شكراً للرئيس السنيورة
مخافر و محاكم
تسلم دولة الرئيس فؤاد السنيورة وزارة المال في مطلع التسعينات بعد الأحداث الأليمة التي عصفت بلبنان. فجابه كل الصعاب وانكب على العمل المتواصل لإعادة تكوين الجهاز العامل ولإعادة إحياء القوانين والنظم وتطويرها. فجعل من وزارته بجميع فروعها ورشة عمل لا تهدأ حتى أعاد العمل الى الأصول السليمة التي كادت أن تنسى.
وللتاريخ أشهد أن النهار لم يكن ليكفي معالي الوزير لدراسة الملفات، فكان يصطحبها معه ليلاً وفي أيام التعطيل الرسمي لمتابعة دراستها في منزله. وباختصار يمكننا القول أنه أحدث في جميع الإدارات التابعة له نقلة نوعية في أسلوب العمل بتحديث الإدارة ومكننتها، المهمة التي لم تكن لتنجز بالسرعة التي أنجزت خلالها لولا وجوده.
هذا هو فؤاد السنيورة وزيراً للمالية، يطور النظم ويحدث أسلوب العمل ويحافظ على المال العام. أما دولة الرئيس فؤاد السنيورة وبعد ممارسته لمهماته أخذت شعبيته تتسع وتقديره يتعاظم بفضل ظهوره كرجل دولة من الطراز الأول من خلال مواقفه الصلبة والهادئة، المواقف التي اتخذها في سبيل الحفاظ على لبنان بصون دستوره واستقلاله واحترام القانون فيه. واجه الآخرين اقتناعاً منه بصوابية خياراته الوطنية المدعومة من أكثرية اللبنانيين رغم علمه بخطورة الموقف في ظرف تعددت فيه الاغتيالات.
تمترس فؤاد السنيورة في السرايا الكبير المحاصر حفاظاً على الشرعية، رغم التهديدات التي وجهت إليه. أما في حرب تموز، فقد قاد من مقره "مقاومة ديبلوماسية" كلّفته الكثير الكثير من العناء وأدت الى إيقاف الحرب وإلى إصدار القرار 1701 والمقاومة التي لم تبق إلا في ذهن المخلصين للوطن.
بعد هذا الكلام الموجز عن دولة الرئيس فؤاد السنيورة، لا يسعنا سوى شكره جزيل الشكر على كل ما قام به من إنجازات وما اتخذه من مواقف منقذة للوطن، آملين أن يكمل الطريق الى جانب دولة الرئيس سعد الحريري لينجزا المهمة الموكلة إليهما من قبل المعلم الأكبر دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، رحمه الله.