الرئيس السنيورة لروسيا اليوم: صيغه لبنان لا تحتمل تهميش او تغييب أحد ولا ان يخرج أحد مغلوبا والاخر غالباً

اجرت قناة روسيا اليوم حوارا مع الرئيس فؤاد السنيورة تناول اخر التطورات في لبنان والمنطقة وفي ما يلي وقائعه:
س: طابت أوقاتكم بعد ان تهدأ المدافع وتصمت من سيعيد بناء لبنان هذا السؤال وأسئلة اخرى نطرحها على رئيس الوزراء اللبناني السابق الذي ادار ازمة حرب 2006 ادارة اثارت الاعجاب واثارت جدلا كثيرا ايضا في الداخل اللبناني الرئيس فؤاد السنيورة معنا من بيروت مرحبا بكم سيادة الرئيس.
ج: مساء الخير لك ولجميع المشاهدين.
س: بالأمس جرى لقاء ثلاثي بين الرؤساء بري وميقاتي وزعيم الطائفة الدرزية الرئيس السابق للحزب التقدمي اللبناني السيد وليد جنبلاط هل هذه خلية ازمه ام انها حكومة مصغرة خاصة؟ مع الإشارة إلى أنّ الجميع ظهروا على الشاشة بدون اربطة عنق وكأنهم يستعدون يعني لأيام عصيبة؟
ج: لا اعتقد هذه ولا تلك. كما علمت هو اجتماع لم يكن مخططاً له. في الحقيقة، كانت هناك رغبة من الزعيم وليد جنبلاط أن يجتمع بالرئيس بري، وكذلك أن يجتمع بعدها بالرئيس ميقاتي. في ضوء ذلك، ارتأى الرئيس ميقاتي ان يلتقوا جميعا عند الرئيس بري دون أن يشغلوا بالهم بما قد يطرأ بعد ذلك من استنتاجات وتساؤلات. وبالتالي أنا أرجو ان لا يعني ذلك أو يستخلص منها البعض اي استنتاجات من هنا أو هناك لا يمكن لنا نحن في لبنان في وارد تلقي تداعياتها. فصيغه لبنان لا تحتمل على الاطلاق تهميش او تغييب أحد ولا ان يخرج أحد مغلوبا والاخر غالباً. هذه هي صيغه لبنان المبنية على العيش المشترك الواحد المتقبل للآخر، وهي الصيغة التي نشعر بأهميتها الآن بكونها النموذج الذي ينبغي احتذاءه ليس فقط في عالمنا العربي ولكن أيضاً في الكثير من دول العالم. هذه الميزة نأمل- إن شاء الله- أنها ستستمر، وبالتالي أن يستطيع لبنان بعد ذلك من أن ينهض من كبوته بإرادة اللبنانيين وبدعم الاشقاء والأصدقاء.
أما بشأن سؤالك عمّن سيعيد إعمار لبنان، فإنّه مما لا شكّ فيه أن هناك أمراً كبيراً وهاماً علينا ان نقوم به كلبنانيين في جمع صفوفنا، وتوحيد إرادتنا بشأن استعادة سيادة الدولة وقرارها الحر، وبالتالي يمكن أن يصبح ذلك الأمر ممكناً بإرادة اللبنانيين ودعم أشقائنا وأصدقائنا في العالم، لاسيما وأنّ قوه لبنان الحقيقية ليست كما كانوا يقولون في الماضي ان قوته في ضعفه، أو بعد ذلك أنّ قوته هي في مقاومته. بل قوة لبنان الحقيقية هي في وحدة أبنائه وحرصهم على سيادة لبنان واستقلاله وحرياته، وبالتالي في إيلائهم الأهمية القصوى لمصلحة لبنان واللبنانيين وليس لمصلحة اي فريق او طرف او دولة أخرى هذه هي قوة لبنان الحقيقية، وهي التي بإمكانها عندما يقتنع اللبنانيون بأن عليهم أن يتجندوا له ويحرصوا عليه- إن شاء الله- فسوف تجد ان هناك إمكانات كبيرة من الدعم الذي يُمكن أن يأتي من اشقائنا ومن أصدقائنا في العالم. المهم ان يكون لدينا رأياً هاماً وأساسياً في استعادة الدولة لدورها وسلطتها التي يثق فيها اللبنانيون ويتحلقون حولها، ويتضامنون مع بعضهم بعضاً من أجل خدمة لبنان، وممارسة الحرص الحقيقي على مصلحة لبنان واللبنانيين.
س: نعم في هذا السياق الذي تتحدثون عنه هناك تأكيد على ان انتخاب رئيس الجمهورية سيتم بعد وقف إطلاق النار الا يستحق لبنان والحرب قائمة الان ان يكون له رئيس كي يمثل وحدة البلاد خاصة، وان الحرب كما يظهر فإنه من الصعب التكهن بنهايتها سنسأل طبعاً عن هذه التفاصيل لاحقا لكن الا تعتقدون بان انتخاب الرئيس ضرورة ملحه الان والحرب قائمة؟
ج: هي ليست فقط ضرورة، بل هي اولوية الاولويات وينبغي ان يصار الى انتخاب رئيس الجمهورية، وأن لا يجري ربط انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية، برأي من هنا وقرار من هناك، أو في اشتراط تحقق أمور وأخرى ينبغي القيام بها قبل إجراء الانتخابات. بعبارة أخرى، ينبغي أن تكون الأولوية الان لانتخاب رئيس الجمهورية، وذلك من أجل ان يستعيد لبنان انتظام مؤسساته الدستورية، وأن تستعاد ثقة اللبنانيين بمستقبل لبنان. إذن علينا أن نبدأ بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ولا داعي لربط هذا العمل باي شرط آخر. وبالتالي يجب ان نعود الى احترام الدستور. حسب الدستور الذي يقول بانه يجري فتح مجلس النواب من دون أي شروط، وبالتالي بإجراء العملية الانتخابية.
أما بالنسبة لتشاور النواب في ما بينهم، فبالإمكان أن يجري هناك، وفي قاعات المجلس النيابي التشاور فيما بين النواب. وهذا حق لهم وهذا واجب أيضاً. ولكن لا يجوز اشتراط إجراء جلسة تشاور قبل الدعوة إلى عقد جلسة الانتخاب. وعلى أن يستمر العمل على استمرار انعقاد الجلسة حتى يتم الانتخاب. ولذلك وبالتالي، فإنه لا يجوز أن يضع أحدهم شروطاً مسبقة، ويُصار إلى تضييع الوقت. ها نحن قد مضى علينا قرابة سنتين حتى الآن، ونحن لم ننتخب رئيساً للجمهورية ونحاول ان نبرر ذلك بأعذار لا تقوم على ساق، وهي أعذار ليست على الاطلاق مقبولة. لقد شهدنا كيف تدحرج الوضع اللبناني نحو الانهيار منذ سنتين وحتى الآن. ينبغي ان نتوقف عن كل هذه الاشتراطات، ونبادر فوراً، وبدون أي شروط إلى البدء بعملية الانتخاب.
س: ألا تعتقدون ان الامور اصبحت الان أسهل ام انها تعقدت في غياب السيد حسن نصر الله؟
ج: أول شيء، من الطبيعي أن نتأسف على اغتيال سماحه السيد حسن نصر الله، ولكن علينا بالتالي الآن أن نتصرف مواقع المسؤولية الملقاة علينا كمسؤولين وكمواطنين. كما نعلم جميعاً أنّ المواطنين يريدون ان يفتحوا نافذه من الامل، وبالتالي أيضاً ينبغي على المسؤول دائماً أن يلتقط هذه الإشارات، ويحاول ان يحول المشكلة الى فرصة، ولاسيما وأنّ اللبنانيين ليسوا هم من تسبب باندلاع هذه الحرب الدامية والمدمرة. نحن نمر بأزمه خطيرة، وبالتالي يجب أن لا نستسلم لها. علينا أن نحوّلها إلى فرصه نستطيع من خلالها ان نعيد استنهاض لبنان، والعمل على إخراجه من هذه الازمه الخطيرة التي تعصف به. فلذلك الان يجب أن تتوجه كل الجهود من أجل توحيد الموقف الداخلي بين اللبنانيين وضرورة أن تجري الانتخابات ويتم التشاور داخل قاعه مجلس النواب بين النواب أنفسهم بالطريقة التي تعارفوا عليها على مدى على مدى الـ80 سنه الماضية من عمر لبنان.
س: نعم يعني بخبرتكم الطويلة في إدارة الدولة وخاصة في المجال الاقتصادي والمالي برأيكم من هو الاكثر قدرة الان على توحيد لبنان وان يكون في منصب الرئاسة لا نريد ان يعني ان نضعكم في زاوية محرجة ان تختاروا اسماء معينه ولكن في الاقل ما هي مواصفات الرئيس الذي تتمنون ان يكون في سدة الحكم قريباً؟
ج: برأيي هو الرئيس الذي يستطيع ان يجمع اللبنانيين لا أن يفرقهم. بداية لنرى ماذا ينصّ عليه الدستور اللبناني الذي يورد في نصوصه ان الرئيس هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن. أي انه على عكس ما جرى من ممارسات على مدى السنوات الماضية في ان الرئيس ينبغي ان يكون الأقوى من أكبر فريق مسيحي في لبنان. رئيس البلاد ينبغي ان يكون الشخص الذي يحظى بثقة اللبنانيين لأنه سيكون رئيس الجميع وليس رئيس المسيحيين فقط، بل هو رئيس لكل اللبنانيين. وبالتالي عليه أن يكون قادراً على أن يجمع اللبنانيين، ويكون من أهم واجباته حماية الدستور، وصون وحدة اللبنانيين. وهو يتوجب عليه إجراء استشارات نيابية ملزمة بإجرائها وبنتائجها لاختيار رئيس الحكومة المكلّف ليتولّى تأليف الحكومة الجديدة. وعليه أن يأخذ بيد اللبنانيين لكي يصلوا الى التوافق في ما بينهم على تأليف حكومة جديدة. حكومة تمثلهم في ظل نظام ديمقراطي برلماني بحيث تكون ممثلة للأكثرية ولكن على شرط ان تكون هناك اقلية غير مهمشه. وبذلك يستقيم العمل الديمقراطي وتستقيم عمليه المحاسبة والمساءلة للحكومة. هذه العقد والعراقيل التي تعرضنا لها كلبنانيين يجب ان نستخلص منها الدروس والعظات، ولاسيما من الممارسات الخاطئة التي ارتكبت خلال هذه السنوات العشرة أو الـ15 سنة، وبالتالي يجب علينا كلبنانيين أن نعود إلى احترام الدستور. رئيس الجمهورية يجب ان يكون قادرا على فهم الامور وعلى الاستيعاب وبالتالي ان تكون له القيادية اللازمة لجمع اللبنانيين. يجب أن نعلم أن الرئيس ليس هو رئيس السلطة التنفيذية الحكومة هي السلطة التنفيذية، ولكن الرئيس هو رئيس كل السلطات وليس رئيس لفريق من اللبنانيين. هذه هي الصفات التي ينبغي ان يتمتع بها، وان تكون لديه القدرة على الايحاء بالثقة للبنانيين وللمجتمعين العربي والدولي. نعم على أساس انه هو الشخص الذي يحترم الدستور، وهو الحامي للدستور ولاتفاق الطائف، هذه هي الصفات الأساسية لرئيس الجمهورية العتيد.
س: هل لديكم اسماء معينه في المفكرة الخاصة بكم؟
ج: بدايةً، أنا لست نائباً، ولم أعد عضواً في المجلس النيابي ولست ايضا في السلطة التنفيذية. ولكن استناداً إلى الخبرات التي اكتسبتها على مدى أكثر من 30 سنه في العمل السياسي العام ارى ان هناك حاجة ماسة من اجل انتخاب رئيس جمهوريه جديد، وان يكون هذا الرجل قادرا على ان يحظى بثقة المجلس النيابي وثقة اللبنانيين وان يكون صاحب كفاءة عالية. يعني مش أي شخص بنجيبه من العدم ما عنده أي خبرة ولم يمارس أي عمل عام. إذْ على الرئيس أن يقوم بعمل قيادي ورؤيوي، بحيث يكون مشكوراً على أدائه المميز، وليس أداءً مشوباً بأي عيوب. هذه هي الحقيقة التي ينبغي ان نركز عليها.
س: نعم تتحدثون عن مسؤوليه حزب الله في الوضع الذي وصل اليه لبنان الان اليوم نلاحظ ان هنالك مكاسب في ارض المعركة يحققها الحزب. طبعاً نتمنى أنه سوف يستطيع التصدي لهذا العدوان الى النهاية. برأيكم ما هي صورة الوضع الآن وما هي قراءتكم؟ انا اعلم انكم لستم خبيرا عسكريا، ولكنكم تعرفون شعاب لبنان ما هي الصورة الان برأيكم وهل هذه الهزائم وان كانت صغيرة الان ونأمل ان تتسع ستقلل من شهية اليمين الاسرائيلي بزعامة نتنياهو في الذهاب ابعد في غزو لبنان
ج: بداية، ليس الوقت الآن وقتاً للتلاؤم ولا للشماتة على الاطلاق. بل هو الوقت لجمع الصفوف والعمل من أجل إنقاذ لبنان. ولكن أودّ أن أقول أمراً يجب أن ندركه ونفهم ماذا أدّى إليه من تبعات، وهو أن الحزب، وعلى مدى السنوات الماضية، تحوّل من عمله كمقاوم، أي كوماندوس، إلى أن يتحوّل إلى جيش، وحيث طُلِبَ منه من قبل إيران أن يتدخل في عدّة ساحات إقليمية لحفظ مصالح الدولة الإيرانية في العراق وسوريا واليمن وغيرها، مما زاد من انكشافه وضاعف من عدائية عصومه. وهو بذلك أصبح جيشاً إلى جانب الجيش اللبناني، ولكن ربما بقوة نارية أفضل بكثير. ولكن الحزب، وعندما تحول إلى جيش، فقد بات عليه ان يصطدم مع الجيش الاسرائيلي الذي يتفوق عليه بالقوة النارية وبالقوة الجوية وبالقوة التكنولوجية والقوة الاستخباراتية، وهو الذي أيضاً يحظى بالدعم اللامحدود الذي تحظى به اسرائيل من القوى الأساسية في العالم، والتي عملياً أعطت إسرائيل شكا على بياض من اجل ممارسة القتل والتدمير في لبنان مثلما فعلت حتى الآن في غزة. وهكذا نشهد ما حققته إسرائيل من إنجازات في مضمار القتل والتدمير والتخريب في غزة وكذلك في لبنان.
بالمقارنة، ومن جهة أخرى، أنا اعتقد ان التجربة التي شهدناها يوم الأمس وأمس الأول من قبل حزب الله، وحيث شهدنا أداء أفضل لحزب الله في تصديه البري لوحدات من الجيش الإسرائيلي. ولذلك نجد ان عندما عمل حزب الله على انه كوماندوس نرى انه قد حقق انجازاً. هذا الامر يوجب علينا أن نستخلص العبر منه. وبالتالي، فإنّ كل هذه الاقاويل التي كانت تقال ان حزب الله هو الذي سيمثل القوة الرادعة في لبنان وهو الذي يمثل قوة للبنان، وأنّه القوة العسكرية الضاربة. ولكن ما حصل كان عكس ذلك. ولذلك، فإنّ علينا الآن أن نتعظ، ويجب ان نستخلص العبر الصحيحة، ولكن بدون أي تلاؤم. يجب علينا أن نتصارح مع بعضنا بعضا وبشجاعة وبرغبة في آن، وفي ان نتوصل إلى إنقاذ لبنان، إذْ لم يعد الوقت الان مسموح لنا ان نضيعه وندع وطننا عرضة للغرق والهلاك.
س: هل برأيكم يستطيع رئيس حكومة تصريف الاعمال السيد ميقاتي ان يعلن من جانب واحد وقف إطلاق النار؟ وما هي الشروط التي ينبغي ان تتوفر داخليا لمثل هذا الاعلام في ضوء المكاسب التي تتحقق في الميدان الان؟
ج: أنا اعتقد ان هذا الامر يجب أن يتولاه أحد، وباعتقادي، وكما اقول ان في لبنان الان ادوارا تبحث عن ابطال وانا اعني ما اقول في هذا الظرف الصعب الذي يعيشه لبنان. وهنا لا بد لي ان اقول ان هناك بطلين ينبغي ان ينبريا من اجل ان يتحملا هذه المسؤولية، ولاسيما في غياب رئيس الجمهورية، وهما رئيس المجلس النيابي بكونه رئيس المجلس النيابي وايضا رئيس حكومة تصريف الاعمال بكونه كذلك من اجل ان يقوما بما ينبغي عليهما أن يقوما به، وأول شيء يجب أن يقوما به في هذا الصدد، هو في العمل على تعزيز الوحدة الوطنية بين اللبنانيين، والذي هو السلاح الأمضى والسلاح الاساس للحفاظ على لبنان، وصون وحده أبنائه، وأن يعملا من أجل جمع اللبنانيين نحو الالتزام بهدف واحد، ألا وهو انقاذ لبنان الآن، وأن يصار الى توضيح الصورة أمام اللبنانيين بشكلٍ واضح بانه لم يعد جائزاً أن تربط عمليه انتخاب رئيس الجمهورية بساحة أخرى، وأعني بذلك جبهة غزة، وحيث يقوم بالتقرير بشأنها اشخاص اخرون ودول أخرى. نحن علينا ان نعود الى لبنان وان يكون القرار قرارا لبنانيا من اجل انقاذ لبنان. وبالتالي تجدر المسارعة الى عدم ربط قرار لبنان بساحة غزة، وماذا يجري في غزة. كذلك أيضاً التأكيد على ان نطالب بوقف فوري لإطلاق النار عبر مجلس الامن، وذلك على اساس ان لبنان سيعود الى الالتزام بالاحترام الكامل والتطبيق والتنفيذ الكامل للقرار 1701، وهو القرار الذي صدر خلال فترة حكومتي الاولى في العام 2006. وأيضاً أن يُصار كذلك الى البدء فوراً بعملية انتخاب رئيس الجمهورية. نعم، لم يعد جائزاً أن يستمر تأجيل إقرار كل هذه الأمور. الآن البعض يقول نريد أن نعمل وأن نجري ذلك، ولكنه بالتالي يرجع ويلاقي فركوشة من هون، وقصة من هناك، وبالتالي تتأخر عملية انتخاب الرئيس. الحقيقة أنه، يجب علينا أن نواجه الامور بشجاعة وبحكمة وقيادية. نعم، هذا هو المطلوب لإخراج لبنان من المآزق المنهالة عليه.
س: في الحرب اللبنانية الثانية وهكذا أُطلق على حرب 2006 بذلتم جهوداً يُشار إليها في جميع الأحوال من أجل وقف إطلاق النار، وكذلك في المسائل المتعلقة بإعادة البناء ولكن الوضع العربي بات متهالكاً كما هو عليه الآن. هذا فضلاً عن أن الوضع الدولي آنذاك كان فيه قدر من التوافق على النقيض مما هو عليه الآن. الآن نشاهد انقساماً حاداً واسعاً، وحرب باردة جديدة. كما أنّ الوضع العربي كما قلنا قد أصبح متهالك. هنالك تشظي وانقسامات هل تعتقدون بانه بالإمكان ان يحصل لبنان على هذا الدعم لإعادة إعمار وبناء ما تهدم بنائه بعد ان تنتهي الحرب، والتي نتمنى ان تنتهي بسرعة؟
ج: شوف، أود أن أقول لك امراً مهماً بهذا الموضوع، وهو بدايةً ضرورة أن يكون المسؤولون الذين سيتولوا المسؤولية في لبنان موضع ثقة واحترام واعجاب من قبل الناس. فبالتالي، إنَّ القوة الأساسية للبنان هو أن يعرف اللبنانيون كيف يختاروا من يمثلهم. يختار لبنان ويختار المجلس النيابي اشخاصا مشهود لهم بالكفاءة والنزاهة لإدارة شؤونهم العامة ابتداءً من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والوزراء، ليس فقط بالنزاهة، بل أيضاً بالكفاءة والنزاهة، وأيضاً أن يصروا على احترام الدستور، وأيضاً التصرف من باب الشعور بالمسؤولية، وأن تكون لديهم القيادية.
هذه هي بعض من تلك العناصر التي تكوِّن عناصر الثقة.
خليني اقول لك شغلة، هناك قول بالعربي يقول: "ان لله رجالا اذا ارادوا أراد". انا اعتقد ان المسؤولين الذين يمكن ان يصار الى انتخابهم وبالتالي الى ان يتولوا مسؤولية تأليف الحكومة امر شديد الأهمية، والذي على أساسه ينبغي أن يصار إلى تعيين الوزراء الذيم سيشغلوا المناصب الوزارية. لذلك، إذا تمّ اختيار الاشخاص الجديرين والكفوئين والنزيهين والقياديين، والذين يستطيعوا ان يتولوا ادارة الأمور العامة بشكل كفوء وفعال، نعم نستطيع عندها أن نكسب ثقة الناس، وكذلك أيضاً في كسب ثقة الاشقاء والأصدقاء. نعم، أريد أن أقول لك أمراً في غاية الأهمية، وهو يا اخي انه خلال هذه الفترة الماضية ضيع لبنان على نفسه الكثير من الفرص التي كانت متاحة، ولاسيما في أنه لم يقم بصيانة العلاقات الودية والصحيحة بين لبنان واشقائه العرب وبين لبنان والمجتمع الدولي هذه كلها من الصفات الأساسية التي ينبغي أن يتمتع بها المسؤولون في لبنان لكي يستطيعوا أن يتحلموا وزر تحمل المسؤولية العامة في لبنان.
س: بودي أن أسال أين هو دور وموقع وموقف السيد سعد الحريري، وأنتم طبعاً تُعتبرون وإياه في حركه واحدة؟
ج: نعم الأخ سعد موجود بأبو ظبي، وهو ارتأى خلال هذه الفترة التي لا اعلم الى متى في أنه سوف يبتعد عن العمل السياسي. طبيعي هو مستمر في التواصل، ولكنه قد أخذ قراراً وحتى الآن بانه سوف يبتعد عن العمل السياسي.
س: نعم هل توجد فكرة لديكم لدى نظرائكم من رؤساء الحكومات السابقين تشكيل هيئه يعني فلنقل هيئة الحكماء في هذه الفترة الحرجة من تاريخ لبنان من اجل ان تضع على الاقل مقترحات لمن هم الان في السلطة التنفيذية وفي السلطة التشريعية؟
ج: لقد عملتُ وناديتُ، وعملت وعلى مدى سنوات طويله على الاقل منذ العام 2011 على تأسيس ما يسمى بنادي رؤساء الحكومة السابقين، وهذا النادي مؤلف من سعد الحريري ومن نجيب ميقاتي ومن تمام سلام ومني. ومن الطبيعي ونحن بغياب سعد الحريري، لكونه موجوداً في الخارج، أن نجتمع دوريا بيننا نجيب ميقاتي وتمام سلام وانا، وبالتالي أن نتداول بأمورنا العامة في هذا الشأن. ونحن نجتمع أكثر من مرة في الشهر الواحد. وطبيعي هناك حاجة لان يكون هذا النادي من حكماء لبنان ليتخطى بكونه فقط مجموعة رؤساء الحكومة السابقين الذين كلهم من السنة. ولذلك أنا دائماً اتمنى وارغب واعمل من اجل ان يكون هناك نادياً من حكماء اللبنانيين من كافة الاطياف والطوائف والمذاهب، وبالتالي يكون بالإمكان عندها لأن يمارسوا دوراً في تصويب البوصلة الوطنية بسبب ما راكموه وبات لديهم خبرات ومن ترفع ونزاهة وابتعاد عن خدمة المصالح الشخصية، وأن يكونوا غير متحيزين. هذا هو اهميه مجلس حكماء وان شاء الله ان يحصل هذا. تجدر الإشارة إلى أنه، وفي مرات عديدة، كنا نجتمع كرؤساء جمهورية سابقين ورؤساء مجلس وزراء سابقين، وكنا نصدر بيانات في مناسبات كثيرة، وهمها تصويب الجهد العام لما فيه خدمة للبنان واللبنانيين.
س: نعم قبل ان اسالكم عن تقييمكم للموقف الروسي اليوم بالمناسبة وصلت طائرة مساعدات انسانية قامت بنقل معونات الى لبنان هبطت في مطار الحريري من روسيا سأسأل عن الموقف الروسي وأنتم تعرفون العلاقات الروسية اللبنانية تمتد لسنوات طويلة ما مدى التنسيق بين حكومة تصريف الاعمال وحزب الله يعني الجناح السياسي لحزب الله يعني لاحظنا غياب ممثل عن الحزب في هذا اللقاء الثلاثي ومن غير المعروف ما اذا كانوا قد تشاوروا ام ان السيد بري هو يمثل الصوت صوت حزب الله الان في كل اللقاءات؟
ج: بدون شك، انّ الذي يقوم بهذه الاتصالات مع حزب الله هو الرئيس بري، والمهم أيضاً بما ينبغي أن تقوم به الحكومة اللبنانية أيضاً. ونرى أنه قد يكون من المفيد أن يجري اقتفاء أثر ما قامت به حكومتي في العام 2006 بانها خلقت مسافة ما بين الحكومة اللبنانية وبين حزب الله آنذاك. وهذا الامر ضروري جداً حتى تستطيع الحكومة ان تستعيد الحيادية المطلوبة، وتتمكن من مخاطبة المجتمعين العربي والدولي، ولتستعيد وفي هذه الظروف الصعبة مظلومية لبنان.
أما وفيما خصّ العلاقة ما بين لبنان وروسيا او الاتحاد الروسي، فمن دون أدنى شك، هي علاقة قديمة، وهي مستمرة وعلى مدى عقود طويلة من الزمن. ونحن دائماً نذكر بالخير لتلك العلاقة القوية، ولاسيما في الفترات التي وقف فيها الاتحاد السوفيتي آنذاك لدعم لبنان والحقوق العربية. وأيضاً بعد ذلك ما قام ويقوم به الاتحاد الروسي. ونحن نشكر الرئيس بوتين كما ذكرتم لي الآن عن الطائرة التي ارسلها الاتحاد الروسي اليوم والرئيس بوتين من أجل إعطاء إشارة لتقديم الدعم السياسي والمادي الذي يكنه الرئيس بوتين والشعب الروسي للشعب اللبناني، وذلك إسهاماً منهما في تمكين لبنان من تخطي الازمة الخطيرة المستحكمة فيه. حتى الان وبدون أدنى شك، فإنّ هناك أمراً لا بدّ من التطرّق إليه. ذلك لأنّ اللي عم نشوفه نحن الآن يعبّر عن مدى وحدّة المشكلات التي نتعرّض لها نحن في لبنان، هي عملياً كلها مظاهر لمشكلة أساسية، وهي تتعلّق بفشل المجتمع الدولي حتى الان والغرب بشكل عام في أن يتوصل إلى إيجاد حلّ حقيقي للمشكلات الحقيقية التي تعصف بالشرق الأوسط، وهي المشكلة الفلسطينية والقضية الفلسطينية. انها هي أُمّ القضايا في المنطقة. وبالتالي، فإنّ المسألة تتعلّق بتنفيذ كل القرارات الدولية التي صدرت عن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة. للأسف، هناك من مزقها امام اعين المجتمع الدولي مزقها ومسح فيها الأرض. وذلك على مدى عقود طويلة ماضية، وهي إسرائيل. ولقد كانت هناك بعض الدول الغربية التي كانت تدعم إسرائيل في هذا الشأن في كل ما تقوم به.
السؤال الآن: أما آن الأوان للضمير العالمي، وأيضاً المجتمع الدولي ومجلس الامن الدولي ان يستيقظا ويدركا أنّ هناك مشكلة كبرى تعصف في هذه المنطقة وأن عليها أن توقف تجاهلها وتقاعسها للمحافظة الحقيقية على الأمن والسلم العالمي، أكان في المنطقة أو في العالم. وهي على العكس وضعته على شفير الهاوية بسبب هذا الاستمرار وهذا الامعان في عدم تنفيذ القرارات الدولية. ما معنى أن تتخذ قرارات دولية، وان يصار بعد ذلك إلى رميها في سلة المهملات ولا يصار إلى التأكيد والتشديد على أهمية تنفيذها.
س: نعم في اقل من 20 ثانيه اسرائيل الوقحة اعلنت السيد غوتيريش شخصاً غير مرغوب فيه وهذه لأول مرة في تاريخ الامم المتحدة طبعا هم اغتالوا أحد الامناء العامين لكن ان تصل الحد الى اعتبار الامين العام وهو الشخصية الدولية الاولى شخصا غير مرغوب به كيف تصفون هذا الاجراء في اقل من عشر ثواني لو تسمحون؟
ج: هيدا هذا حسب ما يقوله بيقولوا المثل العامة يعني ليش إسرائيل عم تعمل هيك بدك تشوف مين عمبقويها. يعني هذا الامر أن هناك من يقويها ويمنحها هذا الترخيص بالقتل، هذا الترخيص بالتدمير، هذا الترخيص بعمليات الإبادة الجماعية. هذا الترخيص الممنوح لإسرائيل يمكنها من أن تضرب بِعرْض الحائط كل القرارات الدولية ما معنى هذا الكلام بأن تقوم بالتجرؤ على الأمين العام للهيئة العامة للأمم المتحدة هذا كلام خطير وغير مقبول. وبالتالي أقول، لقد آن الاوان ان نقف كلنا صفاً واحداً من أجل أن نعزّز فرص عودة السلام الحقيقي المبني على سيادة العدالة والحق، وأنه ليس من المقبول أن يستمر الوضع الدولي بهذه الحال من اللامباراة وعدم التصرف بمسؤولية. المؤسف وحتى الآن، انه لم تصدر اي ردود افعال شاجبه من التحالف الانغلوساكسوني في العالم على هذا التصرف الإسرائيلي.