الرئيس السنيورة من بكركي: رئيس الجمهورية رئيس الدولة ويجمع الجميغ وقضية النازحين تجمع اللبنانيين وللا تفرقهم

-A A +A
Print Friendly and PDF
العنوان الثانوي: 

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في بكركي الرئيس فؤاد السنيورة يؤافقه النائب السابق الدكتور فارس سعيد وكان الاجتماع مناسبة لاستعراض الاوضاع من مختلف جوانبها واثر انتهاء اللقاء قال الرئيس السنيورة:

صباح الخير، بدايةً لا بدّ لنا في ضوء هذا الحادث المؤلم الذي جرى البارحة، والذي أدى إلى مقتل رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية ووزير الخارجية الإيرانية، من أن نتوجه إلى المسؤولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولشعبها بالتعزية الحارة على هذا الحادث المؤسف، وأن نسأل الله تعالى أن يتغمد الضحايا بالرحمة والمغفرة.

كما نسأل الله تعالى في هذه المناسبة الأليمة أن ينوّر القلوب لكي تكون هذه الكارثة فرصة من أجل التفكر والعمل من أجل الحد من التطرف الذي يتزايد في المنطقة وأيضا في العالم، وأن تكون خطوة باتجاه إزالة أسباب الخصام والتشنج بين الدول العربية وإيران وأن يصار إلى بذل كل جهد ممكن من أجل الحدّ من التطرف الذي يعم المنطقة في هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها.

عودة الى لقاء اليوم، لقد كانت مناسبة طيبة من أجل التواصل مع غبطة البطريرك الذي كل مرة نزور فيها هذا الصرح تكون مناسبة للتفكر سوية في قضايانا الوطنية الكبرى التي بحاجة إلى أن يصار إلى معالجتها عبر اعتماد المزيد من الحكمة والمزيد من التبصر ولا سيما في ضوء الانحرافات المتزايدة في العالم، وكذلك في المنطقة العربية نحو التطرف والتشدد بينما ما نحن أشد ما نكون بحاجة في المنطقة العربية، وكذلك في لبنان إلى المزيد من الاعتدال والعودة إلى الاهتداء بما يجمع اللبنانيين، والالتفاف من حول ما يجمعون عليه اكان ذلك بالنسبة للعودة إلى احترام الدستور، وإعلاء منطق الدولة، والتشديد على أن لبنان يقوم على قوة التوازن وليس على مبدأ توازن القوى. قوة التوازن هي التي يجمع عليها اللبنانيين ويعرفون أنهم باتحادهم وعملهم المشترك من خلال ورفع لواء المصالح المشتركة فيما بينهم يستطيعون أن يقودوا لبنان نحو بر الأمان.

وفي هذا المعنى أعتقد أن المسألة التي تطرح اليوم فيما يتعلق بمسألة النازحين السوريين، والتي هي مسألة كبيرة وخطيرة، ولكن يمكن أن تكون أيضاً فرصة بالرغم من أنها مشكلة حقيقية يعاني منها اللبنانيون ويعاني منها السوريون. إذْ أنّ لبنان يتحمَّل في ذلك أكثر بكثير من طاقته وهذا الأمر لا يستطيع لبنان واللبنانيون أن يستمروا بتحمله. ولكن أرى أنه لا تنفع في هذه المجال المعالجات الشعبوية. إذْ الطريقة للمعالجة هي في جمع اللبنانيين بصدق وحزم وهم بالفعل يجتمعون على عدم القبول باستمرار الحال على ما هو عليه الآن، ولكن ليس بأن يصار إلى أن تصبح هذه المسألة مشكلة يفترق بشأنها أو من حولها اللبنانيون. وهذا الأمر يتطلب المزيد من الحكمة والتبصر والعمل المشترك من أجل أن يكون للبنانيين وللدولة اللبنانية موقف واحد موحد يصار إلى التعامل مع المجتمع العربي والمجتمع الدولي على هذا الأساس، وليس في تصوير الأمر وكأنّ هناك اختلافات بين اللبنانيين على هذه المسألة. إذْ أنّه وفي الوحدة الكثير من الفرص التي يمكن أن يستفيد منها اللبنانيون من أجل تحقيق الخروج الآمن من هذا المأزق الكبير الذي أصبحنا فيه.

هذا مع التأكيد مرة جديدة بأن لبنان لايزال يعاني من مشكلة أساسية وهو عدم القدرة على انتخاب رئيس الجمهورية وأنا أعتقد في هذا الخصوص أنّه ينبغي أن يصار إلى العودة إلى التقيد بالمبادئ الأساسية التي يجمع عليها اللبنانيون، وهي الاستقلال والسيادة والحرية وعلى احترام الدستور اللبناني، وأن رئيس الجمهورية يجب أن يكون هو حسب ما ينص عليه الدستور هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن وهو رمز وحدة البلاد وهو الحكم بين السلطات وهو الذي يستطيع أن يجمع اللبنانيين على ما فيه مصلحة لهم وللبنان ولذلك في هذه الآونة التي تعجّ بعوامل الافتراق والتشدد وأيضا التطرف الذي نشهده في الكثير من دول العالم، فإنها المرحلة الذي يجب أن نعمل جميعاً من أجل جمع اللبنانيين حول المبادئ الأساسية التي قام لبنان على أساسها وهو الاحترام الكامل للدستور والعمل على تطبيق اتفاق الطائف واستكمال تطبيقه.

هذه هي المواضيع التي جرى اليوم التداول بها، والتي سيصار إلى عقد اجتماع آخر لاحق مع غبطة البطريرك لمتابعة بحث هذه الأمور.

تاريخ الخبر: 
20/05/2024