الرئيس السنيورة: لن ولم اتدخل في انتخبات المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى ولا ينبغي لاحد ان يتدخل
اعلن الرئيس فؤاد السنيورة ازاء الاستحقاق الانتخابي القادم للمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى فاني : " لم ولن أتدخل كما أنه لا ينبغي لأحد أن يتدخل بالتأثير على هذه الانتخابات كائناً من كان.
وقال : إنَّ جُلَّ ما أتمناه أن تفرز هذه الانتخابات الأشخاص الجديرين بحمل هذه الأمانة والمسؤولية الخطيرة في هذا الظرف الصعب الذي يمر به لبنان ويمر به المسلمون في لبنان،
واضاف الرئيس السنيورة: ينبغي أن تتمتَّع المجموعة المنتخبة- بإذن الله- بالتوجهات الإصلاحية الحقيقية والجذرية وبالإرادة والعزيمة اللازمتين للإشراف على تنفيذها، لاسيما وأنَّ مؤسساتنا الإسلامية هي بأمسّ الحاجة إليها. ومن ذلك الإسهام في تطبيق حوكمة إدارية ومالية حقيقية في مختلف المؤسسات الإسلامية التابعة لدار الفتوى
كلام الرئيس السنيورة جاء في بيان لايضاح الموقف من انتخبات المجلس الشرعي بعد ان كثرت الاقاويل والشائعات بخصوص هذا الموضوع من جهات ووسائل اعلام معروفة التوجه وفي ما يلي نص البيان:
الاستحقاق الانتخابي القادم للمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى أمرٌ له قيمته الكبرى. حيث سيُصار إلى انتخاب أشخاص سيكونون مسؤولين عن شؤون المسلمين. وسيتم ذلك بإذن الله بطريقة ديموقراطية رصينة وراقية وموثوقة من خلال هيئات انتخابية مؤلفة من خيار القوم تتولى وبحكم القانون اختيار أشخاص مرموقين لشغل هذه المراكز الهامة، وذلك دون أن تتحول العملية الانتخابية إلى ساحة مبارزات ومساومات، يقصد منها السيطرة أو استغلال هذا الاستحقاق الانتخابي من أجل إفراغ هذه المناسبة الديموقراطية من أهميتها، وذلك بكونها يفترض بها أن تفرز قيادات تُعنى بشؤون المسلمين وتسهم في إستعادة دور المسلمين في المعادلة الوطنية اللبنانية.
إنني كعضو حكمي في الهيئة الناخبة، وأُكنُّ لها كل الاحترام فإني لم ولن أتدخل، كما أنه لا ينبغي لأحد أن يتدخل بالتأثير عليها كائناً من كان. فالناخبون هم الأجدر والأحسن لتولي عملية اختيار من يرونه الأصلح لشغل هذه المناصب المهمة من دون أي إملاء أو ضغط أو إكراه من أي كان.
إنَّ جُلَّ ما أتمناه أن تفرز هذه الانتخابات الأشخاص الجديرين بحمل هذه الأمانة والمسؤولية الخطيرة في هذا الظرف الصعب الذي يمر به لبنان ويمر به المسلمون في لبنان، وذلك صيانةً وحفاظاً لهذه المسؤولية. وبالتالي ينبغي أن تتمتَّع المجموعة المنتخبة- بإذن الله- بالتوجهات الإصلاحية الحقيقية والجذرية وبالإرادة والعزيمة اللازمتين للإشراف على تنفيذها، لاسيما وأنَّ مؤسساتنا الإسلامية هي بأمسّ الحاجة إليها. ومن ذلك الإسهام في تطبيق حوكمة إدارية ومالية حقيقية في مختلف المؤسسات الإسلامية التابعة لدار الفتوى، كما وأن تعمل من أجل إنجاز الانتخابات وإجراء التعيينات في الدوائر الوقفية المختلفة من خلال الاستعانة بالأشخاص الجديرين بتحمل هذه المسؤولية الكبيرة، وذلك حتى تتحول الأوقاف الإسلامية التي هي ملك لجميع المسلمين إلى أوقاف منتجة بشكل عملي وأكثر إنتاجية من خلال تمكين هذه الكفاءات الجديدة المتميزة والقادرة على القيام بالدور الذي يفترض أن يناط بها من أجل العمل على تطوير هذه العقارات والموجودات لما فيه مصلحة المسلمين على المديين القصير والمتوسط. وكذلك أيضاً من أجل إجراء الإصلاحات المطلوبة في المعاهد الدينية وفي عملية التعليم الديني لتعميق الإلتزام بمفاهيم الاعتدال والانفتاح حسب شرع الله الحنيف، وبدعمٍ من سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان.
نحن بحاجةٍ شديدةٍ إلى تعزيز التعليم الديني الأساسي والعالي الجدي الذي ينتجٌ نخبةً متميزةً من العلماء للحاضر والمستقبل الذين يمكن لهم ان يؤكدوا ويشددوا على أهمية الإعتدال ونبذ التطرف وتعزيز الوحدة بين المسلمين وتعزيز التلاقي والتآخي والتعاون مع أخوتهم في الوطن اللبناني.
الإصلاح هو الدعوة الضرورية لتصحيح المسار واستعادته. ننتظر بفارغ الصبر انتخابات المجلس الشرعي. وننتظر بفارغ الصبر الجديد والمتقدم في تكوين العلماء وتأهيلهم، وعلينا أن لا نتوقف عن مطالبة الجميع بأخذ مسؤولياتهم على محمل الجد.
اللهم قد بلّغت، اللهم فاشهد.