أن يصار إلى الردّ عليه من خلال مواقف عربية قوية وجامعة. وكذلك من خلال اتصالات مكثّفة على المستوى الدولي ومجلس الأمن الدولي، والتي من خلالها يمكن الضغط على إسرائيل. وباعتقادي أنها هي الطريقة والأسلوب الصحيح الذي يمكن أن يعتد به الآن من أجل الردّ على هذه الانتهاكات لردع إسرائيل عن استمرارها في ارتكاباتها وأعمالها العنصرية. أما بما خصّ الرد على إسرائيل، وذلك من خلال الصواريخ التي أطلقت من جنوب لبنان، فهذا أمر آخر ولا أظن انه من المفيد القيام به الآن.
في الحقيقة، إنَّ كل أمر أو موقف يمكن أن يتخذ من أجل الردّ على إسرائيل بهدف ردعها يجب درسه لمعرفة كلفته ومخاطره من جهة أولى، وكذلك مردوده السياسي والعملي من جهة ثانية، ولاسيما لجهة تحديد تأثيراته وانعكاساته على الوضع اللبناني، ومن ثم أيضاً لمعرفة تأثيراته على وضع مدينة القدس والمسجد الأقصى.
فعلى صعيد لبنان، فإني أعتقد أن استعمال لبنان كمنصة لإطلاق الصواريخ ولبعث الرسائل إلى إسرائيل، أو الإيحاء بخطوة توحيد الجبهات ضد إسرائيل، وذلك في أمر لم يستشر به لبنان ولا الحكومة اللبنانية ولا يوافق عليه اللبنانيون الذين تعرضوا لردات فعل إسرائيلية مماثلة كثيرة في الماضي، والتي كان آخرها ما جرى في لبنان وللبنان في العام 2006. حيث ذاق اللبنانيون في حينها الأمرّين بنتيجة الاجتياح الإسرائيلي الذي حصل آنذاك. ولذلك، فإني أعتقد أنّ لبنان لا يستطيع أن يكون من جديد مكاناً لإرسال هذه الرسائل ولا أن يكون منصةً لعملية التصعيد هذه من خلال إطلاق هذه الصواريخ الى الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهي الصواريخ التي إما جرى التصدي لها أو انها سقطت في أرض خواء داخل الأرض المحتلة.
من وجهة نظري، فإنَّ إطلاق هذه الصواريخ مخالف للقرار 1701، وهو ما سوف يُعرِّض لبنان لمخاطر كبيرة، والتي لها تداعياتها الخطيرة على السلم الأهلي اللبناني بسبب الانقسام الكبير في لبنان بشأن استخدام لبنان من جديد كمنصة، وكذلك تداعياتها الخطيرة على الوضع اللبناني الهش، وبسبب ما يعانيه لبنان من انهيارات وإشكالات خطيرة في الوقت الحاضر. ومن المعروف أنّ لبنان الآن لا يتحمّل أي صدمات جديدة. والكل يعرف أننا في لبنان ، وحتى الآن لا نستطيع ان ننتخب رئيس جمهورية فكيف لنا ان نتحمل التداعيات السلبية والخطيرة التي يمكن أن تنتج عن هذا التصرف اللامسؤول.
س: ما يجري من غطرسة إسرائيلية الذي علمته قبل أيام كان نتيجة الأحداث والضربات الانتقامية الإسرائيلية التي حصلت في جنوب لبنان، وحسب تقييم ما يجمع كثير من الاطراف على توصيفه بأنها كانت ضربات هامشية. كما أنَّ هناك قراءة أخرى تقول بأنه حزب الله نجح في وضع معادلة جديدة حتى بالنسبة لإسرائيل التي عليها أن تأخذ ذلك في الحسبان لناحية خطورة الرد من قبل لبنان بشكل أوسع، وما يمكن أن يترتب على ذلك من مخاطر كبيرة على إسرائيل. برأيك ألم تكن الكلفة والرد محسوباً بالنسبة للإسرائيلي الذي يعتبر ضعيفاً؟
ج: أنا أميل إلى الاعتقاد أنّ الرد الإسرائيلي يبدو وكأنَّه مدروس من أجل أن يكون محدوداً ومحصوراً وبهذا القصف المحدود، وذلك لتجنّب التصعيد في هذه المرحلة. وإسرائيل ترى بذلك مصلحة لها في محدودية ردّة فعلها هذه. وهي بذلك قد حققت مكاسب سياسية محدودة على ما يبدو.
أما بالنسبة لنا في لبنان، فإننا لا نستطيع أن نجازف ونسمح بأن يصار إلى استعمال لبنان كمنصة لإطلاق الصواريخ معولين على ردّ محدود من قبل إسرائيل. كما أنّ علينا من جهة ثانية أن ننظر إلى وقع وتأثيرات ذلك على الداخل اللبناني لانّ هناك معارضة شديدة لدى اللبنانيين ضد إقحام لبنان بهذه المخاطر غير المحسوبة. وبالتالي ينبغي علينا ان ننظر إلى الأمور من الزاوية الحقيقية، وحسب ما يمليه علينا الوضع الداخلي اللبناني، وما قد يحمله انفلات الأمور على الأوضاع الأمنية في لبنان. لهذا، فإني أعتقد أنّ لذلك كلّه مخاطره الكبيرة.
على الصعيد الثاني، وبما يتعلّق بالقضية الفلسطينية وقضية القدس، فإنّ الأمر يقتضي بجميع المعنيين لدى الجانبين اللبناني والفلسطيني أن ينظر إلى الأمور بكثير من الجديّة والتبصّر، ومن زاوية انعكاسات ذلك كلّه على المسألة الفلسطينية.
بدايةً، يجب على الجميع أن يُدرك أنّ إسرائيل تُعاني حالياً من انقسام داخلي خطير لم يسبق لها أن تعرضت له من قبل، وذلك بسبب طبيعة وأداء ومشاريع هذه الحكومة العنصرية الإسرائيلية وبسبب مجموعة الوزراء المتطرفين الذين أصبحوا في عداد هذه الحكومة الإسرائيلية المعرضة للسقوط في أي وقت بسبب أن الاكثرية التي حصلت عليها عند تأليفها هي أكثرية هزيلة وقليلة. وبالتالي هي معرّضة للسقوط الفعلي هي ورئيسها نتنياهو، وذلك حتى لا تكون نتيجة المواقف غير المتبصرة دعماً غير مباشر للحكومة الإسرائيلية ولرئيسها.
الأمر الآخر، إنّ هذا الهجوم بالصواريخ سوف يكون له تأثيراته العملية وذلك في الحد من استمرار ردّات الفعل العربية والدولية الشاجبة للاقتحامات التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية عبر أولئك المستوطنين الذين يهاجمون المسجد الأقصى، وذلك تحت سمع وبصر السلطات الإسرائيلية. تخوفي الشديد أنّ هذا القصف سوف يسهم في جمع الإسرائيليين المتخاصمين للوقوف في وجه الخطر الخارجي.
عملياً، لقد جاء هذا القصف من لبنان ليُسهم في تغيير المشهد السياسي، وبالتالي فان إسرائيل قد أصبحت تبدو الآن انها تتعرض إلى مخاطر، وان إسرائيل عليها أن تدافع عن نفسها، وأنّ المسألة لا تعود بعدها، ومن وجهة نظر كثيرين لا تتعلّق بما تقوم به إسرائيل ضد المصلين في المسجد الأقصى وفي مدينة القدس، بل بمسألة دفاعها عن نفسها. ولذلك، فإنّ تخوفّي في أنّ السردية التي يمكن ان تسود الآن في المجتمع الدولي، وأيضاً لدى العديد من الدول الغربية تتعلّق بحماية إسرائيل لنفسها. وبالتالي، فإنّ النتيجة التي يمكن ان نتوقعها من هذا التصرف غير المسؤول الذي تم من لبنان هو في سكوت العديدين عن رؤية الأصل الحقيقي لهذا التصعيد الأخير، والذي يعود لتفاقم العمليات الاستيطانية في القدس وما حولها وفي الضفة الغربية، وفي الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى، والالتهاء عن كل ذلك الى التظر في حق لإسرائيل في الردّ على الاعتداء الذي تتعرّض له.
أقول هذا مع تأكيدي على وجوب المسارعة إلى استنهاض ردود فعل شاجبة لما قامت وتقوم به إسرائيل في المسجد الأقصى وفي القدس والضفة الغربية. لذلك، يجب عدم السكوت على ما تقوم به إسرائيل، بل يجب أن يكون هناك مواقف كبيرة وشاجبة من أجل إدانة إسرائيل وبالتالي ردعها. ولذلك يجب أن يصار إلى اجراء الاتصالات اللازمة عبر الجامعة العربية والدول العربية وعبر كل الدول الصديقة وفي مجلس الأمن.
س: من ناحية ما تدعو إليه هو تشجيع الحراك ضد إسرائيل لكي يكون هناك ردّ عربي منظّم. ألا تعتقد أنّ إسرائيل لا تفهم غير لغة القوة؟ ألا يخيف إسرائيل عملاً منظماً من عدة جهات؟ برأيك ألا يخيف إسرائيل عدة جبهات مفتوحة أمر مخيف، ولاسيما بأنّ إسرائيل تُعاني الآن من أزمات شديدة، وهي ليست بأفضل موضع أن كان بظل وجود هذه الحكومة من حراك او توحيد وايهما أجدى مع إسرائيل، ولاسيما عندما نأخذ بعين الاعتبار الموقف الإيراني وخوف إسرائيل من اقتراب إيران من إنجاز التوصل إلى إمكانية أن يكون لديها قنابل نووية؟
ج: في الحقيقة، أنا لا أنكر أن هناك مسائل عديدة يجب ان ندخلها بالاعتبار في هذا الظرف بالذات، ولاسيما ما يتعلّق بالموقف الإيراني، وكذلك بما يتعلّق بمسألة توحيد الجبهات ضد إسرائيل، وهو ما لا يستطيعه لبنان في الوقت الحاضر. ولكن الآن هذه القضية قد أثيرت واندلعت الاشتباكات مؤخرا بسبب هذا الاقتحامات الأخيرة التي تجري في المسجد الأقصى. وكما ذكرت، فإنّ الردّ الإسرائيلي على لبنان جاء محدوداً، وجاء التبرير له بأنّ حزب الله لم يكن هو الذي شارك في عملية القصف وهذا التبرير لإطلاق الصواريخ من لبنان. لا يمكن أن ينطلي على أحد، ولاسيما وأن الجميع يعرف، وإسرائيل تعرف بأن منطقة جنوب لبنان مغطاة بشكل كامل من قبل حزب الله ، والكل يعلم أنّه لا تدخل بندقية إلى تلك المنطقة إلا ويعلم بها حزب الله. فكيف إذا كان الأمر يتعلّق بإطلاق أكثر من ثلاثين صاروخاً على الرغم من بدائية تلك الصواريخ.
اللبنانيون بكثرتهم لا يريدون أن يتعرض لبنان لهذه المخاطر الشديدة، ولاسيما أن لبنان الآن يمر بمرحلة صعبة، والأوضاع فيه دقيقة جدا وهشة. وبالتالي، فإنّ تعريض لبنان لهذه المخاطر أمر غير مقبول ولا تقبله الاكثرية الساحقة من اللبنانيين. ولقد شاهد اللبنانيون كيف يجري التنسيق ما بين إسماعيل هنية في حركة حماس وبين السيد حسن نصر الله، وكيف لهما أن يتفقا سوية على أمر لم يستشر به لبنان ولم تستشربه الحكومة اللبنانية، وهو ما قد يعرض لبنان إلى مخاطر كبرى.
مرة ثانية، لا بدّ لنا من أن نعود إلى ما جرى في لبنان في العام 2006، وحيث تعرّض لبنان حينذاك لاجتياح خطير. آنذاك لولا صمود اللبنانيين وما سعينا إليه في الحكومة آنذاك من أجل الحفاظ على الوحدة الوطنية الداخلية. بالإضافة إلى استبسال المقاومة، وبالتالي لا همية موقف الحكومة اللبنانية التي كانت على مستوى المسؤولية، وكذلك بنتيجة وبفضل الدعم العربي لما كان بإمكان لبنان أن يتخطّى تلك الكارثة الكبرى التي أصيب بها. كل تلك العوامل وفرت للبنان واللبنانيين الصمود، وهي العوامل كانت بالفعل متوفرة آنذاك. ولكن ما هو المتوفر منها لدى لبنان الآن؟ لا شيء على الإطلاق وهو ما لا يسمح للبنان القبول بهذا التصرف غير المسؤول.
س: مفهوم انه حضرتك تركز على تأثيرات كل ما يجري على الوضع اللبناني ولكن في مقارنة ما جرى في العام 2006 والآن هناك متغيرات تشمل الإقليم أبرزها التوافق الإيراني السعودي من جهة، وأيضاً التوتر الأمريكي السعودي من جهة ثانية، وأيضاً التوتر بين حكومة بايدن ونتنياهو في هذه الأيام بنظرة عابرة لي لبنان كيف تقيم تأثير هذه التغيرات الإقليمية ما المتوقع في قادم الأيام؟
ج: لا شكّ في أنّ الأوضاع المحلية والإقليمية والدولية أصبحت مختلفة الآن عما كانت عليه في العام 2006. وهي بالنسبة للبنان، فإنّ أوضاعه الوطنية والسياسية والاقتصادية والمعيشية الان قد اصبحت أسوأ بكثير.
أما بخصوص الحوار السعودي الإيراني، الجاري بهدف التوافق، فإنّي أعتقد بأنّ ردّة الفعل الأولى ضد هذه المبادرة كانت من إسرائيل التي لم تكن راضية عنها.
هذه المبادرة السعودية الإيرانية اعتبرها مبادرة تاريخية إذا نجحت. وإذا صدقت النوايا لأن هذه المبادرة التاريخية فإنها قد تسهم بتغير جميع المعادلات في المنطقة، وذلك إذا نجحت. وهي إن نجحت، فإنّها يمكن ان تضع حداً نهائياً لهذه الحروب المتناسلة والرهيبة التي تحملت المنطقة نتائجها الكارثية منذ العام والى الان ،1979، وذلك بسبب احتدام الصراع الإيراني العربي وفي كل الجبهات الإيرانية والعراقية والسورية واليمنية واللبنانية وغيرها وغيرها. ليس من أقل حوالى عشرة ملايين قتيل وعشرات الملايين من الجرحى والمعاقين وتريليونات الدولارات من الخسائر والفرص الضائعة على المواطنين العرب والإيرانيين. لذلك إذا نجحت هذه المبادرة فهي فرصة كبيرة جداً للطرفين الإيراني والعربي.
كما قلت لك ردّة الفعل السلبية الأولى ضد هذا الاتفاق كانت من إسرائيل، وكذلك أيضاً من الذين لا يحبون ان يتخلوا عن سلاحهم أو عن مصالحهم في لبنان كذلك وفي دول أخرى هم أيضاً ليسوا راضين.
على كل حال، أنا أقول إنَّ استعمال لبنان ساحة لإطلاق الصواريخ لا يمكن ان ننظر إليه باستخفاف وان نعوّل على أمل أن يكون رد فعل إسرائيل محدوداً، بل يجب ان يكون هناك تبصّر كبير في مآلات مثل هذا التصرف المستخف باستقلال لبنان وسيادته.
يجب أن يؤخذ الوضع اللبناني بعين الاعتبار، وذلك لأن لبنان غير مستعد أن يصار إلى تعريض أمنه الداخلي وأمنه الخارجي إلى الخطر.
الامر الثاني على الصعيد الإسرائيلي، ماذا تريد إسرائيل أحسن من هذه ا لفرصة التي جرى إتاحتها لها لإنقاذها من ورطتها ولمساعدتها على جمع الإسرائيليين ولإنقاذ نتنياهو من هذه الأزمة والورطة التي أصبح فيها، والتي يمكن أن تقلّص الخلافات الداخلية في إسرائيل بسبب هذه الحادثة، وبالتالي يمكن أن تعيد جمع الإسرائيليين من جديد.
س: الإسرائيليين يطالبون في شارع تل أبيب ومن جهة ما زالوا غاضبين من حكومة نتنياهو، وأيضاً تقييم الإسرائيلي بأن الخطورة تأتي من الدهس والطعن والعمليات الأخرى في داخل إسرائيل أكثر من إطلاق الصواريخ فكرة أن نتنياهو وجدها مبرراً، بل على العكس هناك ملامة الآن على نتنياهو لعدم رده؟
ج: هذه الصواريخ التي أطلقت على إسرائيل إما أنها انفجرت في أرض خلاء أو جرى التصدي لها من خلال القبة الحديدية الإسرائيلية. السؤال هنا: ما هذا الإنجاز العظيم الذي نكون قد فعلناه في هذه العملية. تعلمين ان لكل أمر له كلفته وله مخاطره. فهل تستحق هذه العملية تعريض أمن لبنان للمخاطر، والتي لا يمكن ان نتصرف إزاءها وكأنّ إسرائيل سوف تكتفي بردود فعل محدودة؟
س: هناك قراءة انّه تم فرض الآن معادلة ردع جديدة في موازين مختلفة والميزان الثقيل الآن حزب الله قياسا إلى الرد الإسرائيلي بدأ واضحاً؟
ج: لا أعتقد أن هذا الأمر يمكن أن يقاس بردة فعل إسرائيل المحدودة الآن. ولكن علينا ان نتحسَّب أيضاً لما يمكن ان يكون لهذه التصرفات من تداعيات عقب ذلك. اذ لا يجوز ان يقتصر موقفنا على ما حصل حتى الآن والذي يعني حتى الان على شكل ردّات فعل محدودة لهذه الحادثة. بل علينا ان نأخذ بعين الاعتبار ما قد يحصل من تطورات عقب ذلك وماذا ستكون عليه النتيجة.
دعنا ننظر أيضاً إلى ما يتحدث عنه الإسرائيليون الآن، وما كان عليه ردات فعل جماعة المخابرات الإسرائيلية وما ابلغته الحكومة الاسرائيلية في أن هذا الأمر إذا كان هناك من ردود فعل حقيقية على إسرائيل ان تتخذها ، فإنّ ردّة فعلها يجب أن تكون رداً ساحقاً ماحقاً.
هل الأمر كله يستحق أن نقامر ونضع لبنان واللبنانيين في وجه مخاطر غير محسوبة وبهذه الطريقة. إننا لا نستطيع أن نقبل بهذا والحقيقة لا يقبل به اللبنانيون.