الرئيس السنيورة : إسرائيل تقصف لبنان مثل ما كانت تقصف غزة وهي التي تدَّعي المظلومية
اجرت قناة الحدث من محطة العربية حوارا مع الرئيس فؤاد السنيورة تناول اخر التطورات الراهنة وفي ما يلي نصه:
س: معنا مشاهدينا من محافظه جبل لبنان رئيس الوزراء اللبناني الاسبق فؤاد السنيورة دولة الرئيس مساء الخير وأهلاً وسهلاً بك معنا على العربية الحدث. هناك توصيف سائد اليوم بان حكومة تصريف الأعمال في لبنان هي في حالة إرباك، وحزب الله في حالة فقدان توازن، وبالتالي يجدر السؤال من يقود عمليه انقاذ لبنان؟
ج: مساء الخير لك ولجميع المشاهدين. بدون شك أنَّ العمليات العسكرية التي قامت بها وارتكبتها إسرائيل مؤخراً كبيرة، وكبيرة جداً، وأنَّه وعلى صعيد آخر، هناك من جهة أطرافاً لازالت في حالة انكار لما جرى، وعدم الاعتراف بِعِظَم ما جرى، وأنّ هناك من طرف آخر من لايزال يُراهن على ما يمكن أن تحققه إسرائيل الآن في الحرب التي تخوضها ضد حزب الله.
هناك أيضاً بالطبع اشكالات كبرى تكتنف موقف الحكومة اللبنانية وكيف عليها أن تتصرف في ضوء ما حصل الآن. أنا اعتقد أنّ معالجة الأمور، وكما وصلت إليه حتى الآن، يتطلب الكثير من التبصر والحكمة والرصانة.
المآسي الكبرى التي بات يتعرّض لها اللبنانيون من قتل وتدمير وتهجير قسري، وحالة الإذلال التي يعاني منها النازحون، ولاسيما اولئك الذين اُنتُزِعوا من قراهم وبلداتهم. وبالتالي حيث لا يجدون مأوى لهم. إنّ هذا الأمر يوجب على كل مسؤول ان ينظر بعين العقل والعاطفة في آنٍ معاً من أجل إيجاد حل حقيقي لما جرى ويجري. في هذا الصدد، أنا أميل إلى الاعتقاد أنّ في لبنان الآن نافذة وطنية قد فتحت بنتيجة هذا التغير الكبير الذي جرى على الساحة اللبنانية. وبالتالي، فإنّ الأمور تتطلب المزيد من التبصر والحكمة يمكن تحقيقه، ولكن كل ذلك يجب أن يجري تحت عنوان أساسي، وهو ضرورة العودة الى الدولة بشروط الدولة اللبنانية، وأعني بذلك إقرار الجميع بوجوب العودة الى تنفيذ القرار 1701 الذي صدر في العام 2006، والذي من بناءاته القرار 1559 الذي صدر في العام 2004. بالمناسبة، فإنّ ما يتضمنه القرار 1559 هو من بناءات اتفاق الطائف الذي ينص صراحة على ضرورة إنهاء كل المليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وسحب سلاح كل هذه المجموعات، وذلك لتعود الدولة صاحبة السلطة الواحدة والوحيدة في لبنان التي تحتكر حمل السلاح واللجوء إليه عند الاقتضاء في لبنان.
س: طيب دولة الرئيس يعني حضرتك تتحدث عن تغيير، وعن نافذة فتحت من خلالها يمكن أن يحصل تغيير. لكن الجانب الآخر، وأتحدث هنا تحديداً عن حزب الله يعني منذ قليل أشرنا الى ما جاء في الندوة الصحفية لحزب الله اليوم بأن الحديث لازال مبكر عن أي حلول سياسية، ولا للاستثمار سياسياً. هكذا يقول الناطق باسم حزب الله محمد عفيف، ويقول أيضاً بأنّه الحزب لايزال في أولى مراحله في الاشتباكات مع الجانب الاسرائيلي وبالتالي اين يكمن هذا التغيير الذي يمكن البدء من خلاله للمضي نحو اي حل لبناني داخل كنف الدولة اللبنانية؟
ج: من الطبيعي أن نعترف أنَّ الأمر يتطلّب أن نكون موضوعيين، وأن نتفهَّم في الوقت ذاته كيف تتصرف الأحزاب العقائدية، وكيف تحاول أن تتكيف تدريجياً مع المتغيرات. بدون شك ان هذا الكلام الذي يقوله الناطق باسم حزب الله محمد عفيف، هو موجّه الى قواعد حزب الله. وبالتالي، فإنّه ومن وجهة نظر حزب الله، فإنّ عليه أن يعبّر عن هذا الامر، ويقول أنهم مستمرون في التصدي لإسرائيل. وباعتقادي أنهم سيستمرون هكذا على طريق هذه المواجهة، والتي يتوجّب عليهم أن يستمروا في اعتمادها ريثما يصبح من الممكن أن تتغير السردية بفعل تضافر عدد من المتغيرات.
في الحقيقة، فإنّه كان على الحزب، ومن زمن طويل أنْ يعتمد طريقة مختلفة في تصديه لإسرائيل، أي أن يستمر في اعتماد أسلوب الكوماندوس. وها هم بالفعل يحققون إنجازات عسكرية في هذا الصدد، بعد أن شنّت إسرائيل هجومها البري على لبنان. وها هو الحزب يلحق خسائر في جيش العدو الإسرائيلي. ذلك على النقيض من الأسلوب الذي اتّبعه الحزب منذ عدة سنوات، وذلك عندما بدأ في التحوّل إلى أسلوب الجيش العسكري، ولاسيما أنّ الحزب، وكجيش لا يستطيع أن تكون لديه القوة النارية، ولا القوة الجوية، ولا الاستخباراتية، ولا القوة التكنولوجية التي يتمتع بها الجيش الإسرائيلي. كذلك ليس لدى الحزب الدعم اللامحدود الذي يتمتع به الجيش الإسرائيلي. عملياً وخلال العقد الثاني من هذا القرن، تحوّل الحزب إلى مثابة جيش مع انخراطه في الأعمال العسكرية التي دفعته إيران إلى الانخراط فيها في كل من سوريا والعراق واليمن، وذلك ما أدّى إلى انكشافه من جهة، وإلى تضخيم دوره والتوقعات منه، وهو ما أضرّ به.
الآن، نحن وصلنا الى ما نحن عليه الان وهناك توجهات جديدة يجب أن نتمسّك بها، وأن نعطيها حظها في أن يُصار الى الالتزام بها وهذه هي البداية. ذلك أنّه يجب علينا في لبنان أنْ نتقدّم على مسارين اثنين، وبشكلٍ متوازي، المسار الأول وهو السعي إلى وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته.
والمسار الثاني، هو في العمل من أجل أن يُصار إلى فتح مجلس النواب ووجوب انعقاد المجلس، وبدون التمسّك بأي أعذار، ودون وضع أي عراقيل من هنا أو هناك، من أجل أن يُصار إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية يحظى بثقة اللبنانيين.
هذا هو ما ينبغي ان ننظر إليه الآن في لبنان، وغير ذلك هو تضييع للوقت والفرص.
س: طيب دوله الرئيس يعني كيف يمكن الحديث اليوم عن القرار 1701 أو القرار 1559 في الوقت الذي يقال بانه ليس هناك أو أنه يعاب على هذه الحكومة، حكومة تصريف الاعمال، من عدم قيامها بأي تحركات دبلوماسية مكوكيه يمكن ان تضع المجتمع الدولي امام التزاماته. نتحدث هنا عن جانب الامريكي مثلا هو قالها بصريح العبارة بانه يدعم ما تقوم به اسرائيل في لبنان؟
ج: شوفي، فعلياً يجب أن نقر أنّ هناك خطأً ارتكب من البداية، من قبل حكومة تصريف الأعمال، وذلك على عكس ما قامت به حكومتي عندما هاجمت إسرائيل لبنان في العام 2006. ودعيني هنا أذكّر بشيء أساسي، وهو الموقف الذي اتخذته الحكومة التي كنت أرأسها عندما أعلنت اسرائيل بدء عملياتها العسكرية في لبنان في 12 تموز 2006. يومها وقفت الحكومة اللبنانية، وقالت وبشكلٍ واضح وصارم وقوي، نحن لم نكن نعلم بهذا الامر وليس لدينا أي علم به، والحكومة فوجئت بالعمل العسكري الذي قام به حزب الله عبر الخط الأزرق، وهو لم يخبر الحكومة به. ونحن كحكومة لا نتبنى ما جرى، ولكننا وكحكومة سوف نتصدّى للهجوم الإسرائيلي، بكون الحكومة هي الممثل الوحيد والشرعي للبنان، وهي صاحبة السلطة في لبنان.
الذي جرى في العام 2023، وتحديداً يوم الثامن من شهر أكتوبر كان مختلفاً، الحكومة اللبنانية لم تقل إنها لم تكن على علم، ولا قالت إنها لا تتبنى ولا حتى قالت إنها ستكون صاحبة القرار في لبنان. هي لم تقل شيئاً، وذلك على عكس ما حصل في حكومتي.
ما قامت به حكومتي آنذاك هو الذي سمح لها أن تخلق مساحة ومسافة ما بين الدولة اللبنانية وحزب الله. هذا مع العلم أنه في الحالين، حزب الله قام بعمليات عبر الخط الازرق بدون أن يعلم الدولة اللبنانية، ولكن في العام 2006، الدولة قالت إنها لا تتبنى، وبينما في العام 2023 الدولة سكتت، وحتى لو قالت كذلك لكان من الممكن أن تخلق مسافة بينها وبين حزب الله، وهو ما كان يمكن أن يشفع لها عند المجتمع الدولي وعند الولايات المتحدة. هذا الامر لو حصل، فإنّه كان من الممكن للبنان أن يستعيد المظلومية.
الأمر الغريب فعلياً اليوم، هو أن إسرائيل تقصف لبنان مثل ما كانت تقصف غزة، وهي التي تدَّعي المظلومية. بينما في الحقيقة، هناك أكثر من 42.000 ضحية، وأكثر من 120.000 جريح في غزة، وجرى تدمير غزة بكاملها. ونحن الآن لدينا أكثر من 2.500 ضحية، وأكثر من 12.000 جريح، وأيضاً وللأسف ليس لدينا المظلومية التي يجب أن نستحقها، وأن هناك قرابة ربع السكان اللبنانيين مهجرين ومشرّدين في شتى أنحاء لبنان. لهذا، فإنّه يجب علينا أن ننظر الى الامور من كل الزوايا، ونحاول أن يحدث اختراقاً لوجهة نظرنا لإقناع المجتمع الدولي بها، ولكي نسترجع مظلوميتنا من جهة، ولنحقق وقفاً سريعاً لإطلاق النار.
س: طيب دولة الرئيس، أُريدُ الحديث هنا عن تصريحات بلينكن عندما يقول بأنه يجب على الدولة أن تفرض نفسها لمواجهة حزب الله وكأنه يعني أنَّ الولايات المتحدة الأميركية يمكن القول بأنها رفعت يدها ودعت لبنان الرسمي يواجه مصيره مع حزب الله. هل هو قادر على ذلك اليوم؟ أم أصلاً هل لبنان ينوي أن يأخذ أي خطوة؟
ج: الآن وقد وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم، فإنّ علينا الآن أن نُدرك أنّ حزب الله، وبالرغم من التأثير والنفوذ الذي لايزال لديه في لبنان في عملية اتخاذ القرار. فإنَّه، وبعد خسارته لقياداته، فقد باتت إيران هي التي تمارس عليه، وبشكلٍ مباشر، ماذا يقول وكيف يتصرف، وذلك نظراً لوجود خبراء إيرانيين يتولون المسؤولية. ولكن، وبالمحصلة، ومن جهة أخرى، فإنَّ أفراد حزب الله هم لبنانيون، وهم الذين يجب علينا أن نستعيدهم الى كنف الدولة، وذلك بشروط الدولة، لا أن نخوض حرباً معهم، وهي حرب إن اندلعت لا طائل منها، ولا تنتهي وهي مدمرة للجميع. هذا الأمر يعني أن علينا ممارسة الحكمة وأن لا نطلق أحكاماً هكذا على عواهنها ونقول يجب ان تقوموا بهذا أو ذاك من دون التبصر بالأمور. اعتقد أن هناك أمراً خطيراً يتوجب علينا أن نتصرف على أساسه كدولة. إذْ أنهم جزء من شعبنا، وعلينا أن نستعيدهم إلى كنف الدولة، ولكن بشروط الدولة اللبنانية. وهذا الأمر يجب أن نتدرج به، وبوضوح وبالتزام. هذا ما يملي علينا أن نسير باتجاه الإصرار على تطبيق وقف سريع لإطلاق النار، وبالتلازم مع تطبيق صادق وكامل للقرار 1701. وهذا الامر يوجب ان يلتزم به الجميع، وأن تبدأ الدولة اللبنانية بنشر الجيش اللبناني في الجنوب، وبالتالي ان لا يكون هناك من عوائق من أي نوع كان تحدّ من سلطة الجيش اللبناني. وعلى الجيش التعاون مع قوى اليونيفيل على أن يكون للجيش واليونيفيل الحق في أن تفتش كل الأمكنة والمحلات حتى لا يكون هناك أي سلاح خارج عن سلطة الدولة اللبنانية في منطقة جنوب لبنان، والذي يجب ان يترافق مع ضبط جميع المعابر إلى لبنان، البرية والبحرية، للحؤول دون إدخال السلاح إلى لبنان، وهو ما ينصّ عليه القرار 1701 لمنع دخول الأسلحة والمعدلات العسكرية لغير السلطة الشرعية اللبنانية.
س: طيب دولة الرئيس، كيف يمكن تقييم الآن دور حكومة تصريف الاعمال في هذا الوقت الحالي، ولنفترض إن كنت مشاركاً في اي وفود للتفاوض. ما برأيك النقطة الاولى التي يجب طرحها ويجب الانطلاق منها ام ان الامور فعليا استعصت حتى على حكومة تصريف الاعمال واللوم لا يوجه اليها لوحدها فحسب بحكم انه الظروف تختلف تماماً؟
ج: بدون شك أنَّ الظروف باتت مختلفة الآن. وبدون شك ان تكوين الحكومة الحالية، وكما هو الآن مختلف عمّا كان عليه الحال في العام 2006. فالحكومة اللبنانية تُعاني الكثير من الكيد السياسي ومن المماحكات السياسية هذا الأمر غير مفيد. ولذلك هناك حاجة لبداية جديدة، وحتى في هذه الظروف الصعبة. ويجب أن تكون هذه البداية الجديدة من خلال انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ومن خلال تأليف حكومة فاعلة تستطيع فعليا ان تأخذ البلاد نحو تطبيق القرار 1701. وأن يُصار إلى البدء ببسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل الاراضي اللبنانية وبسط سلطة القانون والنظام. هذا هو الاساس الذي يجب أن يكون واضحاً للجميع.
لذلك، فقد بدأت حديثي بقولي ان هناك من لايزال ينكر ماذا جرى وعظم ما جرى. لذلك هذا الامر يجب ان نأخذه بعين الاعتبار، وأن يُصار إلى مساعدة لبنان لا ان يحمّل ما لا طاقة له به. هناك أمر يجب أن نحافظ عليه، وهو هذا العيش المشترك اللبناني. ولكن كما قلت وأؤكد عليه من جديد أنَّ هذا يجب أن يتم تحت شروط الدولة اللبنانية، والتي يجب أن تفرض المساواة بين جميع اللبنانيين، ولا أن تقبل بوجود مسلّح من طرف، وطرف غير مسلح من جهة، يجب ان يكون الجميع بدون سلاح، ويخضع الجميع لسلطة الدولة اللبنانية الواحدة والموحّدة.
س: كل ما تفضلت به دوله الرئيس برأيك هل هو كافي لوقف إطلاق النار على لبنان. انتخاب رئيس الجمهورية، وتعزيز لدور الجيش وما الى ذلك. هل هو كافٍ لوقف إطلاق النار؟ لأنّ هناك مطالب إسرائيلية متطورة اليوم. اسرائيل تربط اي وقف لإطلاق النار على لبنان باسترجاع رهائنها في غزه وكأنها تستخدم لبنان للضغط على غزه والضغط على حماس وهي قالت ذلك صراحة منذ بداية هذه الحرب وكأنها تقول للبنان وتعاقبه انت من ربطت جبهة الإسناد في لبنان بحرب غزة. أنا اليوم ايضا اربط وقف إطلاق النار على لبنان باسترجاع رهائن من غزة؟
ج: شوفي يا سيدتي. ما نشهده اليوم من كل هذه الممارسات والجرائم التي ارتكبتها وترتكبها إسرائيل على مدى كل هذه الفترة، يجب أن لا ينسينا أنها هي التي ارتكبت الجرائم، وأوصلت المنطقة العربية وغزة والضفة الغربية ولبنان إلى ما وصلنا إليه إلى الآن. وهي التي، ومنذ البدايات، جعلت من غزة سلطة اخرى غير تابعة لسلطة منظمة التحرير. وهي التي مكنت حماس من ان تبسط سلطتها في غزة. وها هي إسرائيل الآن على خصام وحرب مع حماس. ومع ذلك، فإنّه يجدر السؤال: هل انهت إسرائيل حماس؟ كلا. لم تنتهِ حماس. الذي حققته إسرائيل أنها دمّرت كل غزة، وأوقعت ضحايا وارتكبت مجازر، ولكن لم يتحقّق الذي تريده إسرائيل.
الأمر ذاته في لبنان هل قضت إسرائيل على حزب الله؟ كلا. والظن بأنّ حزب الله قد انتهى فإننا نكون غلطانين لأنّ الحزب متجذر وبشكلٍ كبير في بيئته. ولذلك، نحن نريد أن نسترجع حزب الله إلى الدولة اللبنانية وبشروط الدولة اللبنانية. حزب الله لكي يعود ويكون حزباً سياسياً يجب أن يحترم الدولة اللبنانية واستقلالها وسلطتها الكاملة، وأن لا يكون هناك من سلاح خارج سلطة الدولة اللبنانية. وهذا ما ينص عليه اتفاق الطائف الذي أقرّه مجلس النواب. ولذا ينبغي علينا أن ننتهز هذه السانحة لمصلحة جميع اللبنانيين، ومن ضمنهم بيئة حزب الله، ومن خلال هذه النافذة التي ادخلت متغيرات، والتي علينا ان نستعملها. ربما ننجح وربما لا ننجح ولكن علينا أن نحاول.
س: طيب بعد ما يعني ما حدث لحزب الله اليوم من قبل الجانب الاسرائيلي هل هو سيتوجه لا محالة للعودة الى كنف الدولة اللبنانية للتخلي عن اي اهداف اقليميه او مطامع تدفعها إليه إيران هل لديه هذه الفكرة أصلا؟
ج: أنا لا اقول ان هذه القناعة أصبحت موجودة لدى الحزب الآن. حتماً أن هناك عديدين من أنصار الحزب لا يزالون في حالة انكار مثل ما سمعنا اليوم ما يقوله أحد المتكلمين باسم حزب الله. بالفعل هذه حالة انكار لما جرى، وبالتالي هناك من يستمر في الحرب ويخاطب جمهوره على الأسس القديمة ويقول هذا الكلام الذي نسمعه. ولكن يجب ان نترك المجال للبنانيين الذين اُنتزعوا من أرضهم لنعرف وبهدوء ما هي ردّة فعلهم، وكيف سيتصرفون مش بس نشوف الناس اللي واقف حارس من الحزب يراقب حركاتهم وسكناتهم. ماذا يقومون به وماذا يصرحون به. إذْ أنه مطلوب منهم يصرحوا ماذا يريد الحزب منهم ان يصرحوا به. ولذلك الآن كثير منهم لا يصرحوا بمكنونات قلوبهم وعقولهم. ولكن علينا أن نستمع إلى ما يقوله العقلاء لديهم. ماذا يقولون وماذا بإمكانهم أن يفعلوا؟
أنا أعتقد أنّ هناك الكثير من الأمور التي حصلت، وعلينا أن نتروى من أجل استيعاب ماذا سيحصل بعد ذلك. علينا الآن، وبوضوح وإصرار، علينا أن نمشي باتجاه تطبيق اتفاق الطائف والقرار 1701 بكل مندرجاتهما، وبكل ما يعني من ضرورة وجود سلطة حكومية قوية تتمتع بالثقة في لبنان والخارج وتستطيع فيه قوى الجيش وقوى اليونيفيل بأن تصادر أي سلاح موجود غير سلاح الدولة اللبنانية.
هذا هو الشرط الأساسي لتطبيق القرار 1701 خلال هذه السنوات 18 من العام 2006 وحتى العام 2024 كانت إسرائيل وكان حزب الله يحاولان التشاطر على حساب لبنان وعلى حساب الامن في لبنان وعلى حساب السلم الدولي. وكان الحزب يستعين بالأهالي كحواجز يضعها في وجه قوى اليونيفيل، وهو كان يحتج بالأهالي بدهم والاهالي ما بدهم وهلأ مسموح للجيش وهلأ مش مسموح للجيش. أو أنّ قوى اليونيفيل مسموح لها أن تمر من هنا، وغير مسموح لها أن تمر من هناك، وبالتالي هذا غير مقبول. هذا كله يجب أن ينتهي، ويجب ان يكون واضحا ان هذا الامر يجب ان ينتهي على هذا الشكل لكي يستعيد المجتمع العربي والمجتمع الدولي ثقته بلبنان نحن الان امام تحديات كبرى. أنا أُدرك ان الأمر ليس سهلاً، وهو ليس أمراً بسيطاً. ولكن وللحقيقة، ليس لنا من خيار واضح غير ما قلته. وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 كاملاً وانتخاب رئيس الجمهورية الجديد فوراً.