الرئيس السنيورة لـ العربية (FM) : كان حرياً بالحزب أن يستفيد من تطبيق القرار 1701 ولا يعرض نفسه ولبنان لمخاطر القتل والتدمير وضياع الفرص

-A A +A
Print Friendly and PDF

 اجرى الاعلامي طارق الحميد حورا مطولا مع الرئيس فؤاد السنيورة حول اخر التطورات الراهنة وذلك عبر اثير" العربية(  اف ام )" وفي ما يلي نص الحوار:

س: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأسعد الله أوقاتكم بكل خير هذا طارق الحميد يحييكم عبر أثير العربية أف أم من مقر العربية في الرياض وعبر منصات العربية مباشر على يوتيوب واكس تويتر سابقاً حيث الآن وقت السياسة.

ضيفي وضيفكم في هذه الحلقة من لبنان، وهو غني عن التعريف دولة  الرئيس فؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان الأسبق. فأهلاً وسهلاً بكم، وأهلاً وسهلاً بضيفنا دولة الرئيس مساء الخير.

ج: مساء النور لك ولجميع المستمعين.

س: يا أهلاً وسهلاً دولة الرئيس الله يحفظكم. معك لا يمكن أن يُضيَّعَ الوقت. يجب أن نستغل كل ثانية. دعني أبدأ بسؤال مفتوح دولة الرئيس فؤاد السنيورة، ما الذي يحدث في لبنان؟

ج: الذي يحدث كثير وبذات الوقت خطير. لكن يجب ان ندرك أنه، وبقدر خطورته، فإنّ هناك فرصاً كثيرة تلوح، والتي يجب ان يصار الى اغتنامها للخروج من المآزق المنهالة على لبنان.

دعني بداية أن أوضح للمستمعين انّه، وللمرة الثانية بعد العام 2006، أقدم حزب الله على زجّ وتوريط لبنان في حرب مع إسرائيل تحت ذريعة الإسناد والمشاغلة، وذلك من دون علم الدولة اللبنانية على النسق الذي جرى في العام 2006. الكل يعلم انه في العام 2006 صدر القرار 1701 والذي كان يفترض بحزب الله أن يحترمه ويطبقه، وإسرائيل أن تحترمه. المؤسف أنّ لا حزب الله طبقه، ولا إسرائيل طبقته، وكل منهما كان يحتج بالآخر في أنه لم يطبقه. هذا علماً أنّ لبنان كان هو المستفيد الحقيقي من تطبيق هذا القرار، وذلك للحؤول دون مزيد من التدهور في أوضاعه، ومزيد من التدمير، والمزيد من خسارة الأرواح. طبيعي الذي جرى أنه في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر، أطلق السيد حسن نصر الله رحمه الله عملية الإسناد والمشاغلة، وبالتالي جرى القيام بهذا العمل دون التبصر بمآلاته. تجدر الإشارة إلى أنّه خلال هذه السنوات منذ العام 2006 عند صدور القرار 1701 وحتى العام 2023 انشغل حزب الله بمراكمة عدد الصواريخ التي جمعها. بينما، وفي المقابل، قامت إسرائيل من جهتها بتعزيز قواتها الجوية والنارية والاستخباراتية والتكنولوجية بحيث أن البوْنَ الشاسع الذي كان بين قدرات حزب الله وقدرات إسرائيل ازداد بشكلٍ كبير جداً. وهذا ما لاحظناه من خلال نتائج هذه المعارك العسكرية التي دارت بين إسرائيل والحزب، ولاسيما تلك التي حصلت ابتداءً من أيلول/ سبتمبر في العام 2024، ولاسيما بعملية التفجير عن بعد لأجهزة النداء "البيجر"، وكذلك تفجير أجهزة اللاسلكي، وأيضاً في استهداف العديد من قادة حزب الله، بحيث اضطر حزب الله بعد ذلك الى ان يقبل باتفاق اذعان في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 2024.

كما كان حرياً بالحزب أن يستفيد من تطبيق القرار 1701، وأن لا يعرض نفسه ولبنان إلى كل هذه المخاطر، ولكان وفّر عليه وعلى لبنان هذا القدر الكثير من القتل والتدمير، وأيضاً ضياع للفرص.

الذي جرى بعد ذلك، أنّه جرى انتخاب رئيس الجمهورية جوزاف عون، وتألفت حكومة القاضي نواف سلام، وكان من نتيجة ذلك أن تألفت هذه الحكومة على اساس تطبيق حصرية السلاح، استناداً الى ما ورد في بنود اتفاق الطائف، وعلى أساس الالتزام بالقرار 1701، وأيضاً الالتزام بالقرار الدولي 1559 الذي صدر عن مجلس الامن أيضاً.

الحقيقة انّ هذه الحكومة اتخذت قراراً في الخامس من شهر آب/ أغسطس 2025، وعزّزته بقرار آخر أيضاً اتخذته في الخامس من أيلول/ سبتمبر 2025، وحيث كلّفت فيه الجيش اللبناني من أجل تطبيق هذا القرار، وإبلاغ الحكومة بتقرير شهري عما أنجزه الجيش في هذا الصدد.

لقد كان يفترض بحزب الله أن ينسجم مع هذا الموقف الكبير الذي اتخذته الحكومة اللبنانية والذي حظي بموافقة قطاع عريض من اللبنانيين، وأيضاً بتأييد عربي ودولي كبير، وهو مما كان سيوفر على لبنان المزيد من المخاطر والكوارث. للأسف، فإنّ حزب الله لم يقم بذلك، وموقفه كان فعلياً ناتج عن حالة من الانكار الكبير لدى قطاعات واسعة من حزب الله، وأيضاً مواقف مكابرة بعيدة عن الواقع. والحزب بالتالي لم يأخذ بعين الاعتبار ما جرى من تطورات وتحولات أساسية وكبيرة حصلت في المنطقة، ومن ذلك ما جرى بنتيجة الصدام العسكري الذي جرى ما بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وإيران من جهة ثانية، وما جرى أيضاً في سوريا، حيث جرى قطع خط الاتصال الأساسي أو الاوتوستراد الكبير الذي كان يربط طهران ببيروت. هذه كلها هي بالفعل متغيرات وتحولات أساسية لم يرد حزب الله حتى الآن أن يأخذها بعين الاعتبار، وأن يتصرف على هديها.

نحن نعلم أنّ إيران بنت نفوذها في لبنان على مدى فترة طويلة من الزمن، واستطاعت ان تفرض سلطتها في لبنان من خلال الوسائل العديدة المتاحة لها. وهي في ذلك كانت تعتمد نظرية ولاية الفقيه العابرة للحدود السياسية، واستناداً الى النفوذ الذي عزّزته عبر أذرعها، والتي امتدّت إلى عدد من الدول العربية، حتى أن المسؤولين الإيرانيين كانوا يقولون اننا نسيطر على أربع عواصم عربية: بغداد، ودمشق، وبيروت، وصنعاء. وبالتالي، فقد استطاعت إيران أن يكون لديها القدرة على التعطيل لأي قرارات حكومية في لبنان، استناداً الى نظرية التوافقية السياسية، وهي النظرية التي تخالف قواعد الديمقراطية اللبنانية، وأيضاً تؤدي الى أن تتحكم الأقلية بالأكثرية.

الآن المشهد قد بات واضحاً في لبنان بشأن الأوضاع المستجدة وما تصر إيران على الاستمرار في القيام به في لبنان على الرغم من كل هذه التحولات والمتغيرات. ومن ذلك، يتبيّن أنّ إيران وخلال الزيارة ما قبل الأخيرة للسيد علي لاريجاني، وهو الذي وجّه كلاماً واضحاً بـ"دبلوماسية"، ولكنه بقالب التهديد بأننا "ننصحكم بان لا تفرطوا بسلاح حزب الله". وهذا الموقف جرى التأكيد عليه أيضاً خلال الزيارة الأخيرة للسيد لاريجاني، وهو أيضاً الموقف ذاته كما عبَّر عنه عدد من المسؤولين الإيرانيين، وذلك بأنّ حزب الله باق ومتمسك بسلاحه. هذا الامر لاتزال تصر عليه إيران بعد القرار الذي اتخذ في مجلس الامن منذ ايام قليلة بإعادة تطبيق العقوبات عليها "سناب باك". وبالتالي، فإنّ إيران لاتزال تعمل جاهدة الآن من اجل ان تحافظ على نفوذها في لبنان كساحة لخوض معاركها مع الولايات المتحدة وايضا كصندوق بريد يمكن ان ترسل من خلاله رسائل دموية ان اقتضى الأمر. هذا هو الامر الذي يجرى حالياً.

عملياً، الحقيقة كما هي الآن، انّ هناك قرار اتخذ من قبل الدولة اللبنانية، ويجب على الحكومة اللبنانية التمسُّك به.

الحقيقة أيضاً، انه لا يجوز ان يترك لبنان وحيدا ليكون بين المطرقة الإسرائيلية وبين السندان الايراني دون مساعدة حقيقية في عملية تطبيق القرار الدولي 1701. ولكن هناك برأيي ضرورة لتوفير عوامل مساعدة من أجل أن يصار الى تسهيل عملية التطبيق وبضرورة أن يصار الى ان تقوم إسرائيل بمبادرات تبين انها تسير على مسارات الطريق المؤدي الى تحقيق تطبيق القرار 701 وبالتالي لاستعادة تطبيق وقف الاعمال العدوانية.

س: ممتاز دولة الرئيس الان يعني انت حضرتك اديتني فرصة او ارضية او تمهيد لهذه القصة لكن دولة الرئيس فؤاد السنيورة كما تعلم الشيطان يكمن في التفاصيل. خليني اوقف عند نقطتين حضرتك تفضلت فيها وبعدين انا حافتح قضية اخرى في هذه التفاصيل بعدين ثم سنعود لإسرائيل خصوصا وان الاخبار تتوالى الان عن ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قام باتصال هاتفي بالاعتذار لأمير قطر. الولايات المتحدة الأمريكية تتحدث عن صفقة او تتحدث عن عملية سلام في غزه يبدو نحن أمام ملامح شيء اخر سأسمع منك. ولكن خليني ابدا بالتفاصيل. حضرتك تحدثت عندما سألتك ما الذي يحدث في لبنان قلت لي كلاماً كثيرو خطير، وهناك فرص شرحت بعضها ولكن انت تتحدث دولة الرئيس عن مكابرة من قطاعات في حزب الله ثم تتحدث عن رسالة علي لاريجاني. مصادري من داخل لبنان تقول بأن حزب الله الآن قد بات منقسماً إلى أكثر من جناح. هناك التيار الايراني الصرف، وهناك التيار الذي يحاول ان يكون قريباً من إيران، وهناك التيار الذي يريد أن يبتعد عن إيران. هل ما تحدثت به هذا هو المقصود منه ام اني انا أقول امراً لا علاقه له به؟

ج: ما تقوله دقيق لان هناك وجهات نظر مختلفة داخل الحزب. بدايةً، لم تعد موجودة هناك القيادة التاريخية لحزب الله الذي كان خلال قيادة حسن نصر الله الذي كان يستطيع وبقدرته على إدارة الجماهير أن يبسط سلطته ونفوذه عليها. غيابه خلق فراغاً كبيراً. هناك الآن من يحاول ان يجيش الطائفة الشيعية، ويدفع باتجاه أن جعل مبدأ حصرية السلاح، وكأنه يستهدف الطائفة الشيعية في لبنان. لذا، يبدو أن المقصود الآن على تجييش الطائفة الشيعية لتكون ضد تطبيق حصرية السلاح.

لذلك، وبشأن هذا الامر، اعتقد انّه يجب اعتماد طريقة جديدة لمعالجة هذه المسألة ومنع تفاقمها. برأيي انه يجب ان تتم عبر اعتماد أربع امور محددة واحد بحرف الواو وثلاثة بحرف الحاء. بحرف الواو أعني بذلك التأكيد على وحدة الحكم في لبنان. فلبنان أكثر ما يكون قوة عندما يكون موحدا بين جميع ابنائه وعندما تكون السلطة التنفيذية الممثلة برئيس الجمهورية وبرئيس الحكومة موحدة ومتماسكة. هذه هي وحدة الحكم، والتي تجب المحافظة عليها وتعزيزها.

الأمر الثاني، ان هذا القرار القاضي بحصرية السلاح يجب ان يطبق بحزم، أي التمسّك بمبدأ عدم التنازل ولو شعرة واحدة عن موضوع التقدم على مسار تنفيذ حصرية السلاح. أي أن يكون هناك حزما واصرارا ومثابرة على تحقيق ذلك من قبل الحكومة اللبنانية، ومن قبل جميع المسؤولين.

الحاء الثانية، هي الحكمة بالتطبيق، لأنّ هناك العديد من الملابسات التي تكتنف عملية التنفيذ، ولاسيما ما يتعلق بمن يلجأون إلى إثارة النعرات الطائفية. ولذلك، فإنه يقتضي من الحكومة أن تمد يدها إلى بيئة حزب الله، ولكن ليس عن طريق إجراء جولات حوار جديدة. لقد انتهينا من الحوار، وفعلياً، كانت تجربتنا في الحوار غير مفيدة، لأنَّ كل جلسات الحوار التي تمت، والتي تمَّ التوصل خلالها إلى اتفاقات معينة، للأسف، جرى النكول بها بعد ذلك.

أنا ما أعنيه هنا ليس حواراً، لكن من خلال التواصل مع الجمهور الشيعي وبيئة حزب الله، أي مد اليد إلى هذه البيئة والعمل على الاحتضان، وعلى متابعة التواصل والتعاون، وفي ذلك محاولة للوقوف على هواجس الناس وان يصار الى إقناعهم لما فيه مصلحتهم الحقيقية. هؤلاء هم لبنانيون، وبالتالي هم عرباً. صحيح انه يجري التأثير عليهم سلباً من قبل إيران عبر كل الوسائل، ولما يؤدي إلى المزيد من التهييج الطائفي والعصبي والتعصب. لذلك، فإنّ مدّ اليد والاحتضان أمران جديران بالاعتماد، وأيضاً الوقوف على هواجسهم، ولاسيما انهم يريدون ان يعودوا الى قراهم وبلداتهم، ويريدون ان يصار الى اعادة الاعمار، ويريدون ان يتأكدوا ان الجيش اللبناني سوف يصار الى مساعدته حتى يصبح قادرا على حمايتهم عندما يسلموا السلاح.

طبيعي هناك من يبث كثيرا من التشنج في العقول، وبأنّ الجيش اللبناني ليس قادراً على حمايتهم. وانه، وفي المقابل، فإنّ حزب الله هو الوحيد القادر على حمايتهم، وأنّ سلاح حزب الله هو القادر على ذلك. تجدر الإشارة هنا إلى أننا جميعاً نعرف ان هذا السلاح الذي بيد حزب الله لم يردع اسرائيل ولم يحم لبنان، كما انه بات غير قادر على حماية عناصر حزب الله الان. لذلك، وبالتالي فإنّ هذا الامر وهذا الموضوع يتطلّب الحكمة في طريقة عرضه والحديث عنه، وكذلك يتطلب كل الجهد اللازم لممارسة الاحتضان لبيئة حزب الله، وعلى أساس عودة الجميع إلى الدولة بشروط الدولة.

الحاء الثالثة، هي في الحنكة. وهذا الامر يتطلّب بادئ ذي بدء الابتعاد عن الوقوع في المطبات والافخاخ التي لاتزال تنصب للحكومة، ولكن بنفس الوقت اعتماد الطريقة وحسب ما يبينه القول العربي الذي يقول: "ما لا يُدْركْ كلُّه لا يترك جُلُّه". أي ان هذا الامر يجب ان يصار إلى التقدم على مساراته، أي الاقتناع أن تحقيق الكسب في هذا المجال يتمّ بالنقاط، وليس بالضربة الواحدة. أي اعتماد سياسة القضم والهضم حتى يصار الى ان تحقق الدولة تقدماً عبر أجهزتها العسكرية والأمنية، وفي كل مكان هي قادرة عليه، وأيضاً عبر كل الوسائل الاحتضانية بطريقة التقدم خطوة خطوة بإنجاز ما هو ممكن ومتابعة التنفيذ تدريجياً على طريق بسط سلطة الدولة اللبنانية الكاملة على كامل اراضيها وعلى مرافقها.

س: دولة الرئيس، اعطيتني واو وثلاث حاءات سجلتها. الان دعنا نغوص في التفاصيل، واستند هنا الى سعة بالك التي انا اعرفها، وأرجو أن تتقبل صراحتي التي أنت تعرفها. دولة الرئيس، أنت أوجزتها بشكل رائع ومذهل وحدة الحكم في لبنان. سوف أسألك الآن سؤالاً من شقين: رؤساء وزراء لبنان السابقون جميعاً، هل هم على قلب واحد خلف نواف سلام مع حفظ الالقاب دولة نواف سلام هذا السؤال الجزء الأول؟

ج: أنا أودّ أن أقول لك هنا أمراً أساسياً، انّ هناك حاجة ماسة للوقوف مع نواف سلام وضرورة دعمه، وتمكينه من أن يستمر صادقاً في موقفه. هذا بالرغم من كل العواصف العاتية التي تعترضه. أما بشأن رؤساء الحكومة السابقين، فأريد أن أقول لك أنني في الحقيقة، كنت قبل ساعة في اجتماع كنا ثلاثتنا الرئيس نجيب ميقاتي والرئيس تمام سلام وانا، وكان الحديث يتركّز حول الوسائل التي يمكن ان نعبر بها عن تأييدنا للرئيس نواف سلام. هذا مع العلم أنني في مساء يوم الجمعة الماضي، اجتمعت مطوّلاً مع الرئيس نواف سلام، وحيث جرى البحث في هذه المسألة، وفي القرار الذي أخذه الرئيس نواف سلام، والذي هو قرار صحيح. ولكن هذا القرار كان ينبغي ان يصار الى تحصينه وتهيئة الأجواء اللازمة والحرص على تأمين مقتضيات تنفيذه. اتخاذ هذا القرار هو من صلاحيات رئيس الحكومة، وكان من الممكن أن لا يأخذ هو هذا القرار أو كان ربما من الأفضل أن يأخذه محافظ بيروت لجهة منع التظاهر وإضاءة صخرة الروشة بصور أميني عام حزب الله السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين. وعندما أخذ الرئيس نواف سلام هذا القرار كان عليه تأمين مقتضيات تنفيذه وتحققه، ولاسيما في هذه الأجواء الصاخبة والمعبأة، وبالتالي في هذا الجو التي بدا فيها أن آراء أهل الحكم لم تكن متطابقة لدى الجميع. ولذا كان يفترض برأيي ان الرئيس نواف سلام كان عليه أن يطلع مجلس الوزراء عليه ويأخذ موافقته، ويتفق مع رئيس الجمهورية على هذه الأسس.

الأمر الذي حصل، أنه لم يتم تأمين هذه المقتضيات. صحيح أن الرئيس نواف سلام عندما قام باتخاذ هذا القرار كان منسجماً مع القرار الاساسي الذي اتخذه مجلس الوزراء في الخامس من آب، ومن ثم في الخامس من ايلول الماضي. ولكن، في المحصلة، لم يتم تأمين مقتضيات التنفيذ بشكلٍ كامل.

على أي حال، نحن الآن امام واقع وبالتالي كيف يمكن لنا أن نخرج من هذا الواقع الصعب الذي فعلياً بحاجة الى جهد كبير لاستعادة وحدة الحكم واستعادة هيبة الدولة.

س: انت الان اكدت لي جواباً على الشق الأول من سؤالي أنّ رؤساء وزراء لبنان يقفون مع دولة الرئيس نواف سلام. كما أنك تحدثت عن الآلية التي كان يمكن ان تتم بطريقة أخرى، وهو ما يتعلّق بالشق الثاني من سؤالي. هل العلاقة بين رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الوزراء السيد نواف سلام هي على ما يرام ام كما بدا للمراقبين ان هناك خلل؟

ج: انا باعتقادي هذه العلاقة بحاجة إلى صيانة وتعزيز بشكلٍ مستمر، يعني مثل ما بيعمل الواحد ببيته. إذا ما نفّض الغبرة ورتّب أمور البيت، فإنه لا يستطيع أن يعيش فيه. هذه العلاقة بدها صيانة يومية من اجل ان يتقدم الجميع ويكونوا على قلب رجل واحد. إذا لم يتوفر لنا قلب رجل واحد ما بنقدر نمشي ولا بنقدر أن نحقق أي أمر بناء. وبالتالي فعلياً، أنا أقول وبصراحة انّ الذي صار، وبكل وضوح وصراحة، هو فعلياً نكسة للحكومة ولنواف سلام ونكسة أيضاً لنبيه بري، حيث تبين لي بعد اجتماعي بالرئيس نواف سلام، والذي قال لي انه اتصل بالرئيس بري من اليوم الأول، وانهما تشاورا سوية في هذا الأمر، واتفقا على هذا الاسلوب في المعالجة، وبالتالي ان لا يتعدّى تنفيذ هذه المناسبة عملاً محدوداً ومحدّداً. وبالتالي ان يتم التأكد بحيث لا يصير أي قطع طرقات، ولا حتى في إضاءة صخرة الروشة بصورة السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين وغيرهم، والذي حصل كان خلاف ذلك. الذي جرى بالفعل هو نكسة لنبيه بري، وهو أيضاً نكسة كبيرة لرئيس الجمهورية، لأن الرئيس عون هو فعلياً من يمثل رمز وحدة لبنان، بكونه رئيس الدولة ورمز وحدة لبنان. فبالتالي الذي جرى أنّ الكل تأثر سلباً. ولبنان هو الخاسر الاكبر ليس فقط في الداخل اللبناني. ولكن هذا الأمر شكّل أيضاً نكسة لسمعة لبنان في الخارج، حيث أن هناك من سيقول لنا: أنكم تريدون تنفيذ حصرية السلاح، يعني انه أنتم بدكم تعملوا هالشيء. طيب إذا على الصغيرة ما قدرتوا كيف يمكن أن تقدروا على الكبيرة. واضح أنّ هذا الامر شكّل نكسة كبيرة للجميع. لذا أعتقد أنّ هذا الامر بات يتطلب جهداً كبيراً لرأب هذا الصدع.

س: خليني استوضح انا مستمتع بهذه الشفافية اللي اعرف بها رجل الدولة السيد فؤاد السنيورة هذه نكسة للسيد نواف سلام نكسة للحكومة نكسة للسيد نبيه بري نكسة لرئيس الجمهورية أليست نكسة لقائد الجيش عندما يخرج وفيق صفا ويصف بعض القيادات الأمنية بالأسماء ويشكرها بهذه الطريقة انا احدثك كصحفي عربي بان اشاهد من الخارج فأقول يا الله هذا البلد الذي يريد إعادة الإعمار هذا البلد الذي يريد نزع السلاح؟

ج: صحيح، وهي نكسة للجميع. لكن كمان هون بدنا فعلياً نتنبه لشغلة أستاذ طارق، ان وفيق صفا يعتمد أسلوب التقية، وأسلوب نقل المعارك الى ارض الخصوم. أنا أعتقد ما قام به السيد صفا هو محاولة لشق الصف اللبناني ما بين الحكومة اللبنانية التي هي صاحبة القرار والجيش والقوى الأمنية التي عليها أن تتصرف بناء لتعليمات السلطة السياسية المتمثلة بمجلس الوزراء، وأن تنفذ قرارات مجلس الوزراء. فهو، أي وفيق صفا، عندما قام بذلك لم يقم بذلك عفوا ولم يقم بذلك ببراءة، بل هو عن خبثٍ حقيقي ومحاولةٍ لرمي الشكوك بين الجيش من جهة والقوى الأمنية وايضا ما بين الحكومة وايضا الأشخاص المعنيين في هذه الأجهزة. لذلك يجب ان نحذر من هذا الموضوع.

على أي حال، بالنهاية يجب ان تكون الاوامر واضحة صريحة من مجلس الوزراء إلى قيادة الجيش والقوات الأمنية. هذا علماً أنني اعتقد انّ هذا الامر لم يكن يحتاج إلى أكثر من توجيهات واضحة من قبل الجيش والقوى الأمنية للجهات المعنية في حزب الله، واستناداً إلى الموقف الثابت للحكومة اللبنانية.

هنا دعني أقول لك شيئاً. أنا بالحياة أستاذ طارق، أؤمن بأنّ التهويل بالعصاية أهم من استعمالها. وبالتالي كان بالإمكان ان يصدر الجيش والقوى الأمنية تعليمات واضحة من الجيش اللبناني ومن قوى الامن تكون واضحة للجميع بأن هذا الامر ممنوع. وخليني أعطيك مثال على ذلك انه كانت هناك محاولة من اجل تسيير مظاهرات جوالة عبر الدراجات النارية لعناصر من حزب الله لكي تخرج من الضاحية الجنوبية لبيروت، وتجول في بيروت بما قد ينشأ عنه من احتكاكات نحن بغنى عنها. يومها اتخذ الجيش موقفاً بإغلاق المعابر من الضاحية الجنوبية لبيروت إلى باقي أنحاء بيروت. وبالتالي، فإنّ الذي حصل انهم ما قدروا أن يخرجوا من الضاحية ولا عملوا كل هذه المظاهر الاستفزازية التي جرت.

يعني انا عم بقول انه كان بالإمكان إذا كان هناك وحدة في الحكم بشكل حقيقي، وبالتالي كان بالإمكان ان يكون هناك موقفاً واضحاً في هذا الشأن. وبالتالي كان بينعمل في ما خصّ تنفيذ هذه المشهدية في بيروت أن يقوم الجيش اللبناني، وضمن مسافة كبيرة في المنطقة التي فيها صخرة الروشة بما يحول دون وصول هذه المجموعات الكبيرة من المتظاهرين إلى موقع الروشة ويقطعوا الطرقات. وكذلك كان بالإمكان إرسال زورق عسكري يكون موجوداً ليحول دون كل هذه المظاهر البحرية. أريد أن أقول، أنّه كان بالإمكان الحؤول دون أن يحصل ما جرى. الآن نحن اليوم هنا، وعلينا أن نتعاون جميعاً من أجل معالجة ذيول هذه الحادثة.

س: بس انت دولة الرئيس كأنك قلت إذا كان في وحدة الحكم لذلك دولتك تحدثت عن تطبيق بحزم وتحدثت عن حكمة وحنكة خليني ارجع للتطبيق بحزم. هل هو التطبيق بحزم فقط لهذه النوعية من المظاهرات مثل هذه الامور ام تطبيق بحزم للقضية الاكبر وهي السلاح؟

ج: نعم، يعني اعتماد الحزم بشكلٍ واسع لجهة التمسّك بقرارات مجلس الوزراء القاضية بتطبيق حصرية السلاح بيد الأجهزة الشرعية المعنية في الدولة اللبنانية، والتقدم على مسارات التطبيق في هذا الشأن، بحيث تعمّ كامل الأراضي اللبنانية.

بالمناسبة، الآن قائد الجيش مفروض عليه ان يقدّم تقريراً لمجلس الوزراء خلال الايام القليلة القادمة، بكونه قد طُلِبَ منه أن يقدم تقريراً عن ما يتحقق في هذا الصدد كل شهر. وها قد مضى قرابة الشهر منذ الخامس من آب حتى الآن. ما أقوله هنا، انّ تحقيق هذا الهدف السامي لاستعادة سلطة الدولة وهيبتها في لبنان، يجب أن يتم بشكلٍ تدريجي، والكسب هنا يتم بالنقاط، أي بالتقدم التدريجي وكل يوم يمر بإمكان الدولة أن تصبح أقوى. وكل يوم تصبح أقوى من خلال إنجاز معين تحققه. فبالتالي، فإنّ هذا الأمر المطلوب الآن أن يصار إلى الامتناع عن النفخ لتأجيج العلاقات بين السلطات، وبالتالي الحرص على عدم محاولة حرف الانتباه لدى اللبنانيين عن الهدف الأساس الذي يجب أن يكون في تسليط الضوء والاهتمام متركزان على هدف استعادة الدولة لسلطتها الكاملة على أراضيها، لأنه كما تعلم الله سبحانه وتعالى يقول: "ولو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا". وكذلك مثل ما يقول المثل بالعربي الدارج بلبنان: "رئيسين بالمركب بيغرقوه". والدولة نفس الشيء ما بجوز ان يكون هناك ازدواجية في السلطة ولا يمكن للبنان ان يستعيد عافيته الوطنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية في ظل استمرار ازدواجية السلطة. يعني يكفينا كل الأمثلة وكل المعاناة اللي مررنا فيها على مدى السنوات الماضية، والتي كلّها تشير وتؤكد على ان ليس هناك من طريق الا طريقاً واحداً، وهو العودة الى الدستور والعودة الى اتفاق الطائف والعودة الى وحدانية السلطة، والعودة إلى كنف الدولة وبشروط الدولة.

س: تحدثت انه ما حدث يعتبر نكسة لدولة الرئيس نواف سلام وللحكومة وللسيد نبيه بري ولرئيس الجمهورية. أفهم السيد نواف شرحتها بشكل وافي افهم رئيس الجمهورية بتعهداته الدولية بدوره في الداخل اللبناني في هذا التوقيت لماذا نكسة السيد نبيه بري؟

ج: لأن الرئيس نبيه بري بلَّغ الرئيس نواف سلام بانه متفق واياه على الاسلوب الذي كان يفترض ان يحترم. وهو لذلك قد سرَّب معلومات بعد ذلك بانه لم يستطع ان يحقق هذا الامر، وأن الحزب تملص من التزامه بهذا الأمر. هذا مع العلم انه نبيه بري الذي هو صحيح انه رئيس حركة أمل، ولكنه أيضاً هو رئيس السلطة التشريعية وجزء من الدولة اللبنانية. والذي أصاب الدولة اللبنانية قد أصاب نبيه بري شخصياً. ولا يستطيع الرئيس بري أن يقول انه هو ما تأثر سلباً. كل البلد تأثر سلباً يعني مثل ما بحدثنا الرسول انه إذا أصاب عضو من الاعضاء مرض فإنه تتأثر به باقي الأعضاء بالسهر والحمى. فبالتالي لا أحد يستطيع أن يقول أنّه ما تأثر. البلد كلّه تأثر سلباً، وأهم من تأثر سلباً أيضاً بذلك هم بيئة حزب الله بحكم مآلات هذه الأمور، لأن هذا الذي حصل سيطرح أسئلة عند الناس انه كيف لنا أن نساعدكم وأنتم لا تساعدون أنفسكم؟

س: صحيح طيب انت تحدثت عن وفيق صفا وسميتها التقية وعندما يخرج نعيم قاسم ويدعو الى حوار جديد مع المملكة العربية السعودية بشروط محددة هل هو يحاول أن يذكّر جماعته بذلك، أو يذكّر من في لبنان بأنّ الحزب لازال يتفرّد بقراراته، ويستطيع ان يقرر بعيدا عن مظلة الدولة اللبنانية؟

ج: هو يُذكّر جماعته ويذكر باقي اللبنانيين بان الحزب لايزال لديه النفوذ والسلطة في لبنان. كذلك هو يعني أتركوا هذا الامر حتى ينجز الحوار مع السعودية. ولكن الحقيقة أنه، قبل أن يمد يده ويقول أنا أريد التحاور مع السعودية، فليمد يده لأبناء وطنه، وبالتالي أن يعمل من اجل أن يتوصل إلى أن يتوافق معهم. هو يعرف تمام المعرفة انّ حزب الله لديه مؤيدين، وبتعرف انه في هناك مش اقل ما بين 80,000 أو حتى مائة ألف من الذين هم على سجل متلقي الرواتب "on the payroll" لدى حزب الله ليس فقط العسكر، حيث أنّ لدى الحزب مؤسسات عديدة، وهول كلهم لهم وعائلاتهم يعني على الاقل يعني من البيئة التي تلوذ بالحزب هناك أكثر من 500000 شخص متكلين بشكلٍ أو بآخر في معيشتهم على حزب الله ومؤسساته الاجتماعية والثقافية والتعليمية والصحية، وأيضاً التجارية، هذه كلها موجودة. هذا يعني بالتالي انا أعتقد انه هذا الكلام عن الحوار مع السعودية هو "ذر الرماد في العيون". كذلك أريد أن أوضح أمراً، انّه ما بصير حوار بين حزب ودولة، بيصير الحوار بين الدول، بين لبنان والمملكة العربية السعودية والسعودية وإيران مش السعودية حتيجي تتحاور مع حزب الله.

س: صحيح طيب هذا الامر وبما تفضلت به بالأرقام اللي على الـpayroll بالنسبة لحزب الله في لبنان يأتي في هذا التوقيت الذي أعيدت فيه العقوبات الأممية على إيران في اول الحلقة انت كنت تقول وتتحدث دولة الرئيس فؤاد السنيورة انه لابد من خلاص لبنان من هذا الضغط الذي تمارسه عليه إيران. هل تعتقد أنّ عودة العقوبات على إيران ستزيد الضغط على الداخل اللبناني؟

ج: بدون أدنى شك، انّ إيران الآن ستكون ردّة فعلها في ممارسة مزيد من الضغوط على لبنان. علماً أنّ لدى إيران اقنية عديدة للتواصل مع الولايات المتحدة الأميركية، وليس هذه القناة فقط. فهي عندها قنوات أخرى أيضاً ستتواصل فيها مع الولايات المتحدة وغيرها. فبالتالي الان في غياب نتائج هذه الأقنية التي لديها مع الولايات المتحدة سوف تستمر إيران في الضغط على لبنان عبر أذرعتها في لبنان. وهي ستعمد إلى تأجيج الساحة اللبنانية من اجل ان يصار الى اشعار الجميع بانه ما فيكم تعملوا شيء في لبنان. إذا ما حكيتوا معنا نحن الإيرانيين. بهذا يعني أنَّ هذه هي الرسالة الحقيقية التي يريدونها من هذه الضغوط، انه إذا بدكم تحلوا هالمشكلة بلبنان بدكم تحكوا معنا بدكم تحلوا مشكلة الاذرعه الموجودة في لبنان بدكم تحكوا معنا نحن في إيران بكوننا أصحاب القرار. من هذه الناحية، فإن هذا يعني ضرورة أن يبادر الأشقاء والأصدقاء على مساعدة لبنان من أجل أن يتخطّى هذه المشكلات. يعني طبيعي، وفي الوقت ذاته، أنا بقول على قدر اهل العزم تأتي العزائم بما معناه أيضاً أنّه يعني انّ على الدولة اللبنانية أن تبادر على أن تأخذ مواقف واضحة استناداً الى وحدة الحكم إلى تنفيذ ما أمكن على صعيد حصرية السلاح، واستعادة هيبة الدولة. أعود وأكرّر نعم أيضاً في مد اليد إلى بيئة حزب الله، ولكن اليد المنطلقة على اساس الحزم في اعتماد حصرية السلاح.

س: طيب ارجع لحصرية السلاح لمن تقول وانت تتحدث عن الدستور واتفاق الطائف هنا السؤال المباشر هل سيطبق الطائف بكل بنوده ام فقط ما يتعلق بحصرية السلاح اشرح لي؟

ج: أنا اعتقد بقول يقوله رجال الدين، والذي يقول: "من ترك أمراً من أمور الشرع احوجه الله اليه". وأنا اعتقد أيضاً أنّ من ترك امرا من امور الدستور احوجه الله اليه أيضاً. هذا يعني أنّ الدستور ليس مثل أمر الـ"menu a la carte". يعني بتروح بتنقي اللي بدك اياه وبتترك اللي ما بدك إياه، فـ"الدستور يؤخذ كلّه ولا يؤخذ ببعضه". وبالتالي، فإنّ هذا الامر، أي أمر الدستور، يعني أنه علينا الآن أن نطبقه بكامله. لقد مرّ على توقيع اتفاق الطائف 36 عاماً، وهو قد صدر في العام 1989. المشكلة في هذا الدستور وفي اتفاق الطائف، وهنا تكمن المشكلة، في أننا لم نطبق هذا الدستور وهذا الاتفاق من كل جوانبه، ولا طبقنا ما طبقناه منهما بشكلٍ صحيح. الآن نحن جايين على استحقاق اللي هو إجراء الانتخابات النيابية. والحقيقة أنه قد جرت انتخابات عديدة سابقة اضطر لبنان أن يعمل تسويات عديدة غير منسجمة مع ما جاء في اتفاق الطائف في تلك الانتخابات الماضية. كان هناك تسوية وراء تسوية الى ان كانت التسوية الفظيعة والجريمة الكبرى التي ارتكبت في العام 2017، بأنّه جرى اعتماد هذا القانون النسبي، والذي كان من نتيجته تقديم هدايا مجانية لحزب الله ولمناصري حزب الله ومن يدورون بفلكه. وذلك مما مكّنهم من أن يعزّزوا من قبضتهم على الدولة اللبنانية وعلى الناخب اللبناني. هذا الامر عانينا منه الكثير، وبالتالي هو مخالف بشكلٍ كامل لأحكام للدستور اللبناني ولاتفاق الطائف، والذي أدّى تطبيقه الى زيادة حدة التشنج الطائفي والمذهبي في لبنان.

س: طيب سوف أسألك سؤالاً آخر عن قصه لبنان ثم نخرج منه الى الحديث عن المنطقة، لأنه يهمني ان اسمع رأيك في القضايا الدولية الإقليمية، لأنه لا بد لنا أن نصل في حديثنا الى غزه. ولكن مروراً من سوريا. لكن خليني اسالك بشأن اتفاق وقف إطلاق النار بين اسرائيل ولبنان صحح لي دولة الرئيس فؤاد السنيورة اذا انا مخطئ. هل هو اتفاق هش لأنه لا شيء يلزم اسرائيل باي اتفاق تنجزه في المنطقة مع اي طرف اخر حتى لو اعتذرت اسرائيل قبل قليل الى قطر او الى امير قطر هل تخشى ما يحدث في الداخل اللبناني سوف يؤدي الى انفلات هذه القوة الإسرائيلية ضد لبنان عند توقف الحرب في غزة إذا حدثت؟

ج: الحقيقة المريرة، أنّ ما يقوم به الخصوم إذا استعملنا العبارة الدقيقة الخصوم في السياسة اي حزب الله ما يقوم به في لبنان، وكأنّه عملياً يصب في مصلحة اسرائيل في انه يعطيها الذرائع من اجل ان تقوم بالاستمرار في انتهاكاتها واعتداءاتها على لبنان. بدون شك، انه هذا الامر بالنهاية فيك تستخلص منه كل هذه النتائج التي ذكرتها. صحيح أنّ الحزب بذلك يوحد صفوف الحزب تجاه العدو الإسرائيلي، ولكنه ايضاً يؤدي الى إعطاء إسرائيل تبريرات لاستمرار شن حروبها على لبنان. صحيح ان الحزب ونتيجة لذلك يبرر عناده في التمسّك بالسلاح، وأيضاً انّه وبذلك يخوف الاخرين من مغبات الاستمرار في التصميم على تنفيذ حصرية السلاح. كل هذه الأمور تحصل، والحزب لايزال يرغب من ذلك الاحتفاظ بالسلاح وغير مدرك ما هي مآلات ذلك على لبنان، وبانّ هذا الأمر، وفي محصلة الأمر، ليس من مصلحته، لأنّ الحزب بالنهاية يجب أن يتنبه إلى مثل ما يقول المثل العامي الذي يقول: "ما متنا بس شفنا مين مات"، يعني ما حدا يمكن أن يستمر على هذه الحال لأنّ هناك قاعدة كمان يا استاذ طارق، وهي: "ما حدا بحارب خصمه بسلاح خصمه اقوى منه فيه". فلقد تبين ان هذا السلاح الذي يتمسّك به حزب الله، لم يؤد الغرض الذي يصر الحزب من أجله الاحتفاظ بهذا السلاح في الأساس. صحيح أنّ حزب الله عندما حمل السلاح في العام 1982، كانت إسرائيل وقتها تحتل لبنان، وبالتالي نجح هذا السلاح حتى العام 2000 في إجبار إسرائيل على الانسحاب. لكن، وبعد العام 2000، أصبح الحزب حريصاً على التفتيش عن ذرائع جديدة لتبرير استمراره في الاحتفاظ بسلاحه، ولاسيما بعد ان انسحبت إسرائيل. تفتيش حزب الله عن ذرائع جديدة، هو من أجل الاحتفاظ بالسلاح والاستمرار في حمله من قبل حزب الله.

من أجل ذلك، اخترع الحزب قصة مزارع شبعا. وقصة مزارع شبعا طويلة، والتي هي فعلياً يا إما سورية يا إما لبنانية. لكن أذكر هنا أني في العام 2006، وخلال مرحلة عدوان إسرائيل على لبنان، حرصتُ أن أجد حلاً لمزارع شبعا لإلغاء الذرائع، حيث حاولت ان اعمل شيء تحقق انسحاب إسرائيل من تلك المزارع. ولذلك، كان الاقتراح الاساسي بموضوع ما يسمى ان تصبح مزارع شبعا تحت سلطة اليونيفيل الى ان يُبتّ بشأن سوريتها أم لبنانيتها. صحيح انّ هناك لبنانيين مالكين أراض في منطقه مزارع شبعا، لكن يا استاذ طارق الملكية شيء والسيادة أمر آخر. السيادة لم يجر حسمها بالنسبة لمزارع شبعا.

المسألة تعود إلى فترة الحكم العثماني، وبعد ذلك الانتداب الفرنسي.

عندما كان الانتداب الفرنسي مسيطراً على كل من لبنان وسوريا وبشأن تحديد الحدود بين البلدين، لم يكن هناك من اهتمام كبير بتحقيق هذا التحديد.

في المقابل، كان الأمر مختلفاً عما يتعلق بتحديد حدود لبنان الجنوبية بين لبنان وفلسطين. ولذلك تمّ تحديدها لمعالجة أسباب الخلافات التي كانت سائدة آنذاك بين الانتداب الفرنسي والانتداب البريطاني، حيث كان الانتداب الفرنسي على لبنان والانتداب البريطاني على فلسطين. ولذلك جرى تحديد حدود لبنان بين لبنان وفلسطين وبالتالي المشكلة تقريباً حلّها سهل. هناك عدّة نقاط من السهل معالجتها إذا توفرت النية. اما في ما خصّ مزارع شبعا، فإنَّ المشكلة تكمن في أنَّ حزب الله رأى ان مصلحته في الاستمرار في استعمالها كمسمار جحا للحؤول دون ايجاد حل لهذه المسالة. وبالتالي تبقى الحاجة إلى استمرار حزب الله في التمسك بسلاحه. وبالتالي ظلّ الحزب حريصاً على استمراره في حمله السلاح.

واليوم ما نشهده، أنَّ هناك حالة إنكار متمادية، وهناك مكابرة، وهناك بالتالي عملية شحن مستمرة للعواطف وللأحاسيس وأيضاً للعصبيات. وبالتالي، فإنَّ هذا الامر يقتضي من الجميع العمل إلى كيف يمكن ان نتساعد من اجل التوصل الى الحلول التي يمكن على أساسها استعادة السيادة اللبنانية وتنفيذ حصرية السلاح. إننا في المبدأ مع ما يسمى الموقف الجاد والمحتضن لكافة فئات المجتمع اللبناني، والتقدّم خطوة خطوة، وبالتالي فإني أعتقد أنّ الأمكنة التي تصبح قادرة على أن تبسط سلطتها، فلنتقدم بعمل ذلك ولنتابع المسيرة في السعي إلى بسط سلطة الدولة اللبنانية على الباقي.

س: ممتاز دولتك تحدثت دولة الرئيس فؤاد السنيورة عن النوايا وانت تعرف ان الطريق الى جهنم كما يقال معبد بالنوايا الحسنة وبالنوايا الطيبة أو الحسنة. خليني اسالك هذا تعليقي ولك ان تصححني ولك ان تنورني كعادتك الاحظ بطء في العلاقات السورية اللبنانية علما ان المصلحة مشتركة. الاحظ معوقات لجهة الدخول في تفاصيل انت تعلمها من قبل بما يعقد عملية استعادة هذه العلاقات ألاحظ أيضاً حملات من لبنان باسم الحرية تجاه ما يحدث في سوريا دولة الرئيس فؤاد السنيورة تقبل كلامي، تفند كلامي، أم توافقه تفضل؟

ج: لا واضح ما تقوله، دعني أحكيك عن تجربة العلاقات بين لبنان وسوريا، هما بلدان شقيقان متجاوران لديهما مصالح مشتركة واساسية وهامة، ودعني أعطيك من تجربتي تعلم انني تحملت مسؤولية رئاسة الحكومة بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وحيث كانت هناك قناعة راسخة، في عقولنا حول مسؤوليه النظام السوري عن اغتيال الرئيس الشهيد. بالرغم من ذلك، أنا في الوقت الذي حصلت فيه على الثقة من مجلس النواب الساعة 12 بالليل يوم السبت كنتُ الساعة 10 في صباح يوم الأحد قد أصبحت في دمشق سوريا، وحيث ذهبت للاجتماع بالرئيس الأسد، وكان المقصود من زيارتي التأكيد على أنّ هناك قضية بين البلدين بس ما فينا نجعل من القضية أن تشكِّل حاجزاً أو حائلاً دون مد اليد لسوريا كبلد جار وشقيق، ولأننا نعتقد ان هناك مصلحة كبيرة للبنان ومصلحة كبيرة لسوريا في ان نكون معاً، ولاسيما وأنّ سوريا هي الممر البري الوحيد للبنان الى الداخل العربي.

الآن لبنان يعاني من مشكلة اساسية بوجود أكثر من مليون نازح سوري في لبنان. ولبنان تحمّل عبءً كبيراً حتى الآن. ولذلك لدينا مصلحة ومصلحة في هذا الوقت بالذات الذي تمر فيه سوريا في هذه الفترة الصعبة، وعلينا أن نمدّ اليد لسوريا. وهنا يحضرني أن استشهد ببيت شعر يقول: "ان الكرام إذا ما ايسروا ذكروا من كان يألفهم في المركب الخشن". الحاجة الان لدى سوريا في أن تمد يدها للبنان والحاجة ايضا للبنان في ان يمد يده الى سوريا. فعلياً الاثنين يتكاملان مع بعضهما بعضاً، وذلك مع الحفاظ على استقلال وسيادة كل منهما واحترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لكلي البلدين ما حدا يتدخل بالثاني.

ونحن شهدنا ما تحمله لبنان خلال العقود الماضية من تسلط للنظام الاسدي على لبنان. الآن لدى هذا النظام الجديد أولوية في الانفتاح على لبنان، وكذلك بالنسبة للبنان على سوريا.

على الحكومة اللبنانية ورئيس الحكومة القيام بزيارة سوريا، ورئيس الجمهورية اجتمع بالرئيس الشرع أيضاً وعلى الجميع أن يسارعوا الى مد اليد الى الرئيس الشرع. صار هناك وعود، وكان لازم على المسؤولين السوريين أن يأتوا بزيارات. وهذا التلكؤ من الطرفين ما بعرف شو اللي عم بصير لكن أنا أعتقد انه هيدي أولوية لكلا البلدين، وعلى الجميع أن يسهم في تعبيد الطريق بين البلدين لما فيه مصلحتهما.

س: معلوماتي انه في اشياء شكلية لا ينبغي ان تحدث. دولتك تحدثت عن زيارتك وقتها انا رجل كنت رئيس تحرير واعرفك في ذاك الوقت وكلها هذه اشياء كنا شهود عليها طيب اليوم هذا النظام الشرير زال من سوريا. اليوم لديك رئيس في سوريا يريد ان يفتح يده للجوار وللعالم استقبله في الامم المتحدة انا لا افهم لماذا التلكؤ من ناحية لبنان عندك قضايا المفقودين عندك قضايا المعتقلين ولبنان دائما يكرر بانه عدد اللاجئين مليون وأكثر، ويكلف لبنان طيب هذه دولتهم موجودة وتبغى تستقبلهم لماذا نقف على امور اشكالية من يصل متى ومن يقابل. تمام يعني انا ابغى اسمع رأيك. شوف هذه الحلقة انا اعتبرها واحدة من أجمل الحلقات اللي انا عملتها في حياتي انت ما تتخيل مدى استمتاعي فخذني في المواضيع الدولية بنفس الشفافية تفضل دولة الرئيس؟

ج: أنا أعتقد نفس الشيء، ولديّ القناعة ذاتها بأهمية حلحلة كل المشكلات والقضايا المعقدة بأسرع وقت ممكن. الحقيقة أنّه، ومنذ اليوم الأول لنشوء النظام السوري الجديد الذي، وأحكيك بشأنه بصراحة، وكان ذلك يوم 8 ديسمبر 2024، ولم يكن آنذاك قد جرى انتخاب رئيس جمهورية بلبنان، وكنت انا الحامل للواء نادي رؤساء الحكومة السابقين. وكنا يومها قد تداعينا كرؤساء حكومة سابقين إلى اجتماع وكنا بدنا نجتمع عند سماحة المفتي في دار الفتوى لنطلق بياناً مشتركاً للإهابة بالجميع ان يتضامنوا مع بعضهم بعضا من اجل التعجيل بإخراج لبنان من ازمة طويلة مستحكمة. وكنا غير قادرين على أن ننتخب رئيس الجمهورية ولا قادرين أن نعالج مشكلاتنا، وكنا قد حضرنا مشروع البيان. وإذا صباح يوم الأحد في الثامن كانون الأول/ ديسمبر 2024 حصلت الأحداث في سوريا، وجرى إنهاء النظام الأسدي بعد مرور عقود عديدة على سيطرته هناك. بالتالي اخذنا موقف وكان أول موقف يصدر بدعم النظام السوري الجديد في سوريا. وهو الموقف الذي صدر عن رؤساء الحكومة السابقين بلبنان، أول موقف اتخذ من قبلنا الساعة 11 صباحاً، كنا مجتمعين وأطلقنا هذا البيان. بالتالي انا اعتقد ان هناك مصلحة حقيقية لأن يتضامن البلدان. ويجب أن نحاول كل جهد لإزالة أي عوائق أو أسباب من هنا أو من هناك تحول دون ذلك. هناك مشكلات الأفضل تجزئتها إلى مكوناتها، وبالإمكان عندها حلّ كل جزء على حدة، ونتقدم بالتالي على هذا الأساس. لكن يجب أن نمد اليد بمحبة. نحن عندنا مصلحة في أن يبادر لبنان في أن ينفتح على سوريا. طول عمره لبنان يعتمد على الاقتصاد السوري كما يعتمد الاقتصاد السوري على الاقتصاد اللبناني كل واحد عنده مصلحة أن يعتمد وأن يتكامل على الآخر، والإثنان يتكاملان مع بعضهما بعضا. لذلك انا أعتقد انه يجب أن لا نترك هذا الوضع يستمر هكذا ويجب ان تعطى الأولوية الان من اجل حل المشكلات القائمة ما بين البلدين.

س: ممتاز خليني ما تبقى من وقت اتحدث اليك الى ما يتم الحديث عنه الان من واشنطن عن مبادرات عن حلول لغزة عن توصل الى حدث كبير قد يغير الشرق الاوسط بحسب ما قال الرئيس الامريكي دونالد ترامب. دولة الرئيس فؤاد السنيورة كيف تنظر للموضوع ما الذي تسمعه انا اعرف انه علاقاتك جدا عميقة مع المحيط الدبلوماسي الغربي الموجود وتقريباً أنت دائماً عندك المعلومات حطني في الصورة معك؟

ج: أنا أعتقد انه شهدنا خلال هذه الحرب كيف ان المصالح الشخصية لنتنياهو أملت عليه التصرف كما شهدناها حتى الآن. وبالتالي هو قد نجح استناداً إلى قيام حركة حماس بتنفيذ عملية طوفان الاقصى وبالتالي جرى تكبيرها وتعظيمها. وبالتالي نجح نتنياهو في تجييش المجتمع الإسرائيلي ليعتبر هذه العملية، وكأنها تهديداً لوجود إسرائيل. ذلك ما أدَّى إلى أن يصبح المجتمع الاسرائيلي يجد بهذه العملية وكأن هذه العملية هي المشكلة، وهي التي حصلت في يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وليس لأن هناك مشكلة فلسطينية لم يجر إيجاد الحل الحقيقي لها. المشكلة الفلسطينية عمرها 80 سنة وأكثر. وبالتالي، فقد جرى تجييش المجتمع الصهيوني وبالتالي جرى الاستفادة من عملية طوفان الأقصى من أجل تجييش كل العالم ضد حماس وضد الفلسطينيين، ولهذا تقاطر الرؤساء الغربيون لإعلان تأييدهم لإسرائيل، وحضرت الارمادا الأميركية كلها وصلت إلى إسرائيل بعدين هذا الامر وصل الى منتهاه يعني ما عاد في هناك إمكانية أن تحقق إسرائيل أي أمر إضافي وما عاد هناك من جديد غير المزيد من القتل والتدمير. قتل وتدمير وبالنهاية شهدنا أيضاً كيف حصلت تغييرات وتحولات كبرى بنتيجة أعمال الإبادة التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين، بحيث أن المجتمع الغربي والمجتمع الافريقي والعربي عمدوا إلى القيام بالخطوات المباركة.

الحقيقة يجب أن نذكِّر بها بشأن ما قامت به المملكة العربية السعودية، وأيضاً بالتعاون مع فرنسا، لجهة التوصل إلى إعلان نيويورك، ومن ثمَّ جرى ما جرى بالأمم المتحدة، وكيف رأى العالم بأم عينه من يومين كيف كان يخطب نتنياهو امام صالة فارغة في الأمم المتحدة. وهذا كلّه يعطيك صورة كيف أنّ العالم حصل لديه تغير. وبالتالي يجب ان ننتهز هذه الفرصة من اجل فعليا ان نذهب في الاتجاه الصحيح، وإلى النقطة التي اول شيء يجب أن نحافظ فيها على القضية الفلسطينية. أي حتى لا يصير هناك في تصفية للقضية الفلسطينية، ولا في تهجير الفلسطينيين.

ويجب أيضاً أن ندرك بمسالة ما عرفنا نعالجها بالماضي، وهي انه علينا أن نفرق بين مصلحة القضية الفلسطينية وقضايا الفصائل الفلسطينية. فيجب ان نميز من لها الأولوية. هل هي قضايا الفصائل الفلسطينية ام القضية الفلسطينية هي الأساس. فبالتالي هناك حاجة ماسة أن نعود لنرى بشكلٍ صحيح وواضح ما هي الأولويات، وكذلك أن نعرف أن نحدّد في كل أمر نقوم به ما هي الكلفة لأي عمل نقوم به، وما هو المردود من ذلك العمل.

س: الآن في حديث وهو احتمال حماس أن تقبل بشروط معينه ان لا يكون لها دور في غزه طيب هذا فصيل الان او ميليشيا يقبل بان لا يكون له دور. ولكن ماذا عن الميليشيا في لبنان حزب الله يعني إذا كانت الحكمة عند حماس هل تصل هذه الحكمة الى حزب الله؟

ج: في المبدأ، أنا أعتقد أن هناك توجه عالمي بإنهاء حالة سادت في المنطقة العربية، وهي حال المنظمات المسلحة من خارج الدول في العالم. لذلك، فإنّ هناك حاجة ماسة في عودة السلطة الفلسطينية إلى تولّي مسؤولياتها. وهو أمر في غاية الأهمية، ويجب أن يكون ذلك وما يحصل في غزة يعتبر نموذجاً يحتذى من قبل حزب الله.

والحقيقة انني أود أن اقول انه هناك سؤال كبير لدينا في لبنان. كيف يمكن ان نحول دون ان يجري في لبنان ما حصل في غزة. هذا الثور الإسرائيلي الهائج كيف يمكن لنا أن نتعامل معه بحزم وحكمة حتماً ليس بإثارته واستثارته. هذا أمر طبيعي. ولكن كل هذا مع الالتزام بالحفاظ على ان لا يصار الى تصفية القضية الفلسطينية وليس الى تهجير الشعب الفلسطيني لا من غزه ولا من الضفة الغربية.

أنا أعتقد أن هذا الامر كثير ضروري. طبيعي حزب الله قام بزج لبنان وعمد إلى توريطه في هذه الحرب دون معرفة الدولة اللبنانية. وهنا أنا دعني أقول شيئاً، إنّه في يوم 8 اكتوبر 2023 اسمح لنفسي ان اقول بانني بادرت صباح ذلك النهار وكنت لا اخفي انني كنت منبهرا بما قامت به حماس يومذاك، ولكني كنت شديد الوضوح، حيث أصدرت بيانا واضحا بشكل كبير انه لا يجوز ان يصار الى الزج بلبنان وتوريطه في عملية الاسناد والمشاغلة وإقحامه في حرب مع إسرائيل. ولقد حدّدت اسبابا لذلك قلت ان لبنان يعاني من مجموعة هائلة من المشكلات كذا وكذا وكذا. ولذلك لا يستطيع لبنان أن يتحمل أعباء لا قبل له بها. لبنان يكون أقوى ما يكون عندما يقوم بمساعدة القضية الفلسطينية بعلاقاته الدبلوماسية، بالإعلام وبالعلاقات مع العالم هذا بالإمكان أن يعمله لبنان وهذا أَفْيَد بكثير كثير من ان يتورط لبنان في عمليات عسكرية مثل ما جرى وهذا ما شهدناه. فلذلك انا أعتقد ان نموذج تعامل حماس في وقف هذه الحرب الدائرة في غزة، سوف يشكل رسالة أيضاً كبيرة لحزب الله. وأنّه قد آن الأوان أن نعْمِلَ العقل والمصلحة في إدارتنا لشؤوننا العامة، وان نفهم بالنهاية أن هناك كلفة وأن هناك مردود. اين هو المردود في الاستمرار هكذا. هذا الأمر ينطبق على لبنان كما ينطبق على غزة. وكيف وكم هي عظم الكلفة التي يتكبدها الشعب الفلسطيني من معاناة. الأمر بات غير معقول على الإطلاق، حيث يجري تجريد الانسان من انسانيته. يعني خلينا اقول شغله لك يا سيدي لم يأت عليها أحد: "هول الناس بشر بدن يفوتوا على حمام عدة مرات في النهار وهم لا يستطيعون".

س: لا قصة انسانيه كبيرة معناها يا لطيف نسأل الله لهم السلامة انا الوقت داهمني بس بختم بسؤال ابغى اجابة دولة الرئيس فؤاد السنيورة بنعم او لا طالبت بوحدة الحكم في لبنان هل انت متفائل ان ستكون هناك وحدة حكم قل لي تقييمك الان كأنك لست على الهواء؟

ج: خليني أقول لك وبحكيك على الهواء شوف انا بقول ان ممارسة الامل هو حاجة نفسية، ولكن ممارسة الأمل ضرورية ولكنها لا تكفي. لذلك، أودّ أن أستشهد بمثل لبناني ظريف بس يؤدي المعنى يقول: "الديك عليه يصيح وطلوع الضوء على الله". علينا نحن ان نسعى من اجل فعليا تثبيت وحدة الحكم وان لا نمل، وأن لا نتعب، وأن لا نتوقف عن السعي لضمان تحقيق ذلك والمثابرة عليه. لبنان يمر بمخاطر كبرى ولديه فرص ينبغي اغتنامها إذا لا سمح الله خلينا هذه المصاعب توقف بوجهنا، فإننا بذلك سوف ننصاع لرغبات من هم سيئوا النوايا. هؤلاء الناس اللي بحاولوا يلاقوا افخاخ ومشكلات وبيحاولوا انه يدفعوا نواف سلام الى الاستقالة، وكل هذه الأمور غير مقبولة.

انا أعتقد يجب ان تتضافر جهودنا جميعا من اجل فعليا تثبيت نواف على موقفه وايضا في ارسال الرسائل الواضحة لكل منهما لرئيس الجمهورية ولرئيس الحكومة بان المصلحة الحقيقية لكل اللبنانيين في وجود الحكم في لبنان. كما أنّ هذا الأمر مفيد بالذات لبيئة حزب الله بان يصار الى تطبيق عملية حصر السلاح لدى القوى الشرعية للدولة اللبنانية، لأنها هي الممر الحقيقي والوحيد لاستعادة الدولة لسلطتها الحصرية على كل مرافقها

س: دولة الرئيس فؤاد السنيورة دعني أختم بهذه العبارة لشكرك هذه من أجمل الحلقات التي أنا قمت بها إعلامياً أنا شاكر ومقدر لك أتمنى لك الصحة والعافية وللبنان السلامة وعلى امل حوارات أخرى.

ج: الله يبارك فيك وشكرا لك ولجميع المشاهدين اللي صبروا معنا في هذه الحلقة.

 

 

اجرى الاعلامي طارق الحميد حورا مطولا مع الرئيس فؤاد السنيورة حول اخر التطورات الراهنة وذلك عبر اثير" العربية(  اف ام )" وفي ما يلي نص الحوار:

س: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأسعد الله أوقاتكم بكل خير هذا طارق الحميد يحييكم عبر أثير العربية أف أم من مقر العربية في الرياض وعبر منصات العربية مباشر على يوتيوب واكس تويتر سابقاً حيث الآن وقت السياسة.

ضيفي وضيفكم في هذه الحلقة من لبنان، وهو غني عن التعريف دولة الرئيس فؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان الأسبق. فأهلاً وسهلاً بكم، وأهلاً وسهلاً بضيفنا دولة الرئيس مساء الخير.

ج: مساء النور لك ولجميع المستمعين.

س: يا أهلاً وسهلاً دولة الرئيس الله يحفظكم. معك لا يمكن أن يُضيَّعَ الوقت. يجب أن نستغل كل ثانية. دعني أبدأ بسؤال مفتوح دولة الرئيس فؤاد السنيورة، ما الذي يحدث في لبنان؟

ج: الذي يحدث كثير وبذات الوقت خطير. لكن يجب ان ندرك أنه، وبقدر خطورته، فإنّ هناك فرصاً كثيرة تلوح، والتي يجب ان يصار الى اغتنامها للخروج من المآزق المنهالة على لبنان.

دعني بداية أن أوضح للمستمعين انّه، وللمرة الثانية بعد العام 2006، أقدم حزب الله على زجّ وتوريط لبنان في حرب مع إسرائيل تحت ذريعة الإسناد والمشاغلة، وذلك من دون علم الدولة اللبنانية على النسق الذي جرى في العام 2006. الكل يعلم انه في العام 2006 صدر القرار 1701 والذي كان يفترض بحزب الله أن يحترمه ويطبقه، وإسرائيل أن تحترمه. المؤسف أنّ لا حزب الله طبقه، ولا إسرائيل طبقته، وكل منهما كان يحتج بالآخر في أنه لم يطبقه. هذا علماً أنّ لبنان كان هو المستفيد الحقيقي من تطبيق هذا القرار، وذلك للحؤول دون مزيد من التدهور في أوضاعه، ومزيد من التدمير، والمزيد من خسارة الأرواح. طبيعي الذي جرى أنه في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر، أطلق السيد حسن نصر الله رحمه الله عملية الإسناد والمشاغلة، وبالتالي جرى القيام بهذا العمل دون التبصر بمآلاته. تجدر الإشارة إلى أنّه خلال هذه السنوات منذ العام 2006 عند صدور القرار 1701 وحتى العام 2023 انشغل حزب الله بمراكمة عدد الصواريخ التي جمعها. بينما، وفي المقابل، قامت إسرائيل من جهتها بتعزيز قواتها الجوية والنارية والاستخباراتية والتكنولوجية بحيث أن البوْنَ الشاسع الذي كان بين قدرات حزب الله وقدرات إسرائيل ازداد بشكلٍ كبير جداً. وهذا ما لاحظناه من خلال نتائج هذه المعارك العسكرية التي دارت بين إسرائيل والحزب، ولاسيما تلك التي حصلت ابتداءً من أيلول/ سبتمبر في العام 2024، ولاسيما بعملية التفجير عن بعد لأجهزة النداء "البيجر"، وكذلك تفجير أجهزة اللاسلكي، وأيضاً في استهداف العديد من قادة حزب الله، بحيث اضطر حزب الله بعد ذلك الى ان يقبل باتفاق اذعان في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 2024.

كما كان حرياً بالحزب أن يستفيد من تطبيق القرار 1701، وأن لا يعرض نفسه ولبنان إلى كل هذه المخاطر، ولكان وفّر عليه وعلى لبنان هذا القدر الكثير من القتل والتدمير، وأيضاً ضياع للفرص.

الذي جرى بعد ذلك، أنّه جرى انتخاب رئيس الجمهورية جوزاف عون، وتألفت حكومة القاضي نواف سلام، وكان من نتيجة ذلك أن تألفت هذه الحكومة على اساس تطبيق حصرية السلاح، استناداً الى ما ورد في بنود اتفاق الطائف، وعلى أساس الالتزام بالقرار 1701، وأيضاً الالتزام بالقرار الدولي 1559 الذي صدر عن مجلس الامن أيضاً.

الحقيقة انّ هذه الحكومة اتخذت قراراً في الخامس من شهر آب/ أغسطس 2025، وعزّزته بقرار آخر أيضاً اتخذته في الخامس من أيلول/ سبتمبر 2025، وحيث كلّفت فيه الجيش اللبناني من أجل تطبيق هذا القرار، وإبلاغ الحكومة بتقرير شهري عما أنجزه الجيش في هذا الصدد.

لقد كان يفترض بحزب الله أن ينسجم مع هذا الموقف الكبير الذي اتخذته الحكومة اللبنانية والذي حظي بموافقة قطاع عريض من اللبنانيين، وأيضاً بتأييد عربي ودولي كبير، وهو مما كان سيوفر على لبنان المزيد من المخاطر والكوارث. للأسف، فإنّ حزب الله لم يقم بذلك، وموقفه كان فعلياً ناتج عن حالة من الانكار الكبير لدى قطاعات واسعة من حزب الله، وأيضاً مواقف مكابرة بعيدة عن الواقع. والحزب بالتالي لم يأخذ بعين الاعتبار ما جرى من تطورات وتحولات أساسية وكبيرة حصلت في المنطقة، ومن ذلك ما جرى بنتيجة الصدام العسكري الذي جرى ما بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وإيران من جهة ثانية، وما جرى أيضاً في سوريا، حيث جرى قطع خط الاتصال الأساسي أو الاوتوستراد الكبير الذي كان يربط طهران ببيروت. هذه كلها هي بالفعل متغيرات وتحولات أساسية لم يرد حزب الله حتى الآن أن يأخذها بعين الاعتبار، وأن يتصرف على هديها.

نحن نعلم أنّ إيران بنت نفوذها في لبنان على مدى فترة طويلة من الزمن، واستطاعت ان تفرض سلطتها في لبنان من خلال الوسائل العديدة المتاحة لها. وهي في ذلك كانت تعتمد نظرية ولاية الفقيه العابرة للحدود السياسية، واستناداً الى النفوذ الذي عزّزته عبر أذرعها، والتي امتدّت إلى عدد من الدول العربية، حتى أن المسؤولين الإيرانيين كانوا يقولون اننا نسيطر على أربع عواصم عربية: بغداد، ودمشق، وبيروت، وصنعاء. وبالتالي، فقد استطاعت إيران أن يكون لديها القدرة على التعطيل لأي قرارات حكومية في لبنان، استناداً الى نظرية التوافقية السياسية، وهي النظرية التي تخالف قواعد الديمقراطية اللبنانية، وأيضاً تؤدي الى أن تتحكم الأقلية بالأكثرية.

الآن المشهد قد بات واضحاً في لبنان بشأن الأوضاع المستجدة وما تصر إيران على الاستمرار في القيام به في لبنان على الرغم من كل هذه التحولات والمتغيرات. ومن ذلك، يتبيّن أنّ إيران وخلال الزيارة ما قبل الأخيرة للسيد علي لاريجاني، وهو الذي وجّه كلاماً واضحاً بـ"دبلوماسية"، ولكنه بقالب التهديد بأننا "ننصحكم بان لا تفرطوا بسلاح حزب الله". وهذا الموقف جرى التأكيد عليه أيضاً خلال الزيارة الأخيرة للسيد لاريجاني، وهو أيضاً الموقف ذاته كما عبَّر عنه عدد من المسؤولين الإيرانيين، وذلك بأنّ حزب الله باق ومتمسك بسلاحه. هذا الامر لاتزال تصر عليه إيران بعد القرار الذي اتخذ في مجلس الامن منذ ايام قليلة بإعادة تطبيق العقوبات عليها "سناب باك". وبالتالي، فإنّ إيران لاتزال تعمل جاهدة الآن من اجل ان تحافظ على نفوذها في لبنان كساحة لخوض معاركها مع الولايات المتحدة وايضا كصندوق بريد يمكن ان ترسل من خلاله رسائل دموية ان اقتضى الأمر. هذا هو الامر الذي يجرى حالياً.

عملياً، الحقيقة كما هي الآن، انّ هناك قرار اتخذ من قبل الدولة اللبنانية، ويجب على الحكومة اللبنانية التمسُّك به.

الحقيقة أيضاً، انه لا يجوز ان يترك لبنان وحيدا ليكون بين المطرقة الإسرائيلية وبين السندان الايراني دون مساعدة حقيقية في عملية تطبيق القرار الدولي 1701. ولكن هناك برأيي ضرورة لتوفير عوامل مساعدة من أجل أن يصار الى تسهيل عملية التطبيق وبضرورة أن يصار الى ان تقوم إسرائيل بمبادرات تبين انها تسير على مسارات الطريق المؤدي الى تحقيق تطبيق القرار 701 وبالتالي لاستعادة تطبيق وقف الاعمال العدوانية.

س: ممتاز دولة الرئيس الان يعني انت حضرتك اديتني فرصة او ارضية او تمهيد لهذه القصة لكن دولة الرئيس فؤاد السنيورة كما تعلم الشيطان يكمن في التفاصيل. خليني اوقف عند نقطتين حضرتك تفضلت فيها وبعدين انا حافتح قضية اخرى في هذه التفاصيل بعدين ثم سنعود لإسرائيل خصوصا وان الاخبار تتوالى الان عن ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قام باتصال هاتفي بالاعتذار لأمير قطر. الولايات المتحدة الأمريكية تتحدث عن صفقة او تتحدث عن عملية سلام في غزه يبدو نحن أمام ملامح شيء اخر سأسمع منك. ولكن خليني ابدا بالتفاصيل. حضرتك تحدثت عندما سألتك ما الذي يحدث في لبنان قلت لي كلاماً كثيرو خطير، وهناك فرص شرحت بعضها ولكن انت تتحدث دولة الرئيس عن مكابرة من قطاعات في حزب الله ثم تتحدث عن رسالة علي لاريجاني. مصادري من داخل لبنان تقول بأن حزب الله الآن قد بات منقسماً إلى أكثر من جناح. هناك التيار الايراني الصرف، وهناك التيار الذي يحاول ان يكون قريباً من إيران، وهناك التيار الذي يريد أن يبتعد عن إيران. هل ما تحدثت به هذا هو المقصود منه ام اني انا أقول امراً لا علاقه له به؟

ج: ما تقوله دقيق لان هناك وجهات نظر مختلفة داخل الحزب. بدايةً، لم تعد موجودة هناك القيادة التاريخية لحزب الله الذي كان خلال قيادة حسن نصر الله الذي كان يستطيع وبقدرته على إدارة الجماهير أن يبسط سلطته ونفوذه عليها. غيابه خلق فراغاً كبيراً. هناك الآن من يحاول ان يجيش الطائفة الشيعية، ويدفع باتجاه أن جعل مبدأ حصرية السلاح، وكأنه يستهدف الطائفة الشيعية في لبنان. لذا، يبدو أن المقصود الآن على تجييش الطائفة الشيعية لتكون ضد تطبيق حصرية السلاح.

لذلك، وبشأن هذا الامر، اعتقد انّه يجب اعتماد طريقة جديدة لمعالجة هذه المسألة ومنع تفاقمها. برأيي انه يجب ان تتم عبر اعتماد أربع امور محددة واحد بحرف الواو وثلاثة بحرف الحاء. بحرف الواو أعني بذلك التأكيد على وحدة الحكم في لبنان. فلبنان أكثر ما يكون قوة عندما يكون موحدا بين جميع ابنائه وعندما تكون السلطة التنفيذية الممثلة برئيس الجمهورية وبرئيس الحكومة موحدة ومتماسكة. هذه هي وحدة الحكم، والتي تجب المحافظة عليها وتعزيزها.

الأمر الثاني، ان هذا القرار القاضي بحصرية السلاح يجب ان يطبق بحزم، أي التمسّك بمبدأ عدم التنازل ولو شعرة واحدة عن موضوع التقدم على مسار تنفيذ حصرية السلاح. أي أن يكون هناك حزما واصرارا ومثابرة على تحقيق ذلك من قبل الحكومة اللبنانية، ومن قبل جميع المسؤولين.

الحاء الثانية، هي الحكمة بالتطبيق، لأنّ هناك العديد من الملابسات التي تكتنف عملية التنفيذ، ولاسيما ما يتعلق بمن يلجأون إلى إثارة النعرات الطائفية. ولذلك، فإنه يقتضي من الحكومة أن تمد يدها إلى بيئة حزب الله، ولكن ليس عن طريق إجراء جولات حوار جديدة. لقد انتهينا من الحوار، وفعلياً، كانت تجربتنا في الحوار غير مفيدة، لأنَّ كل جلسات الحوار التي تمت، والتي تمَّ التوصل خلالها إلى اتفاقات معينة، للأسف، جرى النكول بها بعد ذلك.

أنا ما أعنيه هنا ليس حواراً، لكن من خلال التواصل مع الجمهور الشيعي وبيئة حزب الله، أي مد اليد إلى هذه البيئة والعمل على الاحتضان، وعلى متابعة التواصل والتعاون، وفي ذلك محاولة للوقوف على هواجس الناس وان يصار الى إقناعهم لما فيه مصلحتهم الحقيقية. هؤلاء هم لبنانيون، وبالتالي هم عرباً. صحيح انه يجري التأثير عليهم سلباً من قبل إيران عبر كل الوسائل، ولما يؤدي إلى المزيد من التهييج الطائفي والعصبي والتعصب. لذلك، فإنّ مدّ اليد والاحتضان أمران جديران بالاعتماد، وأيضاً الوقوف على هواجسهم، ولاسيما انهم يريدون ان يعودوا الى قراهم وبلداتهم، ويريدون ان يصار الى اعادة الاعمار، ويريدون ان يتأكدوا ان الجيش اللبناني سوف يصار الى مساعدته حتى يصبح قادرا على حمايتهم عندما يسلموا السلاح.

طبيعي هناك من يبث كثيرا من التشنج في العقول، وبأنّ الجيش اللبناني ليس قادراً على حمايتهم. وانه، وفي المقابل، فإنّ حزب الله هو الوحيد القادر على حمايتهم، وأنّ سلاح حزب الله هو القادر على ذلك. تجدر الإشارة هنا إلى أننا جميعاً نعرف ان هذا السلاح الذي بيد حزب الله لم يردع اسرائيل ولم يحم لبنان، كما انه بات غير قادر على حماية عناصر حزب الله الان. لذلك، وبالتالي فإنّ هذا الامر وهذا الموضوع يتطلّب الحكمة في طريقة عرضه والحديث عنه، وكذلك يتطلب كل الجهد اللازم لممارسة الاحتضان لبيئة حزب الله، وعلى أساس عودة الجميع إلى الدولة بشروط الدولة.

الحاء الثالثة، هي في الحنكة. وهذا الامر يتطلّب بادئ ذي بدء الابتعاد عن الوقوع في المطبات والافخاخ التي لاتزال تنصب للحكومة، ولكن بنفس الوقت اعتماد الطريقة وحسب ما يبينه القول العربي الذي يقول: "ما لا يُدْركْ كلُّه لا يُدركْ جُلُّه". أي ان هذا الامر يجب ان يصار إلى التقدم على مساراته، أي الاقتناع أن تحقيق الكسب في هذا المجال يتمّ بالنقاط، وليس بالضربة الواحدة. أي اعتماد سياسة القضم والهضم حتى يصار الى ان تحقق الدولة تقدماً عبر أجهزتها العسكرية والأمنية، وفي كل مكان هي قادرة عليه، وأيضاً عبر كل الوسائل الاحتضانية بطريقة التقدم خطوة خطوة بإنجاز ما هو ممكن ومتابعة التنفيذ تدريجياً على طريق بسط سلطة الدولة اللبنانية الكاملة على كامل اراضيها وعلى مرافقها.

س: دولة الرئيس، اعطيتني واو وثلاث حاءات سجلتها. الان دعنا نغوص في التفاصيل، واستند هنا الى سعة بالك التي انا اعرفها، وأرجو أن تتقبل صراحتي التي أنت تعرفها. دولة الرئيس، أنت أوجزتها بشكل رائع ومذهل وحدة الحكم في لبنان. سوف أسألك الآن سؤالاً من شقين: رؤساء وزراء لبنان السابقون جميعاً، هل هم على قلب واحد خلف نواف سلام مع حفظ الالقاب دولة نواف سلام هذا السؤال الجزء الأول؟

ج: أنا أودّ أن أقول لك هنا أمراً أساسياً، انّ هناك حاجة ماسة للوقوف مع نواف سلام وضرورة دعمه، وتمكينه من أن يستمر صادقاً في موقفه. هذا بالرغم من كل العواصف العاتية التي تعترضه. أما بشأن رؤساء الحكومة السابقين، فأريد أن أقول لك أنني في الحقيقة، كنت قبل ساعة في اجتماع كنا ثلاثتنا الرئيس نجيب ميقاتي والرئيس تمام سلام وانا، وكان الحديث يتركّز حول الوسائل التي يمكن ان نعبر بها عن تأييدنا للرئيس نواف سلام. هذا مع العلم أنني في مساء يوم الجمعة الماضي، اجتمعت مطوّلاً مع الرئيس نواف سلام، وحيث جرى البحث في هذه المسألة، وفي القرار الذي أخذه الرئيس نواف سلام، والذي هو قرار صحيح. ولكن هذا القرار كان ينبغي ان يصار الى تحصينه وتهيئة الأجواء اللازمة والحرص على تأمين مقتضيات تنفيذه. اتخاذ هذا القرار هو من صلاحيات رئيس الحكومة، وكان من الممكن أن لا يأخذ هو هذا القرار أو كان ربما من الأفضل أن يأخذه محافظ بيروت لجهة منع التظاهر وإضاءة صخرة الروشة بصور أميني عام حزب الله السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين. وعندما أخذ الرئيس نواف سلام هذا القرار كان عليه تأمين مقتضيات تنفيذه وتحققه، ولاسيما في هذه الأجواء الصاخبة والمعبأة، وبالتالي في هذا الجو التي بدا فيها أن آراء أهل الحكم لم تكن متطابقة لدى الجميع. ولذا كان يفترض برأيي ان الرئيس نواف سلام كان عليه أن يطلع مجلس الوزراء عليه ويأخذ موافقته، ويتفق مع رئيس الجمهورية على هذه الأسس.

الأمر الذي حصل، أنه لم يتم تأمين هذه المقتضيات. صحيح أن الرئيس نواف سلام عندما قام باتخاذ هذا القرار كان منسجماً مع القرار الاساسي الذي اتخذه مجلس الوزراء في الخامس من آب، ومن ثم في الخامس من ايلول الماضي. ولكن، في المحصلة، لم يتم تأمين مقتضيات التنفيذ بشكلٍ كامل.

على أي حال، نحن الآن امام واقع وبالتالي كيف يمكن لنا أن نخرج من هذا الواقع الصعب الذي فعلياً بحاجة الى جهد كبير لاستعادة وحدة الحكم واستعادة هيبة الدولة.

س: انت الان اكدت لي جواباً على الشق الأول من سؤالي أنّ رؤساء وزراء لبنان يقفون مع دولة الرئيس نواف سلام. كما أنك تحدثت عن الآلية التي كان يمكن ان تتم بطريقة أخرى، وهو ما يتعلّق بالشق الثاني من سؤالي. هل العلاقة بين رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الوزراء السيد نواف سلام هي على ما يرام ام كما بدا للمراقبين ان هناك خلل؟

ج: انا باعتقادي هذه العلاقة بحاجة إلى صيانة وتعزيز بشكلٍ مستمر، يعني مثل ما بيعمل الواحد ببيته. إذا ما نفّض الغبرة ورتّب أمور البيت، فإنه لا يستطيع أن يعيش فيه. هذه العلاقة بدها صيانة يومية من اجل ان يتقدم الجميع ويكونوا على قلب رجل واحد. إذا لم يتوفر لنا قلب رجل واحد ما بنقدر نمشي ولا بنقدر أن نحقق أي أمر بناء. وبالتالي فعلياً، أنا أقول وبصراحة انّ الذي صار، وبكل وضوح وصراحة، هو فعلياً نكسة للحكومة ولنواف سلام ونكسة أيضاً لنبيه بري، حيث تبين لي بعد اجتماعي بالرئيس نواف سلام، والذي قال لي انه اتصل بالرئيس بري من اليوم الأول، وانهما تشاورا سوية في هذا الأمر، واتفقا على هذا الاسلوب في المعالجة، وبالتالي ان لا يتعدّى تنفيذ هذه المناسبة عملاً محدوداً ومحدّداً. وبالتالي ان يتم التأكد بحيث لا يصير أي قطع طرقات، ولا حتى في إضاءة صخرة الروشة بصورة السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين وغيرهم، والذي حصل كان خلاف ذلك. الذي جرى بالفعل هو نكسة لنبيه بري، وهو أيضاً نكسة كبيرة لرئيس الجمهورية، لأن الرئيس عون هو فعلياً من يمثل رمز وحدة لبنان، بكونه رئيس الدولة ورمز وحدة لبنان. فبالتالي الذي جرى أنّ الكل تأثر سلباً. ولبنان هو الخاسر الاكبر ليس فقط في الداخل اللبناني. ولكن هذا الأمر شكّل أيضاً نكسة لسمعة لبنان في الخارج، حيث أن هناك من سيقول لنا: أنكم تريدون تنفيذ حصرية السلاح، يعني انه أنتم بدكم تعملوا هالشيء. طيب إذا على الصغيرة ما قدرتوا كيف يمكن أن تقدروا على الكبيرة. واضح أنّ هذا الامر شكّل نكسة كبيرة للجميع. لذا أعتقد أنّ هذا الامر بات يتطلب جهداً كبيراً لرأب هذا الصدع.

س: خليني استوضح انا مستمتع بهذه الشفافية اللي اعرف بها رجل الدولة السيد فؤاد السنيورة هذه نكسة للسيد نواف سلام نكسة للحكومة نكسة للسيد نبيه بري نكسة لرئيس الجمهورية أليست نكسة لقائد الجيش عندما يخرج وفيق صفا ويصف بعض القيادات الأمنية بالأسماء ويشكرها بهذه الطريقة انا احدثك كصحفي عربي بان اشاهد من الخارج فأقول يا الله هذا البلد الذي يريد إعادة الإعمار هذا البلد الذي يريد نزع السلاح؟

ج: صحيح، وهي نكسة للجميع. لكن كمان هون بدنا فعلياً نتنبه لشغلة أستاذ طارق، ان وفيق صفا يعتمد أسلوب التقية، وأسلوب نقل المعارك الى ارض الخصوم. أنا أعتقد ما قام به السيد صفا هو محاولة لشق الصف اللبناني ما بين الحكومة اللبنانية التي هي صاحبة القرار والجيش والقوى الأمنية التي عليها أن تتصرف بناء لتعليمات السلطة السياسية المتمثلة بمجلس الوزراء، وأن تنفذ قرارات مجلس الوزراء. فهو، أي وفيق صفا، عندما قام بذلك لم يقم بذلك عفوا ولم يقم بذلك ببراءة، بل هو عن خبثٍ حقيقي ومحاولةٍ لرمي الشكوك بين الجيش من جهة والقوى الأمنية وايضا ما بين الحكومة وايضا الأشخاص المعنيين في هذه الأجهزة. لذلك يجب ان نحذر من هذا الموضوع.

على أي حال، بالنهاية يجب ان تكون الاوامر واضحة صريحة من مجلس الوزراء إلى قيادة الجيش والقوات الأمنية. هذا علماً أنني اعتقد انّ هذا الامر لم يكن يحتاج إلى أكثر من توجيهات واضحة من قبل الجيش والقوى الأمنية للجهات المعنية في حزب الله، واستناداً إلى الموقف الثابت للحكومة اللبنانية.

هنا دعني أقول لك شيئاً. أنا بالحياة أستاذ طارق، أؤمن بأنّ التهويل بالعصاية أهم من استعمالها. وبالتالي كان بالإمكان ان يصدر الجيش والقوى الأمنية تعليمات واضحة من الجيش اللبناني ومن قوى الامن تكون واضحة للجميع بأن هذا الامر ممنوع. وخليني أعطيك مثال على ذلك انه كانت هناك محاولة من اجل تسيير مظاهرات جوالة عبر الدراجات النارية لعناصر من حزب الله لكي تخرج من الضاحية الجنوبية لبيروت، وتجول في بيروت بما قد ينشأ عنه من احتكاكات نحن بغنى عنها. يومها اتخذ الجيش موقفاً بإغلاق المعابر من الضاحية الجنوبية لبيروت إلى باقي أنحاء بيروت. وبالتالي، فإنّ الذي حصل انهم ما قدروا أن يخرجوا من الضاحية ولا عملوا كل هذه المظاهر الاستفزازية التي جرت.

يعني انا عم بقول انه كان بالإمكان إذا كان هناك وحدة في الحكم بشكل حقيقي، وبالتالي كان بالإمكان ان يكون هناك موقفاً واضحاً في هذا الشأن. وبالتالي كان بينعمل في ما خصّ تنفيذ هذه المشهدية في بيروت أن يقوم الجيش اللبناني، وضمن مسافة كبيرة في المنطقة التي فيها صخرة الروشة بما يحول دون وصول هذه المجموعات الكبيرة من المتظاهرين إلى موقع الروشة ويقطعوا الطرقات. وكذلك كان بالإمكان إرسال زورق عسكري يكون موجوداً ليحول دون كل هذه المظاهر البحرية. أريد أن أقول، أنّه كان بالإمكان الحؤول دون أن يحصل ما جرى. الآن نحن اليوم هنا، وعلينا أن نتعاون جميعاً من أجل معالجة ذيول هذه الحادثة.

س: بس انت دولة الرئيس كأنك قلت إذا كان في وحدة الحكم لذلك دولتك تحدثت عن تطبيق بحزم وتحدثت عن حكمة وحنكة خليني ارجع للتطبيق بحزم. هل هو التطبيق بحزم فقط لهذه النوعية من المظاهرات مثل هذه الامور ام تطبيق بحزم للقضية الاكبر وهي السلاح؟

ج: نعم، يعني اعتماد الحزم بشكلٍ واسع لجهة التمسّك بقرارات مجلس الوزراء القاضية بتطبيق حصرية السلاح بيد الأجهزة الشرعية المعنية في الدولة اللبنانية، والتقدم على مسارات التطبيق في هذا الشأن، بحيث تعمّ كامل الأراضي اللبنانية.

بالمناسبة، الآن قائد الجيش مفروض عليه ان يقدّم تقريراً لمجلس الوزراء خلال الايام القليلة القادمة، بكونه قد طُلِبَ منه أن يقدم تقريراً عن ما يتحقق في هذا الصدد كل شهر. وها قد مضى قرابة الشهر منذ الخامس من آب حتى الآن. ما أقوله هنا، انّ تحقيق هذا الهدف السامي لاستعادة سلطة الدولة وهيبتها في لبنان، يجب أن يتم بشكلٍ تدريجي، والكسب هنا يتم بالنقاط، أي بالتقدم التدريجي وكل يوم يمر بإمكان الدولة أن تصبح أقوى. وكل يوم تصبح أقوى من خلال إنجاز معين تحققه. فبالتالي، فإنّ هذا الأمر المطلوب الآن أن يصار إلى الامتناع عن النفخ لتأجيج العلاقات بين السلطات، وبالتالي الحرص على عدم محاولة حرف الانتباه لدى اللبنانيين عن الهدف الأساس الذي يجب أن يكون في تسليط الضوء والاهتمام متركزان على هدف استعادة الدولة لسلطتها الكاملة على أراضيها، لأنه كما تعلم الله سبحانه وتعالى يقول: "ولو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا". وكذلك مثل ما يقول المثل بالعربي الدارج بلبنان: "رئيسين بالمركب بيغرقوه". والدولة نفس الشيء ما بجوز ان يكون هناك ازدواجية في السلطة ولا يمكن للبنان ان يستعيد عافيته الوطنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية في ظل استمرار ازدواجية السلطة. يعني يكفينا كل الأمثلة وكل المعاناة اللي مررنا فيها على مدى السنوات الماضية، والتي كلّها تشير وتؤكد على ان ليس هناك من طريق الا طريقاً واحداً، وهو العودة الى الدستور والعودة الى اتفاق الطائف والعودة الى وحدانية السلطة، والعودة إلى كنف الدولة وبشروط الدولة.

س: تحدثت انه ما حدث يعتبر نكسة لدولة الرئيس نواف سلام وللحكومة وللسيد نبيه بري ولرئيس الجمهورية. أفهم السيد نواف شرحتها بشكل وافي افهم رئيس الجمهورية بتعهداته الدولية بدوره في الداخل اللبناني في هذا التوقيت لماذا نكسة السيد نبيه بري؟

ج: لأن الرئيس نبيه بري بلَّغ الرئيس نواف سلام بانه متفق واياه على الاسلوب الذي كان يفترض ان يحترم. وهو لذلك قد سرَّب معلومات بعد ذلك بانه لم يستطع ان يحقق هذا الامر، وأن الحزب تملص من التزامه بهذا الأمر. هذا مع العلم انه نبيه بري الذي هو صحيح انه رئيس حركة أمل، ولكنه أيضاً هو رئيس السلطة التشريعية وجزء من الدولة اللبنانية. والذي أصاب الدولة اللبنانية قد أصاب نبيه بري شخصياً. ولا يستطيع الرئيس بري أن يقول انه هو ما تأثر سلباً. كل البلد تأثر سلباً يعني مثل ما بحدثنا الرسول انه إذا أصاب عضو من الاعضاء مرض فإنه تتأثر به باقي الأعضاء بالسهر والحمى. فبالتالي لا أحد يستطيع أن يقول أنّه ما تأثر. البلد كلّه تأثر سلباً، وأهم من تأثر سلباً أيضاً بذلك هم بيئة حزب الله بحكم مآلات هذه الأمور، لأن هذا الذي حصل سيطرح أسئلة عند الناس انه كيف لنا أن نساعدكم وأنتم لا تساعدون أنفسكم؟

س: صحيح طيب انت تحدثت عن وفيق صفا وسميتها التقية وعندما يخرج نعيم قاسم ويدعو الى حوار جديد مع المملكة العربية السعودية بشروط محددة هل هو يحاول أن يذكّر جماعته بذلك، أو يذكّر من في لبنان بأنّ الحزب لازال يتفرّد بقراراته، ويستطيع ان يقرر بعيدا عن مظلة الدولة اللبنانية؟

ج: هو يُذكّر جماعته ويذكر باقي اللبنانيين بان الحزب لايزال لديه النفوذ والسلطة في لبنان. كذلك هو يعني أتركوا هذا الامر حتى ينجز الحوار مع السعودية. ولكن الحقيقة أنه، قبل أن يمد يده ويقول أنا أريد التحاور مع السعودية، فليمد يده لأبناء وطنه، وبالتالي أن يعمل من اجل أن يتوصل إلى أن يتوافق معهم. هو يعرف تمام المعرفة انّ حزب الله لديه مؤيدين، وبتعرف انه في هناك مش اقل ما بين 80,000 أو حتى مائة ألف من الذين هم على سجل متلقي الرواتب "on the payroll" لدى حزب الله ليس فقط العسكر، حيث أنّ لدى الحزب مؤسسات عديدة، وهول كلهم لهم وعائلاتهم يعني على الاقل يعني من البيئة التي تلوذ بالحزب هناك أكثر من 500000 شخص متكلين بشكلٍ أو بآخر في معيشتهم على حزب الله ومؤسساته الاجتماعية والثقافية والتعليمية والصحية، وأيضاً التجارية، هذه كلها موجودة. هذا يعني بالتالي انا أعتقد انه هذا الكلام عن الحوار مع السعودية هو "ذر الرماد في العيون". كذلك أريد أن أوضح أمراً، انّه ما بصير حوار بين حزب ودولة، بيصير الحوار بين الدول، بين لبنان والمملكة العربية السعودية والسعودية وإيران مش السعودية حتيجي تتحاور مع حزب الله.

س: صحيح طيب هذا الامر وبما تفضلت به بالأرقام اللي على الـpayroll بالنسبة لحزب الله في لبنان يأتي في هذا التوقيت الذي أعيدت فيه العقوبات الأممية على إيران في اول الحلقة انت كنت تقول وتتحدث دولة الرئيس فؤاد السنيورة انه لابد من خلاص لبنان من هذا الضغط الذي تمارسه عليه إيران. هل تعتقد أنّ عودة العقوبات على إيران ستزيد الضغط على الداخل اللبناني؟

ج: بدون أدنى شك، انّ إيران الآن ستكون ردّة فعلها في ممارسة مزيد من الضغوط على لبنان. علماً أنّ لدى إيران اقنية عديدة للتواصل مع الولايات المتحدة الأميركية، وليس هذه القناة فقط. فهي عندها قنوات أخرى أيضاً ستتواصل فيها مع الولايات المتحدة وغيرها. فبالتالي الان في غياب نتائج هذه الأقنية التي لديها مع الولايات المتحدة سوف تستمر إيران في الضغط على لبنان عبر أذرعتها في لبنان. وهي ستعمد إلى تأجيج الساحة اللبنانية من اجل ان يصار الى اشعار الجميع بانه ما فيكم تعملوا شيء في لبنان. إذا ما حكيتوا معنا نحن الإيرانيين. بهذا يعني أنَّ هذه هي الرسالة الحقيقية التي يريدونها من هذه الضغوط، انه إذا بدكم تحلوا هالمشكلة بلبنان بدكم تحكوا معنا بدكم تحلوا مشكلة الاذرعه الموجودة في لبنان بدكم تحكوا معنا نحن في إيران بكوننا أصحاب القرار. من هذه الناحية، فإن هذا يعني ضرورة أن يبادر الأشقاء والأصدقاء على مساعدة لبنان من أجل أن يتخطّى هذه المشكلات. يعني طبيعي، وفي الوقت ذاته، أنا بقول على قدر اهل العزم تأتي العزائم بما معناه أيضاً أنّه يعني انّ على الدولة اللبنانية أن تبادر على أن تأخذ مواقف واضحة استناداً الى وحدة الحكم إلى تنفيذ ما أمكن على صعيد حصرية السلاح، واستعادة هيبة الدولة. أعود وأكرّر نعم أيضاً في مد اليد إلى بيئة حزب الله، ولكن اليد المنطلقة على اساس الحزم في اعتماد حصرية السلاح.

س: طيب ارجع لحصرية السلاح لمن تقول وانت تتحدث عن الدستور واتفاق الطائف هنا السؤال المباشر هل سيطبق الطائف بكل بنوده ام فقط ما يتعلق بحصرية السلاح اشرح لي؟

ج: أنا اعتقد بقول يقوله رجال الدين، والذي يقول: "من ترك أمراً من أمور الشرع احوجه الله اليه". وأنا اعتقد أيضاً أنّ من ترك امرا من امور الدستور احوجه الله اليه أيضاً. هذا يعني أنّ الدستور ليس مثل أمر الـ"menu a la carte". يعني بتروح بتنقي اللي بدك اياه وبتترك اللي ما بدك إياه، فـ"الدستور يؤخذ كلّه ولا يؤخذ ببعضه". وبالتالي، فإنّ هذا الامر، أي أمر الدستور، يعني أنه علينا الآن أن نطبقه بكامله. لقد مرّ على توقيع اتفاق الطائف 36 عاماً، وهو قد صدر في العام 1989. المشكلة في هذا الدستور وفي اتفاق الطائف، وهنا تكمن المشكلة، في أننا لم نطبق هذا الدستور وهذا الاتفاق من كل جوانبه، ولا طبقنا ما طبقناه منهما بشكلٍ صحيح. الآن نحن جايين على استحقاق اللي هو إجراء الانتخابات النيابية. والحقيقة أنه قد جرت انتخابات عديدة سابقة اضطر لبنان أن يعمل تسويات عديدة غير منسجمة مع ما جاء في اتفاق الطائف في تلك الانتخابات الماضية. كان هناك تسوية وراء تسوية الى ان كانت التسوية الفظيعة والجريمة الكبرى التي ارتكبت في العام 2017، بأنّه جرى اعتماد هذا القانون النسبي، والذي كان من نتيجته تقديم هدايا مجانية لحزب الله ولمناصري حزب الله ومن يدورون بفلكه. وذلك مما مكّنهم من أن يعزّزوا من قبضتهم على الدولة اللبنانية وعلى الناخب اللبناني. هذا الامر عانينا منه الكثير، وبالتالي هو مخالف بشكلٍ كامل لأحكام للدستور اللبناني ولاتفاق الطائف، والذي أدّى تطبيقه الى زيادة حدة التشنج الطائفي والمذهبي في لبنان.

س: طيب سوف أسألك سؤالاً آخر عن قصه لبنان ثم نخرج منه الى الحديث عن المنطقة، لأنه يهمني ان اسمع رأيك في القضايا الدولية الإقليمية، لأنه لا بد لنا أن نصل في حديثنا الى غزه. ولكن مروراً من سوريا. لكن خليني اسالك بشأن اتفاق وقف إطلاق النار بين اسرائيل ولبنان صحح لي دولة الرئيس فؤاد السنيورة اذا انا مخطئ. هل هو اتفاق هش لأنه لا شيء يلزم اسرائيل باي اتفاق تنجزه في المنطقة مع اي طرف اخر حتى لو اعتذرت اسرائيل قبل قليل الى قطر او الى امير قطر هل تخشى ما يحدث في الداخل اللبناني سوف يؤدي الى انفلات هذه القوة الإسرائيلية ضد لبنان عند توقف الحرب في غزة إذا حدثت؟

ج: الحقيقة المريرة، أنّ ما يقوم به الخصوم إذا استعملنا العبارة الدقيقة الخصوم في السياسة اي حزب الله ما يقوم به في لبنان، وكأنّه عملياً يصب في مصلحة اسرائيل في انه يعطيها الذرائع من اجل ان تقوم بالاستمرار في انتهاكاتها واعتداءاتها على لبنان. بدون شك، انه هذا الامر بالنهاية فيك تستخلص منه كل هذه النتائج التي ذكرتها. صحيح أنّ الحزب بذلك يوحد صفوف الحزب تجاه العدو الإسرائيلي، ولكنه ايضاً يؤدي الى إعطاء إسرائيل تبريرات لاستمرار شن حروبها على لبنان. صحيح ان الحزب ونتيجة لذلك يبرر عناده في التمسّك بالسلاح، وأيضاً انّه وبذلك يخوف الاخرين من مغبات الاستمرار في التصميم على تنفيذ حصرية السلاح. كل هذه الأمور تحصل، والحزب لايزال يرغب من ذلك الاحتفاظ بالسلاح وغير مدرك ما هي مآلات ذلك على لبنان، وبانّ هذا الأمر، وفي محصلة الأمر، ليس من مصلحته، لأنّ الحزب بالنهاية يجب أن يتنبه إلى مثل ما يقول المثل العامي الذي يقول: "ما متنا بس شفنا مين مات"، يعني ما حدا يمكن أن يستمر على هذه الحال لأنّ هناك قاعدة كمان يا استاذ طارق، وهي: "ما حدا بحارب خصمه بسلاح خصمه اقوى منه فيه". فلقد تبين ان هذا السلاح الذي يتمسّك به حزب الله، لم يؤد الغرض الذي يصر الحزب من أجله الاحتفاظ بهذا السلاح في الأساس. صحيح أنّ حزب الله عندما حمل السلاح في العام 1982، كانت إسرائيل وقتها تحتل لبنان، وبالتالي نجح هذا السلاح حتى العام 2000 في إجبار إسرائيل على الانسحاب. لكن، وبعد العام 2000، أصبح الحزب حريصاً على التفتيش عن ذرائع جديدة لتبرير استمراره في الاحتفاظ بسلاحه، ولاسيما بعد ان انسحبت إسرائيل. تفتيش حزب الله عن ذرائع جديدة، هو من أجل الاحتفاظ بالسلاح والاستمرار في حمله من قبل حزب الله.

من أجل ذلك، اخترع الحزب قصة مزارع شبعا. وقصة مزارع شبعا طويلة، والتي هي فعلياً يا إما سورية يا إما لبنانية. لكن أذكر هنا أني في العام 2006، وخلال مرحلة عدوان إسرائيل على لبنان، حرصتُ أن أجد حلاً لمزارع شبعا لإلغاء الذرائع، حيث حاولت ان اعمل شيء تحقق انسحاب إسرائيل من تلك المزارع. ولذلك، كان الاقتراح الاساسي بموضوع ما يسمى ان تصبح مزارع شبعا تحت سلطة اليونيفيل الى ان يُبتّ بشأن سوريتها أم لبنانيتها. صحيح انّ هناك لبنانيين مالكين أراض في منطقه مزارع شبعا، لكن يا استاذ طارق الملكية شيء والسيادة أمر آخر. السيادة لم يجر حسمها بالنسبة لمزارع شبعا.

المسألة تعود إلى فترة الحكم العثماني، وبعد ذلك الانتداب الفرنسي.

عندما كان الانتداب الفرنسي مسيطراً على كل من لبنان وسوريا وبشأن تحديد الحدود بين البلدين، لم يكن هناك من اهتمام كبير بتحقيق هذا التحديد.

في المقابل، كان الأمر مختلفاً عما يتعلق بتحديد حدود لبنان الجنوبية بين لبنان وفلسطين. ولذلك تمّ تحديدها لمعالجة أسباب الخلافات التي كانت سائدة آنذاك بين الانتداب الفرنسي والانتداب البريطاني، حيث كان الانتداب الفرنسي على لبنان والانتداب البريطاني على فلسطين. ولذلك جرى تحديد حدود لبنان بين لبنان وفلسطين وبالتالي المشكلة تقريباً حلّها سهل. هناك عدّة نقاط من السهل معالجتها إذا توفرت النية. اما في ما خصّ مزارع شبعا، فإنَّ المشكلة تكمن في أنَّ حزب الله رأى ان مصلحته في الاستمرار في استعمالها كمسمار جحا للحؤول دون ايجاد حل لهذه المسالة. وبالتالي تبقى الحاجة إلى استمرار حزب الله في التمسك بسلاحه. وبالتالي ظلّ الحزب حريصاً على استمراره في حمله السلاح.

واليوم ما نشهده، أنَّ هناك حالة إنكار متمادية، وهناك مكابرة، وهناك بالتالي عملية شحن مستمرة للعواطف وللأحاسيس وأيضاً للعصبيات. وبالتالي، فإنَّ هذا الامر يقتضي من الجميع العمل إلى كيف يمكن ان نتساعد من اجل التوصل الى الحلول التي يمكن على أساسها استعادة السيادة اللبنانية وتنفيذ حصرية السلاح. إننا في المبدأ مع ما يسمى الموقف الجاد والمحتضن لكافة فئات المجتمع اللبناني، والتقدّم خطوة خطوة، وبالتالي فإني أعتقد أنّ الأمكنة التي تصبح قادرة على أن تبسط سلطتها، فلنتقدم بعمل ذلك ولنتابع المسيرة في السعي إلى بسط سلطة الدولة اللبنانية على الباقي.

س: ممتاز دولتك تحدثت دولة الرئيس فؤاد السنيورة عن النوايا وانت تعرف ان الطريق الى جهنم كما يقال معبد بالنوايا الحسنة وبالنوايا الطيبة أو الحسنة. خليني اسالك هذا تعليقي ولك ان تصححني ولك ان تنورني كعادتك الاحظ بطء في العلاقات السورية اللبنانية علما ان المصلحة مشتركة. الاحظ معوقات لجهة الدخول في تفاصيل انت تعلمها من قبل بما يعقد عملية استعادة هذه العلاقات ألاحظ أيضاً حملات من لبنان باسم الحرية تجاه ما يحدث في سوريا دولة الرئيس فؤاد السنيورة تقبل كلامي، تفند كلامي، أم توافقه تفضل؟

ج: لا واضح ما تقوله، دعني أحكيك عن تجربة العلاقات بين لبنان وسوريا، هما بلدان شقيقان متجاوران لديهما مصالح مشتركة واساسية وهامة، ودعني أعطيك من تجربتي تعلم انني تحملت مسؤولية رئاسة الحكومة بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وحيث كانت هناك قناعة راسخة، في عقولنا حول مسؤوليه النظام السوري عن اغتيال الرئيس الشهيد. بالرغم من ذلك، أنا في الوقت الذي حصلت فيه على الثقة من مجلس النواب الساعة 12 بالليل يوم السبت كنتُ الساعة 10 في صباح يوم الأحد قد أصبحت في دمشق سوريا، وحيث ذهبت للاجتماع بالرئيس الأسد، وكان المقصود من زيارتي التأكيد على أنّ هناك قضية بين البلدين بس ما فينا نجعل من القضية أن تشكِّل حاجزاً أو حائلاً دون مد اليد لسوريا كبلد جار وشقيق، ولأننا نعتقد ان هناك مصلحة كبيرة للبنان ومصلحة كبيرة لسوريا في ان نكون معاً، ولاسيما وأنّ سوريا هي الممر البري الوحيد للبنان الى الداخل العربي.

الآن لبنان يعاني من مشكلة اساسية بوجود أكثر من مليون نازح سوري في لبنان. ولبنان تحمّل عبءً كبيراً حتى الآن. ولذلك لدينا مصلحة ومصلحة في هذا الوقت بالذات الذي تمر فيه سوريا في هذه الفترة الصعبة، وعلينا أن نمدّ اليد لسوريا. وهنا يحضرني أن استشهد ببيت شعر يقول: "ان الكرام إذا ما ايسروا ذكروا من كان يألفهم في المركب الخشن". الحاجة الان لدى سوريا في أن تمد يدها للبنان والحاجة ايضا للبنان في ان يمد يده الى سوريا. فعلياً الاثنين يتكاملان مع بعضهما بعضاً، وذلك مع الحفاظ على استقلال وسيادة كل منهما واحترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لكلي البلدين ما حدا يتدخل بالثاني.

ونحن شهدنا ما تحمله لبنان خلال العقود الماضية من تسلط للنظام الاسدي على لبنان. الآن لدى هذا النظام الجديد أولوية في الانفتاح على لبنان، وكذلك بالنسبة للبنان على سوريا.

على الحكومة اللبنانية ورئيس الحكومة القيام بزيارة سوريا، ورئيس الجمهورية اجتمع بالرئيس الشرع أيضاً وعلى الجميع أن يسارعوا الى مد اليد الى الرئيس الشرع. صار هناك وعود، وكان لازم على المسؤولين السوريين أن يأتوا بزيارات. وهذا التلكؤ من الطرفين ما بعرف شو اللي عم بصير لكن أنا أعتقد انه هيدي أولوية لكلا البلدين، وعلى الجميع أن يسهم في تعبيد الطريق بين البلدين لما فيه مصلحتهما.

س: معلوماتي انه في اشياء شكلية لا ينبغي ان تحدث. دولتك تحدثت عن زيارتك وقتها انا رجل كنت رئيس تحرير واعرفك في ذاك الوقت وكلها هذه اشياء كنا شهود عليها طيب اليوم هذا النظام الشرير زال من سوريا. اليوم لديك رئيس في سوريا يريد ان يفتح يده للجوار وللعالم استقبله في الامم المتحدة انا لا افهم لماذا التلكؤ من ناحية لبنان عندك قضايا المفقودين عندك قضايا المعتقلين ولبنان دائما يكرر بانه عدد اللاجئين مليون وأكثر، ويكلف لبنان طيب هذه دولتهم موجودة وتبغى تستقبلهم لماذا نقف على امور اشكالية من يصل متى ومن يقابل. تمام يعني انا ابغى اسمع رأيك. شوف هذه الحلقة انا اعتبرها واحدة من أجمل الحلقات اللي انا عملتها في حياتي انت ما تتخيل مدى استمتاعي فخذني في المواضيع الدولية بنفس الشفافية تفضل دولة الرئيس؟

ج: أنا أعتقد نفس الشيء، ولديّ القناعة ذاتها بأهمية حلحلة كل المشكلات والقضايا المعقدة بأسرع وقت ممكن. الحقيقة أنّه، ومنذ اليوم الأول لنشوء النظام السوري الجديد الذي، وأحكيك بشأنه بصراحة، وكان ذلك يوم 8 ديسمبر 2024، ولم يكن آنذاك قد جرى انتخاب رئيس جمهورية بلبنان، وكنت انا الحامل للواء نادي رؤساء الحكومة السابقين. وكنا يومها قد تداعينا كرؤساء حكومة سابقين إلى اجتماع وكنا بدنا نجتمع عند سماحة المفتي في دار الفتوى لنطلق بياناً مشتركاً للإهابة بالجميع ان يتضامنوا مع بعضهم بعضا من اجل التعجيل بإخراج لبنان من ازمة طويلة مستحكمة. وكنا غير قادرين على أن ننتخب رئيس الجمهورية ولا قادرين أن نعالج مشكلاتنا، وكنا قد حضرنا مشروع البيان. وإذا صباح يوم الأحد في الثامن كانون الأول/ ديسمبر 2024 حصلت الأحداث في سوريا، وجرى إنهاء النظام الأسدي بعد مرور عقود عديدة على سيطرته هناك. بالتالي اخذنا موقف وكان أول موقف يصدر بدعم النظام السوري الجديد في سوريا. وهو الموقف الذي صدر عن رؤساء الحكومة السابقين بلبنان، أول موقف اتخذ من قبلنا الساعة 11 صباحاً، كنا مجتمعين وأطلقنا هذا البيان. بالتالي انا اعتقد ان هناك مصلحة حقيقية لأن يتضامن البلدان. ويجب أن نحاول كل جهد لإزالة أي عوائق أو أسباب من هنا أو من هناك تحول دون ذلك. هناك مشكلات الأفضل تجزئتها إلى مكوناتها، وبالإمكان عندها حلّ كل جزء على حدة، ونتقدم بالتالي على هذا الأساس. لكن يجب أن نمد اليد بمحبة. نحن عندنا مصلحة في أن يبادر لبنان في أن ينفتح على سوريا. طول عمره لبنان يعتمد على الاقتصاد السوري كما يعتمد الاقتصاد السوري على الاقتصاد اللبناني كل واحد عنده مصلحة أن يعتمد وأن يتكامل على الآخر، والإثنان يتكاملان مع بعضهما بعضا. لذلك انا أعتقد انه يجب أن لا نترك هذا الوضع يستمر هكذا ويجب ان تعطى الأولوية الان من اجل حل المشكلات القائمة ما بين البلدين.

س: ممتاز خليني ما تبقى من وقت اتحدث اليك الى ما يتم الحديث عنه الان من واشنطن عن مبادرات عن حلول لغزة عن توصل الى حدث كبير قد يغير الشرق الاوسط بحسب ما قال الرئيس الامريكي دونالد ترامب. دولة الرئيس فؤاد السنيورة كيف تنظر للموضوع ما الذي تسمعه انا اعرف انه علاقاتك جدا عميقة مع المحيط الدبلوماسي الغربي الموجود وتقريباً أنت دائماً عندك المعلومات حطني في الصورة معك؟

ج: أنا أعتقد انه شهدنا خلال هذه الحرب كيف ان المصالح الشخصية لنتنياهو أملت عليه التصرف كما شهدناها حتى الآن. وبالتالي هو قد نجح استناداً إلى قيام حركة حماس بتنفيذ عملية طوفان الاقصى وبالتالي جرى تكبيرها وتعظيمها. وبالتالي نجح نتنياهو في تجييش المجتمع الإسرائيلي ليعتبر هذه العملية، وكأنها تهديداً لوجود إسرائيل. ذلك ما أدَّى إلى أن يصبح المجتمع الاسرائيلي يجد بهذه العملية وكأن هذه العملية هي المشكلة، وهي التي حصلت في يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وليس لأن هناك مشكلة فلسطينية لم يجر إيجاد الحل الحقيقي لها. المشكلة الفلسطينية عمرها 80 سنة وأكثر. وبالتالي، فقد جرى تجييش المجتمع الصهيوني وبالتالي جرى الاستفادة من عملية طوفان الأقصى من أجل تجييش كل العالم ضد حماس وضد الفلسطينيين، ولهذا تقاطر الرؤساء الغربيون لإعلان تأييدهم لإسرائيل، وحضرت الارمادا الأميركية كلها وصلت إلى إسرائيل بعدين هذا الامر وصل الى منتهاه يعني ما عاد في هناك إمكانية أن تحقق إسرائيل أي أمر إضافي وما عاد هناك من جديد غير المزيد من القتل والتدمير. قتل وتدمير وبالنهاية شهدنا أيضاً كيف حصلت تغييرات وتحولات كبرى بنتيجة أعمال الإبادة التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين، بحيث أن المجتمع الغربي والمجتمع الافريقي والعربي عمدوا إلى القيام بالخطوات المباركة.

الحقيقة يجب أن نذكِّر بها بشأن ما قامت به المملكة العربية السعودية، وأيضاً بالتعاون مع فرنسا، لجهة التوصل إلى إعلان نيويورك، ومن ثمَّ جرى ما جرى بالأمم المتحدة، وكيف رأى العالم بأم عينه من يومين كيف كان يخطب نتنياهو امام صالة فارغة في الأمم المتحدة. وهذا كلّه يعطيك صورة كيف أنّ العالم حصل لديه تغير. وبالتالي يجب ان ننتهز هذه الفرصة من اجل فعليا ان نذهب في الاتجاه الصحيح، وإلى النقطة التي اول شيء يجب أن نحافظ فيها على القضية الفلسطينية. أي حتى لا يصير هناك في تصفية للقضية الفلسطينية، ولا في تهجير الفلسطينيين.

ويجب أيضاً أن ندرك بمسالة ما عرفنا نعالجها بالماضي، وهي انه علينا أن نفرق بين مصلحة القضية الفلسطينية وقضايا الفصائل الفلسطينية. فيجب ان نميز من لها الأولوية. هل هي قضايا الفصائل الفلسطينية ام القضية الفلسطينية هي الأساس. فبالتالي هناك حاجة ماسة أن نعود لنرى بشكلٍ صحيح وواضح ما هي الأولويات، وكذلك أن نعرف أن نحدّد في كل أمر نقوم به ما هي الكلفة لأي عمل نقوم به، وما هو المردود من ذلك العمل.

س: الآن في حديث وهو احتمال حماس أن تقبل بشروط معينه ان لا يكون لها دور في غزه طيب هذا فصيل الان او ميليشيا يقبل بان لا يكون له دور. ولكن ماذا عن الميليشيا في لبنان حزب الله يعني إذا كانت الحكمة عند حماس هل تصل هذه الحكمة الى حزب الله؟

ج: في المبدأ، أنا أعتقد أن هناك توجه عالمي بإنهاء حالة سادت في المنطقة العربية، وهي حال المنظمات المسلحة من خارج الدول في العالم. لذلك، فإنّ هناك حاجة ماسة في عودة السلطة الفلسطينية إلى تولّي مسؤولياتها. وهو أمر في غاية الأهمية، ويجب أن يكون ذلك وما يحصل في غزة يعتبر نموذجاً يحتذى من قبل حزب الله.

والحقيقة انني أود أن اقول انه هناك سؤال كبير لدينا في لبنان. كيف يمكن ان نحول دون ان يجري في لبنان ما حصل في غزة. هذا الثور الإسرائيلي الهائج كيف يمكن لنا أن نتعامل معه بحزم وحكمة حتماً ليس بإثارته واستثارته. هذا أمر طبيعي. ولكن كل هذا مع الالتزام بالحفاظ على ان لا يصار الى تصفية القضية الفلسطينية وليس الى تهجير الشعب الفلسطيني لا من غزه ولا من الضفة الغربية.

أنا أعتقد أن هذا الامر كثير ضروري. طبيعي حزب الله قام بزج لبنان وعمد إلى توريطه في هذه الحرب دون معرفة الدولة اللبنانية. وهنا أنا دعني أقول شيئاً، إنّه في يوم 8 اكتوبر 2023 اسمح لنفسي ان اقول بانني بادرت صباح ذلك النهار وكنت لا اخفي انني كنت منبهرا بما قامت به حماس يومذاك، ولكني كنت شديد الوضوح، حيث أصدرت بيانا واضحا بشكل كبير انه لا يجوز ان يصار الى الزج بلبنان وتوريطه في عملية الاسناد والمشاغلة وإقحامه في حرب مع إسرائيل. ولقد حدّدت اسبابا لذلك قلت ان لبنان يعاني من مجموعة هائلة من المشكلات كذا وكذا وكذا. ولذلك لا يستطيع لبنان أن يتحمل أعباء لا قبل له بها. لبنان يكون أقوى ما يكون عندما يقوم بمساعدة القضية الفلسطينية بعلاقاته الدبلوماسية، بالإعلام وبالعلاقات مع العالم هذا بالإمكان أن يعمله لبنان وهذا أَفْيَد بكثير كثير من ان يتورط لبنان في عمليات عسكرية مثل ما جرى وهذا ما شهدناه. فلذلك انا أعتقد ان نموذج تعامل حماس في وقف هذه الحرب الدائرة في غزة، سوف يشكل رسالة أيضاً كبيرة لحزب الله. وأنّه قد آن الأوان أن نعْمِلَ العقل والمصلحة في إدارتنا لشؤوننا العامة، وان نفهم بالنهاية أن هناك كلفة وأن هناك مردود. اين هو المردود في الاستمرار هكذا. هذا الأمر ينطبق على لبنان كما ينطبق على غزة. وكيف وكم هي عظم الكلفة التي يتكبدها الشعب الفلسطيني من معاناة. الأمر بات غير معقول على الإطلاق، حيث يجري تجريد الانسان من انسانيته. يعني خلينا اقول شغله لك يا سيدي لم يأت عليها أحد: "هول الناس بشر بدن يفوتوا على حمام عدة مرات في النهار وهم لا يستطيعون".

س: لا قصة انسانيه كبيرة معناها يا لطيف نسأل الله لهم السلامة انا الوقت داهمني بس بختم بسؤال ابغى اجابة دولة الرئيس فؤاد السنيورة بنعم او لا طالبت بوحدة الحكم في لبنان هل انت متفائل ان ستكون هناك وحدة حكم قل لي تقييمك الان كأنك لست على الهواء؟

ج: خليني أقول لك وبحكيك على الهواء شوف انا بقول ان ممارسة الامل هو حاجة نفسية، ولكن ممارسة الأمل ضرورية ولكنها لا تكفي. لذلك، أودّ أن أستشهد بمثل لبناني ظريف بس يؤدي المعنى يقول: "الديك عليه يصيح وطلوع الضوء على الله". علينا نحن ان نسعى من اجل فعليا تثبيت وحدة الحكم وان لا نمل، وأن لا نتعب، وأن لا نتوقف عن السعي لضمان تحقيق ذلك والمثابرة عليه. لبنان يمر بمخاطر كبرى ولديه فرص ينبغي اغتنامها إذا لا سمح الله خلينا هذه المصاعب توقف بوجهنا، فإننا بذلك سوف ننصاع لرغبات من هم سيئوا النوايا. هؤلاء الناس اللي بحاولوا يلاقوا افخاخ ومشكلات وبيحاولوا انه يدفعوا نواف سلام الى الاستقالة، وكل هذه الأمور غير مقبولة.

انا أعتقد يجب ان تتضافر جهودنا جميعا من اجل فعليا تثبيت نواف على موقفه وايضا في ارسال الرسائل الواضحة لكل منهما لرئيس الجمهورية ولرئيس الحكومة بان المصلحة الحقيقية لكل اللبنانيين في وجود الحكم في لبنان. كما أنّ هذا الأمر مفيد بالذات لبيئة حزب الله بان يصار الى تطبيق عملية حصر السلاح لدى القوى الشرعية للدولة اللبنانية، لأنها هي الممر الحقيقي والوحيد لاستعادة الدولة لسلطتها الحصرية على كل مرافقها

س: دولة الرئيس فؤاد السنيورة دعني أختم بهذه العبارة لشكرك هذه من أجمل الحلقات التي أنا قمت بها إعلامياً أنا شاكر ومقدر لك أتمنى لك الصحة والعافية وللبنان السلامة وعلى امل حوارات أخرى.

ج: الله يبارك فيك وشكرا لك ولجميع المشاهدين اللي صبروا معنا في هذه الحلقة.

 

تاريخ الخبر: 
29/09/2025