تهنئة صوت الوطن
بكل صدق أقول، لقد شدتنا اذاعة صوت الوطن اليها طوال العشر سنوات التي مضت على تأسيسها. كانت بحق صوت الوطن بكل فتاه وعناصره، وصوت كل مواطن، لانها عبرت عن معاناة الوطن وعن قضايا المواطنين، فكانت قريبة من المواطن، قريبة من مشاعره وأحاسيسه، عاشت معه وفهمت مشاكله وحاجاته، وببساطة وعفوية أفصحت عنها.
التزمت صوت الوطن بقضايا الامة وقضايا الشعب، وباعتدال ومسؤولية، صوبت وعالجت ولفتت الانتباه، واتخذت لنفسها جادة الحق وانتصرت للكلمة الحرة والمسؤولة وحرصت على قول الحقيقة، والتأكيد على تأليف القلوب بين اللبنانيين، والابتعاد وعن كل ما يفرق بينهم ومؤازرة مسيرة السلام والوفاق الوطني في لبنان وعملية إعادة بنائه واعماره.
وكانت صوت الوطن قمة في التوجيه الاجتماعي والخلقي وتأصيل قيم الخير والفضيلة في نفوس الاجيال الشابة وفي اظهار واحياء التراث التاريخي والثقافي لامتنا لكي تبقى اجيالها مشدودة الى تاريخها وتراثها، واولت اهتماما خاصا وعميقا في تنمية الاحساس المرهف والذوق السليم لدى المواطن من خلال البرامج الادبية والشعرية والموسيقية والدينية المختارة التي تبثها في هدأة الليل وسكونه عندما يعود الانسان الى ذاته بعد تعب يوم طويل.
وتترافق هذه المناسبة مع مناسبة عيد الام، الام التي تعطي لحياتنا معنى ولوجودنا قيمة، ولدنيانا بهجة، ووجودها هو عيد لنا في كل لحظة وآن، وقد كرمها الله في كتبايه الكريم وامرنا بالخشوع لها، واني اتقدم من كل امهات لبنان حافظا لهن جناح الذل من الرحمة وداعيا الى الله ان يحفظهن ويجعلهن نعمة ورحمة لنا في الدنيا والآخرة.
وإنني انتهز هذه المناسبة، لاحيي صوت الوطن وكل العاملين فيها، واتقدم منهم بالتهنئة والتقدير على كل ما فعلوه ويفعلون في سبيل خدمة مواطنيهم وفي سبيل تحقيق الرسالة التي ندبوا انفسهم من اجلها، رسالة الخير والمحبة، فعلى مستوى الوطن كله، كانت صوت الوطن، ولتبقى دائما صوت الحق والحقيقة.
كانون الأول 1994