قناة الحدث تحاور الرئيس السنيورة : حزب الله اقترح اسماء وزراء لضمهم الى حكومة ميقاتي

-A A +A
Print Friendly and PDF

اجرت قناة الحدث من محطة العربية حوارا مع الرئيس فؤاد السنيورة في ما يلي نصه:

المذيع: ينضم إلينا مباشرة من شملان رئيس الوزراء اللبناني الاسبق فؤاد السنيورة أهلاً ومرحبا بك معالي الوزير سؤال يطرح نفسه دولة الرئيس بصراحة في ما اخفق الحريري وهنا نتحدث عن الفشل وبماذا سينجح ميقاتي؟

الجواب: اليوم أعلن الرئيس ميقاتي عن هذه التشكيلة الحكومية الجديدة، وهي أفضل الممكن، ولكنها ليست ما يريده لبنان معاً وما يحتاج إليه. يجب أن نعلم أنه قد مضى على الرئيس ميقاتي أكثر من 40 يوماً خلال عملية التأليف. كما أنّه قد مضى على لبنان 13 شهراً من التأخير منذ استقالة الرئيس حسان دياب. وحقيقة الأمر الذي حصل هو أنه كان هناك من يحول دون تأليف الحكومة، وهو الاستعصاء الذي مارسه رئيس الجمهورية. كما أنّه كان هناك من يتلطى وراء رئيس الجمهورية وهو حزب الله. الذي جرى مؤخراً أنّ هناك ما أدّى إلى بعض التعديل في المواقف السلبية التي كان يتخذها الرئيس عون ومن ورائه حزب الله ضد التشكيلة التي كان يتقدم بها الرئيس الحريري. وللدلالة على موقف حزب الله السلبية وغير المؤيد، هو أنه كان يتلطى وراء الرئيس عون الذي كان يستعصي على تسهيل عملية التأليف، وبالتالي لم يكونا- عون وحزب الله- راغبين في تأليف الحريري للحكومة. ومن تلك الأدلة على ذلك، انّ حزب الله لم يرشح الرئيس سعد الحريري ولم يرشح الأسماء التي يقترحها للتوزير في الحكومة التي كان يفترض أن يؤلفها الحريري، بينما في حالة الرئيس ميقاتي. فالحزب رشّحه وأيضا أعطاه الأسماء التي يقترحها للتوزير في هذه الحكومة.

المذيع: هل هناك دلالة لهذا الموضوع لهذه النقطة تحديداً فيما يتعلق بالموقف الإيراني؟

الجواب: نعم، هناك دلالة على هذا الأمر، وهي المحادثة التي جرت بين الرئيس والرئيس ماكرون. وهذا الأمر بالذات شهدناه أيضاً قبل ذلك عندما استعصى على الرئيس تمام سلام أن يشكّل حكومته في العام 2013 وبقي 11 شهرا دون أن يستطيع أن يؤلف الحكومة إلاّ عندما جاء الترياق من إيران. عندها استطاع الرئيس سلام تأليف حكومته، وهناك متغير آخر أيضاً، وهو ما ابداه رئيس الجمهورية من ليونة في عملية التأليف. ولذا، فقد تألفت الحكومة، بدعم من حزب الله بعد المكالمة التي جرت بين الإيرانيين والفرنسيين، والتي انعكست أيضاً على التسهيل الذي أظهرته إيران في مسألة الكاميرات في مراكز التخصيب النووي، واستعدادها بعد ذلك للمشاركة في العودة للمفاوضات.

المذيع: ولكن هنا سوف تبقى المشكلة قائمة وهناك اشتراطات ما بين صندوق النقد الدولي لمساعدة لبنان لأنها تمر والكثير من الاشتراطات وهي السيطرة على المعابر وعدم التهرب وحد المرافق وتثبيت سعر صرف الدولار هل سيقبل حزب الله في ذلك؟

الجواب: نعم، الآن أي حكومة سوف تتألف فإنها فعلياً سوف تواجه كماً كبيراً جداً من المشكلات والتحديات، وهي المشكلات التي تراكمت وتفاقمت، ولاسيما بسبب التأخر في تشكيل الحكومة. وبالتالي، فقد تعاظمت هذه المشكلات. وهذا الأمر أصبح يشكّل التحدي الكبير لهذه الحكومة في أن تكون حكومة متضامنة. وفي هذا الشأن يجب أن نتذكر انه على مدار الـ12 سنة الماضية جميع الحكومات التي عرفها لبنان كانت حكومات التناقضات وحكومات المجادلات والفيتوات المتبادلة. بينما- وكما هو معلوم- فإنّ الحكومة يجب أن تكون هي موقع القرار وليس مكان المجادلة والخصامات البيزنطية. إذ أنه، وفي مجلس النواب يمكن أن تكون المجادلة. لكن الذي كان يجري آنذاك أن الحكومات أصبحت هي حكومات الفيتوات المتبادلة. والمطلوب الآن هو تأليف حكومة متضامنة تستطيع أن تتفق فيما بينها بداية على القضايا الأساسية التي يجب التصدي لها، وبداية في أن تصبح أيضاً قادرة على إطلاق الحوار مع صندوق النقد الدولي الذي يجب أن يبدأ مباشرة للتوصل إلى حلول للمشكلات المتفاقمة. ‏وهذا الأمر هو جزء من الخطوات التي يجب أن تخطوها الحكومة على مسار طريق طويل، من أجل استعادة الثقة بدايةً ما بين اللبنانيين بالدولة اللبنانية، وما بين المجتمعين العربي والدولي بالدولة اللبنانية.

هناك عدد من الامور التي ينبغي على الحكومة أن تقوم بها لكي تبين عن قدرتها على التقدم على مسار استعادة ثقة الأشقاء والأصدقاء، وكذلك أيضاً في إعادة تعزيز ثقة اللبنانيين بالدولة اللبنانية وبالحكومة، وتحديداً كذلك بالنسبة أيضاً للسياسة الخارجية، وبحيث يظهر استعداد الحكومة للقيام بالإصلاحات التي طالما استعصى على لبنان والحكومات اللبنانية القيام بها بسبب أن الأحزاب السياسية لم تعمل جاهدة إلى التوصل إلى الاتفاق فيما بينها على تلك الإصلاحات. هذه هي المشكلة الأساس التي سوف يواجهها لبنان واللبنانيون، والتحدي الأكبر هو هل ستكون هذه الحكومة العتيدة هي حكومة متضامنة فيما بينها. اما انها ستكون استمراراً وانعكاساً عن استمرار الخلافات السياسية التي شاهدناها حتى الآن في الحكومات الماضية.

المذيع: هل ان المعطيات المطروحة اليوم كتبت على اوراق وأطلق وعود للشعب اللبناني ام نعود إلى ذكريات السابقة وتاريخ مرّ به لبنان وهو الحديث عن الثلث المعطل وإرادة هذا الثلث حزب الله هل سيقبل معالي الوزير لاشتراطات لهذه الأزمة هل تغير شيء في سلوكه.

الجواب: أنا أعتقد أن البرهان على ذلك يجب أن يأتي من حزب الله وهل سوف يبرهن حزب الله على انه سيكون متعاوناً. أنا لدي شكوك كبيرة في هذا الشأن وبرئيس الجمهورية لأن رئيس الجمهورية بداية عليه أن يتصرف كرئيس للجمهورية وليس كرئيس لحزب التيار الوطني الحر او كحليف لحزب الله. هذا الأمر هو ما افتقدناه على مدى السنوات الخمس الماضية من عمر هذا العهد وبالتالي كانت الإستعصاءات العقيمة التي مارسها الرئيس عون خلال مدة ولايته، وكذلك على مدى 13 شهرا الماضية، وهي فترة تعطيل لمصالح لبنان واللبنانيين، وهي أيضاً ما عانى منه لبنان. على أي حال هناك حاجة ماسة لتأليف الحكومة العتيدة. هناك مطالب لدى اللبنانيين يجب أن يصار إلى أن يكون في هذه السفينة من يقودها ولا أن تكون داخل هذه السفينة عدة قمرات للقيادة أو بما يعني عدم وجود أي قيادة. هذا الأمر من الطبيعي ما نسعى إليه ونتمنى أن يصار إلى أن تتولى الحكومة الجديدة برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي أن تتولى هذه القيادة وأن يقدم لها رئيس الجمهورية كل التسهيلات اللازمة لتسهيل عملها. وإلا سنكون في حال مشابهة لتلك التي عانينا منها خلال الفترة الماضية. أي الى الوقوع في فخ المزيد من المشكلات والمزيد من حفر الجورة أو الحفرة التي أصبح لبنان بها بداخلها.

انه لا شيء يعادل العمل الجاد من أجل وقف الانهيار، ولاسيما وأننا أصبحنا على مسافة بسيطة جدا من ما يسمى الارتطام الكبير الذي ينبغي أن نتفاداه. وان تكون هذه الحكومة متضامنة متفقة فيما بينها وأن يكون التعاون كاملاً ما بين أعضائها، وأن يكون همّها الأساس تبني الإصلاح الإداري والإصلاح في القطاعات الاقتصادية والمالية، وأن يقوم إلى المباشرة فوراً بالمفاوضات مع صندوق النقد الدولي، والمبادرة إلى حلّ مشكلة قطاع الكهرباء، وكذلك إصلاح السياسة الخارجية في آن معاً، بحيث تكون سياسة لبنان متعاونة مع الدول العربية، وليس في أن يكون لبنان ملتزماً بتوجهات السياسة التي تراها وتريدها منه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أو من يلتحقون بهذه الجمهورية. هذا الأمر هو التحدي الكبير الذي ينتظر العالم كله أن يلمسها من هذه الحكومة في أنها تعبر بأدائها عن التقدم باتجاه هذه الامور.

المذيع: حضرتك اشرت إلى موضوع مهم جدا هو أن العالم العربي ينظر إلى لبنان بالشأن الداخلي انه يجب أن يكون هناك تغيير ولكن نعود إلى صميم القضية الآن ولكن دولة الرئيس حضرتك مارست العمل السياسي داخل لبنان أين تكمن الفجوة ‏هنا الحديث أن الكثير من العواصم العربية تعرضت من الأذى المباشر من حزب الله وهناك طلب لتغيير سلوك حزب الله في الداخل اللبناني هو التعامل المباشر مع الدولة اللبنانية واسم الدولة وتطبيق الكثير من الإصلاحات.

الجواب: فعلياً، نحن في لبنان بحاجة أن نعطي رسائل واضحة وقوية لأشقائنا العرب. إذ أنه لا يمكن للبنان أن يستمر في موقف معادي من أشقائه العرب وأصدقائه في العالم. ولا يمكن أن يستمر بأن يكون مصدِّراً للعمليات الإرهابية، أو أن يكون مصدراً أساسياً لتصدير المخدرات إلى ‏إلى الدول العربية. هذه الأمور هي التي تشكو منها الدول العربية الشقيقة. وبالتالي، فإن على هذه الحكومة ان توجه رسالة واضحة وملتزمة إلى الأشقاء والأصدقاء، بأن هذه الحكومة سوف تجهد من أجل تحسين العلاقات مع الدول العربية. هذا هو الباب الوحيد الذي يمكن ولوجه لكي نستطيع أن نبدأ في معالجة مشكلاتنا. إذ أنه، ومن خلال كل الجهود الأخرى يمكن وقف الانهيار الاقتصادي والمالي والنقدي. انّه ما لم يجرِ إرسال هذه الرسائل الصحيحة التي يلتزم بها لبنان، فإن ما يريده اللبنانيون من إنقاذ يكون من الصعوبة تحقيقه، ولا يمكن عندها تحقيق هذا الاختراق المطلوب في علاقة لبنان بأشقائه العرب ومع المجتمع الدولي.

المذيع: شكراً لكل هذا التوضيح. كان معنا من شملان دولة الرئيس فؤاد السنيورة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق.

 

 

تاريخ الخبر: 
10/09/2021