كتلة المستقبل : مستويات التخاطب السياسي في البلاد بلغت حدوداً غير مقبولة

عقدت كتلة المستقبل النيابية اجتماعها في بيت الوسط برئاسة الرئيس سعد الحريري واستعرضت الأوضاع من مختلف جوانبها وفي نهاية الاجتماع أصدرت بيانا تلاه النائب خالد زهرمان فيما يلي نصه:
أولاً: في ضرورة التزام التهدئة والعودة الى لغة التخاطب السلمي:
تعبر الكتلة عن الأسف العميق لما آلت اليه مستويات التخاطب السياسي في البلاد، والتي بلغت حدوداً غير مقبولة ومنها التعرض لكرامات الرئاسات والقيادات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وإذ تؤكد الكتلة على مسؤولية كافة الجهات المعنية في ضبط هذا الفلتان اللأخلاقي الذي يسيء لصورة لبنان وتاريخه الديموقراطي، ويؤجج الخلافات وما تستجلبه من أضرار على السلم الأهلي في البلاد واستقرارها، فانها ترى في العودة الى استخدام الشارع، وسيلة للاعتراض على المواقف أو لبت الخلافات السياسية، أسلوباً غير مقبول من شأنه ان يفسح المجال للمصطادين في المياه العكرة، ويعرض سلامة المواطنين لأخطار يجب تجنبها.
ونوهت الكتلة بالتوجهات التي أعلنها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في هذا الشأن، وشددت على أهمية ما يقوم به لحماية الاستقرار الوطني من أي تداعيات، وفي مواصلته الجهد لتمكين البلاد من تجاوز الأزمة، وحصر الخلافات تحت سقف المصلحة الوطنية التي لا تتقدم عليها أي مصالح شخصية أو حزبية.
وتكبرالكتلة الموقف الذي صدر عن فخامة رئيس الجمهورية ولغة التسامح التي عبر عنها، ودعوته الجميع الى الارتقاء لمستوى المسؤولية في مواجهة التحديات.
ثانياً: في أهمية الالتزام باتفاق الطائف والدستور والميثاق الوطني:
تؤكد الكتلة، في هذه الظروف التي يمر بها لبنان والمنطقة، على أهمية التمسك باتفاق الطائفباعتباره الضمانة الوطنية التي اجتمع اللبنانيون من حولها، وكذلك التمسك بعيشهم المشترك وسلمهم الأهلي ونظامهم الديمقراطي البرلماني الحر. فلبنان دفع غاليا ثمن الصراعات والمواجهات والخلافات الداخلية والإقليمية وتوصل بعد جهد جهيد الى تسوية وطنية تاريخية تمثلت باتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الداخلية، وأعاد إرساء وترسيخ سلمه الأهلي وعيشه المشترك. ولهذا فان الكتلة ترى ان التمسك باتفاق الطائف وبالدستور اللبناني والعودة إلى احترامهما واحترام تطبيق القانون والنظام وإعادة الاعتبار لسلطة الدولة اللبنانية على كامل ترابها الوطني بات أكثر من حاجة وضرورة. ولذا فإنّ الكتلة إذ تلفت عناية اللبنانيين الى أهمية الاتعاظ مما يجري في المنطقة العربية ومما آلت إليه أحوال عدد من دولها وشعوبها التي تعاني من تداع وانقسام. وبالتالي فإنها تحضّ جميع اللبنانيين على التمسك بكل قوة بالإنجاز الكبير والتاريخي الذي حققوه أي بإعادة التأكيد على التمسك باتفاق الطائف والدستور، والعمل على استكمال تطبيقهما والحرص على الابتعاد عن كل عمل أو ممارسة أو محاولة تؤدي إلى تعطيل الدستور أو افراغه من مضمونه. كذلك فإنّ الكتلة تؤكد على أهمية بذل الجهود من أجل التقدم على مسارات الإصلاح الحقيقي التي يقتضيها التلاؤم مع أوضاع البلاد وتقتضيها أيضاً التطورات العميقة الجارية في العالم وكذلك في المنطقة من حول لبنان وعلى أكثر من صعيد سياسي واداري واقتصادي ومالي واجتماعي.
ثالثاً: في أهمية زيارة الرئيس الألماني:
تشيد الكتلة بالزيارة التي يقوم بها رئيس المانيا وصديق لبنان السيد فرانك فالتر شتاينماير إلى لبنان وبالكلام الذي صدر عنه تجاه لبنان. والكتلة إذ تؤكد على أهمية مواضيع المحادثات الجارية معه ومن أبرزها دعم ألمانيا للبنان وللمؤتمرات الدولية الثلاثة التي يجري تنظيمها من اجل مساعدته اقتصادياً وأمنياً وسياسياً وتعزيز استقراره ونموه.
واعتبرت الكتلة ان هذه الزيارة لرئيس ألمانيا إلى لبنان تعتبر خطوة جيدة على طريق دعم لبنان وتأكيد تميزه وفرادته ورسالته في المنطقة والعالم.