فيينا – 23 حزيران 2008

-A A +A
Print Friendly and PDF
العنوان الرئيسي: 
مؤتمر الدول المانحة لإعادة إعمار مخيم النهر البارد والمناطق المجاورة

مقدمة عامة

 في تطور خطر حمل دلالات كبيرة، وبدا واضحاً أنه مدبّر ومقرّر عن سابق تصوّر وتصميم، سيما وأن لبنان كان على موعد مع إقرار نظام المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه تحت القرار 1757 (30 أيار2007) ، أقدمت عناصر مسلّحة تنتمي إلى منظمة إرهابية تُدعى "فتح الإسلام"، يوم الأحد 20 أيار 2007، على مهاجمة مراكز للجيش اللبناني في محيط مخيم النهر البارد والضواحي الشمالية لمدينة طرابلس، سقط نتيجة هذا الهجوم 27 شهيداً من الجيش اللبناني.

 تجلّت سرعة اشتعال المعركة في أكثر من مكان ولناحية أنواع الأسلحة وكمياتها المستخدمة أيضاً، إذ بيّنت تطورات التحركات الميدانية أن عناصر هذه المنظمة كانت مستعدة وتحرّكت وفق خطة عمليات معدّة مسبقاً، وهو ما ظهر في حجم الانتشار الذي قامت به داخل مدينة طرابلس، الأمر الذي كشف حجم ارتباطاتها الإقليمية والدولية وأدخل لبنان في حرب عسكرية دامت ثلاثة أشهر، استشهد بنتيجتها عدد من أفراد الجيش اللبناني وسقط ضحيتها عدد من الشهداء الأبرياء ولحق الدمار الكامل بالمخيم القديم وبجزء كبير من المخيم الجديد ، كما طاول أحياء كثيرة من القرى والبلدات المحيطة بالمخيم.   

منذ لحظة وقوع الجريمة، بادر رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة إلى عقد اجتماع وزاريّ – أمنيّ، أعطى خلاله التوجيهات للقيادات الأمنية بالرد سريعاً، وبفاعلية وحزم، على محاولات زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد، وذلك لدرء الفتنة ومنع انتشارها في مناطق أخرى في لبنان. 

 لقد استطاعت الدولة اللبنانية ، حكومةً وجيشاً، تحقيق إنجازات باسلة في الاقتصاص من ظاهرة "فتح الإسلام". فالحكومة من جهة، أثبتت منذ بدء المواجهات قرارها الحاسم بضرورة القضاء على هذه الجماعة الإرهابية،واضعة نصب أعينها احترام الموجبات الأخلاقية، ومن هنا كانت مبادرة الرئيس فؤاد السنيورة إلى إجراء الاتصالات اللازمة، وفوراً، مع الجامعة العربية وعدد من الملوك والرؤساء العرب والدوليين، ومع كل الدول الصديقة والشقيقة، من أجل توفير الدعم اللازم والمساندة السياسية للشرعية اللبنانية في مواجهة هذه التهديدات ولتعزيز دور المؤسسات، وقد أبدى هؤلاء جميعاً استعداداً لمساعدة لبنان وقدموا ما يلزم للدولة.  والجيش اللبناني، من جهة أخرى، استبسل مقدّماً 164 شهيدا، بشجاعةٍ قلّ نظيرها، على الرغم من الشح في تجهيزاته العسكرية، سيما وأنه أثبت تصرفاً شجاعاً وإنسانياً من خلال تجاوبه لوقف إطلاق النار والرد على مصادر النيران بهدف مساعدة الناس، وإيصال المواد الغذائية لهم وإجلاء الجرحى والتزامه باحترام القضايا الإنسانية من دون أي تفريط بهيبة الجيش وحزمه في الرد على أي اعتداء ووضع حد نهائي للحالة الشاذة والخطيرة.

في المقابل، وفي موقف لافت ومسؤول، أجمعت القيادات الفلسطينية، بكل التصريحات والمواقف، على رفض الاعتداء على الجيش اللبناني وعلى حق الجيش في اتخاذ الإجراءات التي يقوم بها، معتبرة أن ظاهرة "فتح الإسلام" ليست فلسطينية بل "هي ظاهرة غير شرعية وغريبة عن ثقافة مقاومة الشعب الفلسطيني"، و"لا يتحمل الفلسطينيون مسؤولية أفعالها وارتكاباتها"، لا بل وعدت الحكومة اللبنانية ببذل كل الجهود لتبقى المخيمات بعيدة عن تشكيل غطاء لكل الخارجين عن القانون، في إطار احترام السيادة اللبنانية.

وفيما كان الحرص الوحيد من قبل تلك القيادات على أمن وسلامة المدنيين، أكدت الحكومة، مراراً وتكراراً، حرصها الدائم على سلامة المدنيين الفلسطينيين الأبرياء داخل المخيم تماماً كحرصها على أمن وسلامة اللبنانيين، ومنع تعرضهم للخطر قدر الإمكان .

وهنا تجدر الإشارة إلى أن هذه الحكومة برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، كانت من أولى الحكومات اللبنانية التي عملت على تصويب العلاقة بين الشعبين الفلسطيني واللبناني، وقد قامت بخطوات إيجابية جيدة تجاه إخواننا الفلسطينيين لتعزيز العلاقة معهم ولخلق حالة من الاستقرار والعيش المشترك على أمل عودتهم إلى ديارهم، وحرصت على بناء علاقات لبنانية – فلسطينية أخوية وقوية.

لا شك أن هذه الحرب خلّفت دماراً هائلاً في مخيم النهر البارد والمناطق المجاورة. فقد نزح عن المخيم 32 ألف لاجئ فلسطيني، ولحقت بالمنطقة المحيطة به خسائر اقتصادية كبيرة مباشرة وغير مباشرة، وأصابت المأساة اللبنانيين كما الفلسطينيين على حد سواء.

من هنا، بادر الرئيس فؤاد السنيورة ، خلال فترة المعارك، إلى تحضير الأجواء الملائمة لتنظيم مؤتمرات تهدف إلى حث المجتمعين العربي والدولي على المشاركة في إعادة الإعمار، ذلك أن لبنان لا يستطيع أن يتحمل العبء وحده، خصوصاً أنه كان لا يزال يعاني جروح العدوان الغاشم الذي شنته إسرائيل في تموز 2006، فكان افتتاح مؤتمر "إطلاق الاكتتاب لإعادة إعمار النهر البارد" في السراي الحكومي في  أيلول 2007، بمشاركة ممثلي الدول والمؤسسات العربية والدولية المانحة الذين بلغ عددهم أكثر من 40 دولة ومؤسسة.

خلال هذا الموتمر، تم تقدير الحاجات والمبالغ المطلوبة لإغاثة وإعادة إعمار المخيم والقرى والبلدات المحاذية له المتضررة، والتي بلغت قيمتها 359.28 مليون دولار أميركي، على أن يخصص لهذه المساعدات صندوق ائتماني تحت إدارة البنك الدولي بالتعاون مع وكالة الاونروا ولجنة الحوار اللبناني الفلسطيني والهيئة العليا للإغاثة وعدد من الدول والمؤسسات المانحة.

في 23 حزيران 2008، كان لبنان على موعد مع انعقاد مؤتمر الدول المانحة في العاصمة النمساوية فيينا، الذي كانت قد دعت إليه كل من الحكومتين اللبنانية والنمسوية والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة، والذي خُصّص لإعادة إعمار مخيم النهر البارد للاجئين الفلسطينيين والمناطق المجاورة له، حيث شارك ممثلون لـ70 دولة ومؤسسة دولية، وتقرر فيه تقديم 122 مليون دولار بمساهمة من الدول الأوروبية والولايات المتحدة وكندا وسويسرا، فيما أعلنت 4 دول خليجية عربية آنذاك، ومن حيث المبدأ، عن مساهمتها التي تصل الى حدود 50% في نفقات إعادة إعمار المخيم في أول تموز، كما أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض عن إطلاق حملة تبرعات داخل المجتمع الفلسطيني لجمع 10 ملايين دولار.

لقد جاءت الدعوة إلى هذا المؤتمر بناء على ما تعهدت به الحكومة اللبنانية أمام اللاجئين الفلسطينيين من قاطني مخيم النهر البارد إبان عملية المواجهة ضد مجموعة "فتح الإسلام" الإرهابية، إذ رفعت أمام سكان المخيم شعار "خروجهم مؤقت، ورجوعهم مؤكد، إعادة إعمار المخيم محتمة"، وقد هدفت الحكومة من الدعوة للمؤتمر إلى الوفاء بالتزامها أمام اللاجئين الفلسطينيين والمجتمعين العربي والدولي،  وإلى العمل للحفاظ على الاستقرار السياسي والمعيشي والأمني ليس فقط في مخيم النهر البارد والمخيمات الفلسطينية في الشمال، بل وفي كل المخيمات الفلسطينية في كل لبنان بانتظار عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم، التي يلتزم بها لبنان من ضمن التزامه بالقضية العربية ومن ضمن التزامه برفض التوطين على أرضه، كما جاء في الدستور.

 

مؤتمر إطلاق الاكتتاب لإعادة إعمار النهر البارد

السراي الحكومي - 10 أيلول 2007

 

افتتح رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة في 10 أيلول 2007 في السراي الحكومي، مؤتمر ممثلي الدول والمؤسسات العربية والدولية المانحة، من أجل إطلاق حملة الاكتتاب لإعادة إعمار وإغاثة مخيم النهر البارد ومحيطه من القرى اللبنانية المحاذية والمتضررة.

حضر المؤتمر السفراء الأجانب:

الأميركي جيفري فيلتمان، الإيطالي غابريال كيكيا، الكندي لويس لوريميه،  الروسي سيرغي بوكين، الفرنسي أندريه باران، الصيني ليو زيمينغ، الأسترالي ليندال ساش، الياباني يوشيهيسا كورودا، الأسباني ميغيل بينزو بيريا،  الدانمركي جان توب كريستنسن،التركي عرفان أكار، الهنغاري لاجوس تاماس،  اليوناني بانوس كاليوروبولس، الهندي ناغنشا لوفوم، قناصل وقائمون بأعمال سفارات: فنلندا، بريطانيا، ألمانيا، سويسرا، قبرص، هولندا، رومانيا، النروج وبلجيكا.

وحضر السفراء العرب:

العراقي جواد الحائري،  الإماراتي محمد السويدي،  السعودي عبد العزيز خوجة،  الجزائري إبراهيم الحاصي،  الأردني زياد المجالي،  السوداني جمال محمد إبراهيم،  الجامعة العربية عبد الرحمن الصلح، ممثل منظمة التحرير الفلسطينية عباس زكي، القائمون بأعمال سفارات: مصر، المغرب، اليمن، عمان، البحرين، تونس وقطر.

كذلك حضر رئيس لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني السفير خليل مكاوي وأعضاء اللجنة. وحضر المنسق العام للأمم المتحدة في لبنان غير بيدرسون، ممثل منظمة "اليونيسيف" في لبنان روبيرتو لورانتي، المدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيف الدين أبارو، المدير الإقليمي للبنك الدولي جوزيف سابا، مدير "الأونيسكو" في لبنان رمزي سلامة، المفوضة العامة لمنظمة "الأونروا" كارن أبي زيد، مدير "الأونروا" في لبنان ريتشارد كوك، ممثل منظمة "الفاو" الدكتور علي المؤمن، بالإضافة إلى المدير الإقليمي لوكالة الأميركية لغوث اللاجئين في الشرق الأدنى روبرت نوسري، ممثل منظمة "حماية الأطفال" ماثيو كوزان، مفوض لجنة حقوق الإنسان كارين لوك، الممثل الإقليمي للجنة اللاجئين الدنمركية آلان جيليش، الممثل المقيم للصندوق الكويتي للتنمية الدكتور محمد صادقي، رئيس منظمة "المساعدة الأولى" ألكسندر جيرو، مدير منظمة "وورد إيد" الإيطالية أليساندرو كارمينياني، رئيس الصليب الأحمر اللبناني سامي دحداح، نائب رئيس لجنة الصليب الأحمر الدولي شيرين بوليني، أمين هام لجنة الهلال الأحمر الفلسطيني الدكتور محمد عثمان، المديرة التنفيذية لجمعية "أجيال" سميرة صلاح.

 

           * كلمة الرئيس السنيورة في المؤتمر

استهل المؤتمر بكلمة للرئيس فؤاد السنيورة جاء فيها:

أود بداية أن أرحب بكل منكم، فردا فردا، وأشكركم على مشاركتكم في هذا المؤتمر لإعادة إعمار مخيم نهر البارد والمناطق المجاورة. واسمحوا لي أن أخص بالترحاب والشكر المفوضة العامة للأونروا السيدة كارين أبو زيد، وممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان السيد عباس زكي، والسيد جوزيف سابا مدير قسم الشرق الأوسط في البنك الدولي، والسفير خليل مكاوي رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، وجميع سفراء الدول الشقيقة والصديقة، وكافة ممثلي منظمات الأمم المتحدة، وهيئات المجتمع المدني اللبنانية والعربية والدولية. شكرا لمشاركتكم في هذا المؤتمر. شكرا لمساندتكم المستمرة للبنان.

نجتمع معا كفريق موحد وتطالعنا مسؤولية جسيمة. إن أحداث نهر البارد والتي انتهت بانتصار لبنان على الإرهابيين لم تزل تتطلب منا عناية فائقة. فتضحيات جيشنا البطل وأوجاع الإخوة اللاجئين الفلسطينيين والمواطنين اللبنانيين لا تعوض حتما، والأضرار المادية الكبيرة تزيد في هذه التضحيات والأوجاع، ولذلك فإن أي فشل في عملية إعادة إعمار مخيم نهر البارد وتنمية المناطق المجاورة له سيرتب على لبنان والمنطقة والعالم تداعيات كارثية.

إن ما جرى كان بمثابة جرس إنذار. ولذلك فالرهانات عالية، لأن المخاطر والتهديدات المحتملة من التطرف العنيف ضدنا جميعا. ضدنا في لبنان، وضد العالم الإسلامي، وضد العالم كله.

لقد أنهى الجيش اللبناني معركته ضد الإرهابيين بانتصار كبير كما تعلمون. وقد عمل هؤلاء الإرهابيون على زرع الفوضى والدمار والمآسي عند اللبنانيين والفلسطينيين على حد سواء. وأظهرت تلك الجماعة الإرهابية التي سمت نفسها "فتح الإسلام" أنها تمتلك إمكانات قتالية هائلة، وغني عن البيان أنه ما كانت لها علاقة بفتح ولا بالإسلام، وهي تشكل خطرا على لبنان والمنطقة والعالم نظرا لإيديولوجيتها وارتباطاتها الإقليمية والدولية. كان لا بد لنا، ودون أي تردد، أن نوقف اعتداءاتها على اللبنانيين والفلسطينيين. أتت معركتنا مكلفة لكنها كانت ملحة وضرورية من أجل الحفاظ على القانون والنظام وسلطة الدولة، ومن أجل مستقبل لبنان، والاستقرار في المنطقة، والأمن في العالم.

أثبتت الحكومة اللبنانية منذ بدء المواجهات قرارها الحاسم بضرورة القضاء على هذه الجماعة الإرهابية. واجهتنا حتى الانتصار عوائق عدة. طالت المعركة واستبسل جنودنا مؤكدين على شجاعة وعنفوان يقل نظيرهما رغم الشح في تجهيزاتهم العسكرية. أبوا إلا أن ينتصروا وكان لهم ما أرادوا. في الوقت عينه، وضعت الحكومة اللبنانية مع الجيش اللبناني نصب أعينها احترام الموجبات الأخلاقية، وتحديدا تأمين سلامة المدنيين الأبرياء. وقد اتخذنا كل الإجراءات الضامنة لهذه المعايير الأخلاقية والإنسانية.

قدم الجيش اللبناني البطل مئة وأربعة وستين شهيدا في هذه المعركة، عدا الجرحى، ومنهم من إصاباتهم دائمة، كما قدمت قوى الأمن الداخلي مثالا في التضحية، الى شهيدين من الصليب الأحمر اللبناني. وعدد كبير من هؤلاء الشهداء والجرحى هم من أهالي المناطق المجاورة لمخيم نهر البارد، وإن تضحياتهم مع أهاليهم وقاطني المناطق المجاورة ستسهم في التأسيس للبنان أكثر أمانا وسلاما.

 إن تحدي إرساء السلام يبقى أكبر وأصعب من جرم إشعال فتيل الحرب. وها نحن نواجه بعد انتهاء المعركة ضد الإرهابيين في نهر البارد تحديات عدة. لقد شاهدتم عبر وسائل الإعلام الدمار الهائل الذي لحق بالمخيم والمناطق المجاورة. نزح عن المخيم 32 ألف لاجئ، ومنهم من يعاني التهجير للمرة الثانية أو الثالثة. وقد لحقت بالمنطقة المحيطة بالمخيم خسائر اقتصادية كبيرة مباشرة وغير مباشرة.

اسمحوا لي بأن أكون واضحا في الجزم غير القابل للتأويل بأن ما جرى لم يكن معركة بين اللبنانيين والفلسطينيين. بل كان اللبنانيون والفلسطينيون معا عرضة لاستهداف جماعة إرهابية. وإن التوتر الذي عمل مغرضون على افتعاله بين اللبنانيين والفلسطينيين لن ينجح وعلينا أن نتكاتف لتفاديه. ونحن نتعاون في ذلك بشكل فعال مع منظمة التحرير الفلسطينية وكافة القوى الفلسطينية منذ اليوم الأول للمعركة للتخفيف من إمكانات تصاعد الحساسيات السياسية والاجتماعية خلال الأزمة وتستمر هذه المسألة أولوية في مرحلة ما بعد الأزمة. من هنا كانت قناعتنا المعلنة والنابعة من الوقائع بأن مخيم نهر البارد والمناطق المجاورة هي مناطق منكوبة. وعندما وقعت هذه المأساة فإنها لم تميز بين لبناني وفلسطيني. قد قاسى الجميع مقاساة هائلة. وعلينا نحن أن نعيد الاستقرار والحياة العادية إلى المخيم، وهذا لا يتم إلا ببناء علاقات سليمة بين الشعبين اللبناني والفلسطيني.

ويقع على عاتقنا الالتزام بالإغاثة وإعادة الإعمار. وهذا يتطلب الدعم المادي بسرعة وفي الوقت الملائم. ولذلك فنحن نتطلع إلى مساعدتكم. فلبنان لا يستطيع أن يتحمل العبء وحده. فما جرى على مر العقود الماضية من نزاعات وعدم استقرار واحتلال وتخريب، كل ذلك يقتضينا التوجه إلى المجتمعين العربي والدولي من أجل الدعم والمساعدة في الأزمة الأخيرة.

إن لبنان على ما تدركون جيدا ما يزال يعاني جروحا نازفة جراء اعتداءات عدة، أكثرها همجية العدوان الإسرائيلي الغاشم العام الماضي. وتعلمون أيضا أننا نتابع العمل للتعويض على المهجرين في جبل لبنان، والشمال، وترميم وإعادة إعمار البلدات والقرى، وكذلك الأمر في الجنوب والضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت جراء العدوان الإسرائيلي في تموز الماضي. لقد شكل لنا ما جرى في نهر البارد تحديا جديدا لا يمكننا مواجهته وحدنا خصوصا وأن اقتصادنا منهك، ولم نزل نناضل من أجل قيام وطن مستقل، ودولة سيدة حرة، ونتعرض بقساوة لاختبارات الاغتيال السياسي والهجمات الإرهابية. وغم كل ذلك نحن مصممون على تحقيق أهدافنا والاضطلاع بمسؤولياتنا بكل ما أوتينا من إمكانات.

إن لبنان يصرّ ويؤكد على حق الفلسطينيين بالعودة الى ديارهم، ويلتزم مقررات إعلان بيروت الصادر عن مؤتمر القمة العربية المنعقد في عاصمته عام 2002. لقد كان إعلان بيروت (2002) والذي أكده إعلان الرياض (2002) دعوة صادقة لقيام سلام مؤسس على إنهاء الاحتلال وتحقيق حل حقيقي وعادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين بالاستناد الى قرارات الأمم المتحدة، وروحية القانون الدولي.

ولما كانت قضية اللاجئين الفلسطينيين من مسؤولية المجتمع الدولي فإن إيجاد الحل العادل لهذه القضية يقع حتما على عاتق المجتمع الدولي أيضا. إن المجتمع الدولي تقاعس عن القيام بواجبه تجاه اللاجئين الفلسطينيين ما فاقم من الظلم اللاحق بهم، وعمق مأساتهم. ومن الملح بمكان أن يغير المجتمع الدولي مقاربته غير المجدية لتداعيات إهمال هذه القضية، بما يعيد الثقة الى اللاجئين الفلسطينيين بأن هذا المجتمع الى جانبهم ولن يتخلى عنهم.

ولا يخفى على أحد منكم، أن العلاقات اللبنانية - الفلسطينية، مرت بمراحل حرجة وإن حكومتنا عملت، منذ عامين تقريبا على طي صفحة الماضي السوداء، من خلال بناء علاقات لبنانية - فلسطينية سليمة وصلبة على قاعدة احترام المصالح المشتركة. وقد التزمنا العمل الجاد لتوفير حياة كريمة وآمنة ومزدهرة للاجئين الفلسطينيين في لبنان الى أن يقوم الحل العادل الذي يسمح لهم بممارسة حق العودة الى ديارهم ويتفق ذلك مع الإجماع اللبناني الحاضر في الدستور، والذي يدعم حق العودة، ويرفض استمرار اللاجئين في لبنان.

من هذا المنطلق قامت الحكومة اللبنانية بخطوات ملموسة لتحقيق هذا الهدف من خلال بناء علاقات ثقة بين اللبنانيين والفلسطينيين، فكان تشكيل لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني، في تشرين الأول 2005، والذي يتولى السفير خليل مكاوي رئاستها، الذي تعرفونه جيدا بمعظمكم. حققت اللجنة تقدما ملحوظا. لكن العمل الذي قامت به لم يستكمل بسبب الأوضاع السياسية الداخلية الضاغطة والعدوان الإسرائيلي في صيف الـ2006.

وقد أعادت أزمة نهر البارد الى الواجهة الظروف المأسوية التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في المخيمات ما يستدعي عناية وعملا كبيرين. إن مخيم نهر البارد والمناطق المجاورة يشكل لنا اليوم أولوية حيوية. فقد لحقت بالمخيم أضرار كبيرة وواسعة خلال المعركة والأزمة. وفي الجوار، فإن ست قرى، بين الأفقر في لبنان، تأثرت بشكل مباشر، بحيث إن الأعمال الإغاثية العاجلة في الحالتين تكلف ما ينيف على الـ28 مليون دولار.

من هنا نضع بين أيديكم سلة متكاملة للاهتمام بهذه الأولوية الحيوية من مرحلتين: الأولى تتعلق بأعمال بالإغاثة الطارئة بداخل المخيم وفي قرى وبلدات المحمرة وببنين وبحنين والمنية والبداوي ودير عمار. والثانية بإعادة إعمار المخيم والمناطق المجاورة وتنميتها. وهذا يقتضي تضافرا للجهود بين المؤسسات الرسمية اللبنانية، وهيئات الأمم المتحدة، والبنك الدولي. إن مسحا مشتركا للأضرار وحاجات إعادة الإعمار قد بدأ فعليا. وقد عملنا على وضع خطة متكاملة محددة المراحل الزمنية والمحتاجة الى تمويل. وسيعمل البرنامج المقترح على تلبية الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين وللمواطنين اللبنانيين بجوار المخيم. وسيتوزع هذا العبء على فترة زمنية، لكن علينا أن نخطط لهذه العملية من الآن. ويتطلب ذلك من جانبكم الالتزام بالعملية كلها، وإن تكن التفاصيل الدقيقة يمكن أن توضع لاحقا.

وكما أسلفت القول فإن مخيم نهر البارد وكامل المدن والبلدات المتاخمة للمخيم أعلنت منطقة منكوبة. وإن الأونروا سوف تتعاون مع الحكومة اللبنانية لتأمين كافة حاجات أهالي هذه المنطقة، وستتابع أيضا التنسيق التخطيطي والميداني مع لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني والهيئة العليا للاغاثة، والذي جمع الأطراف الثلاثة منذ بدء الأزمة. على كل حال، نحن محتاجون الى مساهمات عاجلة لمرحلة الإغاثة، والتي تكتسب أولوية قصوى مع دنو شهر رمضان المبارك.

 إننا بإزاء تحد كبير لا سابقة له. وضخامة الجهود الضرورية لإعادة الإعمار وحدها تؤشر الى هذا التحدي. لكن نجاح جهودنا سيكون حتما فرصة للدخول في مرحلة جديدة من العلاقات اللبنانية - الفلسطينية. وستسمح لنا هذه الفرصة بالتقدم في تحقيق رؤيتنا الإنسانية للاجئين الفلسطينيين في كل المخيمات. وعلينا أن نعمل معا بفاعلية وحكمة لتفادي أي إشكالات في المخيمات الأخرى.

لقد أعلنا تكرارا للاجئين الفلسطينيين منذ بدء الأزمة أن خروجهم مؤقت ورجوعهم مؤكد، وإعادة إعمار المخيم محتمة. ونحن ملتزمون تحقيق ما أعلناه.

إن الأولوية الثانية التي سنعمل على تحقيقها هي إعادة إعمار نهر البارد بشكل نموذجي، مع الحفاظ على خصوصية نسيجه المجتمعي، وتأمين حياة كريمة وآمنة للاجئين فيه. ودعوني أؤكد أن الوضع الأمني لن يكون كما كان عليه قبل 20 أيار 2007. فالدولة اللبنانية ستبسط سلطة القانون في المخيم. وسيعامل اللاجئون الفلسطينيون على غرار إخوتهم المواطنين اللبنانيين، بعدالة واحترام، وحفظ لكرامتهم وحقوقهم الإنسانية.

إن التحدي كبير جدا، وأي فشل في إعادة إعمار مخيم نهر البارد يعني انعكاسات كارثية. لن نسمح بتكرار مخاطر ما جرى في أي من المخيمات الأحد عشر الباقية، فظواهر أخرى مثل "فتح الإسلام"، ينبغي أن لا تجد لها مرتعا خصبا وأرضا آمنة في مخيمات اللاجئين بعد اليوم.

إننا بإزاء مسؤولية مشتركة. فالمجتمع الدولي يتحمل مسؤولية كبيرة في الأوضاع السيئة التي يعاني منها اللاجئون الفلسطينيون. إننا ندفع الثمن جميعا نتيجة عدم المعالجة السليمة لقضايا اللاجئين في لبنان لأكثر من خمسة عقود، وقد تحمل لبنان أعباء أكبر مما يستطيع نتيجة السياسات الدولية، ونتيجة الظروف التي مر بها. إن هذا كله يجب أن يتغير. ولبنان ملتزم بهذا التغيير، لكنه لا يستطيع القيام وحده بمهام الإغاثة والإعمار للمخيم ومحيطه. إنما إن تعاونا معا فسننجح. وعندما ننصرف لبناء مخيم نهر البارد، ينبغي أن لا ننسى المواطنين اللبنانيين في المناطق المجاورة للمخيم. فقد عانى هؤلاء من الحرب ايضا، ويستحقون منا الاهتمام والمساعدة.

ينبغي أن نتعلم من دروس الماضي من أجل تأمين المستقبل المستقر والآمن. فقد كانت الأوضاع بمخيم نهر البارد وغيره من المخيمات، على هذه الحالة من التردي، طوال ستين عاما، بحيث صار حدوث هذه الأزمة ممكنا. وهذا ينبغي أن يتغير. والموقف يتطلب منا التحرك.

ومرة أخرى أرى أن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين ومخيماتهم استمرت على هذا النحو لمدة طويلة جدا. واللجوء نفسه هو نتيجة جريمة ارتكبت بحق الفلسطينيين تحت أعين ومسمع الأسرة الدولية. وقد دفع لبنان واللبنانيون أثمانا عالية نتيجة النزاع العربي - الإسرائيلي، ونتيجة اعتداءات إسرائيل وهجومها على لبنان منذ أواخر الستينات، وها نحن اليوم نعاني من جديد من أعباء الجرائم الإسرائيلية وعواقبها، بعد سنة على حرب إسرائيل التخريبية ضد لبنان.

أيها السيدات والسادة، يجب علينا الاتعاظ من دروس الماضي لبناء مستقبل آمن ومستقر يسوده السلام والتضامن. إن الأوضاع المهملة في مخيم نهر البارد على مدى ستين عاما سمحت بهذه الأزمة. لن نسمح بتكرار ما جرى. لن نهمل بالتالي هذه الأوضاع مجددا. ما جرى لن يتكرر ولا يجوز أن يتكرر لا في النهر البارد ولا في أي مكان آخر في لبنان. وحتى إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين عبر تحقيق حق العودة سيعيش اللاجئون الفلسطينيون بسلام واحترام وأمان. علينا معا أن نؤدي واجباتنا في هذا الإطار. سيضطلع لبنان بمسؤولياته. وآمل أن يؤدي الأشقاء العرب والمجتمع الدولي واجبهم كاملا ويقدموا الدعم اللازم.

الرهانات عالية جدا. وعلينا أن نحول هذه الأزمة الى فرصة لبناء مستقبل أفضل وأكثر أمنا. لقد ضحى الكثيرون بحياتهم، والحياة وتأمينها هي الهدف الذي نريد أن نبلغه. وما نطلبه أن يقف إخواننا وأصدقاؤنا معنا ويشاركوا في تحمل الأعباء المالية، بحيث يستطيع لبنان أن يحيا ويزدهر، وبحيث يستطيع الفلسطينيون أن يعيشوا بأمان لحين العودة الى ديارهم، إننا نتطلع الى اليوم الذي نستطيع فيه تحقيق السلام العادل والشامل، بحيث يسود الاستقرار، ويستعيد الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة".

 

              * كلمة ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي

اليوم ينبعث الأمل ويتجدد في تلقي الشعب الفلسطيني رسالة سامية ونبيلة في بعدها ومضامينها تعبر عن روح التضامن والتكامل في مواجهة المأساة والمعاناة، بل الكارثة التي حلت باللاجئين من ابناء شعبنا في مخيم نهر البارد.

ان اجتماعكم يعني ان شعبنا الفلسطيني المنكوب ليس وحده في مواجهة هذه الظاهرة الغريبة عن شعبنا والتي استوطنت المخيم وعاثت فيه خرابا ودمارا وتشريدا وقتل، حيث سقط سبعة واربعون شهيدا و310 جرحى من المدنيين الشيوخ والأطفال والنساء والشباب وقد قمنا وبناء لتعليمات الرئيس محمود عباس "ابومازن" باعتمادهم شهداء في سجل الخالدين لمنظمة التحرير الفلسطينية يتقاضون مساعدات شهرية لعائلاتهم كما قمنا بتقديم مساعدات عاجلة وطارئة لكل اسرة شهيد وجريح، وكذلك كمساعدات طارئة للطلاب الجامعيين. وفي هذا المجال لا بد من توجيه التحية لشهداء الجيش اللبناني الوطني الذي نعتز به وبتضحياته.

ان شعبنا اليوم اكثر ايمانا واصرارا على مواجهة كل اشكال التطرف والتعصب ويصر على مواجهة تداعيات هذه النكبة بالتعاون الوثيق مع اشقائنا اللبنانيين الذين نعتبر اننا واياهم في خندق واحد في مواجهة الارهاب الذي لا يشكل وجوده خطرا على الفلسطينيين واللبنانيين فحسب، بل خطرا على كل المجتمع الدولي، الامر الذي يصبح مواجهة هذا الخطر الداهم من مسؤولية المجتمع الدولي بأكمله.

اننا نتطلع اليوم الى دور كبير وهام والى توصيات وقرارات تصدر عن هذا اللقاء لتؤكد مسؤوليتكم انتم الذين تمثلون المجتمع الدولي في رفع المعاناة والظلم التاريخي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني بفعل الاحتلال الاسرائيلية الاستيطاني الاجلالي التوسعي والذي ما زال جاثما منذ اكثر من تسعة وخمسون عاما.

وهنا أدعو الاسرة الدولية، وقد عجزت عن تنفيذ قرارات الشرعية الدولية بانهاء الاحتلال من واقع مسؤوليتها عن مأساةالشعب الفلسطيني الى رصد وتأمين مبالغ مالية عاجلة لمعالجة المشكلات الملحة والناتجة عن وجود اكثر من 35 الف نازح، حيث انهم لا يملكون اية مقومات للحياةالحرة والكريمة تساعدهم في مواجهة قسوةالتشرد واللجوء، خصوصا واننا على ابواب فصل الشتاء وعام دراسي جديد من دون مبان ومدارس, وكذلك متطلبات واحتياجات شهر رمضان الكريم الأمر الذي يتطلب:

أولا: توفير مساعدة فورية وعاجلة لكل عائلة لا تقل عن خمسة الاف دولار لمواجهة الاعباء المذكورة أنفا.

ثانيا: العمل الجاد لإعادة أصحاب البيوت غير المدمرة.

ثالثا: توفير الإيواء الموقت للآخرين.

رابعا: التعويض عن الأضرار والممتلكات حيث دمرت مئات المنازل ومئات المحال التجارية والمصانع الصغيرة، وذهب جنى العمر لآلاف العائلات المشردة.

وهنا آمل بالجهد والوعي المشترك ان نتمكن من معالجة نكبة نهر البارد والنتائج الكارثية على كافة الأصعدة النفسية والاجتماعية والتشتت الأسري القسري كي لا يجد الارهاب والتعصب مكانا له بين الفقر والعوز والتشرد والقهر والمعاناة لأن الفقر والعوز والتشرد يشكل بيئة ملائمة لنمو الإرهاب وانتشاره، اذا لم يتم معالجته بشكل عاجل ومسؤول.

وكذلك لا بد من إعادة الحياة للدورة الاقتصادية عبر تقديم قروض ميسرة وصغيرة ومشاريع تشغيلية، تتجاوز نازحي نهر البارد إلى الأخوة اللبنانيين المتضررين في محيطه. مع تحسين الشروط في مجال الصحة والتعليم، خصوصا التعليم الجامعي والايواء ورعاية الاطفال والشباب والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة.

لقد قدمنا وعودا للأهالي النازحين من خلال لجنة الحوار اللبناني-الفلسطيني ان النزوح موقت والعودة مؤكدة والاعمار حتمي وهذا لن يتم ولن ينجز من دون مساعدتكم. ندعوكم الى تحمل مسؤولياتكم، اذ لا يجوز ان يقف المجتمع الدولي مرتبكا ومتراجعا في تطبيق قرارات الشرعية الدولية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، كما لا يجوز تكرار هذه الحالة في مواجهة الإرهاب المتمادي ضد اللبنانيين والفلسطينيين. وان يتركوا يواجهون بصدورهم العارية واللحم الحي وإمكاناتهم الشحيحة هذه المأساة الإنسانية، وحيث ان الفلسطينيين ضحايا الظلم، فلا بد من إنصافهم وكلنا ثقة بكم وبدوركم وبدعمكم.

وهنا أتقدم بالشكر من الإخوة في المملكة العربية السعودية التي ساهمت بمبلغ 12 مليون دولار والتي وزعت بواقع مليونين ليرة لبنانية لكل عائلة في البداوي والنهر البارد، وبمساهمة دولة الإمارات العربية بـ5 ملايين دولار التي سيتم توزيعها على النازحين (إيجارات ومساعدات بالتعاون مع الاونروا ولجنة الحوار)، وتقديم التحية والشكر الى لجنة الإغاثة السعودية والإماراتية ومؤسسة الحريري والهيئة العليا للإغاثة التابعة لدولتكم.

وأتوجه بالشكر إلى الاونروا والى كل الدول والحكومات والاتحاد الأوروبي والجمعيات والهيئات والمنظمات الأهلية والدفاع المدني وفرق المتطوعين والبلديات والصليب الأحمر اللبناني والدولي وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وكل من ساهم ويساهم في التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني.

وختاما، السيادة للبنان والعدالة للفلسطينيين في العيش الكريم على قاعدة الحقوق والواجبات وحفظ حق العودة ورفض التوطين والتهجير واعطاء الحقوق المدنية والاجتماعية والانسانية للشعب الفلسطيني ".

 

             * كلمة المفوضة العامة لمنظمة الأونروا كارن أبي زيد

اسمحوا لي ان ابدأ كلمتي بتوجيه احر التعازي الى عائلات شهداء الجيش اللبناني والى المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين الذين فقدوا احباءهم خلال هذا النزاع, ان الخسائر البشرية هي دائما الاغلى.

تبلغت بارتياح كبير توقف العمليات العسكرية في مخيم نهر البارد وها هي الاونروا بعد ثلاثة اشهر من النزاع، تتوجه من جديد الى المجتمع الدولي، بقلق كبير حيال التبعات الانسانية وحاجات فترة النهوض وإعادة الاعمار، ملتمسة منه المساعدة باسم النازحين.

لقد نزح أكثر من 32000 شخص عن بيوتهم في مخيم نهر البارد وهم الان ينتظرون الخطوات الهامة التي سيتم اتخاذها لإعادة بناء مساكنهم. علينا ألا ننسى ايضا ألوف آخرين يعيشون في مخيم البداوي والذين تأثروا أيضا بالنزاع اذ تضاعف عدد سكان مخيمهم وتفاقم الضغط على بنيته التحتية.

إشارة الى ان النداء الطارىء يشمل تأمين المساكن المؤقتة عن طريق تأمين بدلات الايجار والمساكن المؤقتة الجاهزة وتقديم الدعم للعائلات المضيفة، كما يشمل تأمين البنى التحتية من مياه وصحة بيئية، والوظائف المؤقتة بالاضافة الى الخدمات الاساسية بما فهيا الاغاثة الرعائية والصحية والتعليم للسنة المقبلة.

ان الاونروا هي الوكالة التي تطلب التمويل المرتبط بهذا النداء الطارىء المتعلق بأزمة البارد، اما الانشطة المتفرعة عن هذا النداء فستنقذها الاونروا مباشرة او من خلال شركائها بما فيهم برنامج الامم المتحدة الانمائي، اليونيسيف، منظمة العمل الدولية، قسم الامن والحماية التابع للامم المتحدة، مكتب المفوض السامي لحقوق الانسان وصندوق الامم المتحدة للسكان والحكومة اللبنانية والمنظمات غير الحكومية. لا داعي للاشارة الى ان الكثير من العمل بانتظارنا.

كما تعلمون اطلقت الاونروا في حزيران 2007 ندءا عاجلا قيمته 12,7 مليون دولار اميركي، لتغطية الاحتياجات الطارئة للاجئين الفلسطينيين المتضررين من احداث مخيم نهر البارد لمدة ثلاثة اشهر. وقد سمح هذا النداء للوكالة بتلبية الاحتياجات الملحة للاجئين الفلسطينيين النازحين وذلك بتعاون وثيق مع وكالات اخرى للامم المتحدة وعدد من المنظمات غير الحكومية وبدعم من الحكومة اللبنانية.

لقد تخطينا الآن هذه المرحلة ونتيجة للقتال الطويل الذي انتهى والحمد لله، اضطررنا الى تحويل استجابتنا سريعا لتلبية حاجات من تأثر بالازمة.

لقد أثبتت الاونروا مرة جديدة انها قادرة على التأقلم مع الأحداث غير المتوقعة، لكن ما زلنا نحتاج إلى القيام بالمزيد لإعادة الحياة ودعم كل من تأثر بهذا النزاع. أود أن أشكر بشكل خاص جميع موظفي الاونروا في لبنان الذين يسكن 10 % منهم في مخيم النهر البارد. كما أود أن اشكر موظفي منظمات الأمم المتحدة الأخرى لتفانيهم بعد صيف صعب جدا آخر.

لقد وضعت الاونروا بالتعاون مع هيئات أخرى للأمم المتحدة ومنظمة التحرير الفلسطينية وممثلين عن المجتمع الفلسطيني والحكومة اللبنانية ومنظمات غير حكومية، خطة طارئة اولية للعودة يتم العمل الان على تحديث هذه الخطة لتعكس الوضع القائم اليوم.

تتناول الخطة المساعدة الضرورية لتلبية حاجات اللاجئين الانسانية لدى عودتهم تقوم الاونروا بالتعاون مع الحكومة اللبنانية والبنك الدولي ومنظمات الامم المتحدة والمنظمات غير الحكومية وطبعا المجتمع الفلسطيني بوضع خطة شاملة لاعادة الاعمار، سيتم تشكيل فريق عمل دائم في شمال لبنان لادارة وتنسيق عمليات الاغاثة والنهوض واعادة الاعمار في المخيم.

لا بد من الاشارة الى ان اعادة الاعمار ليست سوى جزء من احتياجات اللاجئين فالاعمال والمحال ومصادر الدخل تأثرت ايضا ولا بد من اعادة انعاشها سيسمح هذا النداء باطلاق هذه العملية وسيتم تحديد آلية على المدى الطويل وادخالها في مرحلة الانعاش واعادة الاعمار.

تشكل العودة الى نهر البارد فرصة للعائلات اللبنانية والفلسطينية للقاء والاقرار بان الجميع تأثر سلبا بهذا النزاع وعليها ان تبدي الدعم لبعضها بعضا خلال فترة النهوض لاعادة بناء المجتمع.

في النهاية ان تقديم المساعدة الضرورية لنازحي مخيم نهر البارد ما كان ممكنا لولا تعاون الحكومة اللبنانية ومنظمة التحرير الفلسطينية ووكالات الامم المتحدة الاخرى والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية.

أود ان أنتهز الفرصة لاشكر الجميع على ما قاموا به وعلى ثقتهم باننا بفضل هذا النداء يمكننا ان نستمر في هذا التعاون عندما نبدأ باعادة اعمار مخيم نهر البارد- مخيم افضل من اجل انطلاقة جديدة".

 

           * كلمة المدير الإقليمي للبنك الدولي جوزيف سابا

تتقدم مجموعة البنك الدولي بأحر التعازي لعوائل الشهداء الذين سقطوا جراء المعارك في مخيم نهر البارد ونتمنى للجرحى الشفاء العاجل، يا لها من جل تضحية.

لقد طلب لبنان بحق المساعدة في الاستجابة للحاجات الانسانية والانمائية والاعمارية والنهضوية لسكان المناطق التي طالتها معارك نهر البارد.نحن هنا اليوم لنتطرق للاعانات الطارئة الانسانية والنهضوية لسكان المخيم والمقيمين في البلديات المجاورة، ان منظمة الامم المتحدة وهيئة الاغاثة العليا، وسائر المنظمات الانسانية المتواجدة على الاراضي اللبنانية هي مؤهلة لتقديم مثل هذه الاعانات الطارئة المطلوبة. وفي هذا السياق، تعمل مجموعة البنك الدولي مع هذه الهيئات لتوفير الدعم التقني لمثل هذه العملية، ان الحكومة اللبنانية قد اشارت الى حاجتهم لدعم أشمل وعلى المدى البعيد لتوفير اعادة الاعمار والتنمية في هذه المناطق من خلال مؤتمر دولي يعقد لهذه الغاية. لقد انشىء البنك الدولي لهدف أبرز هو اعادة الاعمار والتنمية، لذلك، فاننا سنقوم بكل ما في وسعنا وضمن قدراتنا للاستجابة لمثل هذا التحدي، مركزين على التنمية البشرية، وخلق فرص عمل، والتنمية الاقتصادية في المجتمعات اللبنانية التي تأثرت جراء هذه الاحداث.

لقد بدأنا بالعمل مع مؤسسات لبنانية ودولية عدة لتنفيذ هذه النشاطات:

أولا: سنمضي قدما بالمساعدة التقنية، بما في ذلك تقييم الأثر الاقتصادي والاجتماعي للأحداث الاخيرةالأليمة، وسيقدم هذا التقرير الى المؤتمر الدولي المزعم عقده لتلبية حاجات اعادة الاعمار والتنمية الاقتصادية في المنطقة المنكوبة.

ثانيا: سيتم انشاء صندوق ائتماني بالتعاون مع السلطات اللبنانية، والامم المتحدة، والهيئات المانحة، سيكون لهذا الصندوق هدفين اساسيين:

أ- تأمين الموارد المالية لاعادة الاعمار البنيوية

ب- تأمين الموارد المالية لمشاريع تنموية في المناطق المتضررة، مع التركيز على البلديات اللبنانية في هذه المنطقة والمناطق المحاذية لها.

ثالثا: اعداد دفتر شروط للصندوق الائتماني، يحدد المسؤوليات والواجبات لتقديمها الى المؤتمر الدولي".

وختم "يجدر الذكر ان العمل امامنا في الايام المقبلة كبير وشاق، ان التحديات كثيرة ومعقدة، سوف نعمل بجهد مع الحكومة اللبنانية وبالتعاون مع المجتمع الدولي لاعادة اعمار المنطقة والسير قدما التنمية المستدامة".

 

            * كلمة منسق الأمم المتحدة في لبنان غير بيدرسون

باسم السيد بان كي مون وعائلة الأمم المتحدة في لبنان، أود ان انقل دعمي للحكومة اللبنانية والجيش والشعب اللبناني واللاجئين الفلسطينيين ومنظمة التحرير الفلسطينية لشجاعتهم ومواجهتهم التحديات التي سببها الاعتداء الإجرامي لعصابة "فتح الإسلام"، ان الجيش اللبناني حارب باسمنا جميعا، وهذا الاعتداء لم يكن موجها فقط ضد الشعب والجيش اللبناني، بل كان موجها ضد آلاف المدنيين الفلسطينيين وذلك يشمل النساء والاطفال الذين أرغموا على ترك منازلهم وإيجاد ملجأ لهم في مخيم البداوي والمناطق المحيطة به.

نحن مجتمعون اليوم، لنقف الى جانب الحكومة اللبنانية والى جانب اللبنانيين الذين تضرروا من هذه الأزمة، ومنذ أول الأزمة أعلنت الحكومة أنها لن تدخر أي جهد من اجل إعادة اعمار المخيم، نحن سنستمر في دعم الحكومة في هذه المحنة وكل المنظمات التي عملت بقيادة الاونروا معكم للتخفيف من معاناة اللاجئين، ونحن نعتمد على دعم الدول المانحة المستمر لضمان تقدم إعادة الاعمار بسرعة وفعالية، باسم الامين العام أطلب بإلحاح من كل الدول المانحة مراجعة البرنامج المقدم اليوم وتقديم الموارد الضرورية لتطبيق هذا البرنامج، لان حياة اللاجئين الفلسطينيين واللبنانيين الذين تضرروا من هذه الازمة تعتمد على ذلك.

 

           * كلمة السفير الأميركي جيفري فيلتمان

يسرني أن أكون هنا اليوم مع شركائنا الدوليين بناء لطلب رئيس الوزراء السنيورة في أن نساعد في معالجة الاحتياجات الملحة للمدنيين الذين اضطربت حياتهم نتيجة القتال في مخيم نهر البارد.

رغم ذلك، أود أولا الإشادة بالنصر الذي حققه الجيش اللبناني الذي قاتل بشجاعة 105 أيام في معركة لتخليص مخيم نهر البارد للاجئين من مجموعة "فتح الإسلام". وكنتيجة للهجمات الوحشية للارهابيين على الجنود والمدنيين على حد سواء، وعلى المنازل والأعمال التجارية والمدارس، فقد دمرت البنية التحتية داخل المخيم والمناطق المجاورة. إننا ندرك الثمن الباهظ الذي دفعه الجيش اللبناني واللبنانيون المقيمون في الشمال واللاجئون الفلسطينيون من مخيم نهر البارد.

إننا فخورون بتجاوبنا مع طلب الحكومة اللبنانية لمساعدة الجيش اللبناني خلال هذه المعركة الشاقة. وكذلك، فان الولايات المتحدة ملتزمة قبول دعوة الحكومة لمساعدة هؤلاء المدنيين الأبرياء اللبنانيين والفلسطينيين المتضررين من عنف الإرهابيين.

باسم حكومتي، أود أن أعلن اليوم عن مبادرتين:

أولا، إعلان المناطق المحيطة بمخيم نهر البارد في حالة طوارىء. فإن الولايات المتحدة قد حددت تمويلا للمساعدة على تلبية الاحتياجات الفورية للاحتياجات الملحة للأسر اللبنانية التي تعاني من آثار أكثر من ثلاثة أشهر من القتال. ومن خلال المنظمات غير الحكومية، سنركز على الأنشطة المدرة للدخل للمساعدة الاقتصادية لتعويض الفرص الضائعة طوال هذا الصيف.

ثانيا، لقد أجاز الرئيس بوش في نهاية هذا الأسبوع صرف مساهمة 10 ملايين دولار للنداء الطارىء للاونروا من أجل مساعدة اللاجئين المشردين الفلسطينيين. هذا بالإضافة إلى جهودنا بالتبرع بملغ 3.5 مليون دولار للنداء العاجل للاونروا في حزيران عندما جمعنا رئيس الوزراء. إننا فهمنا أن الوكالة ستستخدم مساهمتنا الأخيرة كمرحلة مبدئية لإيواء الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين مؤقتا ورفع أنقاض المخيم من اجل البدء في جهود إعادة الإعمار. وبالإضافة إلى ذلك، فإن تمويلنا سوف يوفر المأوى المؤقت، والكهرباء، والخدمات الصحية، بما فيها الغذاء والماء والمرافق الصحية إلى اللاجئين. إننا نشجع الجهات الدولية الأخرى المانحة لدعم مناشده الأونروا لضمان مواصلة تأمين الاحتياجات الإنسانية العاجلة.

الولايات المتحدة هي فخورة بأن تكون اكبر مانح للاونروا، ونحن نتطلع الى العمل مع الأونروا والحكومة اللبنانية في تلبيتهم لاحتياجات المتضررين من القتال، ونرحب بخطة رئيس الوزراء السنيورة لضمان أمن مخيم نهر البارد الذي سيكون تحت السيطرة الكاملة للدولة اللبنانية. وفي الوقت عينه، سنبقى متفهمين لمخاوف لبنان الخاصة بشأن اللاجئين الفلسطينيين. إن الرئيس بوش سيبقى ملتزما التوصل إلى حل للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني من خلال إقامة دولتين، دولة فلسطينية يستطيع الفلسطينيون أن يفخروا بأن يدعوها وطنا أينما وجدوا.

الولايات المتحدة لديها تقليد طويل وفخور لمساعدة ضحايا الكوارث في إنحاء العالم. وإن التزامنا الثابت لمساعدة لبنان في وقت الحاجة لا يختلف عن ذلك".

 

           * كلمة السفير الفرنسي أندريه باران

أود أن أحيي نجاح الجيش اللبناني في معركة نهر البارد، وتضحية 164 جنديا لبنانيا قضوا في هذه المعركة، وأعرب باسم السلطات الفرنسية عن كل التعازي والتمني بالشفاء لكل من أصيب في هذه المعركة.

ان الانتصار في هذه المعركة هو انتصار للشعب اللبناني بالاضافة الى كونه انتصارا للجيش اللبناني، الشعب اللبناني الذي بقي متحدا الى جانب هذه المؤسسة العسكرية. انه انتصار ايضا للبنان لانه يشكل خطوة اضافية في خطوات ارساء سلطة الدولة على كل الاراضي اللبنانية. كما أعرب عن تقديرنا لمنظمة التحرير الفلسطينية، التي سمحت ايضا بالوصول الى هذه الانجازات. اننا نقدم كل الدعم لموقف الرئيس السنيورة والعمل من اجل عودة اللاجئين الى مخيمهم ضمن افضل الشروط الممكنة. ان السكان المدنيين دفعوا ثمنا غاليا ويجب ان نهتم بهم، والمجتمع الدولي يدعم السلطات اللبنانية في جهودها من اجل تحقيق ذلك. لست الآن في موقع الاعلان عن اي مساهمة فرنسية محددة، ولكن أود ان اعلن اننا نعي الخطوات الضرورية والمهمة التي يجب القيام بها وسنعمل على ان نكون بأكثر قدر من الايجابية لطلبكم الى جانب شركائنا.

 

             * كلمة السفير الإيطالي غبريال كيكيا

ان ايطاليا ترحب بهذا المؤتمر ودعوني اولا أجدد كل تقديري واحترامي للحكومة اللبنانية والجيش اللبناني للطريقة التي تم التعامل بها مع هذه الأزمة الحساسة. ان معركة نهر البارد كانت معركة ضد أعداء القيم التي ننادي بها جميعا، إن الشعب والجيش اللبناني انتصرا في هذه الحرب ويجب ان نساعده في معالجة عواقب هذه الحرب. بالتأكيد جزء من التقدير لحل هذه الازمة يعود للحكومة اللبنانية ولمنظمة التحرير الفلسطينية التي أمنت الخلفية للحفاظ على كل الدعم خلال المعركة، وذلك يستحق ايضا تقديرنا جميعا. ونحن نعلق اهمية كبيرة لحل الوضع في مخيم نهر البارد والمناطق المحيطة به، وان الاوضاع الصعبة لهذه المخيمات امر مهم وهو موضع عمل سياسي قديم، والفرصة الآن مهمة للبدء بمعالجة ذلك بطريقة مختلفة وانكم تنطلقون بهذه الطريقة ولكم دعمنا.

وقد استجابت ايطاليا لمباراة المساعدة في العام الماضي من خلال الالتزام بمليوني يورو خلال مؤتمر ستوكهولم، وفي بدء المعارك في نهر البارد التزمنا ونفذنا بمشاريع عديدة بأكثر من مئتي الف يورو، والآن ان التحديات الناتجة عن مخيم نهر البارد تقدم لنا فرصة تاريخية لمواجهة المسائل السياسية والاقتصادية التي تواجه اللاجئين الفلسطينيين جميعا في لبنان، ونحن مستعدون للالتزام بموارد مالية اضافية ضمن مؤتمر باريس-3 والمبلغ المحدد سيعتمد على دعوة المساعدة الطارئة وسندرسها في الايام المقبلة. وأتوقع اننا نتمكن من الالتزام بما يقارب المليوني يورو وهو دعم محدد للمشاريع الطارئة في مخيم نهر البارد. وأود ايضا ان اذكر ان رئاسة الاتحاد الاوروبي ستدعو للقاء خاص للسفراء الجدد لفترة ما بعد نهر البارد واعادة الاعمار، وقد أرسلت رسائل دعوة، وسيحضر السفير مكاوي والسيد ريتشارد كوك من الاونروا ونحن نعمل في هذه المسألة بانتباه كبير".

 

            * كلمة رئيس شعبة المعلومات السياسية والتجارية والاقتصادية في الاتحاد الأوروبي مايكل ميلر

أود أن أعرب على اننا نقدر الوضع المأسوي لسكان المخيم ونحن ندرس امكانية مساعدتنا بأفضل طريقة ممكنة للسلطات اللبنانية لتحقيق العودة الى المخيم، ونعرف ان الآلاف قد تضرروا ومستعدون للعودة الى المخيم ونحن نرحب بتأمين الامن في المخيم وتعهد الحكومة الاستمرار بمبادرتها وطريقة عملها لمعالجة مسألة المخيمات التي لها ايضا بعد.

وفي ما يتعلق بنهر البارد نحن نعرب عن استعدادنا للعمل معكم وعلينا ان ندخل في تفاصيل الحاجات الانسانية واعادة الاعمار ومسائل مهمة أخرى يجب مواجهتها. ونحن ننظر الى امكانيات التمويل الجديدة بروح ايجابية لتقديم المساعدة اضافة الى ما تم التعهد به في وقت سابق لمواجهة الحاجات الانسانية لتأمين المأوى الى سكان المخيم، والمجتمع الاوروبي يبقى المانح الاساسي في دعم اللاجئين ولقد كانت مساهمتنا في الاونروا عام 2007 ما يقارب الـ65 مليون يورو، اضافة الى المساهمات التي قدمناها في مشاريع مختلفة وسنستمر في المساهمة بتحسين وضع الفلسطينيين. اما في ما يتعلق بالآثار الاجتماعية لهذه الازمة نحن نثق اننا نستطيع تحسين العديد من المؤسسات المتضررة.

 

             * كلمة سفير كندا

ان كندا تحيي الحكومة اللبنانية في طريقة تعاملها مع ازمة نهر البارد، وتقدم ايضا تعازيها بخسارة الجنود اللبنانيين، وهي تدعم اصرار الحكومة اللبنانية على استعادة سيطرتها على كل اراضيها، واستعادة سيادتها وتعزيز الديموقراطية وهي تقر بأهمية دور المجتمع الدولي في الاستجابة لحاجات اللاجئين الفلسطينيين، ونحن نقدر ايضا اهمية التنسيق بين الوزارات اللبنانية والقيادة الفلسطينية والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية ايضا التي لها علاقة في ذلك. ونحن ندعم جهود الاونروا في التعامل مع هذه الازمة الجديدة بينما تستمر في تقديم الخدمات الاساسية في المخيمات الفلسطينية.

لقد ساهمت كندا ولبت دعوة الاونروا في شهر حزيران، ونحن سندرس بعمق دعوة الاونروا الجديدة التي اطلقتها اليوم للحصول على موارد جديدة، كما ندعم المبادرة والعمل الذي تقوم به الحكومة اللبنانية الى جانب الاونروا لاعادة الاعمار ليس للاجئين الفلسطينيين بل ايضا الى السكان اللبنانيين في المنطقة المحيطة بالمخيم، والذين كانوا ضحايا لهذه الازمة، وحفاظا على التزامنا الطويل الأمد من اجل تحسين شروط معيشة اللاجئين فاننا مستعدون لدعم جهود الحكومة اللبنانية والاونروا لاعادة اعمار المخيم. ان كندا تحيي اصرار الحكومة اللبنانية لتحسين شروط معيشة اللاجئين وجهودها في هذا المجال ويمكنكم ان تعتمدوا على كندا في المساعدة في هذه العملية وهذا الجهد الصعب.

 

            * كلمة المستشار السياسي لدى السفارة الألمانية في لبنان مايكل أوماتش

انني انضم الى كلمات رئاسة الاتحاد الاوروبي الذي تكلم باسمها السفير الايطالي من اجل التقدير السياسي والشكر ايضا للحكومة اللبنانية والاونروا. وفي هذا اللقاء أود ان اشكر الحكومة الالمانية التي استجابت للدعوة الاولى التي اطلقتها الاونروا، وخلال الايام الاخيرة قامت الوزارة الالمانية بالتعهد بمبلغ اضافي ايضا في مجال تدابير اعادة الاعمار، لذلك هنالك مساهمة جديدة تبلغ اربعة ملايين يورو في هذا المجال، ونبقى مستعدين ايضا للاشراف على تفاصيل طلبات المساعدة وندرس ايضا امكانات الاستجابة اضافيا.

 

            * كلمة مقتضبة للقائم بالاعمال النروجي

 استمرت النروج في دعم الاونروا خلال هذا العام واستجابة لهذه الدعوة ستقدم النروج مليون و700 الف دولار اميركي اضافة الى ما قدمته سابقا في هذه الازمة.

 

             *  الممثل المقيم للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الدكتور محمد صادقي

اشكر معاليكم لهذه الدعوة للاجتماع في هذا المؤتمر المهم، سنبقى شريك يمكن الاعتماد عليه في شؤون اعادة الاعمار وتطوير برنامج اعادة الاعمار الذي تقوم به بلادنا، وان الكويت ستعمل عن كثب مع حكومتكم لتحقيق مواجهة هذه التحديات، وسنعمل ايضا مع المنظمات باشرافكم للتعرف على المجالات التي باستطاعة صندوق الدعم الكويتي المشاركة من خلالها في هذه الجهود، وانني اتمنى لحكومتكم النجاح في مواجهة هذه التحديات.

ورد الرئيس السنيورة: شكرا دكتور محمد لكلماتك واستعدادك للمشاركة وان الكويت كانت دائما مساعد كبير للبنان".

 

            * السفير السعودي عبد العزيز خوجة

فرصة طيبة لي ان انقل تحيات القيادة السعودية لدولتكم ولاعبر عن ارتياحها التام وشكرها وتقديرها لما قمتم به ولهذا الصمود الكبير الذي قامت به الحكومة اللبنانية مع الجيش العتيد القوي الذي اثبت جدارة صمود وقوته وانتصاره على بؤر الارهاب.

احمد الله سبجانه وتعالى اولا على هذا النصر، الذي ثبت الدولة وثبت سيادتها في هذا البلد، واغتنم فرصة لاحيي ارواح الشهداء ايضا من الجيش ومن المدنيين واحيي بسالة الجيش في هذه المعركة الكبيرة".

المملكة العربية السعودية كعادتها قيادة وشعبا، منذ بدء المعركة، شعرت بهذه المسؤولية وساهمت في البداية واثناء المعركة، بالنسبة لاهالي مخيم نهر البارد، وبعثت 12 مليون دولار، واعتقد انه تم هذا الامر بالتنسيق مع الانروا ومع منظمة التحرير الفلسطينية ومع دولتكم دولة الرئيس. انا اعتقد ان مسؤولية المجتمع الدولي ككل ان يساهم في اعادة الاعمار وفي مساعدة اهالي مخيم نهر البارد بالطريقة الصحيحة اولا لان التجربة التي مرت بها الحكومة اللبنانية تجربة فريدة من نوعها استطاعت فعلا الصمود وان تفرض سيادة الدولة فيها وان تنهي معركة حقيقية ضد احدى بؤر الارهاب الحقيقية.

من الواجب على المجتمع الدولي ككل ان يساعد الحكومة اللبنانية وان يساعد الدولة اللبنانية على اعادة سيطرتها الكاملة على المخيم واعادة بنائه بالطريقة الصحيحة التي تضمن للفلسطينيين ان يعودوا مرة اخرى الى هذا المخيم، وان يعيشوا الحياة الكريمة اللائقة بهم، وان يكون هناك تنسيق كامل بين الدولة وبين المخيم، وان يكون انموذجا فريدا من نوعه لبناء المخيمات. في ما بعد اعتقد ان من المهم جدا ان تقدم دراسات دقيقة في هذا الشان الدراسات العاجلة التي يحتاجها المخيم واهالي المخيم لكي ندرسها بدقة وكي تساهم بها الدول ككل، كل على قدر استطاعته وايضا الدراسات المؤجلة ليقوم بها سواء البنك الدولي او المؤسسات الرسمية هنا في لبنان. المملكة العربية السعودية دائما ترفع علم الخير وتوجه المساعدة دائما لاخوانها لبنان بالنسبة للمملكة العربية السعودية شقيق عزيز وبلد كبير ووطن نعتز به لانه رمز للحرية والثقافات التعددية والمملكة العربية السعودية، لن تتوانى ابدا عن مساعدة لبنان ولن تتوانى ابدا ايضا في المستقبل عن مساعدة لبنان. نحن ننتظر الدراسة الجيدة عن هذين الموضوعين العاجلة والاجلة لكي نستطيع ان نقيمها التقييم الجيد ولكي نستطيع ان تساعد مساعدة جيدة انشاء الله.

 ورد الرئيس السنيورة قائلا: "لطالما وقفت المملكة العربية السعودية الى جانب لبنان في المجالات كافة، ولا شك لدينا بان المملكة ما زالت على حماسها ودعمها للبنان دون اي تلكوء على الاطلاق وهي عبرت عن ذلك في كل المناسبات السابقة. لا شك ان الدراسات التي قمنا بها حتى الان هو ما سمحت به ظروف التعرف على المخيم لكوننا اعددناها ولم يكن بالامكان الدخول الى المخيم لا المخيم الجديد ولا المخيم القديم، لان المخيم هو مقسوم الى قسمين جديد وقديم وبالتالي لا شك ان ما قمنا به من دراسات يعتمد على ما استطعنا ان نحصل عليه من معلومات، انما في مرحلة الايام المقبلة والاسابيع القليلة المقبلة، فسيصار الى تعميق هذه الدراسات، حيث نتمكن من ان تكون لدينا صورة كاملة وواضحة عن مقدار الهدم الحاصل والدمار الذي جرى الى جانب المعلومات الاخرى التي جمعناها حتى الان وبالتالي ستكون بتصرفكم".

 

               * القائم بالأعمال المصري هشام شعبي

أود أن أضيف عزائي الى الجيش اللبناني مع باقي من تحدثوا بالإضافة إلى تأييدي للحكومة اللبنانية، في صراعها ضد أي خطر يهدد الاستقرار والتوازن الموجود، وفي هذا الإطار لا احد عانى مثلنا في التسعينات من الإرهاب الذي شاهدتم في نهر البارد، وهذا الارهاب العبثي الذي لا يهدف إلى شيء، وأرجو أن نتمكن من إقرار الهدوء والاعمار في نهر البارد في المستقبل القريب.

 

                * السفير الإسباني ميغيل بيريا

نود ان نحيي عمل الحكومة في معالجتها ازمة نهر البارد ونقدم التعازي ايضا لضحايا الجيش اللبناني، وقد دعمت اسبانيا الحكومة اللبنانية من خلال هذه الازمة وحالات اخرى في لبنان، واستجابت اسبانيا لطلب مساعدة الاونروا في حزيران لدى بداية هذه الازمة، وسنقوم بالمثل وفي الايام المقبلة سنقوم بالتعهد بمساهمات جديدة للاستجابة لطلبات المساعدة الجديدة".

 

               * السفير الإماراتي في لبنان محمد السويدي

بداية اود ان اتقدم اليكم بالتهنئة الخالصة لانتصار الجيش اللبناني في هذه المعركة، واود ان اثني على جهودكم وحكمتكم في ادارة هذه الازمة التي عانى منها الشعبين الفلسطيني واللبناني على حد سواء. واقدم احر التعازي لاسر الشهداء سواء كانوا من الجيش اللبناني او الضحايا المدنيين، كما تعلمون دولة الامارات من اوائل الدول التي هرعت الى نجدة اخوانهم في المخيم، منذ بداية الازمة تقدمنا بمنح عاجلة من مواد غذائية ومعدات طبية بما يوازي نصف مليون دولار، وبعد ذلك عندما تكاثرت اعداد النازحين وخصوصا من الاخوة الفلسطينيين واللبنانيين الذين يقطنون بجانب المخيم، تبرعت حكومة دولة الامارات بخمسة ملايين دولار كاغاثة عاجلة لايواء هؤلاء النازحين، والان نحن في قيد تسديد هذه القيمة بالتعاون مع الانروا وكذلك منظمة التحرير الفلسطينية.

نحن نقدر ونثمن المأساة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في هذا الوقت بالذات، لان المأساة تزيد، وخصوصا ان فصل الشتاء على الابواب والمدارس على الابواب، كل هذا يحمل الدولة اللبنانية طاقة كبيرة جدا. لذلك نحن نؤيد وندعو جميع الجهات سواء الحكومية او المنظمات الخاصة الى التداعي والتكاتف وتقديم ما يمكن لنجدة اخواتنا".

 

              * ممثل منظمة "حماية الأطفال" ماثيو كوزان

إن منظمة انقاذ الاطفال في بريطانيا تعمل منذ سنوات عديدة مع اطفال نهر البارد في مجال التعليم، ووقفنا الى جانب الاطفال في مخيم نهر البارد والبداوي وسنعمل معهم في المتقبل في جهود المساعدة اكثر من خمسة عشر الف من سكان نهر البارد من الاطفال ظروفهم اسوأ من ظروف الاطفال الاخرين في مخيمات اخرى. وهنالك قدرات ثقافية محدودة اكثر مما هي في مناطق اخرى، نتيجة ان الفقر ضمن الفلسطينيين في لبنان يتعدى 60 في المئة وتسجل الانروا حالات ماساة اكثر من اي بلد في المنطقة، ومن اجل اعادة اعمار مستقبل افضل وامن ومستقر، ذلك من الممكن فقط، عندما يكون للسكان الثقة باعادة اعمار مجتمعكم والحصول على شروط حياة افضل من خلال العمل والتعلم. ونحن نحث السلطة اللبنانية والانروا والمجتمع المانح ايضا لتامين حقوق اطفال شهر البارد الحقوق بالتعليم والشروط الصحية وشروط السكن المحترمة، ونامل من ان يقوم الجميع بضمان ان يكون لهؤلاء الاطفال وعائلات صوت في المستقبل.

ونأمل ان يضمن اعادة الاعمار الامل لسكان نهر البارد، ونود ان نقول انه لا يجب ان يكون لبنان تحت الدين في المستقبل من خلال منح المساعدات والمال للسلطات اللبنانية لضمان ان يعيش كل الاطفال في بيئة امنة ومزدهرة".

 

                * السفير السوداني جمال محمد إبراهيم

نيابة عن حكومتي وشعب السودان، أتقدم إليكم بالتعازي بالأرواح التي فقدت جراء المواجهات التي ما كان لها ان تحدث، وان انقل اليكم سعادتنا بالانجاز الذي حققه الجيش اللبناني في هذا الظرف الدقيق ورغم النفق المظلم الذي يحيط بنا في السودان جراء الازمة الناشبة في دارفور، ورغم انشغالنا بمسائلنا الداخلية. لكن اود ان اعبر عن تضامننا مع الشعب اللبناني والحكومة اللبنانية، وان السودان سيعلن عن دعمه ان شاء الله في هذا الدور الكبير في اعادة الاعمار لمخيم نهر البارد".

 

                * كلمة ختامية للرئيس فؤاد السنيورة

أتقدم بالشكر في المؤتمر من الذين تقدموا بالمساعدات وللذين أعربوا عن استعدادهم خلال الفترة المقبلة، وكذلك لمن لم يعرب عن اي شيء حتى الان، بسبب ان ذلك يتطلب إشارات إضافية واليوم سأوجه رسائل لكل الدول المعنية والمنظمات الدولية لكي أعلمهم عن الوضع وعن الحاجات لتقديم الدعم للبنان خصوصا في هذه الفترة الصعبة جدا التي نمر بها، وأحثهم أيضا على تقديم التعهدات اللازمة للبنان وخلال هذا الوقت سيتابع لبنان ان كان من ناحية الدراسات أو الإعدادات لتقديم الحاجات الضرورية والطارئة لسكان مخيم نهر البارد، بالإضافة إلى القرى المحيطة التي هي أيضا في حاجة ماسة لهذا الشيء.

 

               * بيان صادر عن المكتب الاعلامي لرئاسة مجلس الوزراء

نتيجة للدراسات الأولية التي أجريت بالتنسيق بين مؤسسات الدولة اللبنانية والاستشاري الهندسي ووكالة الاونروا والبنك الدولي، تم تقدير الحاجات والمبالغ المطلوبة لإغاثة وإعادة إعمار مخيم النهر البارد ومحيطه، بما في ذلك الإيواء المؤقت ونقل الردميات واستئجار الأراضي المؤقتة وتنمية المناطق المحيطة بشكل أولي بالمبالغ التالية:

اولا: إغاثة سكان مخيم نهر البارد على مدى عام وتتطلب مبلغ 55 مليون دولار أميركي.

ثانيا: إغاثة القرى اللبنانية المحيطة بمخيم النهر البارد والتعويض على أصحاب الأملاك، وتتطلب 28،5 مليون دولار أميركي.

ثالثا: إعادة اعمار مخيم النهر البارد وتتطلب 249 مليون دولار أميركي.

رابعا: إعادة اعمار وتنمية المناطق والقرى المحيطة بنهر البارد وتتطلب 50 مليون دولار اميركي.

أي ما مجموعه 359.28 مليون دولار أميركي، يتضمن تلبية حاجات مشروع اغاثة واعادة اعمار المخيم والقرى والبلدات المحاذية للمخيم والمتضررة، على ان يخصص لهذه المساعدات صندوق ائتماني تحت ادارة البنك الدولي بالتعاون مع وكالة الاونروا ولجنة الحوار اللبناني الفلسطيني والهيئة العليا للاغاثة وعدد من الدول والمؤسسات المانحة، وقد ارفقت هذه الطلبات بالدراسات الاولية التي تضمنها الملف الذي وزع في المؤتمر على ممثلي الدول المانحة. ولمزيد من المعلومات يمكن للراغبين مراجعة الموقع الالكتروني للجنة الحوار اللبناني الفلسطيني : www.lpdc.gov.lb".