الرئيس السنيورة لـالحرة : نعاني من محنة كبرى يتعرض لها لبنان وعلينا أن نقول أنه يجب ان لا نستمر في ربط الساحات ما بين لبنان وغزة

-A A +A
Print Friendly and PDF
العنوان الثانوي: 

اجرت الاعلامية منى صليبا مديرة مكتب قناة الحرة في بيروت حوارا مع الرئيس فؤاد السنيورة من ضمن برنامج المشهد اللبناني الاسبوعي الذي تبثه القناة من بيروت وفي ما يلي نص الحوار:

س: أهلاً بكم إلى حلقة جديدة من برنامج المشهد اللبناني. عام كامل على عمليه طوفان الاقصى في غزه وعام أيضاً على اقحام حزب الله كل لبنان في حرب اسناد نصره لحركه حماس غير آبه بإرادة غالبيه اللبنانيين من موال ومعارض. المفارقة ان حزب الله الذي ساند غزه لم يجد من يسانده عندما دقت ساعة الحرب المباشرة فهل لو كان حزب الله يعلم ان هذا الاسناد سيطيح بأمينه العام وكبار قادته العسكريين ويترك الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية ارضا محروقة مخلفا مئات الضحايا والاف المهجرين، هل كان ليدخلها؟ في الحلقة الليلة نسأل هل تحولت حرب حزب الله لإسناد غزه حرباً لبقائه. نستضيف في المحور الاول رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة.

دولة الرئيس فؤاد السنيورة أهلاً وسهلاً معي بهذه الحلقة. حزب الله بدأ الحرب في الثامن من أكتوبر العام الماضي كحرب اسناد ولكن ماذا تسمي الحرب التي يعيشها لبنان اليوم؟

ج: مساء الخير لك ولجميع المشاهدين. هذه حرب بكل معنى الكلمة، ولم تعد حرب إسناد كما كان يقول السيد حسن نصر الله. إذْ إن ما قام به حزب الله والسيد حسن نصر الله في ذلك اليوم حصل بعد أسابيع من كلام كان يجري التداول به في لبنان حول موضوع الحاجة إلى ربط الساحات ووحدتها في المواجهة مع إسرائيل.

لذلك، فإنّه وفي اليوم التالي لاندلاع عمليه طوفان الأقصى، بادرت شخصياً، وبكوني رئيس حكومة سابق وأيضاً وزيراً ونائباً سابقاً، لأقول وبكل وضوح وصراحه انه لا يجوز للبنان ان ينخرط في مثل هذه العملية العسكرية، كان ذلك ظهر الاحد من ذلك اليوم، وعددت لذلك أسباباً فحواها: أولاً، انّ ليس في لبنان تأييداً كبيراً لانخراط لبنان في هذه العملية العسكرية.

وثانياً، انّ لبنان يعاني من ازمة سياسية كبيرة، بحيث أننا لا نستطيع ان ننتخب رئيساً جديداً للجمهورية ولا أن تكون لدينا حكومة فاعلة.

وثالثاً، انّ لبنان يعاني من ازمه اقتصادية هائلة، والتي أدّت الى انهيارات عديدة وعلى أكثر من صعيد.

رابعاً، أضف الى ذلك معاناة لبنان من وجود مجموعة كبيره من النازحين السوريين.

وخامساً، انّ لبنان لم يعد لديه شبكه الامان العربية والدولية التي كانت له في العام 2006 والتي مكنته من ان يجتاز المحن التي تعرّض لها آنذاك. وبالتالي في أن يعيد بناء وإعمار الدمار الذي تسببت به إسرائيل، وهي شبكة الأمان التي كانت توفر للبنان دعماً سياسياً كبيراً ودعماً مادياً، وتعزز شعوره بالأمان بكونه يستند اليها.

كل هذه الأمور باتت غير موجودة، ولذلك بادرت لأن اقول انه لا يجوز على الاطلاق ان ينخرط لبنان أو أن يُزجّ في خضم معركة قاسية جداً حيث يجري تدمير لبنان، ويجري قتل الانسان فيه. ولذلك بادرت وأصدرت بياناً نُشِرَ في الصحف آنذاك. ولكنه كان وكأنّه صرخة في واد.

تجدر الإشارة إلى أنه كانت لنا تجربة في لبنان مختلفة في العام 2006 عما جرى في العام 2023. ومن ذلك، ما كان بسبب اختلاف الظروف والأوضاع العامة. مع أنه، وفي الحالتين، يظهر واضحاً أنّ حزب الله بادر، ودون استشارة الدولة اللبنانية ولا اعلامها، إلى خرق الخط الازرق على الحدود اللبنانية. وبالتالي عمد إلى توريط لبنان في هاتين المعركتين العسكريتين، واللتان كان من الأفضل للبنان أن لا يتورط فيهما. الفرق أنّه، وفي العام 2006 استطاع لبنان ان يبني مساحة تفصل ما بينه وبين المقاومة يعني لبنان في 12 تموز حين أعلن لبنان أن حكومته لم تكن على علم بهذا الحادث، وهي لا تتبنى هذا الذي جرى. أما الحكومة اللبنانية في الثامن من اكتوبر 2023، فإنها لم تقل إنها لم تكن على علم بما جرى، ولم تقل بأنها لا تتبنى هذا العمل.

أقول هذا الآن لإيضاح هذا الفرق بينهما. ولكن ها قد وصلنا الى هنا فماذا على لبنان ان يفعل؟

باعتقادي أنّ هناك خطوات أساسية يجب أن تنفذ. إذ أن موقفاً واضحاً يجب ان تتخذه الحكومة اللبنانية وعليها أن تقوم بخطوات اساسيه من اجل المعالجة.

بداية اعتقد انه يجب العمل على فصل الساحة اللبنانية عن ساحة غزة ليس لأننا لا نتعاطف في لبنان مع الوضع في غزة وليس لأننا لا نؤيد القضية الفلسطينية. أقول ذلك "حتى ما حدا يزايد علينا". ولكننا نحن الآن في وضع ليس هناك من فائدة للاستمرار في ربط الساحات بين بعضها بعضاً. وذلك فقط لكي يقول أحدهم: "شفتوا أنا هذا اللي قلته ولازم يمشي أو يتنفذ". هذا أمر خلص. لقد تغيرت الدنيا نحن الان نعاني من محنة كبرى يتعرض لها لبنان، وعلينا أن نقول أنه يجب ان لا نستمر في ربط الساحات ما بين لبنان وغزة.

الأمر الآخر هو المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار على اساس ان يصبح لبنان ملتزماً بتنفيذ القرار 1701. تعلمين ان القرار 1701 صدر في العام 2006، وفي الحكومة التي كنت أرأسها، والتي وافقت عليه. ولقد حصل ذلك بحضور ممثلين عن حزب الله في تلك الحكومة، وهو ما كان ينبغي ان تلتزم به حركة أمل وحزب الله وتلتزم فيها إسرائيل. المصيبة لا اسرائيل التزمت ولا حزب الله التزم بهذا القرار الدولي. هذه هي الحقيقة.

من جهة أخرى، فإنّ الأمر الآخر يتمثل بخطوة هامة ينبغي ان يصار الى اعتمادها، وهي انتخاب رئيس جديد للجمهورية. لأنه طالما استمرّ لبنان في حالة الفراغ في هذا المنصب الاول في الدولة، والذي هو رمز وحدة الوطن، فإنّ هذا الفراغ يؤدي إلى مخاطر كبرى إذا استمر كذلك. لهذا يجب ان تكون الأولوية الآن، هي لموضوع انتخاب رئيس جديد للجمهورية. والحقيقة أن الأولوية القصوى هي من اجل انقاذ لبنان الذي يتعرض الآن إلى محن ومصائب كبيرة قد تطيح به. لذلك، فإنّ الانشغال بكل أمر آخر غير انقاذ لبنان هو محض تضييع للوقت والإمكانات والفرص. ولهذا يجب وقف إطلاق النار فوراً. هذا يعني أنه يجب تطبيق القرار 1701، وان يصار الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وكفى الاستمرار في محاولات التذرع بأسباب من هنا أو عراقيل من هناك. لم يعد من داعي على الاطلاق للمماطلة، ويجب أن يصار الى المسارعة الى انتخاب رئيس جمهورية.

س: طيب دولة الرئيس اليوم الجانب الاسرائيلي تخطى موضوع ال 1701 وبات يتحدث عن القرار 1559 يعني هل ينفع ان يطبق لبنان القرار 1701 والجانب الاسرائيلي أصبح بمكان اخر ومن يساعد لبنان اليوم على تطبيق البنود اللي حضرتك قلتها؟

ج: هذا الأمر ليست الدولة اللبنانية هي ما تسببت به، ونحن حذرنا منه، ولكن الآن، وباعتقادي، أنّ الوضع يتطلب منا تبصراً شديداً بحال لبنان. وعلى كل حال، يجب عليّ أن أوضّح أمراً، وهو أنه عندما تكون في لبنان ارادة لبنانية جامعة وموقف لبناني جامع، وبالتالي عزيمة واصرار بأننا سنلتزم بتنفيذ ما فيه مصلحة لبنان واللبنانيين، وعند توفره، فإنّ الكل في العالم على استعداد ان ينظر في امكانية تقديم العون للبنان. أما لبنان المنقسم والمشرذم، والذي لا يعبر عن هذه الوحدة بين أبنائه فإنه لا يستطيع أن يحقق شيئاً، ولا أن يحصل على الدعم والرعاية من أحد.

الحقيقة ان هناك عدة نظريات سادت في لبنان على مدى فترة زمنية طويلة، بداية كانت هناك نظرية قديمة كانت تقول ان قوة لبنان هي في ضعفه، ثم سادت بعدها نظرية ثانية تقول ان قوة لبنان هي في مقاومته. لقد اثبتت الاحداث وعلى مر هذه السنين ان القوة الحقيقية للبنان هي في وحدة اللبنانيين أي في وحدة الغالبية الساحقة من اللبنانيين، وذلك لأنه من الطبيعي لأن لبنان لديه نظام ديمقراطي يمكن البعض من اللبنانيين أن يكون لهم آراء أخرى. ولذلك، وفي هذا الموضوع، فإنّ الأغلبية الساحقة من اللبنانيين لما بتكون مجمعة على أمر، فإني أعتقد ما في شيء بيوقف ضدها. اما عندما يسود التفرق والتمزق والخلاف بين بعضنا بعضاً عندها ما حدا من الأشقاء والأصدقاء بيقدر يحط ايده بأيدنا.

الشق الثاني، تفضلت بالسؤال: ماذا لو أنّ لبنان وإسرائيل طبقّا الـ1701 لكنا نحن في مكان آخر، ولكانت إسرائيل أيضاً باتت بمكان آخر. الآن إسرائيل باتت تتحدث عن 1559 يعني ما عاد عندها فقط 1701، وهي تريد أن تحصل على المزيد. أكيد الآن إسرائيل شايفة حالها انها قد حققت انجازاً، وانها استطاعت ان تخلق حالة من الارباك لدى اللبنانيين. وبالتالي طبيعي شو ما يمكن أن نقوله لإسرائيل ستقول لك بدي أكثر.

وبالتالي، فإنه من الضروري عندما يكون هناك موقف لبناني قوي وارادة وقيادة صحيحة عم بتحاول تعبر باسم اللبنانيين طبيعي، فإنّ هذا الامر سوف يؤخذ بعين الاعتبار من الجميع اما لما نحن بيكون وضعنا مثل ما هو عليه الآن لا اعتقد ان ذلك صحيحاً ولا مفيداً.

وبالتالي أريد أن أوضح الآن أننا بحاجة إلى عملية استنهاض للبنانيين نحو موقف وطني عارم. وبالتالي، فإنّ من ضمن الامور التي طرحتها اكان ذلك في البيان اللي أطلقته عندما زرت سماحه المفتي الأسبوع الماضي، علماً أنني سأزور- إن شاء الله- غداً صباحاً غبطة البطريرك، وهو الموقف الذي أوضحته أيضاً في المقال الذي نُشِرَ لي اليوم في صحيفة الشرق الأوسط، وذلك أنّ هناك امورا عديدة وفي مقدمها المحافظة على وحدة اللبنانيين والحرص على السلم الاهلي بين اللبنانيين. هذه من الامور الأساسية التي توجب علينا أن نحتضن بعضنا بعضا وان نعود جميعا الى الدولة بشروط الدولة مش بشروط كل حزب على كيفه. على كل الفرقاء أن يعودوا إلى الدولة بشروطها يجب أن يعودوا بشروط الدولة.

س: حلو طيب دوله الرئيس عندما تعود يجب ان نعود بشروط الدولة وكأنك تتوجه الى المكون الشيعي بداية هل هي نهاية حزب الله العسكري؟

ج: اليوم يجب ان يكون الامر واضحاً تمام الوضوح حتى لا نلجأ إلى رمي عبارات يلي بالنهاية يمكن تزعج بعضاً منا. نحن عم نقول بدنا نرجع إلى الدولة بشروط الدولة، والدولة يجب ان تعود صاحبة السلطة الوحيدة في لبنان وصاحبة القرار الوحيد في لبنان. وبالتالي يجب ان لا يكون هناك من سلاح غير سلاح الدولة اللبنانية. ذلك لأن كل الأفكار التي سادت من قبل حول القوة الرادعة لإسرائيل التي أتى بها حزب الله والسيد حسن نصر الله، وأن هذا السلاح هو الذي سيردع إسرائيل، فقد اثبتت لنا الأيام خلاف ذلك، وان هناك وسائل أخرى لردع إسرائيل، ولاسيما من خلال التأكيد على استعادة سلطة الدولة اللبنانية القادرة.

لقد آن الأوان لكي نفكر ونتصرف بهدوء، وبتبصر شديد لكي نتعامل مع بعضنا بعضاً في موقف وطني صامد بضرورة العودة للدولة. لقد اثبتت الأيام كيف أن اللبنانيين كلهم معرضون لاعتماد فرضيات وممارسات خاطئة. في هذا الصدد، يقول أينشتاين أن تقوم باعتماد ذات المقاربات والأساليب لإيجاد حلول لمشكلاتك وأن تتوقع أن تحصل على نتائج مختلفة، فإنّ هذا هو الجنون بعينه. نحن الان عم نستعمل ذات الطرق والأساليب للمعالجات، والتي فشلت بالماضي. فكيف لنا أن نستعملها مرة جديدة. ولذلك وبالتالي، فإنّ هذا الامر يجب على الجميع ان يدركه. نحن الآن امام عملية أساسها الحاجة لإنقاذ لبنان. هل نستطيع ان ننقذه بعملنا المشترك والموحد تحت غطاء الدولة اللبنانية ام اننا بدنا نضل مختلفين نستعمل مسائل جانبية لكي نخدم مصالح أخرى غير مصلحة لبنان واللبنانيين، أكانت مصالح داخلية فردية أو حزبية أو مصالح خارجية او مصالح أشخاص بعينهم او مصالح دول. هذا ما عاد ينفع اللبنانيين. وكما ترون الآن، اللبنانيون يتعرّضون الى هذا الاذلال كيف نتوجه إليهم شو بدنا نقول لهم الان لماذا نحن وصلنا لهون؟ وهل يحوز أن نستمر بهذه المناكفات التي تأخذنا إلى أي حلّ حقيقي لمشكلاتنا.

س: هل برأيك سيقرأ حزب الله كل هذه التطورات وينضوي تحت الدولة ومؤسسات الدولة او ان الاداء في المستقبل القريب سيكون كما كان؟

ج: أنا أعتقد، وكما يقول المثل: It takes two to tango بشأن معالجة الوضع القائم، يعني اللي بده يخاطب حزب الله بدو يعرف كيف، وكذلك المخاطَبْ الذي هو حزب الله كيف يمكن استمالته وهول الاثنين بدهم يتفاعلوا سوية. انا أطلقت فكرة في المقال الذي نشرته في صحيفة الشرق الاوسط وعبرت عنه أيضاً بأن في لبنان الآن أدواراً تبحث عن ابطال. وهذين البطلين الموجودين، ونظراً لأن ليس لدينا رئيس جمهورية حالياً، وهما بالتالي رئيس حكومة تصريف اعمال والرئيس بري رئيس مجلس النواب، وكلاهما منوط به ان يقوم بدوره من أجل ممارسة عملية الإقناع لدى الأطراف والفرقاء المعنيين في لبنان. يعني ليدرك الجميع ان ليس هناك وقتا نضيعه. ليس الوقت الان وقت المماحكات. كل لبنان معرض للانهيار. لا نستطيع ان نمارس كل هذه الضغوط وكل هذا التدمير وكل هذا الاذلال على المواطنين اللبنانيين ونتصور باننا سوف نخرجهم من هذه المأساة الكارثية التي بتنا فيها. علينا أن نقود اللبنانيين نحو ما فيه خلاصهم وليس للخلاص منهم.

س: دوله الرئيس كثر يتخوفون من بعد الاحداث الأخيرة على الصيغة اللبنانية هل دوله الرئيس فؤاد السنيورة يتخوف وهل نحن ذاهبون فعلا باتجاه تغيير الصيغة؟

ج: شوفي يا سيدتي حتى نكون واضحين بدون شك، فإنّ إدارة المجتمعات المتنوعة أمر كثير الأهمية والضرورة والصعوبة في آنٍ معاً. أنا لا اعتقد حتى الان هناك صيغة أفضل من الصيغة التي اتى بها اتفاق الطائف. ليس معنى ذلك ان اتفاق الطائف قانون منزل كالكتب المقدسة. بل هو من صنع الانسان. لذلك، وفي حالتنا الآن، نحن نواجه هذه الأوضاع الصعبة، والتي يفترض بنا ان نعمد بداية إلى حسن تطبيق الطائف، وكذلك أيضاً الى استكمال تطبيق اتفاق الطائف. أهمية اتفاق الطائف بكونه يحترم ارادة الفرد اللبناني ويحترم إرادة الجماعات اللبنانية، هذه هي ميزه اتفاق الطائف. نحن اسأنا بحق أنفسنا ووطننا بعدم حسن تطبيق هذا الاتفاق وبعدم استكمال تطبيقه. وبالتالي الذين يقولون الان تعوا حتى نغير هذا الاتفاق. بتعرف شو يعني هذا تعوا نغير معناها تعالوا نفوت الآن (بندورا بوكس جديدة)، أي بمآسي جديدة طويلة عريضة ومن كل نوع. ألا تكفينا الماسي التي نحن بصددها الان. هذا يعني في حدا عم يدفعنا نحو المجهول المعلوم. هذا هو ما يجري وللأسف.

الآن في هذا الوقت، ما عاد ما في عنا وقت نضيعه هناك امكانية عندما تهدا النفوس يمكن أن يُنظر بأمر اتفاق الطائف. إذا كان هناك من اي تحسينات على ادارة هذا العيش المشترك بين اللبنانيين فبالتالي بنعمله. بس الان اعتقد انه لم يكن قداسة البابا عم يحكي هيك بشكل عفوي او عشوائي او انه عم يحكي كلمة من اجل أن يرضي بعض الناس. فلقد قال يوحنا بولس الثاني مخاطباً اللبنانيين "أنتم بتشكلوا رسالة في الكون رسالة العيش المشترك بين اللبنانيين". وهو ليس رسالة للبنانيين فقط، بل هو رسالة للمحيط العربي من حول لبنان، ورسالة للعالم أيضاً. نحن عم نشوف كيف العالم عم يمشي هذه الايام باتجاه إحداث المزيد من التوتر والتشنج والتطرف ونحو الاصوليات. هذه الأمور هيك بتنحل. اتفاق الطائف جاء ليحل مشكلة ادارة التنوع بلبنان وهذه العملية التي يجب ان نعطيها حقها في التطبيق وليس بمحاولة التنكر لها.

س: هل يعني نحافظ على المناصفة او ممكن ان نتجه نحو المثالثة لإرضاء فريق معين؟

ج: يا منى يكفي ما ناله اللبنانيون من هذه المحاولات لإعادة النظر بصيغة لبنان، ومن ذلك الانتقال من المناصفة إلى المثالثة. فعلى مدى سنوات طويلة مضت، كل واحد من الفرقاء اللبنانيين غنى أغنيته. كل واحد غنى أغنيته وطلعت الأغنية غير صالحة حتى تكون لحناً جميلاً جامعاً. كل واحد قدّم معزوفته. هذا انتهى ويجب علينا أن نعود الى ما تمليه عليه مصلحتنا كلبنانيين ومصلحه لبنان ومصلحه العيش المشترك بين اللبنانيين. خلصنا من كل واحد بيطلع بنظرية جديدة اللي مش بس ما بتمشي بس بتدمر بتخلق خوف لدى اللبنانيين.

المشكلة يا منى أن العديد من الزعماء اللبنانيين، ولتأبيد سلطتهم على اللبنانيين عمدوا إلى اعتماد أسلوبين اثنين خطيرين ولا زلنا نعاني منهما حتى الآن.

الاول بأنهم، ومن أجل أن يحافظوا على سلطتهم على قواعدهم الشعبية، عمدوا إلى تخويف جماعاتهم من الفرقاء الآخرين، وبذلك بات يقوم كل واحد بيحكي مع جماعته ويقول لهم شوفوا انا اللي بحميكم من الآخرين، وهم يريدون ويضمرون لكم الشر. فبالتالي انا اللي بحميكم ولذلك، خليكم معي وبالتالي ساعتها انا أضمن لكم مصالحكم طالما أنكم تبقوا إلى جانبي ومعي.

الأمر الثاني، انه من أجل أن يؤبد هذا الزعيم بقاءهم معه وتأبيدهم له ولتدوم هذه العلاقة بينه وبين الناخبين فعليه أن يفرض سلطته ويضع يده على الدولة ويحط ايده على مراكز معينة بالدولة. ولذلك هو حريص على أن يكون له حصته في التعيينات التي تقوم بها الحكومة في مختلف المراكز الإدارية والقضائية وفي الأجهزة العسكرية والأمنية. وبالتالي، فإنّه لا بد له من ان يجيب جماعته يزرع هون وهون وهون حتى لما يجي المواطن اللبناني الذي يكون عنده قضية محقة ويريد أن يحصل على حقه فلا وسيلة لديه سوى أن يروح عند زعيمه وهناك عليه أن يحاول ان يتنفس من منخار زعيمه من أجل أن يحصل على حقه. وبالتالي، فإنّ زعيمه سوف يقول له غندذاك "شفت أنت ما فيك تتنفس إلاّ عن طريقي، ما فيك تحصل على حقوقك أو الشيء اللي بدّك إياه الا عن طريقي". هذان الامران هما اللذان حصلا ويستمر حصولهما بعيداً عن قواعد الاحترام للكفاءة والجدارة والمحاسبة على الأداء، وبالتالي ها إننا نشهد نحن الى اي درك اصبحت فيه الدولة.

س: الرئيس خالد مشعل اليوم وبالأمس الجانب الايراني طالبوا أكثر من شخصية بضرورة استمرار ربط الساحات بوقت عم نسمع اصوات مغايرة من الداخل اللبناني تحديدا من قبل نواب من حزب الله اليوم من يقرر هل هم نواب الحزب او خالد مشعل او الجانب الايراني اذا ما كانت الساحات تبقى مربوطة او منفصل؟

ج: طبيعي اللي بده يدير دينته للخارج بيحصل على هيك نتائج اما يلي يجب ان يقرّر في هذا الشأن اللبناني، فإنّه يجب أن تكون الدولة اللبنانية هي صاحبة القرار، وبناء لما تمليه المصلحة اللبنانية، وهو هو الأساس. ولذلك، فإنّه وعند مغادرة هذه القاعدة أو التخلي عنها، فإنّه الذي يدفع الثمن يا منى هم اللبنانيين من دمائهم ومن ارزاقهم ومن مستقبلهم.

س: بس دولة الرئيس من مستقبلهم الرئيس ميقاتي قال مش انا اخذت القرار اجت إيران؟

ج: أول أمر يجب أن يتعلمه أي واحد يدخل الى سدة المسؤولية في الحكم، وبأي موقع، وذلك في أن الحكم استمرار. وعلى المسؤول أن يتولى دوره من أجل معالجة المشكلات التي تعاني منها البلاد ويعاني منها المواطنون. وبالتالي ما حدا بيقول والله مش أنا أخذت القرار، وبالتالي ليست مسؤوليتي. هذا كلام غير مقبول. هلأ نحن الان صرنا بنص البحر. هلأ بدنا نقول إني مش انا اخذت القرار!! أنت الآن في موقع المسؤولية وعليك أن تتحملها. ولذلك على المسؤول أن يبادر إذْ لا يجوز أن يترك أخذ القرارات بشأن مصير لبنان من أجل أن تؤخذ القرارات بشأنها من قبل غيره من خارج لبنان. هذا أمر غير مقبول.

س: حلو دوله الرئيس هل مازال القرار 1701 اليوم صالح او يجب ان نصدر قرارا جديدا من مجلس الامن بيكون مطور أكثر؟

ج: يا سيدتي، طبيعي الانسان بده يشوف شو اللي موجود وما هو الممكن. أول شيء هذا قرار دولي اقر بإجماع الأعضاء في مجلس الامن الدولي، ثاني أمر هذا قرار تم اقراره من قبل الحكومة اللبنانية الشرعية وبحضور جميع الممثلين الذين كانوا في الحكومة آنذاك، والتي كنت اراسها بمن فيهم ممثلي حزب الله.

صحيح انه قد أفسحت المجال بقولي وبكل وضوح لكل واحد من الوزراء الحق في أن يقول رأيه وينتقد ولكني أنهيت حديثي بالقول انا لن اسمح لأي أحد من الوزراء أن يزايد عليّ او يزايد على الدولة اللبنانية. بمعنى أن لا يقول واحد منكم انا لا أوافق ولكن أنتم خذوا القرار، وبعد ذلك يعمد إلى المزايدة على الدولة بوطنية فارغة. يجب علينا أن ندرك أنه وبالنهاية بدنا نأخذ قرار. إذا حدا بده يقول لي انا بدي اتحفظ على هذا القرار سأبادره بأني وكرئيس مجلس وزراء سوف أعارضه بدرجة أكبر، وبالتالي لن يكون هناك من موافقة على هذا القرار وتستمر الحرب وتحقق إسرائيل مبتغاها.

المهم أنه، وبعد ساعات من النقاش، أنهينا الجلسة بإجماع مجلس الوزراء على الموافقة. ولذلك بالتالي كل واحد بقول لك الان انا اتنصل من هذا القرار ليسمح لنا، وما يتنصل. هذا الكلام موجود في محاضر مجلس الوزراء، وهي ثابته بهذا الشأن.

الآن هذا القرار موجود، ومن الصعب ان نحصل على اي قرار ثاني او نتوافق على قرار ثاني، وبالتالي لا إمكانية بأن نحصل على موافقة دولية لقرار دولي جديد، ولاسيما أنّ هناك خلافات دوليه عميقة بين مختلف الدول. كل دولة عندها رأي بهذا الموضوع، وكل واحد يحدّد موقفه بناء لما تمليه عليه مصالحه، وبناء لما عنده من قضايا أخرى بمناطق جغرافية أخرى.

س: دوله الرئيس وربما بمناطق أخرى بدي اختم معك دولة الرئيس بالسؤال: هل أنت خائف من اجتياح بيروت هل قادمون نحو الأسوأ لأنه واضح انه اسرائيل لم ترتدع واي من الدول قد لا يستطيع أن يمون عليها مثل ما بيقولوا؟

ج: شوفي لأقول لك شغله في مثل لبناني كثير جميل ومعبر وهو "الديك عليه يصيح وطلوع الضو على الله". يا سيدتي، اللبنانيون عليهم ان يقوموا بما ينبغي عليهم لصون بلدهم، وعليهم أن يقوموا بعمل اللازم، وبأن يجتمعوا وأن يدركوا أن لهم مصلحة في ان يجتمعوا وان يُجْمعوا على الموقف الذي يستطيعون من خلاله إنقاذ لبنان.

لما نعمل هذا الموقف اعتقد أنه سنجد اخرين مستعدين ليدعموا لبنان واللبنانيين أكان ذلك على الصعيد العربي او على الصعيد الدولي. هناك أول شيء يجب أن نتفق عليه، وهو في كيفية انقاذ لبنان، وان نتفق على انه يجب وقف إطلاق النار فوراً، وعلى تطبيق القرار 1701، وان يصار الى التواصل مع كل اشقائنا واصدقائنا في العالم من اجل دعم موقف لبنان. اما ان نترك الامور هكذا دون ضوابط ودون وقف لإطلاق النار. شو بيمنعها إسرائيل ان تستمر في القتل والتدمير. الطبيعة ترفض الفراغ. لما بيكون في فراغ بموضوع لبنان. من الطبيعي أن تتجرأ اسرائيل وتعمل ما تريده. أنا عم بقولك انتخاب رئيس فوراً انا عم بقول يجب ان نتعاون جميعا على أن نأخذ الموقف الصحيح والجريء لكي ننقذ لبنان. خلينا نجتمع كلنا على انقاذ لبنان وليس هناك من طريقة اخرى غير هذه الطريقة.

تاريخ الخبر: 
07/10/2024