الرئيس السنيورة في تابين المؤرخ ابو حسين: كان من الأساتذة الجامعيين المميزين ومن المجلين في ابحاثه وفي متابعته التاريخية لهذه المنطقة

شارك الرئيس فؤاد السنيورة في مراسم دفن المؤرخ الكبير الدكتور عبد الرحيم أبو حسين خلال صلاة الظهر في جامع الداعوق- شارع بلس وقد القى في المناسبة كلمة تابين جاء فيها:
نقف الآن لتأبين أستاذ كريم وباحث مميز وأكاديمي عريق نفتقده ويفتقده معنا الجسم الجامعي في لبنان، وكذلك يفتقده لبنان والعالم العربي، وهو الدكتور عبد الرحيم أبو حسين.
لقد كان رحمه الله من الأساتذة الجامعيين المميزين ومن المجلين في ابحاثه وفي متابعته التاريخية لهذه المنطقة وللبنان بالذات من خلال كتابه المميز صناعة الاسطورة. وبالتالي فقد استحق بجدارة هذه المواقع التي تولاها في عمله الأكاديمي في الجامعة الأميركية كأستاذ محاضر وكرئيس لقسم التاريخ في كلية الآداب والعلوم فيها، وكذلك ما تميّز به من نشاط في الجامعة الأميركية وغيرها من المؤسسات الجامعية التي كان يحاضر فيها.
لقد تسنى لي التعرّف عليه في أكثر من مناسبة، والتالي لأكتشف كيف أنه كان يتمتع بأخلاق الباحث الموضوعي والرصين والمتابع والمنصف من اجل ان يجلوا صفحات من تاريخ لبنان بشكل بعيد عن التحيز. وبالتالي، فقد عمل جهده لكي يذهب الى المراجع الأصلية التي لم يسبقه أحد اليها من اجل ان يحدد مراحل مهمة من تاريخ لبنان بحيث كان هو المبادر والاول في هذه العملية البحثية الذي قام بها.
لقد اكتسب الدكتور ابو حسين ثقة الكثيرين من خلال ابحاثه ومتابعته الاكاديمية كما اكتسب ثقة طلابه اللذين درسوا معه، وبالتالي وجدوا فيه الكثير من الصفات الحسنة والمميزة التي يحترمونه ويجلونه عليها.
نحن نصلي الآن على جثمان هذا الراحل الكبير الذي رحل عنا يوم الجمعة (البارحة)، ونأمل وندعو الله تعالى أن يتغمده الله بواسع رحمته ونسأل له الرحمة والمغفرة بحسنة ما قام به من ابحاث ومن تعليم لعدد كبير من الطلاب اللذين نأمل ان شاء الله ان تتمكن الجامعة من ان تكتسب بعده من يتابع هذه المسيرة العلمية والبحثية الكبيرة التي اختارها.
مرةً جديدةً، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمّده بواسع رحمته، ونسأل لعائلته الصغيرة والكبيرة الصبر والسلوان، كما نسأل لمحبيه وأصدقائه اللبنانيين والعرب أن يتمكنوا ويثابروا على متابعة مسيرته، ولاسيما ان هذه الخسارة التي خسرتها الجامعة الاميركية ولبنان والعرب بوفاته كانت كبيرة وكبيرة جداً نسأل الله تعالى أن يعوضها بمن يقوم من بعده بمتابعتها، كما نسأل له المغفرة والرحمة، وأن يدخله الفسيح من جناته.