شكراً للرئيس السنيورة

-A A +A
Print Friendly and PDF
المصدر: 
جريدة المستقبل
الكاتب: 
زياد علوش

هو رئيس وزراء لبنان الاسبق وصديق الرئيس الشهيد. هو صاحب الكلمة والموقف. هو رجل الدولة فؤاد السنيورة طبعت اساريره على الصبر والتعالي فوق الجراح في سبيل الاهداف العظيمة. تسلّم كرة اللهب (رئاسة الحكومة) في لحظة الحديد والنار هذا الرجل الهادىء الرصين المؤمن، العصي على الاستفزاز الرخيص، يؤمن بأن الشجاعة والقوة تكمنان في صلابة الموقف والدفاع عن الحق وليس الصراخ في وجه الآخرين.
لا ندري ما الذي سيحصل لو لم يكن في الزمان والمكان المناسبين للمرحلة رجل اسمه فؤاد السنيورة ربما ان السؤال كان ليكون هل كان لبنان ليبقى كما هو الآن موحداً. لقد استطاع الرئيس السنيورة الحفاظ على بذور التلاقي بين اللبنانيين التي اراد البعض لها ان تندثر، يكفي انها كانت الحكومة التي جابهت زلزال الاغتيال وحرب تموز. لقد استحق الرئيس السنيورة لقب رجل الدولة بكل جدارة والاهم انه كان الصديق الأوفى للرئيس الشهيد المؤتمن على ارث الصداقة.

لقد كافح بصمت رغم التجني الذي تكاد لتزول منه الجبال، لكن كلما ازدادت الضغوط ازداد صلابة. نعلم ان نصف اللبنانيين الآن ينظرون بايجابية الى رئاسة الرئيس السنيورة والنصف الآخر قد لا يوافقونهم الرأي وهذا حقهم الذي يدافع عنه الرئيس السنيورة نفسه بكل قوته، الا ان هذه النظرية النمطية تقوم على اساس الفرز الآني بين 8 و14 فاللاعبون لا يزالون في ارض الملعب يعانون الارهاق مما اجهدوا انفسهم به وعندما تهدأ النفوس وتعود حياتنا الوطنية الى دورتها الطبيعية سيدرك الجميع ان الرئيس السنيورة كان مايسترو المرحلة الوطنية للجميع لأنه ببساطة رجل دولة وكل لبنان.
لأجل ذلك نحن متأكدون بأن التاريخ والحاضر سينصف هذا الرجل العظيم من لبنان والمهم ايضاً ، فدولة الرئيس يشكل ثروة وطنية بلغت اوج عطائها ينبغي لنا استثمارها. وفي هذا السياق فان الرئيس السنيورة ليس فقط مؤهلاً لتبوّؤ ارفع المناصب الاممية بل هو حاجة ملحة في ذلك للمرحلة الحالية لما نشهده على ساحتنا الوطنية والعربية والاسلامية والدولية. فهل يدرك الجميع اهمية تلك الثروة؟!.

تاريخ النشر: 
سبت, 2010-01-09