أبو وائل .. سلمت يداك
لكلٍ فؤاده الذي ينبض في صدره ويمده بالحياة والبقاء..
لكلٍ فؤاده الذي يخفق بين جنبيه بالمشاعر والأحاسيس..
ولكل لبناني مخلص فؤادان.. النابض الخافق في ضلوعه.. وفؤاد السنيورة...
هذا الرجل الذي اكتشفه اللبنانيون بعد ان عرفوه طويلاً، ولكنهم اكتشفوه أخيراً. فقد يمر الانسان من أمام جبل أو واد أو نهر أو حقل، ولكن انّى له ان يعرف انه يمر بمنجم يحوي النفيس من المعادن والغالي من الكنوز والعظيم من القيم اذا لم تعصره التجارب بالحديد أو بالنار أو بالجراح والآلام.
هذا الرجل اعطى الصمود معاني كثيرة عميقة: الصبر والايمان والتسامح والهدوء، وهي اسلحته الأنفذ في مقاومة الظلم والافتراء ومشاريع الفتنة. الأدب سلاحه الأمضى في وجه الذين اساؤوا الأدب. السَكينة سلاحه الأعجب مقابل الصخب والضجيج. الثبات ثبات المؤمن على مبادئه ايام تتبدل المبادئ والمواقف كما تتبدل الثياب. الوفاء لبلده وأهله وأمته ولرفيق دربه رئيس الشهداء رفيق الحريري. الأمانة وهو الحافظ الحريص عليها حرصه على نفسه وحياته.
ما كان لأحد ان يصطلي بهذا الأتون اللاهب ويبقى متمسكاً بصبره وأدبه وتسامحه وسكينته وثباته ووفائه وأمانته إلا الصامد الأسطوري.. إلا فؤاد السنيورة. سلِمت أيها المقاوم، سلِمت يا أبا وائل، وسلِمت يداك.