الرئيس السنيورة لـالقاهرة الاخبارية: لبنان بات في هذا الوقت يفتقر إلى شبكة أمان عربية ودولية تصونه وتدعمه على النقيض مما كان حاصلاً في العام 2006

-A A +A
Print Friendly and PDF
العنوان الثانوي: 

اجرت قناة القاهرة الاخبارية حوارا مع االرئيس فؤاد السنيورة حول اخرالتطورات في لبنان والمنطقة وفي ما يلي نصه:

س: للحديث عن سيناريوهات الوضع في لبنان يشرفنا أن يكون معنا من بيروت السيد فؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان الأسبق. أهلاً بكم دولة الرئيس. لقد كان لكم اجتماع اليوم مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وكان أيضاً برفقتكم رئيس الوزراء الأسبق تمام سلام. نتمنى عليكم أن تحدثنا عما وصلتم إليه في هذا الاجتماع وما هي أهدافه؟ وما هي أيضاً مخرجات الاجتماع فيما يتعلق بالتهديدات الإسرائيلية المباشرة للبنان الان؟

ج: بداية مساء الخير لك سيدة أميمة ولجميع المشاهدين وشكرا على الاستضافة. الحقيقة ان هذا الاجتماع هو واحد من سلسلة الاجتماعات الدورية التي نقوم بها سوية كرؤساء حكومة سابقين مع رئيس الوزراء الحالي. وبالتالي كان هذا الاجتماع مناسبة للتداول في الاوضاع الدقيقة التي يمر بها لبنان، حيث تتوسع المواجهات العسكرية الإسرائيلية مع لبنان لتشمل مناطق إضافية تتعدى ما كان يحصل في السابق، وهو ما ينذر بتوسيع نطاق الحرب التي تشنها إسرائيل على لبنان. في هذا الصدد، أودّ أن أُذكِّر بأنني كنت من أوائل القائلين والداعين، وفي اليوم التالي لاندلاع مواجهات طوفان الأقصى، إلى عدم زجّ لبنان في مثل هذه المعركة العسكرية غير المتكافئة، ولاسيما- وكما ظهر لاحقاً- أنّ ليس هناك من جدوى عسكرية منها على الإطلاق، لجهة التخفيف عن جبهتي غزة والضفة الغربية. وبالتالي، فإنّ ما جرى حتى الآن من مواجهات عسكرية خلال الأحد عشر شهرا الماضية، وبالنسبة للبنان، لم يؤدِّ إلا إلى سقوط المزيد من الضحايا البشرية، والتخريب والتدمير الواسع الذي لحق بالكثير من القرى والبلدات في جنوب لبنان وأنحاء عديدة من لبنان، وإلى المعاناة الشديدة لدى اللبنانيين.

ولكن، وبما أننا وصلنا الى ما نحن عليه اليوم، فإني اعتقد أن على لبنان أن يؤكّد على أمرين أساسيين، وذلك بالإضافة الى العمل الدبلوماسي النشط الذي يجب القيام به مع الاشقاء والاصدقاء في العالم، وهما:

أولاً، التأكيد على التزام لبنان والاستعداد الفوري للتطبيق الكامل للقرار الدولي 1701 الذي صدر خلال الفترة التي كنت فيها رئيسا للحكومة في العام 2006، والذي ينص بداية على عدم إدخال الأسلحة والذخائر إلى لبنان إلاّ للقوى الشرعية اللبنانية وللقوات الدولية (اليونيفيل). كما ويؤكد على عدم وجود الأسلحة الثقيلة في منطقة جنوب الليطاني إلاّ للقوى الشرعية اللبنانية وقوات اليونيفيل الدولية.

ثانياً، التأكيد على أهمية إجراء انتخابات رئيس جديد للجمهورية بأسرع وقت ممكن، حيث أنَّ لبنان يعاني الأمرّين من الفراغ الدستوري لعدم وجود رئيس للجمهورية منذ قرابة السنتين، وكذلك في غياب حكومة كاملة الأوصاف. إذْ أنّ حكومة الرئيس ميقاتي هي حكومة تصريف أعمال، وهي ليست حكومة قادرة على أن تأخذ القرارات الكاملة والصحيحة الواجب اتخاذها في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، والمتمثلة بأزمات سياسية ووطنية واقتصادية وأزمة النازحين السوريين.

هذا بالإضافة إلى أنّ لبنان الذي أصبح في خضم هذه الحرب الطاحنة، ولا يتوفر لديه اجماع لبناني، حيث أنّ الأكثرية في لبنان لا يؤيدون زج لبنان في هذه المعركة العسكرية.

كذلك، فإنّ لبنان بات في هذا الوقت يفتقر إلى شبكة أمان عربية ودولية تصونه وتدعمه على النقيض مما كان حاصلاً في العام 2006، عندما اجتاحته إسرائيل.

هذا كله أصبح يُدخلْ لبنان في خضم مشكلات ومخاطر كبرى لا يستطيع مواجهتها.

أيضاً أودّ أن أشير هنا إلى أنّ هناك، وعلى ما يبدو، بعض المتغيرات، والتي يجب ان نأخذها بعين الاعتبار، وهو الخبر الذي صدر بعد ظهر هذا اليوم، والذي علينا التأكد من مدى صحته، وهو أن هناك احتمال في أن يكون هناك انسحاب لعدد من القطع البحرية الكبرى للولايات المتحدة من شرق البحر المتوسط، وذلك من أصل الأرمادا الكبرى التي جمعتها الولايات المتحدة على مقربة من الشواطئ الشرقية للبحر المتوسط لدعم إسرائيل.

أميل إلى الظن هنا، إلى أنّه يبدو أن هناك نوعاً جديداً من أنواع التعامل الذي تمارسه الولايات المتحدة مع نتنياهو، الذي يضرب بعرض الحائط كل النصائح التي تسديها إليه الإدارة الأميركية، ولاسيما وأنّه بات يخوض معركته الشخصية وليست معركة اسرائيل ولا معركة استرجاع الأسرى الإسرائيليين. هو بالفعل بات يخوض معركته الشخصية لأنه يرى ان هناك اشكالات كبرى سوف تواجهه عندما يترك منصبه في السلطة. ولذلك، فإنّه يزداد تطرفاً ويدفع بالأمور إلى حافة الهاوية، أملاً في كسب شعبية إسرائيلية داخلية. كذلك ومن جانب آخر، فإنّه وللأسف، وفي الوقت ذاته يتصرف وكأنه حاكم للولايات المتحدة بحيث أصبح يحرج الإدارة الأميركية التي لا يبدو أنها تريد أو أنها قادرة على ردعه، ولاسيما وأنها في خضم انشغال جميع المسؤولين في الولايات المتحدة في معركة انتخاب الرئيس الجديد. ذلك مما جعل الإدارة الأميركية في حالة حرجة. ولذلك، فإنّه يبدو أنّ انسحاب جزء من هذه الارمادا الأميركية الكبيرة، ربما يكون رسالة لنتنياهو الذي يعرف الجميع وأولهم نتنياهو أن اسرائيل لا يمكن ان تخوض معارك عسكرية كبرى، وعلى عدة جبهات، من دون موافقة ودعم الولايات المتحدة، وحيث أصبحت الإدارة الأميركية الحالية في خضم حالة حرجة بكونها لا تستطيع أن تتصدى لنتنياهو بسبب الإحراجات التي يتسبّب بها الرئيس السابق ترامب بشأن علاقة الولايات المتحدة ودعمها لإسرائيل. وليت الأمر يقتصر على ذلك، فإن نتنياهو يستمر في خوض المعارك العسكرية في غزة والضفة الغربية، ويعمل على إحراج جمهورية مصر العربية بموضوع معبر رفح وممر فيلادلفيا.

س: سيد فؤاد، في إطار ما تفضلت بذكره، هل حضرتك الان توافق إذا على ضرورة اتخاذ المسارات السياسية والدبلوماسية في المرحلة المقبلة بدلا من اتخاذ المسارات العسكرية؟ في هذا السياق كيف يمكن ان تتوافق القوى الوطنية في لبنان من أجل ان تكون هناك إرادة سياسية لتحقيق هذه الرؤية السياسية والدبلوماسية التي ترونها في هذه المرحلة؟

ج: أنا أستطيع أن أقول، وبدقة، أن جميع الاطراف المنخرطة في هذه المعارك العسكرية الدائرة في المنطقة العربية من إيران إلى الولايات المتحدة قد باتت مأزومة، وهي أساساً لم تكن تتحسب عندما دخلت وتورّطت في هذه المعركة العسكرية ان الأمر سيطول لهذه الفترة الطويلة، وأنها ستكون على هذا القدر من الدموية والتدميرية، وكذلك في أن الأمور ستتعقد إلى هذا الحد. هذا الوضع المأزوم يسري أيضاً بالنسبة لحماس ولحزب الله والجهاد الإسلامي وغيرها، وأيضاً بالنسبة لإسرائيل، والتي باتت تحت تأثير إرغامات وإحرجات جرائم الحرب وعمليات القتل الجماعي الكبرى التي ترتكبها. وكما قلت، لم يظن أحد أن المواجهات العسكرية سوف تحتدم إلى هذا الحد، وأنها سوف تستمر لاحد عشر شهرا وما يزيد، وبالتالي لا يعرف كل فريق بماذا يريد أو عليه أن يتمسك به، وبماذا يريد أو يستطيع أن يقدم عليه من خطوات أو تنازلات من أجل وضع حد لهذه المعركة. وها هو حزب الله لايزال يصرّ، وحتى الآن، انه لا يستطيع ان يوقف العملية العسكرية ما لم يتوقف إطلاق النار في غزة. وهو بالتالي، فإنّه لا يستطيع أن يتقدم إلى الأمام ولا أن يتراجع إلى الخلف، ولاسيما في ضوء وتحت تأثير الموقف الإيراني غير المشجع لحزب الله بتوسيع نطاق الحرب.

على أي حال، وأخذاً بعين الاعتبار لكل هذه الأوضاع والإحراجات، فإنّ هناك موقفاً ينبغي على الحكومة اللبنانية أن تعبّر عنه وبوضوح بانها تريد أن تتوقف الحرب على الجبهة اللبنانية فوراً بغض النظر عما يجري في غزة، وأنها تريد تطبيق القرار 1701. وهذا أمر في منتهى الأهمية وضروري، وهو ما يماثل ما قامت به حكومتي في العام 2006 عندما تقدمت بالنقاط السبع التي شكّلت أساساً للقرار الدولي 1701.

س: استمرار التراشق والاشتباك مع الجيش الإسرائيلي إلى أين؟ وهنا نتحدث أيضاً بلسان الطرف الغائب أي الحكومة اللبنانية. ونتساءل معاً سيد فؤاد هل في هذه المرحلة لدى الحكومة الإسرائيلية التعقل الكافي لاتخاذ المسار السياسي والدبلوماسي الذي يريد لبنان انتهاجه ونريد جميعا ان يتم انتهاجه ام ان هناك بعض الخيارات الدبلوماسية والسياسية التي لا توجد في حسبان الجانب الإسرائيلي؟

ج: أولاً، وللأسف، لم يكن للحكومة اللبنانية أي رأي في دخول حزب الله هذه المعركة يوم الثامن من أكتوبر 2023. كما أنه ليس لها من دور يذكر في عملية انهائها، ولاسيما وأن حزب الله يصر على أن تبقى المعركة مفتوحة طالما استمرّت الحرب الإسرائيلية قائمة في غزة.

ثانياً، وفي الحقيقة، لا يمكن لنا أن نتوقع ان تتصرف الحكومة الإسرائيلية بشيء من التعقل. بظني أنّ هذا الأمل غير وارد، لأنّ نتنياهو قد صادر آراء الاخرين في الحكومة الإسرائيلية، وكذلك أن قراره هو أيضاً قد جرت مصادرته من قبل وزيرين متشددين في حكومته. وهو بالتالي قد أصبح في وضع مأزوم ولا يستطيع ان يتخلى عن هذا الموقف المتطرف الذي يعود عليه بدعم أكبر من قبل المتطرفين في إسرائيل. هذا ما لم تطرأ مستجدات. وذلك باستثناء ما يتعلق باحتمال أن يحصل تغيير في موقف جديد قد تفرضه الولايات المتحدة عليه.

الواقع، وحتى الآن، فإنّ نتنياهو يضرب بعرض الحائط كل الكلام الذي قاله بايدن له، ولو على استحياء، ولو كان ذلك بشكّل ضعيف. للأسف، فإنّ نتنياهو لم يستمع لأي نصيحة حتى الآن. الشيء الجديد الذي يمكن أن يحصل قد يكون بنتيجة هذه الخطوة الأميركية الهامة لان اسرائيل بكل وضوح وصراحة لا تستطيع أن تخوض أيضاً معركة واسعة في لبنان، ما لم تكن الولايات المتحدة موجودة وقادرة وملتزمة في أن تدعم وتُدافع عن اسرائيل كما فعلت في الماضي. نحن كلنا نعلم ان الولايات المتحدة، ومنذ البداية، دخلت في خضم هذه المعارك التي تشنها إسرائيل على غزة والضفة الغربية، وكذلك في لبنان بكل قوتها ودعمها. وهي لذلك، قد بادرت وأعطت إسرائيل شكاً على بياض واعطتها الترخيص في القتل والتدمير، وفي ارتكاب كل انواع الجرائم غير الانسانية. ولكن هل هناك احتمالاً الآن في أن تكون هناك بداية تغيير في موقف الولايات المتحدة بأن تضغط على إسرائيل ربما. وبالتالي هذا ما يمكن أن يُسمى Game Changer (جيم تشينجر) شيء ما يغير في قواعد اللعبة، وإن كنت أشك في ذلك، ولكن لننتظر ونرى. أما بالنسبة للدولة اللبنانية، فإنها، وعملياً ليس لديها إلاّ أن تبدي رأيها بوضوح وصراحة، وذلك حماية للبنان، وإن كان القرار النهائي في هذا الصدد هو بيد حزب الله، ومن ورائه إيران.

س: طيب سيد فؤاد في هذه الحالة الواقع يبدو الأمر صعباً للغاية والتفاؤل الان أصبح رفاهية الى حد كبير وهذا لا يخفى على أحد في حالة ان تقوم او تندلع بعض المواجهات الكبيرة بين اسرائيل ولبنان هل حزب الله الان كما كان في عام 2006 هل أنتم مستعدون بالقدر الكافي لهذه المواجهة العسكرية الكبرى مثلاً في اجتماع اليوم هل بحثتم مع رئيس حكومة تصريف الأعمال سيد نجيب ميقاتي هل أنتم في لبنان وكلبنانيين على توافق بشأن رؤية معينة في حال اندلعت هذه الحرب بين لبنان واسرائيل هل هناك تحسبات معينه لمثل هذا المشهد إذا ما حدث؟

ج: بكل وضوح وصراحة، فإنّ لبنان لم يكن وهو لايزال غير قادر على الانخراط في هذه المعركة العسكرية. دعيني أشدّد من جديد على أنّ هذا الأمر كنت واضحاً فيه، وحيث بادرت في اليوم الثاني لاندلاع هذه الحرب، أي في الثامن من أكتوبر، بأن كررت موقفي على مسمع من جميع اللبنانيين للأسباب الخمسة التي ذكرتها سابقاً. هذا في المقابل، فإنَّ حكومتي استطاعت في العام 2006، أن تبني موقفا لبنانيا جامعا لدى كل اللبنانيين بكافة مناطقهم وكافة انتماءاتهم الطائفية والمناطقية، وهو الموقف الذي أجمع عليه اللبنانيون آنذاك، واستطاعوا أن يحتضنوا بعضهم بعضا في مواجهة إسرائيل. هذا الامر الان غير موجود، ولا الأوضاع الاقتصادية تسمح بذلك، ولا الوضع الوطني والسياسي الداخلي يسمح به أو يبرره، ولاسيما أيضاً في ظل استمرار المشكلة الكبيرة للنازحين السوريين، والتي اضيف إليها مشكلة النازحين اللبنانيين الجدد، كما أنه ليس هناك من رأي عام لبناني متضامن بأسره لخوض مثل في هذه المواجهة، كما أنّ لبنان ليس ولم تعد لديه شبكة الأمان العربية والدولية كالتي كانت لديه في العام 2006.

برأيي، فإنّه وبسبب كل هذه المشكلات، فإنّه يتوجب على الحكومة اللبنانية أن تتخذ موقفاً واضحاً أمام حزب الله لكي تعرف كيف تتصرف، ولاسيما وأنَّ الأمور قد باتت على قدر كبير من الخطورة ولا يجوز أن يصار إلى الوقوع في فخ التهور من جديد. صحيح أنه إذا اندلعت هذه المواجهة، وبالشكل الذي يُحكى عنه، فإن حزب الله يمكن ان يوقع بإسرائيل خسائر كبيرة، ولكن لا أرى أحداً من يسأل ماذا يمكن أن يتعرّض له لبنان واللبنانيون من خسائر بشرية وعمرانية وتدميرية ووطنية وسياسية، إذا اندلعت مثل هذه المواجهة وفي كل أنحاء لبنان.

س: نعم، في هذا السياق ما هو المطروح إذا ما قامت الحكومة بالنقاش مع حزب الله والوقوف له ما هو المطروح لديكم في هذا السياق كيف تتناقشون ما هو التوجه الذي سوف تتخذونه في هذا النقاش؟

ج: أنا اعتقد انه يفترض بالحكومة اللبنانية وبتواصلها مع حزب الله ان توضح له هذه المخاطر الكبرى، وحيث يجب ان يتسم موقفها بالوضوح والشجاعة، وبالتالي يجب أن يدرك الجميع حجم هذه المخاطر، وبالتالي يجب على الجميع أن يتوقف عن اعتماد سياسة المراهنات الخاطئة أو سياسة الانتظار، ولاسيما وأنّ كل فريق يقول: خلينا نشوف شو ممكن يصير بعد الاجتماع المرتقب للخماسية بشأن انتخاب رئيس الجمهورية الجديد، وماذا يمكن ان يصير إذا حضر هوكستين إلى لبنان، وما قد يحمل معه من رسائل، وغير ذلك من مراهنات. وبالتالي الكلّ يراهن وهذه المراهنات كلها اثبتت انها غير ذات جدوى. هناك موقف يجب أن يتخذه لبنان كموقف وطني جامع وشجاع يمكن أن يجمع عليه اللبنانيون.

كذلك باعتقادي أنّ على الحكومة اللبنانية أن تدفع باتجاه أن تتطور مواقف فلسطينية من جانب آخر، وحيث أنّ للبنان أيضاً دور على الصعيدين السياسي والدبلوماسي. ما أعنيه هنا، وباعتقادي، أنّ المسألة ليست فقط مسألة لبنانية، وهي حتماً في غاية الأهمية بالنسبة لنا، ولكن أيضاً هناك الجانب المتعلّق بالمشكلة الفلسطينية، وما يجب أن يحصل على ذلك الصعيد.

من المعروف أن اسرائيل استطاعت أن تدمر غزة، وهي الآن تعمل من أجل أن تدمر الضفة الغربية، وهي تسببت بمقتل هذا العدد الكبير من الشهداء ومن الضحايا ومن المعوقين والجرحى ولكنها لا تستطيع ان تقول انها انهت القضية الفلسطينية على العكس من ذلك. فلقد أثبتت القضية الفلسطينية أنها غير قابلة لا للبيع ولا للشراء ولا للإلغاء هذا الامر هو الشيء الأساسي الذي تحقق بنتيجة عملية طوقان الأقصى، ولكن بهذه الكلفة الكبيرة على كل الصعد الإنسانية والعمرانية والفرص الضائعة أو المضيّعة.

من جانب آخر، فقد يتحقق- كما أتمنى أن يحصل- تغيير وتحول كبير على الصعيد الدولي لجهة الإقرار بأن الأمور كلها باتت تتطلب المزيد من العمل للعودة الى ما اتفق عليه في مؤتمر مدريد لجهة إقرار حل الدولتين. وهنا يمكن للبنان أن يقوم بدور، وذلك من خلال الدبلوماسية اللبنانية التي يجب أن تكون نشطة وتشجع الفلسطينيين على معالجة أربع مسائل أساسية، والتي ينبغي على الفلسطينيين ان يقوموا بها وهم لم يقوموا بأي شيء مهم وحاسم في هذا الشأن وحتى الآن.

الأمر الأول، هو في العمل على اعادة ترتيب البيت الفلسطيني، وهذا لم يحصل بشأنه أي تغيير حتى الان بالرغم من أن هذه الفصائل اجتمعت في بيكين قبل وقت قريب، ولم يحصل أي شيء بعد ذلك.

الأمر الثاني، وهو أنه ينبغي على الجانب الفلسطيني أن يعمل جاهداً من أجل أن يستعيد الفلسطينيون فلسطينية وعروبة القضية الفلسطينية حتى لا تصبح أو تستمر سلعة في سوق النخاسة تتولاها دولة من هنا أو منظمة من هناك.

الأمر الثالث هو ان يستطيع الفلسطينيون أن يضعوا الأولويات لديهم بشكل صحيح، ولاسيما ما يتعلق بأن القضية الفلسطينية هي الاساس وليست قضايا الفصائل الفلسطينية.

والأمر الرابع، هو ضرورة وضع تصور لما يتعلق بشكل الدولة التي يريد الفلسطينيون أن يؤسسوها.

س: تقصد مرحلة ما بعد الحرب التوافق حول رؤية لمرحلة ما بعد الحرب نعم وبالطبع يعني كلمة السر هي غزة وهي فلسطين كانت هي البداية وسوف تكون النهاية هذه الحرب غالباً يكون بالتوصل لاتفاق هدنة يعني هذا ما نرجوه.

أشكرك شكراً جزيلاً. كنت معي من بيروت السيد فؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان الأسبق شكراً جزيلاً لك.

تاريخ الخبر: 
12/09/2024